رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي
فكان هاجسها الخفي الذى يؤرق عيشتها ويقلبها علي عمر وهو عدم الرضى مشاعرها المتناقضه جعلتها تستسلم لعمر وهو يتقرب منها ليجعلها زوجة حقيقيه له
نهضت في الصباح التالي وهى تشعر بالخجل الشديد دهشت من نفسها عندما لم تشعر بالنفور ابدا من عمر وهو كان صبور وحنون معها الي اقصى حد عمر شعر بحركتها وابتسم لها بحنان فياض انه يجيد التعبير عن مشاعره بصوره اكثر من رائعه ليتها مثله بسيطه وغير معقده انها بالفعل محظوظه لانها حظيت بزوج محب عمر شجعها علي النهوض فامامهم رحلة شهر العسل التى سوف يجعل كل لحظة منها من العسل الخالص
بعد عودتهم من شهر العسل في الغردقه بأسبوع حفرت في زاكرتها كأنها وشم من ڼار فاطمه تفحصت كل ركن من شقتها الفاخره بغيرة شديده هى كانت تعلم ان فاطمه من بيئة بسيطه فوالدها عامل بسيط وهى الوحيده المتعلمه وسط اشقائها وكانت تضغط علي اسرتها لاكمال تعليمها المره الوحيده التى زارتها فيها فريده في منزلها صدمت من وضاعة المنزل وتدنى حالتهم المعيشيه ففاطمه ظاهريا كانت ترتدى ملابس جيده وتصرف جيدا وتكاد تقاربها في المستوى وتعجبت من اين تستطيع توفير كل تلك النفقات عمر ابدع في ديكورات الشقه فهو كان لديه حس عالي جدا مساحة الشقه كانت متسعه تقارب المئتين متر كسا ارضياتها بالرخام الاسود اما الحمامات الثلاث اللذين ضمتهم الشقه فكل واحد منهم كان ابداع م بالكامل وغرفة المعيشه المنفصله التى اعدها عمر لمشاهدة التلفاز كأنها سينما خاصه بشاشه عملاقه ربما تتخطى ال بوصه وتحتل جدار كامل حتى المطبخ لم يسلم من حسدها واخبرت فريده انها ستشرب العصير في المطبخ فهو يماثل الصالون في جماله عمر استثمر كل ما جناه من سنوات عمله في الخليج في حب فريده الشقه كانت فخمه للغايه وانفق عليها اخر قرش يملكه لكنه لم يشعر لحظة بالندم وكان يخبرها الحمد لله طول ما الصحه موجوده هعمل فلوس تانيه ايه فايدة الفلوس غير اننا نسعد بيها اللي احنا بنحبهم العمليه اسټنزفت كل رصيده النقدى وعمله الجديد كان يغطى نفقات عيشتها برفاهيه ولكن لا يكفي
المقرب مصطفي بعد ان امتلكاه رمماه بالكامل بديكورات شبابيه مميزه وحرصا علي تقديم المشروبات والطعام الجيد بأسعار معقوله فتهافت الشباب علي المقهى بصوره كبيره عمر كان يستطيع شرائه بالكامل بمفرده لكنه فضل مشاركة مصطفي الذى كانت نسبته اقل كثيرا من نسبة عمر لعدة اسباب اهمها ان يتفرغ لخدمة فريده فهو يستطيع الاعتماد علي مصطفى معظم الوقت وايضا من اجل مساعدة صديق عمره الذى كان يحاول تحسين ډخله المقهى تم افتتاحه بصوره تجريبيه منذ اسبوع والحمد لله حقق النجاح بدرجه كبيره الان يخطط لحفل افتتاح رسمى كبير تحضره العائله وتكون فريده شريكته في النجاح قرر ان الخميس القادم يوم مناسب للافتتاح كى تتمكن فريده من السهر بحريه فالسنه الدراسيه بدأت منذ فتره وهو لم يكن ينوي تعطيلها عن مزاكرتها ولو ليوم واحد
فريده كانت تعود من كليتها بحلول الخامسه فكان يحرص علي اعداد الطعام لها طيلة الشهور السابقه قبل عودتها دراسته كانت تمكنه من الطبخ بمهاره وايضا من تزيين الطعام بطريقة مدهشه وفي ايام الاجازات لم يكن يتركها لتتطبخ بل كان يصطحبها للغذاء خارجا او يطلب الطعام ليتناولوه سويا امام شاشة التلفاز العملاقه حتى التنظيف الدوري كان يحرص علي احضار خادمه مرتين في الاسبوع لتقوم بالتنظيف اما الامور اليوميه فكان يقوم هو بنفسه بمعظمها كوضع الصحون والاوانى في غسالة الصحون وايضا الملابس كان يغسلها ويجففها في المجفف ثم يرسلها الي مغسلة قريبه كى تقوم بعملية الكى لملابسهما معا كان يفكر عنها في كل شيء وكان حريص علي عدم تأثير زواجهم علي
دراستها بأي شكل حتى انتقالتها من والي كليتها فكر فيه فهو لم يكن ليتمكن من ايصالها يوميا
وهى رفضت تعلم قيادة السيارات ورفضت ان يشتري لها سياره صغيره وتعللت بأن الكليه بعيده والشوارع مزدحمه وسوف تجهد في القياده لذلك اتفق مع سائق سيارة اجره يثق فيه لانه يعمل مند زمن طويل مع فندقهم علي ايصالها الي كليتها يوميا ثم يعود عندما تنتهى من محاضراتها ليقلها الي المنزل مجددا في طريق عودته من الفندق في الثالثه عصرا كالمعتاد توقف عند محل للزهور وحمل لها باقه كبيره واكمل طريقه الي المنزل
اللمسة الاخيره التى اعتمدها في تقديم الطعام كانت مدهشه تطلع اليها باعجاب وهنىء نفسه الورود الجميله التى ابتاعها في طريق عودته اخفاها خلف ظهره ليسلمها الي فريده وهو يفتح لها الباب
السفره كانت معده باتقان محترف واشهى الاطباق انتظرت علي الطاوله لتأكل اعد لها الاسكلوب الذى تحبه مع البطاطا المهروسه وجميع انواع السلطات والخضروات المطهيه علي البخار انه اليوم يحتفل بنجاحه ويرغب في الشعور بالفخامه فحرص علي تقديم الطعام في الاوانى الفاخره والكاسات الكريستاليه احتوت العصير الذى وضعه في دورق كبير مع قطع الثلج لترطب عليها اجهاد يومها الشاق العد التنازلي بدأ فالرساله اليوميه التى كانت تصله من سائق التاكسى وصلت منذ خمسة عشر دقيقه كان يطلب منه تبليغه باقتراب وصولها كى يجهز المائده لها ويعدها لتصبح جاهزه وفي انتظارها نظر الى ساعته بلهفه ففريده
سوف تقرع الجرس في أي لحظة الان نغمات الجرس الموسيقيه ارسلت في جسده موجات من السعاده فتح الباب وفور دخول فريده اظهر الباقه من خلف ظهره وسلمها لها فريده تنشقت عبير الورد الرائع وقبل ان تتمكن من شكره كان قد احتواها بين ذراعيه بلهفه كان يفتقدها بشده فريده تململت بين ذراعيه فحررها وقال غيري هدومك منتظرك علي الغدا فريده اكلت بصمت يومها كان مرهق جدا ومزاجها تعكر للغايه بسبب سكشن الشرعى اعصابها المرهفه لم تتحمل مادة الشرعى القاسيه واكملت فاطمه تعكير مزاجها عندما دعتها للاكل معها في كافتيريا الكليه لكن فريده رفضت وقالت لها ان عمر يعد لهم الطعام وينتظرها للاكل سويا
رد فاطمه استفزها للغايه لكنها صمتت ولم تهب لنجدته عندما علقت فاطمه بسخريه طبعا ماهو فاضي ابو 60 لازم يخدمك شكله مخه تخين زى جسمه
الاكل كان ممتاز لكنها فقدت شهيتها وكلما تزكرت عينات الانسجه المحفوظه في الفورمالين اصابها الغثيان عمر لاحظ تغير مزاجها فسألها بحنان مالك يا فريده الاكل مش عاجبك
فريده اكملت صمتها وتظاهرت بالاكل ربما الخروج والتسوق سيغير مزاجها للافضل عمر فكر مع نفسه نظر اليها بلطف وقال طيب هنخرج بلليل نشتري حاجه يمكن تفكى
شويه فريده اجابته باقتضاب لا انا تعبانه مش هقدر اخرج عمر شعر بالاحباط لكنه تجاوز عن احباطه وعندما شاهدها تغادر المائده
بدون تكملة طعامها امرها بلطف فريده انتى مأكلتيش اعدى كلي فريده القت شوكتها في صحنها بوقاحه وقالت اكلت في الكليه وبدون اضافة المزيد غادرت الي غرفتهم عمر نظر الي احتفاله بحسره وجلس بمفرده يحتسي العصير البارد فريده لم تكن علي طبيعتها لاحظ ذلك منذ لحظة عودتها ربما لو احتواها بين ذراعيه ستهدأ وستخبره بما يضايقها حمل كأسه الذى لم يكمله وحمل لها كأسا واتجه الي الغرفه فريده كانت مستلقيه في الظلام بلا حراك اضاء ضوءا خاڤتا بجوار الفراش وادارها لتواجهه سألها برفق مالك يا فريده فيه حاجه مضايقاكى فريده تجاهلت الاجابه عمر ناولها كأس العصير وقال طيب اشربي