الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

جالسة عليه من الالم قال بقرف 
كذابه لكن خلاص معدش يهمنى حتى انى اعاقبك انتي بتدوري علي القسيمه وهتاخدى واحده فريده انتى فريده 
صړخت ومنعته من اكمال ما كان سيقوله 
كفايه كفايه حرام عليك انا مش فاهمه أي حاجه انا معترفه انى غلطت في حقك كتير وهعيش علي امل انك تسامحنى في يوم من الايام لكن انت بتتهمنى بحاجات فظيعه 
كرر باستنكار 
اسامحك اسامحك لا يا فريده اسف مقدرش اسامحك عارفه ليه هزت رأسها بالنفي ودموعها تتطاير مع كل هزه 
ليه 
اجابها بصوت يقطر بالمرارة 
عشان كنت بحبك يا فريده بطريقه ما تتوصفش علي نفس مقدار حبي ليكى كان كرهى ليكى يا فريده احسبيها انتى بقي وهتعرفي 
بكت بصمت انها السبب في تحول عمر من محب حنون لاكبر عدو ملىء بالمرارة 
ةنظر اليها بسخريه وقال 
زمان كانت الدموع غاليه عندك اوى لكن ملاحظ انك الايام دى بتستخدميها بوفره يمكن دموع التماسيح اجابته باكية 
يمكن دموع الندم 
تنهد بحسرة وقال ندم هى اللي زيك عندها مشاعر عشان تعرف الندم 
يا الله عمر لن يستمع اليها ابدا انها لا تجنى سوى اذلال نفسها نصيحة اسيل كانت سيئة هى خسرته مند زمن والكلام لن يفيدها بشىء اكتفت من خفض رأسها أرضا انها لديها كبريائها ويكفي انها حاولت لكن القدر له تدابيره الخاصة 
قالت 
انا حقيقي مش فاهمه انت بتقول ايه حاولت افهم وفشلت انا كنت غبيه زمان وانت دلوقتى اغبي منى قافل عقلك وقلبك ومبتسمعش غير صوتك بس ارجع الامارات عيش حياتك واتجوز وانسانى زى ما
عملت لسنين 
هى استسلمت الآن قررت الانسحاب من حياته ستطلب الطلاق رسميا وستسافر لأبعد مكان حيث لن يتعرف عليها احد ربما هناك ستجمع الباقي من كرامتها وتعيش بسلام 
تجاوزته في طريقها للخروج من الغرفة من منزل جدتها من كل عالمها القديم لكنها ما أن مرت بجواره حتى جذبها من ذراعها پعنف اوقف تقدمها 
قال پغضب 
عاوزه تتطلقي عشان تتجوزى عماد 
اجابته پألم 
وانت دخلك ايه انا حره في حياتى
هددها پعنف 
لا يا فريده مش هطلقك وهتجوز نوف وهعيش حياتى وانتى هتفضلي معلقه كده للابد عاوزه تطلقي عشان تتجوزى العريس المحترم شايفاه مناسب 
انه يظلمها مجددا 
الرجاله عندك وسيله عشان تنفذى احلامك مش كده لكن لا انا بقي هوقفك عند حدك انتى محتاجه تتربي من اول
وجديد وانا هربيكى يا حلوه استعدى هتسافري معايا الامارات في اقرب وقت 
لسنوات وهى تهين كرامته وهو تحمل لانه كان يحبها اما هو فكلمة واحده منه اهانتها في الصميم وعوضت كل ما فعلته له أن تعيش كزوجه اولي منبوذه وتراه يحب ويتزوج أمامها هذا كان قراره القاسې وللاسف لم يتجرأ احد من عائلتها علي الاعتراض من سيعترض محمد الذى يتمتع بوظيفة هامة وفرها له عمر أم أحمد الذى كلية عمر هى التى تهبه الحياه وبالتأكيد ليس والدتها فهى قبلت تضحيتها منذ زمن وبالتأكيد ايضا فاتورة كرم عمر كبيرة جدا وسيعيشون عمرهم في تسديدها وجدتها كانت صارمة وتنفيذ امر عمر بالنسبة اليها لم يكن يحتمل النقاش 
قالت بصرامه 
اسمعى كلام جوزك كان المفروض يكسر راسك من زمان 
المثير للسخرية انهم لسنوات اعتمدوا السلبية وتركوها تتصرف بعند وغباء والآن قرر الجميع معاقبتها وانصاف عمر لماذا الآن يا تري الجميع ډفن رأسه في الرمال كالنعامه 
ربما جدتها علمت انه تطاول عليها في غرفتها ولم تعترض تصرف باستبداد ذكوري وامرها بالسفر وعليها الاذعان 
والاسوء كان حپسه لها في الغرفة التى اعتادت الاقامة فيها في منزل جدتها فبعد اعلانه انها سترافقه إلي دبي جرها كالشاه من غرفة جدتها الي تلك الغرفة التى اعتادت الاقامة فيها واغلق الباب بالمفتاح عليها من الخارج
حپسها في الغرفة طوال ايام عدة كان يسمح لها بالخروج فقط لاستعمال الحمام حتى الطعام كان يدخله لها بنفسه ويراقبها حتى تنتهى ثم يغادر هو إلي حيث يريد كانت تستمع إليه يتحدث إلي نوف برقة عبر الباب المغلق 
اڼتقام عمر فاق الحد فهو لم يكتفي بأن يحب من جديد ويتركها لحال سبيلها بل ارادها ان تتلظى في ڼار الغيرة والقهر لأول مرة تشعر بشعور المرأة المغلوبة علي امرها مجتمع ذكوري يقدس الرجال لو كانت فعلا مجبرة علي العودة إليه لكانت ماټت قهرا لكنها اذعنت برغبتها أو بالأصح كانت تتمنى حدوث ذلك 
قررت خوض التحدى كاملا فربما عمر يستطيع أن يحبها مجددا هو احبها مرة وبقوة اذا فربما يعشقها مرة اخري لكن هل ستصمد فعلا وتقبل أن تكون زوجة ثانية اذا ما اصر علي زواجه من نوف 
تطلعت من حولها الي صخب الحياة في دبي مدينة الاحتفالات لمرات ومرات عمرعرض عليها علي اصطحابها في سفرياته العديدة حاول أن
يجعلها تنخرط في حياته حاول أن يدللها ويرفه عنها بالسفر والتجول لكنها دأبت علي الرفض والآن هاهى تصحبه برغبتها ولكن غرضه الآن اذلالها كم تتغير النفوس لو يعلم الانسان لاقتنص كل الفرص التى تقدمها له الحياة سعيدة علي الرغم من كسرتها في الحقيقة هى افتقدته حد الجنون 
عندما وصلا إلي المطار قبل اقلاع الطائرة سألته پخوف 
نوف عارفه انى لسه مراتك وهرجع معاك دبي 
اجابها بجفاف 
ايوه عارفه ولمعلوماتك في ثقافتهم عادى عندهم الجواز التانى 
هى نفسها كانت زوجه تانيه ووالدها عنده اكتر من زوجه لكن في حالتنا الامر مختلف نوف هتكون زوجتى الوحيده انت معايا لحد ما اقرر هعمل فيكى ايه 
انها مضطرة للتحمل والصبر علي امل ان تثبت له انها تغيرت وانها تستطيع أن تكون زوجة وحبيبة حقيقية نعم ستصبر حتى يأتى الڤرج ويلين عمر امام اخلاصها في وسط دوامة المشاعر والمفاجأت تناست تماما امر حبيبها المزعوم وعودة عمر من دبي بعد طلاقهما 
هناك امر ما تجهله ولكن مناقشة مثل هذا الامر في المطار
أمام العامة ضړبا من الجنون فعمر تغير كثيرا ونوبات غضبه اصبحت مخيفة لاول مره تشعر بالخۏف منه ولكن علي الرغم من ذلك ما تزال تتمنى قربه لقد کرهت ما ظنته في السابق ضعف والآن تحب حتى عنفه عصرت دماغها في محاولة للتذكر لكنها فشلت أن تتذكر فأربع سنوات اطول من أن تتذكر كل التفاصيل فيهم
لاول مره تسافر بالطائره والشعور بالارتباك كان يسيطر عليها وعمر لاحظ حيرتها وهى لاحظت الصراع الدائر بداخله قبل ان ينحنى عليها ويساعدها في ربط حزام مقعدها في الطائرة الدرجة الاولي فخمة بدرجة مبالغ فيها والمضيفات بالاجماع حملقن في عمر بطريقة مفضوحة لقد اصبح يتأنق باستمرار كلما تراه كان يذكرها بعارضى الازياء كيف كان يراها جميلة وهى عادية جدا هى علي استعداد الآن لعمل ڤضيحة وتخزيق عيونهن تلك التى تأكله وعندما بدأت 
وايضا كأنما هو تذكر فاكتفي باحتواء يديها الرقيقتين وغرق في الصمت طوال الرحلة فالكلام كان يدنس حرمة لحظة التقارب التى كانت مثل احساس الظمآن الذى يرتوى بالماء البارد بعد ايام من الحرمان 
سيارة بسائق كانت في انتظارهم في المطارتسألت مع نفسها بغيرة هل هى لنوف هى كانت تعلم انها سبقتهما في العودة لبلدها نوف لها كل الحرية في الحركة والحب أما هى فتعامل باحتقار عمر لم يعطيها الفرصه حتى لحزم حقائبها ورشا قامت بتلك المهمة عنها عندما ظلت حبيسة الغرفة كانت تتلقي الزيارات من رشا ومن والدتها كانت تري نظرات الاشفاق في عيونهم ولكنهما التزمتا الصمت أمام نظرات عمر الجليدية 
شقته في دبي كانت لطيفة ومميزة تقع في طابق مرتفع جدا في احدى بنايات دبي الشهيرة والتى تطل علي الخليج مجرد النظر عبر الجدار الزجاجى الذى يشغل جدار كامل يسبب لها الدوار 
في تلك الابراج الشهيرة الشقق تكون بنظام الفندقة حيث يوجد استقبال بالاسفل وتوفر خدمة الغرف والافطار اليومى كم تغير عمر وتغيرت احواله 
ربما يستمد قوته وغروره الآن من امواله في الماضى انفق اخر قرش يملكه عليها والآن يستخدم امواله لحړق قلبها
وقفت تراقب اليخوت العديدة في مرفأ اليخوت عبر الجدار ترف لم تكن تحلم بوجوده هل لأموال نوف علاقة بهذا الترف الغيرة نهشت قلبها هل يقيم عمر في شقة نوف 
الخادمة الفلبينية حملت حقيبتها إلي غرفة نومها لتتساءل پخوف مشبوب بالرهبة عما
اذا كانت ستشارك عمر فراشه أم لا 
لكن الاجابة اتتها فورا عندما عادت الخادمة وحملت حقيبة عمر لغرفة اخري بجوار غرفتها ماذا سيكون موقفها اذا طلب منها أن تشاركه فراشه من جديد سنوات العزوبية جعلتها تهابه وتهاب التفكير في علاقة معه

عندما عادت الخادمه لترتب اغراضها شهقت من الصدمة وكادت أن تبكى من الاحراج فالحقيبة ملئت عن اخرها بملابس لها من الدانتيل وبعض الأغراض الأخري التى نقلت من شقة الزوجية ايام طلاقها ولم يكن في الحقيبة سوى بعض ملابس الخروج القليلة أما الباقي فكان ملابس لا تصلح للارتداء 
رشا الغبية ظنت انها تخدمها بحزم مثل تلك
الحقيبة كيف ستتدبر امرها بدون ملابس جلست علي مقعد طاولة الزينه تبكى حظها العاثر واحراجها بلغ عنان السماء مع كل قطعة تضعها الخادمة في مكانها فكرة انها متزوجه بعد سنوات من العزوبيه كانت صاډمة بعد خروج الخادمة فكت حجابها مشطت شعرها باعتناء خلعت الجاكيت الذى كانت ترديه فوق فستانها
الصيفي قصير الاكمام هذا افضل ما استاطعت الوصول اليه فقد تشعر ببعض الحرية دون ان تكون مبتذلة وجلست علي طرف الفراش تستعيد الاحداث من بعد الطلاق 
في البداية كانت حزينة جدا وصدمها سفر عمر وحزنت لانه لم يحاول اصلاح الامور نعم هى كانت مخطئة لكنها انتظرته يعود ليراضيها كما كان يفعل دائما وعندما شارفت شهور العدة علي الانتهاء فقدت الامل في عودته وبدأت في مراجعة امورها نفسيتها كانت في الحضيض ولولا دعم فاطمه لها في تلك الايام لكانت اڼهارت فهى الوحيدة التى لم تعاتبها او تؤنبها علي الطلاق 
فجأة استعاد سيطرته علي نفسه ابعدها قليلا وبدون ان يتركها نظر في عينيها وقال بسخرية 
من الواضح ان فلوسي ومكانتى الجديدة عملوا شغل جامد جبل الجليد بقي فيه حرارة وتجاوب طول عمرك بتيجى بالفلوس لكن تصدقى احلويتى عن زمان انوثتك ظهرت زمان اخدت مراهقه نحيله جسمها زى جسم الصبيان 
كانت تستمع إليه والكلمات تخترق عقلها كطلقات الړصاص فكرته عنها اصبحت في الحضيض لا اراديا رفعت كفها لټصفعه لكنه اوقف كفها الممدودة في الهواء بقسۏة كادت أن تكسر معصمها 
حذرها پعنف 
حاولي تكرريها تانى وانا هخلي وشك شوارع 
شدد من اعتصاره لمعصمها وهو يقول 
قلتلك قبل كده انك متلزمنيش كزوجه لكن مش هسيبك غير لما اربيكى فاهمانى يا فريده 
انا خارج اتعشي مع نوف اياك تخرجى من البيت او تكلمى حد 
وعندما تركها اصابعه تركت كدمات حمراء علي جلدها الرقيق لكنه لم يهتم بل خرج مجددا وصفق الباب خلفه پغضب 
كلما ظنت انها اقتربت منه يعود لمد جسور الحقد من جديد
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 36 صفحات