روايه جديده ورائعه من الاول للخامس
منة تمسك بيدي ابنتيها انتبه
لحضوره الموجودون فسارعوا بالقاء التحية عليه احترمت منة طريقة استقبالهم لسيف فمع أنه مؤكد أنهم يعلمون ولو بضع معلومات بسيطة عن سبب سقوط كبيرهم صريع المړض ولكنهم لا يملكون سوى احترام الإبن فهو ابن كبير بلدتهم وأمره فيهم مطاع واحترام ولده من احترامه هو ....
مال سيف على رأسه أمه بينما أجهشت هي پبكاء مرير يقطع نياط القلب وهي تنتحب قائلة
ربت سيف على رأسها مهدئا إياها وهو يقول راغبا ببعث الطمأنينة في نفسها طمأنينة هو أبعد ما يكون عنها
أطمني يا أمي الحاج هيقوم منها ان شاء الله....
الټفت شقيقاته حوله وهن يبكين حتى سلمى كانت معهم والتي طردها زوجها بعدما علم بأمر سيف فهو شقيقهم الوحيد وعزوتهم ولم يستطعن تصديق ما سمعنهن بل هن على يقين من أن هناك سر مخفي وأن سيف سيزيح النقاب عنه ليضع كل فرد لسانه داخل فمه وليعلم الجميع ان إبن عبدالهادي ليس من يقوم بهذه الافعال الشائنة المعيبة...
سيف برجاء
أرجوك يا دكتور صارحني والدي عنده إيه بالظبط...
الطبيب متنهدا بعمق وهو يربت براحته على كتف سيف
للأسف الوالد اتعرض لأزمة قلبية حادة احنا هنعمل قسطرة وربنا يسهل ونشوف نتيجتها هتبقى ايه المهم انه مافيش أي انفعال من أي نوع علشان كدا أنا مانع عنه الزيارة خالص حالته ما تستحملش أي انفعال سواء زعل أو فرح.. ثم قطب متسائلا
قطب سيف متسائلا
مين من اخواتي يا دكتور
الطبيب بتلقائية
أعتقد.. منة! كان بينادي طول ما هو في نومه عليها!!...
شحب وجه سيف وأغمض عينيه بشدة ليفتحهما على اتساعهما محدقا بقوة أمامه وهو يكرر عبارة الطبيب
منة!!.... ثم الټفت الى الطبيب مستفهما
هي ممكن تدخل له سكت الطبيب قليلا ثم نظر اليه قائلا بهدوء
اتجه سيف حيث منة وشقيقاته ووالدته وأشار لمنة التي قامت متجهة إليه بينما أخذت سميحة شقيقته البنتان قائلة أنها ستذهب لشراء الحلوى لهما من كافتيريا المشفى سارت منة الى سيف ووقفت أمامه متسائلة
الحاج عاوز يشوفك وانا استأذنت من الدكتور انك تدخلي له 5 دقايق بس...
منة بدهشة وحيرة
وانت مش هتدخل معايا...
أشاح سيف بنظره بعيدا وأجاب بجدية تخللتها نبرة حزن وأسف
أنا بالذات مش لازم يشوفني دلوقتي خالص انتي ناسية ان الدكتور مانع عنه الانفعالات!..
هزت منة رأسها لأعلى وأسفل وتقدمته حتى غرفة الرعاية حيث أعطتها الممرضة المسؤولة كمامة للأنف لترتديها.....
تقدمت منة الى الداخل بينما انتظرها سيف خارج الغرفة اتجهت الى الرجل الكبير الراقد فوق فراش المړض تحيط به الخراطيم ويوصل انبوب للتنفس بأنفه مدت يدا ترتعش لتلمس يده الموصول بها الأنبوب المغذي وترقرقت الدموع في عينيها فهي لا تصدق ان هذا الصرح الشامخ راقدا الآن أمامها فوق فراش المړض لا حول له ولا قوة مالت على ظهر يده لتقبلها وهى تقول بخفوت
ألف لا بأس عليك يا حاج إن شاء الله أجر وعافية وهتقوم لنا بالسلامة قريب بإذن الله....
ارتعشت جفونه قبل
أن يفتحها بضعف فأضحت الصورة مهتزة أمامه ثم تحدث بصوت بالكاد يخرج منه
من...منة... بتي شهقت منة عاليا ورفعت رأسها لتطالعها عيناه المتعبتان وهما تطالعانها بوهن هتفت منة بصوت باك
ألف لا بأس عليك يا حاج ما تجهدش حضرتك نفسك في الكلام الدكتور طمنا.. ان شاء الله خير ..
ابتسم عبدالهادي ابتسامة خفيفة وتحدث بصوت واهن متقطع
اللي يريده ربنا هيكون يا بتي أني عاوزك تسمعيني منيح أني مش هسيب حجك واصل اللي عمله فيكي هرجعلك حجك منيه تالت ومتلت..
ابتسمت منة وقالت وهي تربت على يده
قوم لنا إنت بالسلامة الأول يا حاج وبعدين سيف معملش حاجه سيف ابنك يا حاج عمره ما هيعمل حاجه تزعلك منه..
نظر اليها عبدالهادي نظرات لوم وعاتبها قائلا بصوته الضعيف
بتكدبي علي يا بتي! إنت فاكراني مش هجدر أعرف إذا كان عمل صح ولا معملش