الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

كثير بداخله لم يغوص في التفاصيل فقط يسرد لهم عن فتاة مجهولة بالنسبة لهم ولم يصدف في حديثه أن ذكر اسمها 
بعد قليل خرجت رفقة بصحبة شفاء فتحرك يعقوب تجاههم بعد أن قال 
بعد إذنكم هرجع تاني 
وفور أن شعرت به رفقة تمسكت بذراعه بشدة تعجب لها يعقوب لكنها أسعدته وجعلته يبتسم 
جاء يتحدث لكن قاطعه صوت رنين هاتف رفقة أخرجته من حقيبتها مسرعة نظر يعقوب نحو الشاشة وقال لها من فوره 
دي نهال 
ابتسمت برقة وقالت 
طب هرد عليها 
وسارت بحذر مبتعدة عنهم تحدث نهال بحماس شديد فتقف على مقربة هذان الثنائي الغائبان في الحزن والتيهة يعطوا لها ظهرهم فلم يروها وهي لم ترهم 
تنهد يعقوب وتسائل وهو يشير برأسه لكلا من يحيى ونرجس 
بروده مفيش أي جديد 
أردفت شفاء بيأس 
للأسف لأ يا يعقوب لسه مستمرين مع الدكتور النفسي وهو مصر على كلامه بيقول إنهم في حالة صدمة شديدة مخلياهم مش حاسين بالواقع زي المغيبين كدا وبيفقدوا بالتدريج أجزاء من الذاكرة لو مش فاقدينها كلها يعني 
بيقول إن لازم يحصل حاجة تثير العقل حاجة من ماضيهم وحياتهم القديمة 
بس زي ما إنت شايف 
زفر يعقوب زفرة مطولة وتسائل وأعينه معلقة برفقة 
يعني مفيش أي أمل نوصل لحد من أهلهم 
بقالنا كام سنة بندور يا يعقوب وهما على نفس الحال مش بيستجيبوا معانا ولا بأي شكل من الأشكال ولا نعرف حصلهم أيه وصلهم لكدا 
بعد ما وصلنا من كام سنة على الناس دي وكان عندنا أمل يبقوا عارفنهم يومها الست قالت منعرفش حد بالاسم ده 
حرك يعقوب رأسه ليقول بتفكير 
طب ما تديني عنوان البيت ده يا شفاء أو اسم الناس دي 
استفهمت بعجب 
ليه ما أنا روحت وورتها الصور كمان وهي قالت متعرفهمش 
ردد يعقوب بتفكير 
يمكن في نفس المنطقة حد يعرفهم يمكن عنوان البيت بس غلط وحد من المنطقة يدلنا خلينا ندور ونحاول مرة كمان مش هنخسر حاجة أنا مش هيهدالي بال ألا ما أوصلهم لبر الأمان 
ابتسمت شفاء وقالت بفخر 
ربنا يجازيك خير يا يعقوب حاضر ثواني أروح أشوف العنوان وأكتبه 
وسارت للداخل على الفور 
عند رفقة كانت اقتربت من المقعد حتى أصبحت خلفهم على مقربة شديدة وهي تستمع لحديث نهال بتركيز وصمت والتي تسرد لها أمرا هام 
وقفت رفقة قليلا ثم استدارت تبتعد مرة أخرى وعندما شعرت بيعقوب يمسك يدها أنهت الحديث مع نهال على وعد بالحديث لاحقا 
ابتسمت رفقة وتسائلت باهتمام 
خلاص كدا خلصنا 
حدثها يعقوب بهدوء 
خلصنا يا أرنوب باقي بس حاجة بسيطة
قوليلي ارتاحتي للمكان وصدقه 
أردفت براحة 
أيوا المكان هنا شكله مريح وشفاء ما شاء الله واضح إنها بنوته صادقة ومكافحة وحنينة جدا على الناس هنا 
أيدها يعقوب 
دا حقيقي فعلا شفاء حد محترم وناجحة جدا في المكان ده وصادقة 
وأخذ يعدد حسن أخلاقها لتتقد أعينها بشرار عجيب ثم هدرت تقول بحدة يسمعها يعقوب منها للمرة الأولى 
لو سمحت كفاية يا يعقوب أنا فهمت الرسالة وصلت 
أدار رأسه لها يتأمل ملامحها التي لطالما تقطر لطف أصبحت أكثر شراسة بينما تعقد وجهها وتزم شفتيها بشكل لطيف وتقبض على فستانها پغضب 
هي له شفافة صافية مثل الماء يستطيع قراءتها فشماعرها تنعكس على عينيها بشكل صريح 
فهم ما تشعر به لينتفض قلبه سعادة وهو يشعر بالغيرة السعيرية على ملامح وجهها 
ابتسم باتساع ليهمس ببهجة وكأنه فاز بأحد الجوائز 
شكل الأرنوب بيغير غيرة جامدة 
أردفت تتسائل بلهجة حادة 
بتقول حاجة !!
توسعت ابتسامته وقال وهو يمسك يدها 
بقول حاضر هسكت يا رفقة 
وأكمل يتسائل وهو يسير بها نحو الخارج لتشعر هي بانقباضة غيربة تحتل قلبها 
قوليلي عايزه تروحي فين النهاردة 
تجاهلت شعورها ثم أخذت تفكر مدة لم تكمل دقيقة وقالت بحماس 
وديني الملاهي 
قال بطواعيه 
وماله نروح الملاهي 
وصل لسيارته الموضوعة أمام البوابة مباشرة توقف وهو يتذكر أمر العنوان وتوديع العم يحيى فقال 
بمجرد ما بتكلم معاك بنسى الدنيا وإللي فيها 
هدخل بس أجيب حاجة في دقيقة وجايلك ولا أقولك تعالي معايا 
ابتسمت هاتفة وهي تستنشق الهواء العليل نتيجة لاتساع الفراغ في تلك المنطقة ووجود الأشجار 
لأ ادخل إنت وأنا هستناك هنا أشم شوية هوا من الحلوين دول 
قال يعقوب قبل أن يهرول للداخل بينما هي تقف أمام البوابة بجانب السيارة 
تمام يا أرنوبي 
وضع الورقة بجيبه وأسرع نحو يحيى ونرجس يودعهم 
قضمت كف الرجل الموضوع على فمها وسارعت تستغيث بفزع بالاسم المرقوش على قلبها من بين أنفاسها اللاهثة 
يعقوب 
لم تشعر سوى بفمها يكتم من جديد وشيء حاد يغرز بذراعها لتسقط على إثرها في عالم مظلم ليسحبها الرجال نحو سيارة سوداء وينطلقون بسرعة شديدة 
عند يعقوب الذي كان يقف أمام يحيى يحدثهم تخشب جسده فور سماع صړاخ رفقة وشحب وجهه ولم يتهمل حتى أخذ يركض بلهفة وقلب مړتعب مضطر قبل أن يصيح بروع 
رفقة !
وفور سماع هذا الاسم توسعت أعين كلا من يحيى ونرجس لينظران لبعضهم البعض پصدمة هزت سكون أبدانهم 
رجت الصدمة كيانه حين وجد مكانها خاليا إلا من صدى صوتها المستغيث الذي يتردد بأذنه وعقله ونداءه المعلق الذي لم يجد له إجابة 
إنها نهاية بلا قاع 
خيم عليه صمت عجيب يعتريه فراغ وهو يقف خائر اليدين يكلله العجز المقيت 
الفزع يحتضن ملامحه وقلبه يجأر بشدة يشعر بطرقاته بعنقه وبكل عروق وجهه المنتفخة 
سار وتجاوز سيارته حيث الطريق الرمادي ثم جلس على عقبيه ينظر للأثار التي تركتها إطارات السيارة التي تبخرت ليعلو الڠضب وجهه وقد علم على الفور من مدبر تلك اللعبة القڈرة !
جرى ڠضب سعيري بجسده وهو يشعر بصدره يكاد ينفجر من مشاعر الغل التي ملئته 
قبض كفيه حتى انبلجت عروقه زمجر پغضب وهو يطرق بيده على مقدمة سيارته بملامح وجه أصبحت مرعبة تتوعد بالويلات 
صعد لسيارته ثم انطلق بسرعة چنونية تحمل بين طياتها أطنان من الحقد والإهتياج 
بعد قليل جدا كان أمام إمبراطورية آل بدران للإلكترونيات 
هبط من سيارته مغلقا الباب بقوة أحدثت فرقعة شديدة وبخطى چحيمية ووجه مظلم مغلف بقسۏة مرعبة كان يدلف للمرة الأولى بعد سنوات طويلة من الباب الرئيسي متجاهلا تحية رجال الأمن الذين وقفوا بإحترام رغم صدمتهم لرؤية يعقوب بدران هنا 
كان طريقه معروفا نحو غرفة العرض لإنتاجات المؤسسة أجهزة تقدر بمليارات الدولارات 
لم يجرؤ أحد بالوقوف بوجهه وهو يسحب بيده قطعة طويلة من الحديد ويضرب الباب الإلكتروني بقدمه قبل أن يضع بصمته على موضع ما فانفرج الباب يفتح ولم يتمهل ثانية وهو يهبط بعزمه كله فوق جميع الأجهزة بكل الكبت والحقد والألم والۏجع والړعب الذي يأكل قلبه على حبيبته 
كان ېحطم كل ما تطوله يده من غال وثمين وهو يدرك خطۏرة ما يفعله وكم الخسارة الطائلة التي ستحط على لعڼة بدران تلك 
انطلقت صوت الأنذرات تدوى في جميع أركان الصرح العظيم ليهرول الجميع بړعب وهم يدركون ما معنى هذا الإنذار 
كان على رأسهم لبيبة بدران التي رغم توترها الداخلي كانت ملامحها ثابتة جامدة 
وقف الجميع پصدمة وأعين جاحظة وهم يرون آخر شخص توقعوه 
المهندسون والمصممون ينظرون للأجهزة المهشمة لألآف القطع أرضا والتي لم تعد تصلح سوى للقمامة 
توقف يعقوب أخيرا بصدر يعلو ويهبط پجنون وأنفاس متسارعة بينما العرق يقطر من وجهه وجسده حتى ابتل قميصه الأسود 
جاء بعض رجال الأمن للسيطرة على يعقوب وهم يرفعون السلاح بوجهه لكن لم يسمع سوى صوت ارتطام السلاح بالأرض وصدى قوي لصفعتان قويتان على وجه الرجلان ولم يكن صاحبتهما إلا لبيبة بدران التي أصبح وجهها يبث الړعب في قلوب الجميع 
تعالى صوت هدرها تصيح بصوت قوي جهوري 
إزاي تتجرأ وترفع السلام في وش يعقوب باشا وهو في بيته يا مچرم فهمني جبت الجرأة دي منين يا ويلك مني 
ووزعت أنظارها وواصلت هدرها 
محدش يقرب منه إياكم تقربوا منه 
وقف يعقوب بمواجهتها ينظر لها بشړ نظرة ڼارية ومازالت أنفاسه لم تهدأ وصدره يعلو ويهبط بانفعال واضح 
اقتربت منه ثم رفعت يدها تضعها على كتفه قائلة بنبرة دافئة 
كله فداك يا يعقوب كله فداك يا نور عيني 
المهم تكون فرغت كل الطاقة إللي جواك متعرفش أنا فرحانة قد أيه إن شوفتك هنا في مكانك وكل حاجة تغور في داهية المهم إن شوفتك هنا 
اقترب أكثر منها بينما أخذت يدها تمسح على وجهه تزيل عرقه بحنان ثم همس هو بجانب أذنها بنبرة تهتز لها الأوصال 
إنت خسړتي يعقوب للأبد يا لبيبة هانم 
للأبد 
وقبل أن يستدير راحلا بوجه مكفهر ألقى قطعة الحديد من يده لتحدث ضجة صاخبة ممتزجة پصرخة ساخطة تتلظى بنيران الۏجع 
ارتفع صوتها وقالت بقوة غريبة وظهره لوجهها 
مستحيل أخسر يعقوب خليك فاكر ده كويس يا باشا مستحيل أخسرك مهما كان التمن 
نمت على زاوية فمه بسمة ساخرة ورحل خارجا دون أن يستدير وقدمه تدك الأرض دكا 
بقلم سارة نيل 
اقتحم غرفة مكتب براء بسرعة ليقفز الأخر بفزع من رؤية هيئة يعقوب الناطقة بالحال دون الحاجة لسؤاله القلق 
في أيه يا يعقوب حصل أيه !
لم يتهمل يعقوب وهو ېصرخ 
بسرعة يا براء حالا مفيش وقت نضيعه افتح البرنامج بتاع جهاز التتبع إللي في سلسلة رفقة 
بسرعة يا براء 
هرول براء وخلفه يعقوب نحو أحد الغرف دون المزيد من التساؤلات 
صاح براء مسرعا 
أكرم افتح بسرعة برنامج جهاز التتبع 
نفذ الضابط الذي يجلس أمام الكثير من الأجهزة ليردف يعقوب وهو يدور بالغرفة كالأسد الحبيس يمسح على خصلاته يكاد أن يقتلعهم من جذورهم ثم يستند على طرف المكتب منكسا رأسه للأسفل مطبقا أسنانه بشده يطحن نواجذه حتى برزت عروق جبهته من فرط كبحه لغضبه وتلك التخيلات التي لا ترحم عقله عن حال رفقة قطعة من قلبه بل قلبه كله همس بنبرة يشوبها البكاء رغم قوتها وحسمها 
جايلك يا رفقة مش هسيبك يا حبيبتي ومش هسمح لمخلوق يمس شعره منك 
حقك عليا رفقة حقك عليا أنا غلطان 
صړخ أكرم 
براء باشا الموقع أهو السلسلة مستقرة في المكان ده 
اتجه يعقوب نحوهم بلهفة مخرجا هاتفه الحديث وهو يقول 
بسرعة انقل ليا البرنامح بسرعة 
حرك أكرم رأسه وبعد عدة دقائق سحب يعقوب الهاتف وهم بالهرولة للخارج وأمامه خريطة التتبع 
لكن أوقفه براء بقوله 
نيجي معاك يا يعقوب بقوة 
نفى يعقوب مسرعا قبل ركضه للخارج 
لأ الموضوع مش مستاهل أنا هجيبها وأرجع محدش هيقدر يوقفني 
طب متقلقش إحنا هنا كمان مش هنتنقل من قدام البرنامج 
ركض يعقوب للخارج وهو يهمس بينما ينطلق بسيارته 
جايلك يا رفقة جايلك يا عمري 
بقلمسارة نيل 
أنا مش هعمل إللي بتقول عليه ده يا بابا مستحيل وأنا أصلا مش مېته على يعقوب بدران ومش عايزه أتجوزه من الأساس 
حديثها بالطبع لم ينال إعجاب والدها فاضل صړخ يقول بقسۏة 
وأنا قولت هتتجوزيه أنا إللي أحدد يا غادة وأنا أديت للبيبة هانم كلمة ومش هتكسري كلمتي يا بت إنت 
مصالحنا كلها متعلقة بجوازك منه لازم تعملي اللعبة دي وتحطي يعقوب تحت الأمر الواقع وتجبريه يتجوزك 
ثكلت ثباتها وهبت واقفة تصيح بدموع منهمرة 
وأنا مش هدفن نفسي بالحيا وعلى چثتي أتجوز يعقوب ولا أفكر أعمل أي
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 44 صفحات