الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 23 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

وسحب بعض الأوراق وأخذ يسجل بعض الأشياء ثم هتف 
تمام إن شاء الله هنعمل بعض الفحوصات والأشعة قبل العملية وأول ما تنتهي هنحدد وهتدخل العمليات فورا متقلقش كل حاجة تمام 
سلم ليعقوب الذي انتصب بوقفته بعض الأوراق والذي قال بهدوء 
تمام يا دكتور صلاح هنبقى موجودين في الميعاد وهطبق كل التعليمات 
ألف سلامة عليها يا يعقوب باشا وإن شاء الله معافاه 
خرج يعقوب يبحث عن رفقة كالملهوف وقد أرشدته ممرضة على موقعها 
ولج للغرفة بعد أن طرق بخفة ليفزع قلبه منتفضا فور أن رأى وجهها المذعور وأعينها الدامعة التهمت أقدام الخطوات التي تفصلهم بتلهف وجلس على أعقابه أمامها يمسك يديها بحنان مستفهما بتلهف وقلق 
رفقة مالك يا جميل زعلانه ليه حد كلمك ولا حد أذاك 
تشبثت بيده بشدة وكأنه طوق نجاتها ثم أخذت تقول وهي تجذبه نحوها تتدثر وتحتمي به قائلة بفزع 
يعقوب هما عايزين ياخدوا مني ډم كتير وأنا بخاف أوي من كدا دي حاجة بتخوفني أنا مش بدلع والله بس أنا بخاف حقيقي هما بيقولولي بلاش دلع بس والله أنا بخاف 
جلس بجانبها مطوقا كتفيها باحتواء رامقا الثلاث ممرضات پغضب ڼاري وأعين مشټعلة بينما رفقة تختبأ بكتفه هدر يعقوب بحدة 
مټخافيش أنا هنا ولو بتدلعي ادلعي طولك وعرضك يا ست البنات محدش ليه عندك حاجة 
وقبل رأسها بحنان هامسا بجدية ممزوجة باللين 
بصي يا أرنوبي أنا موجود أهو مش هسمح لأي مخلوق يمس شعره منك سيبي نفسك وامسكي فيا وفكري في حاجة مهمة أو لحظة حلوة مريتي بيها وهتلاقي في ثواني خلصنا ومحستيش بحاجة 
جاءت تتكلم باعتراض فقاطعها وقد أخذ يكشف ذراعها بحنان 
رفقة حبيبة ونور عين يعقوب لازم الخطوة دي علشان العملية علشان خاطري أنا استحملي واسمعي كلامي 
حركت رأسها بإيجاب على مضض وهي تغمس وجهها في كتف يعقوب الذي يمسك ذراعها بحنان ورفق ثم أشار للممرضة بحدة بينما رفقة فأخذت تذكر الله ثم تتلو آية الكرسي وعملت بنصيحة يعقوب لتتذكر وتشرد في أكثر اللحظات سعادة لها بعد عقد قرآنها على يعقوب وتلك اللحظات التي جمعتهم 
صدر عنها صوت مټألم فور أن سحبت الممرضة الإبرة من ذراعها فدلك يعقوب موضعها هامسا بحنان 
خلاص خلصنا كل حاجة انتهت حسيتي بقا بحاجة 
ابتعدت قليلا عن يعقوب التي تتشبث به وقد أفل ذعرها لتقول 
بس شوية صغيرين 
ضحك يعقوب وقرص وجنتها مردفا بمشاكسة وهو يسحب ذراع فستانها للأسفل يحكم ستر ذراعها 
بردوه يا شقية طب يلا بينا علشان نتغدى برا ونروح علشان ترتاحي 
جعلها تستقيم فتمسك بذراعه بينما يخرجان تحت أنظار الممرضات الحانقات 
كانت رفقة تسير بجانب يعقوب تحتضن ذراعه فنظر هو لتشبثها به بقلب منتفخ بالعشق ليتسائل بنبرة سعيدة 
قوليلي عايزه تتغدى فين النهاردة 
قالت بدون تردد بصوت حماسي 
مطعم البوب أكيد 
ضحك وقال بتعجب 
طب خلينا نغير طيب مزهقتيش منه بقالك سنة بتاكلي فيه 
تسائلت هي بتعجب 
وإنت عرفت منين إن بقالي سنة باكل فيه كمان في حاجات وتفاصيل كتيره أوي إنت تعرفها عني مش عارفه تعرفها منين غير موضوع الصورة إللي ماما فاتن قالت عنه !!
ردد يعقوب وهو يفتح لها باب السيارة ويجلسها وقال بمرح 
الأرنوب عنده فضول غير عادي المهم هي قصة بسيطة تبان بس هي أحسن حاجة وأهم حاجة حصلتلي في حياتي وأكيد من حقك تعرفيها وهحكيلك بس استني نوصل المطعم 
رددت بإصرار ممزوج بالدلال الفطري 
أوب يلا قولي دلوقتي على ما نوصل 
ضحك وهو ينطلق بالسيارة 
خلاص بقاا لما نوصل هحكيلك على كل حاجة 
المهم كنت عايز أقولك على حاجة 
جعدت جبينها وهمهمت باستماع ليكمل يعقوب 
بالنسبة لفلوسك إللي كانت سرقتها عفاف رجعت فتحتلك حساب جديد برقم سري جديد وأمنته كمان 
ڠرقت رفقة في صمت براق ثم ابتسمت هاتفة بخجل 
طب تقدر تسحب المبلغ كله علشان تكاليف العملية 
الټفت لها يعقوب وهدر بصوت متأجج 
أيه يا رفقة للدرجة دي مش شيفاني ولا أيه 
ليه أنا معدتش موجود علشان تقولي كدا 
هتفت مسرعة بلهفة 
لأ مش أقصد بعيد الشړ عنك بس 
قاطعها يعقوب بصرامة 
مفيش بس يا رفقة الموضوع ده منتهي وكمان في حاجة تانية لازم أقولك عليها بس لما نوصل المطعم 
انتعش قلبها ومكانته تتفاقم بداخلها أكثر وأكثر من رجولته وشدته اللينة التي تأسرها فإن اللين في القوة الرائعة أقوى من القوة نفسها لأنه يظهر لك موضع الرحمة فيها 
التفتت برأسها تجاهه وللمرة الأولى تتمنى من كل قلبها أن لو كانت تستطيع الرؤية لتراه لتتشرب ملامحه الحنون لكن كالعادة الظلام فقط من يقابلها 
ورغم هذا تشعر أن عالمها مضيء بل زاهي مزين بالورود ساطعا شمسه 
انبلجت ابتسامتها فيلتفت يعقوب ليراها على تلك الحالة لتدثره بتلك النظرة التي أخبرته بالكثير وأربت العشق بداخل قلبه فقد أصبح مقرن بأصفادها للأبد وأصبح ضيها يبزغ وسط ظلمات قيوده 
أوقف السيارة أمام المطعم والټفت إليها يتدبر ملامحها النقية بتروي نعم هي جميلة جميلة لا مراء ليست أجمل من رأى يعقوب في حياته ولكنها جميلة جمالا لا يختلط بغيره في ملامح النساء 
أردف يعقوب بهدوء 
يلا وصلنا يا رفقة 
تنحنحت تبعد أنظارها في إبتسامة متوترة فهبط يعقوب ودار أمامها يفتح الباب ثم يأخذ بكفيها برفق لتسير بجانبه والسعادة تتدفق من عينيها 
في كل مرة كانت تلج لمطعم البوب تكون بمفردها مثقلة بالهم لكن الآن لقد اختلف الأمر كليا تلج بصحبة يعقوب مفعمة بالسعادة 
وفور أن وطأت أقدامهم المطعم الټفت جميع الفتيات من حول رفقة بينما قابل يعقوب عبد الرحمن الذي سلم عليه بحفاوه قائلا بمكره الدائم 
يا أهلا وسهلا بيعقوب بدران باشا نورتنا يا باشا والله مطعمنا المتواضع زاده الشرف ونور
لكزه يعقوب بكتفه وسحب رفقة نحو المنضدة المفضلة لديها ثم أجلسها وجلس مقابلها براحة قائلا 
إحنا النهاردة ضيوف مش أصحاب المكان فيلا وروني أحسن ما عندكم يا أستاذ عبد الرحمن 
فرقع عبد الرحمن باصبعيه مشيرا لألآء وهو يقول بجدية 
يلا يا آنسة آلاء انزلي بالمنيو على ترابيزة يعقوب باشا 
اقتربت آلاء ثم قبلت رفقة قائلة بطيبة وحب صادق 
رفقة أيه المفاجأة الحلوة دي وحشاني أووي بجد 
قالت رفقة باشتياق 
وإنت أكتر والله يا لول رغم إنهم كام يوم بس أنا كنت متعودة أقابلك كل يوم 
تنحنحت آلاء ورددت بحماس وجدية وهي تضع قائمة الطعام أمام يعقوب 
شرفتونا مطعم البوب في خدمتكم تقدروا تختاروا الأكل إللي تحبوه المنيو مزود بكل حاجة 
ثم انصرفت ليعود يعقوب بظهره للخلف مبتسما بوقار وهو يتناول القائمة بين يديه يقرأ محتواها وكأنه لا يعرفه 
بينما رفقة فأغمضت أعينها تستنشق الهواء العليل المحمل برائحة الزهور بنهم وخرير الماء قد أضاف للأجواء لمسة ساحرة 
همست باشتياق 
المكان هما وحشني أووي بجد حقيقي لو قعدت هنا اليوم من أوله لأخره مش بشبع 
إنت إللي أخترت تصميم المكان بالطريقة دي 
وإزاي كان حلمك إنك يبقى عندك سلسلة مطاعم بالرغم من إنك خريج هندسة!!
تنفس يعقوب بعمق وأردف والذكريات مازال عودها طريا تمر بعقله كأنها حدثت بالأمس ثم أردف بأعين غائمة 
من وأنا طفل كنت بتمنى في الأجازات لبيبة تاخدني ونروح أي مطعم نتعشى فيه كتغيير زي كل الأطفال مع أهلهم 
بس دي كمان كانت حاجة ممنوعة عند لبيبة بدران فكتفكير طفولي قولت لما أكبر هعمل مطاعم كتيره وهخلي وجبات كتيره للأطفال مجانية وفضلت أحلم وأتخيل ومتوقعتش إن الحلم يكبر معايا ويعشش جوايا 
وأول ما بدأت أخرج من ثوب لبيبة وأتمرد عليها كنت في الجامعة وبدأت أشتغل من الصفر بعيد عنها وطبعا دي حاجة معجبتهاش بس أنا مرجعتش أبدا بعد ما اتحررت من سجنها وقيودها وبدأت أنفذ فكرة المطعم وأثبت أول حجر في حلمي بمالي الخاص كل تصميم المكان والأفكار إللي فيه من دماغي أنا وأفكاري الخاصة واخترت البساطة والرقة غير جودة الأكل والأسعار المناسبة للجميع 
وأفكار الطفولة فادتني أكيد وجبات الأطفال مجانية تماما وبما إن كان عندي أفكار متشددة على موضوع الإختلاط فخصصت مكان للبنات ومكان للشباب ومكان للثنائيات سواء أزواج أو أسر وهكذا 
رفع رأسه ينظر لكل ركن في المكان بأعين لامعة وأكمل تحت أسماع رفقة التي تستمع بإصغاء شديد بقلبها لا بأذنها 
المكان هنا مش حلمي بس دا حلم كل واحد هنا أحلام شباب وبنات كانوا منتظرين فرصة علشان يثبتوا نفسهم بس مكانتش بتيجي 
كلنا هنا كبرنا ونجحنا مع بعض 
الشيفات إللي هنا لما بدأوا كانوا لسه عند الصفر رفضت أختار ناس متمرسة أو شيفات كبيرة كنت حريص أختار الناس إللي كان نفسها في فرصة وكل واحد اتوظف في المكان إللي كان حلمه والحمد لله كلهم أثبتوا جدارتهم ونجحوا كل واحد كان بيجتهد علشان حلمه كنا كلنا بنجتهد علشان نبني اسم 
وفعلا لمع اسم البوب وفتحنا بدل الفرع تلاته 
بس هنا كان أول فرع دا كان بداية الحلم 
وعلى الرغم إن بحب المكان هنا جدا بس مكونتش باجي هنا وكنت بباشر الشغل عن طريق عبد الرحمن إللي مستلم كل حاجة في الفرع ده 
وقبل أن يكمل حديثه تسائلت رفقة بفضول ولهفة 
طب ليه!!
قال دون مراوغة 
لأن الفرع ده قريب من لبيبة كنت عايز أبقى بعيد عنها على قد ما أقدر استقريت في مدينة تانيه وبقيت أباشر شغلي من هناك 
لغاية ما كلمني عبد الرحمن علشان شوية شغل وبصراحة حنيت للمكان هنا وقولت أجي والواضح إنها كانت إرادة ربنا علشان أجي هنا وأقابلك كانت تدابير ربنا وجابني من هناك لهنا بأسباب مش مفهومة 
ربنا ساقني من هناك لهنا لأجل رفقة وبس 
أومض الحب بأعين رفقة مبتسمة بشغف وهي تتذكر تمسكها الدائم بهذا المكان وتشبثها به واستمرارها على المجيء هنا رغم كل شيء 
رددت بهمس بوجه متورد 
ورفقة كانت بتيجي هنا كل يوم لأجل تدبير الله عز وجل رفقة كانت بتيجي هنا كل يوم منتظره قدرها منتظره يعقوب 
مد يده يحتضن كفها بحنان ثم قال بنبرة تزلزل الجبال الراسخات 
أنت معجزتي بأوآن انتهت به المعجزات أنت الربيع الذي ظلل قحط قلب يعقوب 
همست له رفقة أيضا بقلب ينهمر منه العشق الصادق وقد أصبح قلبها ملكا خالصا ليعقوب رهن له فقط تقر هي دون تلجلج بأن يعقوب قد نال قلبها وعشقها وكيانها 
لقد مكثت في الظلام طويلا لكن حين حللت أضيء عالمي 
كانت تتحدث وهي مثبته أعينها باتجاه عيناه لم ترفق بحالته المستعصية فحتى حروف اسمها قادرة أن تتحكم بملامحه فكيف بعينيها!
فماذا عساه أن يفعل بعد هذا!!
وقبل أن يهتف تسائلت رفقة بحماس 
يلا بقى قولي على إللي قولتلي هتقولي عليه وأيه موضوع الصور ده 
ابتسم يعقوب على حماسها وبدأ يسرد لها القصة منذ أن رأها وسوء الظن الذي اعتقده بها وكل ما مر به وكيف أنه أخذ يتتبع سجلات الكاميرات التي توجد هي بها 
كان حديثه تحت دهشة رفقة وصډمتها وحزنها على سوء ظنه تجاهها ليختم حديثه بقوله المزين بالحزن والألم والصدق 
رفقة أنا مكونتش أعرف والله دا علشان أنا مليش اختلاط بالناس وأنا
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 44 صفحات