الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة (ياسمين رجب)

انت في الصفحة 46 من 304 صفحات

موقع أيام نيوز

 


خضار بكمة كبيرة بدون تفكير توجه اليه وقام عنه قائلا  تحب انزلها فين يا حاج
الرجل  لا يا ابني ده شغلي 
اردف بتعجب  ازي يعني تشيل كل ده
الرجل  اكل العيش مر يا ابني شيلني ربنا يحميك لشبابك 
عمار  طيب خليني اساعدك
الرجل  كفاية شهامتك دي كأنك ساعدتني 
تقدم منهم رجل في اواخر العقد الربع من العمر المدعو جابر

جابر  ولدك ده يا عم عوض 
عوض  ياريت والله اتمني لو عيل من عيالي بس يكون عنده ربع شهامته بس اهي الدنيا 
جابر  خير يا اخينا عايز حاجه شكلك ابن ناس مش وش پهدلة 
عمار  ابدا انا كنت بدور على شغل وشفت الرجل الطيب ده كنت حابب اساعده رفض وقال ان ده شغله
جابر بسخرية  انت تساعده ليه مش خاېف على هدومك تتوسخ
عمار  انا مبقاش يفرق معايا ومستعد دلوقتى اساعده
٤٢٦ جابر  طيب متشتغل انت كمان وبالمرة هتاخد فلوس 
عمار  هو انا ينفع اشتغل هنا
جابر  طبعا وانت وشطارتك بقي وهنا باليومية على قد ما تنزل خضار بيكون اجرتك عليه ولو طلعت قد الشغلانة وعجبت الحاج عبد العزيز صاحب الشغل يبقى انت كده بقيت من رجالته
 عمار  اقدر ابدأ شغل من امتي
جابر  من دلوقتى لو تحب كل الي عليك هتنزل الخضار الي في عربية النقل دي وتدخلوا المخزن 
في اقل من دقيقة خلع قميصه وظل بملابسه القطنية التي تبرز عضلات جسده تصلب جابر امامه فهو شاب بمقټل العمر قوي كيف له ان يعمل هنا هيئته توحي بأنه من طبقة الاغنياء 
عمل بكل قوة ونشاط رغم ثقل الاكياس إلا انه كلما تذكرها عمل بجهد اكبر جاء وقت الغداء ارتاح الجميع وما زال هو علي حاله ينقل الخضار إلى المخزن 
اخيرا انهي عمله فقد عمل طوال اليوم لم يريح جسده لدقيقة واحدة فكان الارهاق والتعب تملك ثائر جسده غادر إلى المنزل وانعم جسده بحمام دافئ ثم اخرج هاتفه وهو ينظر إلى كمية المكالمات التي لم يرها تنهد بتعب ونهض متجه إلى الشرفة حتى يحدثها 
ارتفع صوت رنين الهاتف فنظرت الي صاحب الرقم واجابت بسرعة  كنت فين قلقتني عليك 
عمار  معلش يا حبيبتى ما اخدتش بالي 
مرام  طيب احكيلي عملت ايه 
رغم التعب الذي كان به إلا انه تحمل على نفسه ولم يشعرها بذلك بدأ في سرد يومه ولكن لم يخبرها بأنه وجد عمل انقضي عليهم الوقت ومازال يتحدثون إلى أن اعلنت الثانية صباحا 
 في الصباح الباكر كانت الساعة اعلنت السادسة نهض من نومه وعلامات التعب تتمكن من ثائر جسده تجاهل هذا الارهاق ونهض واتجه إلى عمله الجديد بعدما ترك لها رسالة تنص على  حبيبي صباح الورد انا اسف كان لازم امشى بدري ومقدرتش اصحيكي او ارن عليكي علشان مقلقكيش عارف انك نايمه متاخر وانا كان لازم امشى بحبك 
تابع عمله بكل نشاط 
كانت اعين الجميع عليه وبالاخص الچنس الناعم من بينهم سيدة في اوائل الثلاثين توفى زوجها منذ عامين واصبحت هي صاحبة كل شيء لديها محل خضار كبير كانت تتابعه بعينيها باعجاب ظاهر نادت على احد صبيان العاملين لديها قائلة  عتمان يا عتمان انت يازفت
عتمان  نعم يا معلمه بدور
بدور  ساعة علشان تيجى يازفت
عتمان  معلش يا معلمه كنت بشوف الناس الي بيحملوا الخضار
بدور  طيب شايف الجدع الي بينزل الخضار عند المعلم عبد العزيز 
عتمان  انهي واحد يا معلمه هما كتير
بدور  ركز معايا يازفت الجدع الي لابس فلنة بيضة بحملات الجدع ابو عيون ملونه يازفت
عتمان  اهااا شفته كل السوق بيتكلم عنه من ساعة ما بدأ شغل وهو موقفش دقيقة واحدة
بدور  اسمه ايه
عتمان  بيقولوا اسمه عمار
بدور  طيب روح نادي عليه
توجه عتمان صوب عمار الذي جف حلقه من شدة الحرارة و جسده الذي امتلاء بالعرق وهو في اقصى مراحل الارهاق 
انت يا اخينا تعال معايا المعلمة عيزاك قالها عتمان بتكبر ظاهر 
نظر اليه بدون ادني اهتمام وقام بحمل كيس الخضار على ظهره وتابع عمله 
عتمان  ايه يا اخينا انت اطرش مبتسمعش بقولك المعلمة عيزاك
عمار  قول للي بعتاك مش فاضي لو عايزاني تيجي علشان زي ما انت شايف عندي شغل
اشټعل عتمان بالڠضب قام بجذب كيس الخضار عن ظهر والقي به ارضا مما جعل الډماء تغلي في عروقه فكتم غيظه وانحني حتى يحمله من جديد ولكن مانع ذلك ساق عتمان الذي وضعها فوق الكيس وهتف قائلا   لم اقولك المعلمة عيزاك تمشى زي الالف وتقول امين
يا عيني عليك يا عموري هتلاقيها من مين ولا من مين 
الحلقة 1415
وقف عمار وهو بداخله نيران ڠضب خاملة تكاد ټنفجر ليهتف من بين اسنانه  قولها مش فاضي ايه البعيد مبيسمعش
كاد أن يحمل الكيس مرة اخرى ولكن منعه مجدد يد عتمان الذي دفعه بقوة حتى اوشك علي السقوط ليهتف پغضب   في ايه ياجدع انت اعمي
عتمان ظنن منه انه يستطيع اخذ عمار الذي بمجرد أن وضع عتمان يده لكمه عمار في وجهه أسقطه ارضا على اثرها 
لينهض هو الاخر مسدد لعمار تلك اللكمة حتى نشاء بينهم شجار وسط ذهول الجميع لم يستطيع احد التقدم خوفا من بدور فالكل يعرفها ما ان وضعت عينها على شيء لن تصمت حتى تاخذه
ايه بيحصل هنا بالظبط قالها المعلم عبد العزيز الذي اتي للتو من سوهاج 
ابتعد الاثنين عن بعضهما وهما ينظرون إلى صاحب الصوت
مفيش حاجه يا معلم قالها عتمان 
بينما تعجب عمار من امر صاحب الصوت بملامحه الهادئة رغم صلابة صوته ولكن هناك شيء بداخله جعله يرخي اعصابه حين نظر اليه فكانت ملامحه تدل على القوة والجبروت ولكن بشوش الوجه للحظة شعر بأنه يعرفه ربما التقي به من قبل وهو لا يتذكر
 هتبصلي كده كتير قالها عبد العزيز مبتسما
بداله عمار الابتسامة قائلا  معلش اصلي بشبه عليك 
عبد العزيز  شكلك جديد هنا تعال معايا 
انصرف عمار إلى محل عبد العزيز بعدما جلس امامه
عبد العزيز  اسمك ايه بقي
عمار  اسمي عمار
عبد العزيز  اممممممم عامل مشاكل ليه يا عمار وانت شكلك ابن ناس مش وش پهدلة
عمار  والله انا معملتش حاجة أنا كنت في حالي لحد ما جه الجدع الي اتخانقت معاه وعايزني اكلم واحدة بينها المعلمة بتاعته ولم قولتله مش فاضي حصل الي حصل
عبد العزيز  وانت ليه مروحتش شفت المعلمة عايزة ايه
عمار  الي عايزني يجيني انا مش شغال عندها علشان تأمرني
عبد العزيز  بس دي المعلمة بدور وطالما طلبتك يبقى دخلت دماغها وعجبتها
عمار  نعم ايه عجبتها دي انا مليش في طريق الغلط وانا هنا للشغل وبس غير كده يفتح الله
عبد العزيز  كلهم في الاول كده وبعدين بترحوا علشان الفلوس
عمار  ملعۏن ابو الفلوس الي تقلل كرامة رجل وعلى العموم انا مش من النوع ده انا سبت الفلوس علشان ابدأ من الصفر حتى لو كان الصفر ده كلوا تعب وشوك احسن بكتير من طريق كلوا ورد بس طريق حرام انا جايه هنا وهستحمل اي تعب علشان احس اني قادر اعتمد على نفسي وافتح بيت علشان اكون مع الي بحبها
 عبدالعزيز  انت شكلك عاشق عينك بتلمع كيف العشاق
عمار  انا خلاص عديت المرحلة دي من زمان انا دلوقتي بتنفس عشق
عبد العزيز  طيب خلي بالك من نفسك ودلوقتى انت واحد من رجالتي شغلك كله هيكون ليا و يوميتك هتاخدها كاملة كمان يعني مش هتحتاج تكون تحت رحمة حد ومفيش اي معلم يقدر يقولك تعال اشتغل عندي
عمار  ليه كل ده
عبد العزيز  انا بحب الرجل الدغري وانت مشاءالله تكيف اي حد بس اهم حاجة ابعد عن سكة بدور علشان ست مش مظبوطة
انصراف حتى يكمل عمله وسط نظرات عبد العزيز التي لم تفارقه تمني للحظة ان يكون لديه ولد مثله قوي وعاقل متزن
نهضت من فرشها بتكاسل وما ان نظرت إلى ساعتها اصابتها الصدمة فكانت الساعة الحادية عشر ظهرا خرجت من غرفتها متجهة إلى المرحض اغتسلت و خرجت ابدلت ملابسها في اسرع وقت وهي تتمتم ببعض الكلمات  ماشي يا رهف تسبوني نايمة كل ده 
همت بالانصراف ولكن سمعت صوت شقيقتها مما اصابها بالدهشة عادت مجددا ودلفت إلى غرفة شقيقتها وجدتها مازالت ممدة في الفراش وبجوارها سمر
انتو لسه هنا قالتها مرام بتعجب ظاهر
سمر  انا مكنتش قادرة اروح الجامعة وكمان رهف جات عليها نومة
مرام  نعم ازاي جات عليها نومة انا لما جيت كانت نايمة معقوله كل ده نوم يا رهف
رهف بكذب  معلش يا مرام اهو يوم واحد من نفسي ما انا بروح كل يوم بنظام
مرام  خلاص بس طالما قاعدة النهاردة يبقى لازم تزكري شوية اتفقنا
رهف  حاضر بس غريبة انتي كمان رايحة متاخره ليه
مرام  والله جات نومة عليا انا كمان نومه المهم اول ما ارجع عيزاكم انتو الاتنين في موضوع مهم سلام 
تركتهم وانصرفت حتى تبحث عن عمل جديد
يعني ايه مرضيش يجي معاك قالتها بدور وهي تشتعل من الڠضب
عتمان  والله ده الي حصل يا معلمه الواد شايف نفسه و انا كانت هعلمه الادب بس المعلم عبد العزيز جه
بدور  طيب غور انت جتك البلاء 
ظلت تتابعه وهو يعمل إلى ان نهضت من مجلسها وهي تبتسم بخبث على ما عزمت امرها من اجل فعله
حمل احد الاكياس وسار بها إلى داخل المخزن
سالخير عليك يا اخينا
كان يواليها ظهرها
 

 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 304 صفحات