الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه جديده ورائعه من الاول للخامس

انت في الصفحة 78 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز

!..
نظرت منة الى البعيد وهى تجيب داعية الله في نفسها أن يغفر لها كذبتها فهي لا تريد إلا رأب الصدع بين حماها وإبنه وأن يشفى من محنته تلك فهي ابدا لن تكون المعول الذي يهدم ترابط هذه الأسرة ويجعل قائدها ينهار كما حدث اجابت منة بابتسامة صغيرة
يا حاج الكلام اللي وصلك وعرفناه من سمية دا مش مظبوط قوم حضرتك بالسلامة واحنا هنفهمك كل حاجه وعلى فكرة بقه سيف واقف بره مقعدش من ساعة ما جينا الخبر جالنا واحنا في اسكندرية وجينا على هنا على طول وما ريحش ثانية واحده في السكة ولما الدكتور سمح اننا ندخل هو رفض خاف عليك أحسن تنفعل لما تشوفه...
سأل عبدالهادي
انتو جيتو من اسكندرية مش من مصر..
إلتقطت منة تردده وانتهزت الفرصة لتعضد كلامها السابق واجابت ببراءة مزيفة
آه احنا سافرنا يومين اسكندرية نغير جو فرصة احمد اخويا هنا في اجازة والخبر جالنا انهرده الصبح واول ما عرفنا جينا على طول حتى بابا وماما كانوا عاوزين ييجوا معانا بس للاسف المشوار من اسكندرية لهنا طويل شوية وماما مش هتقدر تركب المسافة دي كلها بس أول ما ينزلوا القاهرة ان شاء الله هييجوا يسلموا على حضرتك على طول...
تقصدت منة أن تخبره برحلتهم الى الاسكندرية فمعنى ذلك أن حياتهما سوية تسير بشكل طبيعي بدليل سفرهم الى الاسكندرية بصحبة أهل زوجته فلو كان ما سمعه صحيح لم تكن عائلتها لتسمح له بالاقتراب من ابنتهم ثانية او الاجتماع بهم في أي أمر هي إذن لم تكذب! بالفعل هي سافرت برفقة ذويها وهو سافر بمفرده ولكنها فقط خبأت عنه أن كلا منهما قد سافر بمفرده وان سفر سيف للاسكندرية كان بقصد اقناعها بالعودة اليه كل هذا لا يهم ما يهم الان أن يشفى هذا الأب العظيم وبعد ذلك لكل حاډث حديث !!...
قطب عبدالهادي وتحدث في ريبة
الحديت ديه صح يا بتي انتو كلاتكم كنتو في اسكندرية سوا..
أقسمت منة قائلة
والله العظيم يا حاج كلنا كنا في اسكندرية انا وبابا وماما واحمد ومراته وبنته ومعايا البنتين وسيف كمان...
ولم تستطع سوى قول ذلك فهذه مهما كانت هي الحقيقة وهي لن تؤثم فهي لم تقسم بالله زورا وبهتانا لقد أقسمت على تواجدهم جميعا في الإسكندرية وهذا ما حدث بالفعل !!.....
تنفس عبدالهادي بعمق وأغلق عينيه وهو يعلق بصوت ضعيف وان كانت الابتسامة قد ارتسمت على وجهه عميقا
ربنا يطمن جلبك زي ما طمنتيني يا بتي أجوم بس من وعكتي دي وأني أعرف مين إبن الفرطوس اللي جال الحديت العفش ديه على ولدي...
أجابت منة بابتسامة 
انت بس شد حيلك وقوم لنا بالسلامة واللي عايز تعمله كله اعمله بس علشان خاطرنا خلي بالك من نفسك يا حاج انت ضهرنا وسندنا قوم لنا بسرعه يا حاج...
خرجت منة من غرفة الرعاية وأغلقت الباب خلفها لتستند بكتفها اليه وقد أغلقت عينيها زافرة بعمق إعياءا انتبهت الى صوت سيف الهامس بجانبها ونبرة القلق تطغى على صوته
خير يا منة طمنيني..
فتحت عينيها لتنظر اليه مجيبة بابتسامة شاحبة
الحمدلله اطمن يا سيف انا سايبه الدكتور معاه دلوقتي وان شاء الله خير عمي هيقوم لنا بالسلامة بإذن الله.
خرج الطبيب المعالج ونظر اليهما ابتسم

بأبوة وقال لهذا الشاب الذي لم يجلس دقيقة واحده منذ وصوله الى المشفى قلقا على حالة والده الصحية
اطمن والدك تقريبا عدى المرحلة الحرجة... نظر الى منة الواقفة تستند بضعف الى الحائط خلفها وتابع بابتسامة
تقريبا آنسة منة ليها الفضل بعد ربنا سبحانه وتعالى في تحسن حالته الواضح دا واضح جدا انه بيحبها أوي وتقريبا كلامها معاه الدقايق دي كان له مفعول السحر اللي مقدرتش كل أدويتنا أو معداتنا تعمله هي بفضل الله عملته وفي اقل من عشر دقايق!!
نظر سيف الى منة بشكر وقال
أصل حضرتك متعرفش غلاوتها عندنا كلنا قد إيه وهي بالذات ليها عند الحاج معزة خاصة جدا...
أومأ الطبيب موافقا وقال
واضح جدا عموما تقدروا كلكم تروحوا دلوقتي مالوش لزوم قعدتكم كدا وان شاء الله من هنا للصبح يكون مؤشراته الحيوية اتحسنت أكتر ونقدر ننقله أودة خاصة لغاية ما نحدد معاد القسطرة....
ثم استأذن منصرفا في حين اقترب سيف من منة وهمس لها وهو يقف على مقربة منها مستندا بيده على الحائط بجوار رأسها
مش عارف أشكرك ازاي يا منة انا معرفش انتي قولتيله ايه جوه بس اكيد حاجه خليت معنوياته ترتفع بالشكل دا بجد أنا معرفش من غيرك كنت اعمل ايه!..
أشاحت منة بنظرها بعيدا وأجابت بهدوء
انت عارف ان عمي غالي عندي أوي وعلى قد ما أقدر لازم أساعده انه يقوم بالسلامة وفي الاول والآخر الشفا دا بإيد ربنا سبحانه وتعالى واحنا كلنا أسباب...
هم سيف بالكلام عندما قاطعه صوت والدته التي وقفت بجوارهم مستندة الى ذراع سميحة ابنتها من جهة وسمية من الجهة الأخرى تستفسر عن حالة زوجها ولماذا لم يدعها تدخل اليه
77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 118 صفحات