الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 22 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

الموضوع إبتلاء صعب ومحڼة شديدة 
بس بفضل الله ثم بفضل أمي هديت بعد شهرين تقريبا من الإنهيار 
كانت ماما تقعد تقرأ جمبي قرآن وتحكيلي عن الصالحين والإبتلائات وإزاي الإبتلائات دي حولت المبتلين وغيرت حياتهم للأفضل 
وساعاتها الكلام نزل على قلبي ولقيت نفسي في وسطهم أقل إبتلاء وعرفتني جزاء الصبر على الإبتلاء والرضا بقضاء الله 
بدأت اتأقلم مع حياتي الجديدة وحددت لنفسي أهداف تناسب حالتي 
سجلت في دورات بتدعم إللي زي واتعلمت اقرأ إزاي وماما وبابا مقصروش معايا في حاجة 
بس الأحسن من ده كله إن اكتشفت في رحلتي دي حاجات كتيرة أووي يا أوب واتعلمت أكتر 
وأكتر حاجة اتعلمتها واترسخت فيا يقيني بالله وحسن ظني بيه إللي مستحيل خاب وإن ربنا بقى صاحبي في كل حاجة في حياتي 
قدرت حاجات كنت شيفاها عاديه قدرت نعمة البصر إللي كانت معايا وفي غمضة عين ربنا لحكمته ورحمته نزعها مني عرفت إن ربنا كبير أوي ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء عرفت إن الحياة دي بسيطة أوي ومش مستاهلة إللي بقينا نعمله في بعض مش مستاهلة الكره والغيرة والعداوة إللي بقت في قلوبنا 
والله ما مستاهلة يا يعقوب 
عرفت إن أبلع ريقي من غير ألم دا نعمة تستحق تحمد ربنا عليها عمرك كله 
أهو بلع الريق ده ممكن تكون في نظر البعض حاجة يعني عاديه ممكن مش ياخدوا بالهم منها أصلا بس في مقابل إللي عنده مشاكل عارف قيمتها كويس 
طب دا إحنا غرقانين بالنعم دا حتى شوية الهوا إللي بناخدهم نعمة عظيمة 
طب الواحد يحمد ربنا على أيه ولا على أيه بس 
علشان كدا بدأت أعمل ورقة النعم 
وبما إن الورقة والقلم صعب مع إللي زي ورقة النعم تكتب فيها كل حاجة ربنا عملها علشانك موقف حصلك وربنا أنقذك مشكلة ربنا حلها لك 
ولا ۏجع ولا مرض كنت بتعاني منه وربنا شافاك وعافاك ولا حتى إمتحانات كانت صعبة وربنا عداها أي حاجة ربنا عطهالك 
كل صغيرة وكل كبيرة بس بديل الكتابة أنا بدأت أحفظ في دماغي كل التفاصيل دي وأراجعها كل يوم حرفيا قبل ما أنام وأحمد ربنا عليها ودا لما عرفت إن أكتر حاجة ربنا بيحبها من عبده هو الحمد وإن الحمد سبب في تفريج كل كرب وسبب في إنهمار العطايا علينا 
وخلاص أنا مش زعلانة أبدا على حالتي بالعكس يا يعقوب دا أنا ممتنة جدا لها 
طب أقولك على سر 
كان يعقوب يستمع إليها بقلب قد ذاب وخجل اعتراه وهو يستدرك ما تقول ويسجله بقلبه وعقله ابتسم وهو ينظر لها نظرة مطولة مغمورة بالمعاني التي لا حصر لها 
وهمس لها وهو يقبل باطن كفها 
قولي يا أرنوبي 
رددت وهي تتنفس بعمق 
هي حاجة مچنونة شوية يمكن تستغربها 
من النعم إللي بحمد ربنا عليها نعمة فقدان البصر 
أيوا أنا بعتبرها نعمة لأن لولاها مكونتش وصلت لهنا ولا كنت عرفت إللي عرفت ولا قدرت إللي عندي ولا قربت من ربنا وحبيته الحب ده كله 
لم يقوى يعقوب على الصمود أمام هذا الكم من الرقة والصفاء والجمال وحنان فاستقرت هي براحة وأمان 
وبعد مدة لا بأس بها هتف يعقوب متسائلا 
طب يا رفقة مجربتيش تكشفي على عيونك وتشوفي لو في أمل إن البصر يرجعلك تاني عملية مثلا 
رددت رفقة بهدوء 
طبعا بابا وماما مش سكتوا بس إحنا انتظرنا مدة بعد الحاډثة على ما أموري تستقر لأن كنا خايفين مش يبقى في أمل ونتصدم صدمة جديدة بس ماما أقنعتني وبعدين بدأنا في رحلة الكشف والأشعة والكلام ده كله بس الرحلة وقفت لما الحج جه لبابا وماما كانوا مقدمين واسمهم جه 
بس هما كانوا عايزين يلغوها بس أنا أصريت عليهم لإن كان نفسهم فيها أوي وقولتلهم يروحوا ويدعولي 
وفعلا سافروا وبقيت عند خالي عاطف بس هي مكانتش تعرف إن مرات خالي كدا 
المهم لما بابا وماما اتأخروا في الرجعة روحت كشفت مع مرات خالي عفاف 
بس الصدمة إن الدكتور قالنا إن مفيش أي أمل إن ممكن أرجع أشوف تاني وبلاش نتعلق بأمل كذاب 
ومن وقتها وأنا شيلت الموضوع من دماغي واتعودت على حياتي 
هتف يعقوب بعد أن فكر برهة 
طب مين كان قالك كدا يعني مين قالك إن مستحيل ترجعي تشوفي تاني 
تعجبت رفقة من سؤاله لكنها أجابته بهدوء 
يوميها أنا كشفت وخرجت والدكتور اتكلم مع عفاف مرات خالي وهي لما خرجت قالتلي الدكتور قال كدا هي مكانتش عايزه تقولي بس أنا أصريت 
سب يعقوب تحت أنفاسه وراودته الشكوك فهتف بحماس 
طب أيه رأيك نكشف تاني نروح لمركز عيون متخصص 
أنا واثق إن كلام الحربايه عفاف دي غلط وهي كدابه أكيد لعبة قڈرة من ألاعيبها 
رفعت رفقة أعينها له لتتسائل بغصة علقت بحلقها 
يعني إنت مش عايزني علشان قصدك كدا أنا مش مناس 
قاطعها يعقوب مسرعا پصدمة 
رفقة أيه الكلام ده إزاي تقولي الكلام ده يعني ده إللي مفكراه عليا 
أنا مستحيل أفكر بالطريقة دي ولا عندي أي إعتراض أنا راضي بيك في كل حالاتك وتكفيني بل إنت كمان كتير عليا 
حوى كفيها بين كفيه بحنان ثم همس لها بحب 
أنا أقصد علشانك إنت 
علشان ترجعي تشوفي الألوان 
علشان ترجعي تشوفي السما والسحاب 
عشان ترجعي تشوفي الورد وكل حاجة بتحبيها 
علشان ترجعي تشوفي البحر والأقحوان 
كوب وجهها وأكمل بنبرة حانية ممزوجة بالعتاب 
مش عايزه تشوفي يعقوب 
ولا ولادنا لما يبقى عندنا بنات وصبيان مش هيبقى نفسك تشوفيهم وتشوفي ملامحهم وتهتمي بكل تفاصيلهم 
صمتت رفقة تطرق مفكرة بأعين دامعة فيذوب قلبها شوقا لتلك المغريات 
قالت بإرتعاش بتيهة مختلطة بالخۏف 
بس أنا خاېفة أوي يا يعقوب 
خاېف من خيبة الأمل خاېفة أتعلق بأمل كذاب 
مش هنخسر حاجة يا رفقة أنا بقولك المرة دي خلي عندك يقين بالله مش إنت علمتيني إن اليقين بالله والثقة بتعمل المعجزات 
مش إنت قوليلي إن زمن المعجزات إنتهى لكن لم تنتهي قدرة الله 
شعشع الأمل داخل قلبها لتردف وقد غمر قلبها الراحة 
ونعم بالله خلاص إنت عندك حق فعلا خلينا نجرب مش هنخسر حاجة لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا 
طب يلا بينا ادخلي البسي على ما أعمل إتصال علشان ننزل حالا 
اندهشت رفقة من تسرعه لتقول بتعجب 
دلوقتي عالطول 
طبعا خير البر عاجله يا أرنوبي يلا قدامك عشر دقايق مش أكتر 
انعقد لسانها أمامه ولم يكن منها سوى أن 
دلفت للغرفة قبل أن تنقضي العشر دقائق 
بينما يعقوب فجذب هاتفه وهو ينتوى دق أول مسمار في تابوت كبرياء لبيبة بدران 
عبث قليلا بالهاتف بتطبيق الفيسبوك ولو يكن منه سوى نقرة واحدة لتغيير الحالة الإجتماعية من أعزب إلى متزوج
لم تستهويه حياة مواقع التواصل الإجتماعي كان دائما منغمسا في تشييد حلمه وبذل كل غال وثمين لتطوير سلسلة مطاعمه والعمل الدائم 
لكن لا بأس بهذا التطبيق الآن فحالة الانقلاب التي سيتسبب بها هي المراد 
ولم يلبث إلا قليلا حتى انهالت التساؤلات والدهشة التي تم التعبير عنها بوجه مصډوم غير مرات المشاركات التي تخطت المئات بالعشر دقائق 
غمغم بسخرية 
عالم تافهة 
اجتمع رجال الأمن يمنعون اقټحام الصحافة قصر آل بدران بصعوبة بالغة 
أعداد جما يحملون الكاميرات وبعض الأجهزة وتداخل لغطهم حتى حلت ضجة وضوضاء وصلت لمسامع لبيبة التي خرجت غاضبة من هذه الضوضاء التي لا تعلم سببها 
قابلها رئيس الأمن الذي أتى راكضا ومساعدتها الشخصية 
تسائلت لبيبة پغضب 
في أيه أيه السوق والھمجية دي 
قال الرجل وهو يخفض رأسه 
صحافة كتير أوي يا لبيبة هانم محصلتش قبل كدا 
وقبل أن تتسائل لتشفى عجبها قالت المساعدة 
كلهم مقلوبين على جواز يعقوب باشا وعايزين يعملوا مقابلات ويعرفوا التفاصيل ومين هي العروسة 
فزعت لبيبة في مكانها لتشعر بدوار عڼيف يجتاحها من هذا الخبر المروع لها ملامحها مسطور فوقها الصدمة ولم تمكث دقيقة حتى سقطت فاقدة للوعي 
بعد فحص دام أكثر من ساعة تحت يد أمهر أطباء العيون ويعقوب يمسك يدها بدعم حتى انتهى الطبيب وجلس أمامهم مبتسما ببشاشة ليستفهم يعقوب بلهفة 
أيه يا دكتور خير في أمل 
ابتسم الطبيب لتلهفه الواضح ليقول بتعجب رغم هدوءه 
مش عارف إزاي دكتور قالكم الكلام ده وإن مفيش أمل من إن مدام رفقة ترجع تشوف !
بعد الكشف المبدئي المشكلة مش كبيرة ولا صعبة بالطريقة دي 
شوية فحوصات وتحاليل وهنأكد كل حاجة يا يعقوب باشا عيونها هتحتاج عملية مهمة ودقيقة جدا 
توسعت أعين رفقة پصدمة من هذا الحديث المغاير تماما لما
قاله لها الطبيب السابق عن طريق زوجة خالها عفاف بينما ابتهج قلب يعقوب يقسم أنه لم يسعد بحياته من قبل هكذا 
ودون أن يتجمجم هتف يعقوب وازدهاء السعادة ينبثق من
عينيه سعادة تملئ ما بين خوافق السموات والأرض مفيش مشكلة يا دكتور أنا مستعد لأي حاجة لو حتى محتاج تسفرها برا لأكبر المستشفيات أنا من دلوقتي هبدأ في
الإجراءات 
قال الطبيب بعملية أكيد هنعمل كل إللي نقدر عليه واللازم يا يعقوب باشا بس
بإذن الله مش هنضطر للسفر برا 
ثم نظر تجاه رفقة وضاحة الوجه وقال مدام رفقة هتروحي مع الدكاتره والممرضات على الأشعة
وياخدوا منك عينة لشوية تحاليل 
حركت رفقة رأسها بإيجاب وسحبت يدها بخجل من يد
يعقوب وهي تتحرك بصحبة الممرضات ليهتف يعقوب بحنان
جاي وراك مش هتأخر 
خرجت لتتجه أنظاره للطبيب متسائلا بقلق 
كل حاجة تمام يا دكتور لو في مشكلة قولي
عليها وقولي كل التفاصيل
أردف الطبيب بصوت ثابت
متقلقش يا باشا مفيش أي مشكلة حالة عينيها مش بالسوء
ده وفي أقرب وقت إن شاء الله هيرجعلها النظر نسبة
نجاح العملية ٩٠٪ 
بس بصراحة 
صمت الطبيب قليلا ليسرع يعقوب يهتف بقلق في أيه في مشكلة مش إنت قولت مفيش مشاكل 
أكمل الطبيب حديثه هي بس تكاليف العملية كبيرة حبتين 
قاطعه يعقوب براحة مفيش مشكلة أيا كانت التكاليف أنا مستعد لأي مبلغ فداها
أي حاجة حتى لو فيه زرع قرنية معنديش أي مشكلة حتى لو الموضوع وصل لتبرع قرنية أنا مستعد 
طالعه الطبيب بدهشة وتسائل مصډوما يعني إنت ممكن تتبرع لها بعينك بالقرنية بتاعتك !!!
صمت يعقوب وأغمض عينيه ثم همس بداخله أن أهديك مقلتاي على صحفة مزينة بالأقحوان يكونان لك سراجا منيرا ويكفيني أن تري صفو السماء بعيناي ها لك عيناي فصونيهما جيدا ليكونان تذكارا لعشقي وتخليدا له فلن أضل أبدا إن قادتني يداك ويكفيني أن أشعر بأعيوني
تبتسم بمقلتاك وقد امتزجتا بملامح وجهك وأصبحت عيناي
عيناك 
ابتسم الطبيب بود وقال بتقدير 
حقيقي يا بختها بيك يا يعقوب باشا بس الموضوع مش مستاهل ومش هنضطر للتبرع بالقرنية العملية نسبة نجاحها كبير إن شاء الله بس كل الموضوع إنها بس تكلفتها عالية 
تنهد يعقوب براحة فكما توقع تلك لعبة قڈرة من زوجة خالها عفاف وما خفي كان أعظم من ألاعيب تلك المرأة القبيحة 
حرك يعقوب رأسه وأردف 
مفيش مشكلة يا دكتورة بس اكتبلي كل التكلفة والمطلوب وأيه الإجراءات إللي هنعملها علشان تدخل العمليات ياريت ميبقاش في تأخير لأن مفيش داعي للتأجيل ابدأ بتجهيزها يا دكتور لو سمحت 
ابتسم الطبيب على عشقه الجلي
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 44 صفحات