روايه لدعاء عبد الرحمن
مكنتش هنا !
جلست أم فارس بجوار مهرة على طرف فراشها وأخذتها بين أحضانها ومسحت على شعرها بحنان ثم نظرت إلى والدها وقالت پغضب شديد
أنت ازاى تعمل كده فى بنتك يا ابو يحيى مش حرام عليك
لوح والدها بيده وهو يقول بعصبية
معلش بقى يا ست ام فارس دى بنتى وانا حر فيها أضربها اموتها محدش له عندى حاجة
أطلت من عينيها نظرات غاضبة ولأول مرة تخرج عن شعورها وتتكلم بعصبية شديدة وأخذت تهتف به قائلة
بصلها كده بعد ما كبرت وبقت عروسة وشوف لبسها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الناس علشان تعرف انى عرفت اربى صح وشوف كده لو كانت فضلت قاعدة لوحدها وانتوا سابينها مع اخوها وصحابه والمدرسين الرجاله اللى كانوا داخلين خارجين لما كان يحيى فى
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ذراعها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها
جذبتها خلفها بحسم وانصرفت بها أم فارس أمام أنظارهما المبهوتة ينظران لبعضهما البعض وكل منهما يحاول أن يحمل الآخر مسؤولية أهماله وسوء تصرفه
أستطاع باسم الحصول على رقم هاتف الضابط محرر محضر القضية وأتصل بوائل وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه أن يقابله فى مكان عام ولا يذهب إليه فى قسم الشرطة بالفعل قام وائل بالاتصال بالضابط وأتفق معه على مقابلة سريعة فى مكان عام
و تركه الضابط وانصرف بحدة ووائل يتابعه بنظراته القلقة الخائڤة وأخرج الهاتف على الفور وهاتف باسم وأخبره بما حدث فقال باسم
خلاص سيبك منه هو اللى عاوز يروح لقپره برجليه دلوقتى بقى تروح تقابل الشهود وتشوف مايتهم هما كمان وبعدين تبلغنى باللى حصل بينكوا بالظبط
بس دلوقتى يا أستاذ باسم معظم الفلوس معاك هندفعلهم منين
قال باسم بابتسامة متهكمة
ملكش دعوة روحلهم بس واتفق معاهم وسيب الباقى عليا
حاول وائل أقناع الشهود بالإستجابة لطلبه وإغراءهم بالمال ولكنهما كانا مذبذبين بشدة وقال أحدهما
يا أستاذ وائل بقولك محامى البنت القتيلة لسه نازل من عندنا قبل انت تيجى على طول وهددنا أننا لو غيرنا أقوالنا ومقولناش الحقيقة هيفضحنا قدام المحكمة ويحبسنا پتهمة التزوير
مال وائل للأمام وقال بثقة
ولا يقدر يعملكوا حاجة
أنتوا هتقولوا اللى شفتوه
وضيق عينيه
وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال
كده نبقى متفقين تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض ونتفق على كل حاجة
غادرهم وائل سريعا وهو يبتسم بثقة وأغلق الباب خلفه نظر أحداهما للآخر وقال
هنعمل أيه دلوقتى الراجل ده شكله شرانى أوى وفى نفس الوقت المحامى التانى هددنا بالحبس پتهمة التزوير
قال الاخر
طب وبعدين
وقبل أن يجيبه سمعا طرقا على باب الشقة فنهض أحدهما وهو ينظر للآخر مترقبا وفتح الباب ونظر إلى القادم بتساؤل ورهبة وهو ينظر إلى حلته العسكرية وهو عاقدا ذراعيه أمام صدره ويقول بهدوء ولكن بلهجة صارمة
ها اتفقتوا على المبلغ ولا لسه !
وبعد أسبوعين مرتقبين كانت تجلس فى قاعة المحكمة وهى تنظر إلى محامى المجنى عليها يحمل وجهها قسمات انتصار واثقة بعد أن أكد لها باسم أن الشهود سيغيرون أقوالهم و عدم حضور الضابط الذى يستند إليه محامى المجنى عليها فى أثبات جناية التزوير بدأت الجلسة وأمر القاضى حاجب المحكمة بالنداء على الشهود الثلاث نظرت دنيا إلى الأوراق أمامها وهى تشعر بأن كل شى قد انتهى فبمجرد أن يشهد الشهود