الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 18 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

بابتسامة 
جزاك الله خيرا يا رفقة وبوعدك إن هحاول 
قالت بسعادة 
أيوا كدا دا أوب إللي أعرفه ويلا بقاا أنا جعانة أووي أيه اليوم إللي مفهوش أكل ده لتكون بخيل يا أوب 
استقام يعقوب وجذبها إليها وهو يهتف بسعادة 
آآه نسيت إنك زي دلوقتي بتكوني في مطعم البوب بتاكلي فطيرة بالتفاح وكريب بالنوتيلا وقايمة طويلة عريضة إنتهاءا بالكوردون بلو 
رددت بتذمر طفولي 
ألاه بقااا هو إنت كنت بتراقبني بقاا يا سي يعقوب 
وصحيح قولي أيه موضوع الصورة إللي ماما فاتن قالت عليه ده 
سحبها نحو المطبخ ضاحكا وهو يقول 
إنت متعرفيش لسه حكاية يعقوب مع رفقة 
ناكل نشحن طاقة وبعدين أحكي 
رددت بفضول وهي تجذب ذراعه بإصرار واعتراض 
لأ قولي دلوقتي 
شايف دلوقتي إن الجوع ما شاء الله معدش ليه أثر 
أبعدت خصلاتها عن وجنتيها قائلة بضحك 
هو إنت متعرفش حكمة الفيلسوفة رفقة 
اسمع اسمع يا سيدي 
وتنحنحت تكمل 
رفقة تقول إذا حضر الفضول ماټ الجوع 
نعم شكرا شكرا ولا داعي للتصفيق عارفة
إن شاعرة وحكيمة 
اڼفجر يعقوب ضاحكا وقرص وجنتيها ثم ردد 
طب اسمعي بقاا يعقوب بيقول أيه 
يعقوب يقول إذا حضر الجوع غاب كل الفضول 
تذمرت عاقدة وجهها كالأطفال وجاءت تعترض لكنه قاطعها بحسم 
هناكل الأول يا رفقة خلص الكلام 
عقدت ذراعيها وهي تحرك قدميها بيأس وتسائلت بفضول وهي تشعر أن الجدران التي بينم تسقط هاوية 
طب هتأكلني أيه !!
ردد بعجب 
هي الناس بتفطر بأيه !!
أشاحت وجهها باعتراض قائلة 
لا لا وقت الفطار خلاص عداا يلا بينا نمزج فطار وغدا سوا 
دلوقتي بصراحة كدا نظرا لظروفي طبعا مش بطبخ بس أنا نفسي أوي أجرب شعور إن أطبخ 
تنفست بعمق وأكملت بشغف وثقة تحت نظرات يعقوب وأسماعه 
وطالما إنت معايا يبقى هتحققلي الأمنية دي يعني يلا بينا نطبخ سواا وبصراحة نفسي دلوقتي في مكرونة بالباشميل وبانيه بس يكونوا من عمايل إديا عايز أجرب الشعور ده 
وأنا عارفة طريقة عمايلهم سماعا كدا 
ممكن إنت تساعدني 
تذكر شيء ما ليبستم بسخرية فلو علمت لبيبة بدران أن أحد أفراد العائلة العزيزة دلف للمطبخ ستقوم القيامة 
فمن ضمن قوانينها أنه ممنوع الجلوس وتناول الطعام بالمطبخ وإلزامها بساعات محددة لتناول الطعام على المائدة باجتماع الجميع وهذه واحدة ضمن آداب المائدة لديها 
لكن الآن الأمر مختلف هو قد تحرر من تلك القيود لم يعد أسيرها ابتسم بشغف وقال بإيجاب وحماس 
يلا بينا نبدأ مفيش وقت نضيعه أنا واقع من الجوع 
هبطت رفقة وجمعت شعرها بأحد مشابك الشعر وفركت يديها بحماس 
يلا بينا 
أخرج يعقوب كل المكونات وأخذ يساعدها وهو يوجهها بكل خطوة وهو حريص على عدم إصابتها بأي شيء يقف خلفها يلف ذراعيه حولها بينما يمسك يديها واضعا يده فوق يديها يساندها بينما هي تقطع وتقلب وتمزج المكونات في جو من المرح والمودة والعشق 
قالت المساعدة الشخصية بجدية 
لبيبة هانم المعلومات إللي حضرتك عيزاها عن رفقة كلها جاهزة وطبعتها في الملف ده 
حركت لبيبة رأسها لتناولها إياه وأخذت تتفحصه بدقة بوجه مشدود رفعت رأسها وهتفت بنبرة مخيفة 
اسمعيني كويس وإللي أقوله يتنفذ بالحرف الواحد أنا مش هسمح بأقل غلطة تحصل 
وأخذت تملي عليها أوامرها الدقيقة 
كانت رفقة تقف بشرود لتشعر بشيء غريب يطوف بها تلبسها الړعب وشحب وجهها لتصرخ پذعر 
يعقوب إلحقني 
استمع يعقوب لإستغاثتها به لينتفض جسده وهو يترك ما بيده بإهمال وسعى إليها بتلهف مشوب بالوجل 
وقف أمامها وهو يرى إنكماشها ليقترب منها يحوي ذراعيها متسائلا بهلع 
في أيه مالك يا رفقة !
تشبثت بذراعه وهي تحرك رأسها بينما تضم ساقيها ملتفتة حولها 
يعقوب في حاجة هنا في حاجة كانت بتتحرك على رجلي حاجة ناعمة!!
الټفت يعقوب ينظر للأسفل بترقب وحرص وأخذ يبحث بجوانب الغرفة حتى تيبس وهو ينظر باندهاش لهذا الضيف المتطفل انحنى وقد انشرح صدره واتسعت إبستامته ثم بحذر التقته قبل أن يقفز هاربا 
وقف أمام رفقة يمسد فوق جسده بنعومة وقد تفجرت بداخله ذكريات مليحة 
أخذ يد رفقة بحنان يضعها فوق فروه الناعم وهو يقول 
دا ضيف جديد يا رفقة 
تحسسته رفقة بحذر حتى وصلت إلى أذناه لتصيح بحماس وهي تجذبه من بين يدي يعقوب تحمله بحنان 
أرنب 
أجابها بمرح 
شطورة 
قالت هي بحماس وسعادة ظاهرة 
وأنا صغيرة كان عندي هوس بالأرانب البيضا لدرجة إن ماما وبابا بدأوا يربوهم وكان عندنا كتير جدا أنا مكونتش ببطل ألعب معاهم وكان عندي أصحاب كتير أووي منهم 
رينبو وتوتو وأطلس ومادي وأزل 
ضړبت الدهشة عقل يعقوب لتلك الومضات المتشابهة معه جدا وشعر بالسعادة والامتنان لرؤيتها بهذا الحماس والفرح 
ابتسم بحنان وهو يرى حنانها على هذا الأرنب الرقيق ذو اللون الأبيض النقي استمع لها وهي تقول بحماس بينما تتحسس الأريكة لتجلس فوقها 
بص إحنا هنخليه معانا ونربيه ونهتم بيه كمان أنا أخترت اسمه هنسميه رينبو أيه رأيك 
حرك رأسه وقال بإيجاب بينما يجلس بالقرب منها 
اسم جميل أكيد موافق يا رفقة 
توسعت إبتسامتها بفرح ومدت يدها على استحياء تمسك كفه لټنفجر مشاعر كامنة بقلب يعقوب لتلك المبادرة وتعلو وتيرة نبض قلبه وهو يسمعها تقول بغبطة وانشراح 
حقيقي أنا عيشت أجمل يومين في حياتي إمبارح والنهارده واليومين دول حققت فيهم كتير من أحلامي 
الفستان الأبيض المرجيحة زهور الأقحوان وكمان جربت الطبخ وطبخنا سواا وفي الأخر الأرنوب ريبو 
أنا حاسه إن اليومين دول خففوا أي ۏجع شوفته قبل كدا 
وواصلت تهمس بمشاعر تترعرع بجنبات قلبها 
لقد قيل أنه عام فيه تغاث القلوب وقد تمت الإغاثة لقلبي بلقياك ورؤياك لا تستعجب فأنا أملك من هو أثقب في الرؤية من نور عيني
وهو نور قلبي 
ثباته أصبح كرماد أشتدت به الريح في يوم عاصف فار قلب يعقوب واحتلته القشعريرة من كلمات كانت بمثابة مفاتيح لأبواب النور التي انقشع لأجلها جميع الظلام الذي لاقه 
زلف منها وكوب وجنتيها الدائرتين القطنية الملمس يتحرك بإبهامه فوق تلك الحمرة اللطيف بحنان وهمس لها بمشاعر متأجحة 
أنت الشمس التي انقشع لها ضباب الأسى بطيات قلب مكلوم تعاهدت مطاردة الدجى لآخر خيط حتى انبلج الضياء يشرق بإزدهاء مرة أخرى بفؤاد محروم الإحسان بالتحنإن 
اشټعل قلب رفقة وأعماقها شاعرة بقلبها يزداد بالثوران وقد أصبح لا مناص من الفرار من هذا العشق المتدفق من قلبها وقلبه 
أخفضت رأسها وأصابعها منغمسة بفرو رينبو تمسد فوق ظهره بحنان فاعترافه بتلك الكلمات أحيا رميم قلبها 
تنحنحت تغمغم متسائلة بعجب 
بس قولي يا أوب مين جاب الأرنوب ده هنا !
مسحت أعينه الأرجاء ليرى تلك الحقيبة الورقية الملقاه بإهمال بجانب الباب ليتيقن من الفاعل وكيف لا!! لا أحد غيرها يعلم ذلك الأمر وتلك المغامرة السرية التي كانت تحدث من خلف ظهر لبيبة بدران 
أردف بشرود وحنين انبثق من عينيه 
فاتن 
وأكمل يسرد وكأن تلك الأحداث تقع أمام ناظريه الآن 
في نقطة مشتركة بين طفولتك وطفولتي 
أنا كان نفسي أوي يبقى عندك أرنب كنت مهووس بيهم نفس هوسك وكنت عايز أربي أرنب 
دا كان أيام ما فاتن كانت معايا 
ساعتها كان وجوده في القصر ممنوع ولو عرفت لبيبة هانم هتخرب الدنيا 
وقتها لما رفضت أنا زعلت فقامت فاتن أشترت واحد في السر كان أرنب أبيض وكانت بتخبيه في ملحق القصر وأول ما لبيبة تخرج برا القصر كانت تطلعه عالطول ونلعب بيه في الجنينة 
تنهد بثقل قائلا پألم لتلك الذكري السيئة 
كان صاحبي أوي واتعلقت بيه بس في يوم عرفت لبيبة بالموضوع وطبعا الدنيا اتقلبت وفاتن اترجتها كتير علشان تسيبه بس لبيبة أمرت بدبحه قدام عيني وقالتلي إنت راجل والتصرفات دي ميصحش تصدر من خليف آل بدران والوريث الأول 
شهقة مټألمة خرجت من جوف رفقة وارتعشت شفتيها مھددة بنوبة بكاء وهي تشعر بوخز الألم يضرب قلبها لأجله ابتسم يعقوب بۏجع على حالتها ليسرع يلتقف كفها الصغير ويطبع العديد من اللثمات الحانية بباطنه في عادة اكتسبها ولا يظن أنه سيستطع الأقلاع عنها 
دمدم برجاء يهدهدها وهو يرى الدموع تطفر بمحاجر عيني رفقة 
عيون رفقة متخلقيتش علشان الدموع 
خلاص هو ماضي وفات زي ما إنت قولتي 
وبعدين دلوقتي بقا عندنا رينبو وهنجيب غيره كتير هنعمل عشيرة هنا 
قال جملته الأخيرة بمزاح من يسمع الآن هذا الحديث يظن أنه يتحدث عن أطفاله منها وليس مجرد أرانب بيضاء !!
ضحكت رفقة لتهمس وهي تمسح طرف أنفها 
بجد 
قال يعقوب بتأكيد 
جد الجد كمان 
قالت رفقة بحزن 
بس لبيبة هانم قلبها قاسې أووي قولي أيه ممكن يلين قلبها ويخليها ترتاح 
جثمت السخرية على ملامح يعقوب ليردف بسخط وتشنج 
أبدا تشوف يعقوب تحت طوعها من جديد ورهن إشارة منها وينفذ أوامرها وإللي هي عيزاه بالحرف الواحد ويترأس مجموعة شركات آل بدران ويشيل الشغل على أكتافه 
يتجوز إللي هي تحددها ويتصرف وفق هواها 
يبقى شخص معډوم العاطفة وميتأثرش ولا تتهز في شعره حتى لو العالم انهار من حواليه 
بس كدا شوفي بساطة لبيبة !!
علقت رفقة برفض واستنكار 
ليه آلة دي الآلة بيجي عليها وقت وبتعطل 
هتف في تبرم ساخط 
بس يعقوب مش آلة علشان يقف ويتعطل كدا ده مش مسموح في قوانين لبيبة بدران 
استقام ثم سحبها جاعلها تقف برفق وهو يقول 
يلا سيبينا من السيرة دي والبسي علشان نخرج شويه 
تسائلت رفقة بتعجب 
هنروح فين !!
تشدق يعقوب بسعادة وهو يتجه بها نحو غرفتها الخاصة 
هنطلع نتمشى شوية ونشم هوا أيه مش عايزه تاكلي آيس كريم بالحليب ولا أيه 
أجابته بحماس 
عشر دقايق وهتلاقيني قدامك 
تركها على أعتاب الغرفة وانصرف ليرتدي ملابسه سريعا حتى يعود ليقف بانتظارها لأجل إن أرادت شيئا 
بعد قليل خرجت رفقة التي تحكم حجابها فوق رأسها بتعجل فأوقفتها يد يعقوب أمامه وأخذت أصابعه تعدل من وضع حجابها بهدوء تحت تبسم رفقة الخجل 
رمقها بتقييم وهو يتأمل الحجاب الذي زادها جمالا ونقاء وفستانها الفضفاض صاحب الأكمام المتسعة ويصل لكعبها بلونه الأبيض الممزوج بورود صغيرة باللون الكاشمري 
انحنى يطبع قبلة عميقة فوق جبينها هامسا بصوت أجش 
يا حسنه والحسن بعض صفاته
والسحر مقصور على حركاته
بدرا لو ان البدر قيل له اقترح
أملا لقال أكون من هالاته
ابتسمت رفقة بخجل وراحت تقول بقلب مضطرب 
أنا بحب الشعر أوي شكلك كمان بتحب الشعر 
قال من بين خفقاته التي أصبحت رهينة اسمها 
الشعر اتقال علشان خاطر رفقة وكلمات الشعر قدام رفقة قليلة وعاجزة 
التمعت عيناها ببريق دافئ وتفاقم خجلها ليرحمها يعقوب وينحني يمسك راحتها يجعلها تنام داخل كفه وهو يسير معها برفق للخارج 
عاش كل واحد منهم ما حرم منه وأخذ يعقوب ينهل من تلك السعادة وهو يشعر أنه لا طريق للإرتواء من رفقة نعم فداخله أرض جدباء شديدة القحط والتصدع وأخذت رفقة تغمر أرضه بسخاء حتى تصبح يوما ما غابة خضراء مليئة بالعديد من الأشجار المثمرة وارفة الظلال رطبة 
تجول يعقوب برفقتها وهو يحتضن كفها بتشبث والإبتسامة لم تنطفئ من فوق فمهما 
تمرح وتمزح وتسرد وتحلم بجانبه وهو أكثر من مرحب بهذا 
للمرة الأولى يتناول الآيس كريم بصحبتها وكانت رفقة تلتهمه بشهية وهي تتمتم 
متعرفش بعشق آيس كريم الحليب
قد أيه 
أخذت أصابعه تمسح المتناثر حول فمها يذكى أوار الحب ضحكت قائلة وهي تمسح حول فمها 
اعمل أيه دي عادة عندي 
ترنحت
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 44 صفحات