الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي

انت في الصفحة 18 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

حبات اللؤلؤ ولا اراديا أيضا مد يده ومسح تلك الدموع 
تخشبت كانت تخشي الحركة او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظة الساحرة ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى 
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا رفع ذقنها ليتطلع في عينيها پألم لأول مرة خلال فترة علاقتهما كانت تلاحظ انه يحاول الفهم كان يحاول سبر غور فريده الجديدة المختلفة 
وبدون اضافة المزيد غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده 
الأحداث التالية مرت عليها وهى تتحرك مثل الالة كانت تقوم بالاشياء المفروضة عليها وهى متخشبة مثل الالهة الخالية من المشاعر 
بعد رحيله ظلت علي نفس وضعها متجمدة كالتمثال لفترة غير معلومة فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت رشا كانت مندهشة للغاية فبعد تحذيراتها القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون أن تعود لالتقاطها كما امرتها 
جمعت الباقي من اعصابها التى تحطمت ونهضت لن تأخذ أي ملابس فعلي عمر اأن يحرقها ويتخلص منها ربما انتابها الامل للحظات
وتمنت أن يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار 
انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الآن السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الألم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيرة وأيضا الالم نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشدة الم يفوق احتمالها شعور الغيرة شعور فظيع مدمر ېمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي قبل اأن تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيرة نهشت قلبها ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول إليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر 
رفعت عيناها إلي موظفة البعثات وكررت ببلاهة 
موافقة الزوج 
اومأت الموظفة برأسها 
ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و قاطعتها بإحراج 
انا مطلقه 
الموظفة مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر 
فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره صاحت بفزع 
قسيمة ايه انا معنديش قسيمة سألتها باشفاق 
انتى لسه متطلقه قريب هزت رأسها بالنفي 
لا مطلقه من اربع سنين هذه المرة كان دور الموظفة لتفتح فمها ببلاهة 
اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه صمتت بمراره بماذا ستجيبها هى لا تملك أي اجابة لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمة فلم تحتاج اليها ابدا من قبل بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء هل تلقتها والدتها
واخفتها عنها عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسمية تؤكد انها مطلقة علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمة ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد
شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع بالنشوه 
زوجة عمر فخري نجم ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليلة من الصدمة كانت محفز رائع لهرمون السريتونين هرمون السعادة عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد تصل للعشرة صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه 
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى أن يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حتى تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاټلة ماما فين قسيمة طلاقي 
سوميه رفعت يداها في علامه تدل علي الحيره ثم عادت لانزالها وعندما رفعتها مجددا قالت 
ما فيش قسيمة
اول مره في حياتها تري فريده سعيدة اما فريده فبعدما ابتعدت عنها قالت
خلاص يا ماما متشغليش بالك انا عارفه انا هعمل ايه 
نعم هى تعلم كلمة السر شريفه الآن فهمت طلب جدتها الغريب والصاډم عندما طلبت من عماد أن يخطبها من عمر انه كان يخطبها من زوجها تلك العجوز الخبيثة لم تكن تتصرف بعشوائية بل كانت تخطط وتدبر في البداية ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت أن تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف كى يخرج عن صمته 
علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها لا عجب في أن عمر كان مشدودا كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها 
اه يا جده لقد تصرفتى كثعلب عجوز خبيث اجبرت عمر علي المواجهة ولكن يتبقي السؤال الاهم لماذا لم يطلقها عمر رسميا 
ودعت والدتها وغيرت اتجاهها لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم 
منزل جدتها القديم المكون من غرف عدة في منطقه قديمة في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامة في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العودة معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر إلي القاهره في سفرة قصيرة جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيدة وبمجرد أن فتحت لها ريما الباب علمت أن فريده مختلفة 
تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمة الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمة غادرها الآن وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد 
في لحظات مچنونة تمنت أن يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الآن عادت إلي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ذكرها بفعلتها الدنيئة وسبب طلاق عمر لها فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسمية 
سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد سألتها 
فين قسيمة طلاقي 
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطة
ما فيش قسيمه 
اطرقت برأسها واجابتها 
ايوه عرفت لكن ليه 
الجده اجابتها 
عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها انها
زوجته قانونيا إلي الآن بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعادة ولا تدري لماذا فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه 
ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده 
اخر اجابة توقعت سماعها ربما توقعت أن تسمع انه لم يجد الوقت أو حتى انه
نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابة التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفة لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف فالاجابة الصاډمة التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن التفتت بسرعة 
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى 
مافيش قسيمة لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده 
الحلقة الثانية عشر 
رواية غيوم ومطر 
للكاتبة داليا الكومي 
12سجينة في انتقامه 
لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليلة كانت تري غرفة جدتها متسعة للغاية والآن تراها ضيقة كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء منذ متى وهو هنا 
بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وليس قانونا فقط كانت فوق احتمالها وكادت أن تفقد الوعى ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى سألته وهى ترتعد 
ردتنى اجابها بجمود 
ايوه قبل ما العدة تخلص بيوم 
تماسكت وهى تسأله مجددا 
ليه 
كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات انها الآن مرتبكة بشدة والأمور اصبحت معقدة تماما انها زوجته ولديه خطيبة محبة لماذا الآن فقط علمت هل عاد لتصحيح الأمور 
ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة
جديدة هل تملك الشجاعة والقوة كى تحاول استعادة حبه المفقود هل تستطيع جعله يحبها من جديد ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام 
وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز 
اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى

بحبك او باقي عليكى يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقة كده حتى حريتك خساره فيكى
لم تصدق ما كان يقوله متى عاد من الامارات لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل 
في الماضى كانت تتعصب وتصدر الاحكام المتسرعة بدون تفكير أما الآن فحتى حقها في الدفاع عن نفسها تخلت عنه بكامل ارادتها فما فائده تبرئة نفسها اذا كانت ستخسره في كل الاحوال 
سمعته يستطرد بقرف واضح 
برودك مقزز مش همك حتى انك تدافعى عن نفسك انا لما رجعت من الامارات كنت ناوى اعوضك ناوى افتح صفحه جديده الغلط كان متبادل بينا والشهور اللي قضتها بعيد خلتنى اهدى وافكر كويس لكن افتكرت انك بتتصرفي بحرية لانك معتقدة انك مطلقه خلصتى من هم تقيل وبدأتى تشوفي حياتك 
صوتها خرج ضعيف لا يشبه حتى صوتها بأي حال 
مش فاهمه انت رجعت امتى وشفتنى فين 
ابتسم بمرارة وقال 
خلاص يا فريده مش مهم
الماضى انتهى انا علقت الطلاق بس رغبه في اذلالك رغبه في التشفي فيكى لما تيجى لعندى تتمنى انى اطلقك واشوفك بتركعى ادامى وبتطلبي حريتك لكن الوقت اثبت انك منحوته من الصخر دميه مطاطيه ما فيهاش روح حتى حبيبك كنتى بتلعبي بيه وفي النهايه مبتفكريش غير في مصلحتك 
رددت باڼهيار 
حبيبي حبيبي عمر انت اټجننت رسمى انت بتقول ايه 
حبيبك اللي انتى كنتى بتحبيه من قبل الجواز ولا ده كمان نسيتيه ومكنش مناسب لفخامتك 
كل ما استاطعت قوله 
انت اكيد بتخرف او شارب حاجه حبيب ايه 
حبيبك الدكتور اللي انت بتحبيه من قبل الجواز وشفتك بعينى قاعده معاه في كافيه وانتى لسه في عدتك قالت بعدم تصديق 
عمر انت غلطان 
من شدة غضبه دفعها پعنف حتى ارتطمت
ساقيها بالفراش خلفها فهوت
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 36 صفحات