الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 12 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

تمتلكه رفقة وأسفلها توقيعها وبصمتها أي أن لها موجب التصرف بكل شيء حتى بسحب الأموال من حسابها البنكي 
قال عفاف بفخر وكأنها قامت بأحد الإنجازات العظيمة 
أنا خليتها تمضي عليه من غير ما تحس وسعد ابن عمك شغال في البنك وسهل الموضوع عليا 
ضحكوا جميعا في سعادة لتقول شيرين بقلق 
بس دلوقتي رفقة هتتجوز إللي اسمه يعقوب ده دا فعلا شكل الموضوع بجد 
ابتسمت الأفعى عفاف وقالت بشړ يعبق قلبها 
مبقاش عفاف لو خليت الجوازة دي تتم 
هتعملي أيه يعني!!
استقامت وهي تقول 
عايزاكم بس تبهدلوا نفسكم كدا وشعركم وتقطعوا هدومكم وبصوا تمثلولي دور المنهارين لأبعد الحدود 
تسائلت أمل بعدم فهم وتعجب 
طب إنت هتعملي أيه وخارجة ليه دلوقتي 
ابتسمت بخبث وقالت وهي تخرج متصنعة الإنهيار والبكاء 
واحد اټهجم على بيتي وبناتي والجيران شاهدين هروح فين يعني 
وخرجت تركض مڼهارة تحت شفقة الجيران لتوقفها أحدهم متسائلة 
أيه يا عفاف في أيه عندكم ومين كان داخل ېتهجم عليكم كدا 
ازدادت عفاف في البكاء وأخذت تقول بتمثيل 
شوفتي إللي حصلنا يا أختي بسبب مقصوفة الرقبة إللي اسمها رفقة دا واحد تعرفه وجاي يهددنا يعني ده جزاءنا بعد ما فتحتلها بيتي مش كفاية سابتنا من كام يوم وقالت أنا قرفت من القاعدة والعيشة معاكم ودا كله ليه علشان بنسألها لما بترجع متأخر ولا تقعد من أول النهار لأخره في الشارع 
ألقت كذبتها وركضت مڼهارة بالشارع لتعلو همهمات الجيران وسخطهم لما حدث 
بعد قليل كانت عفاف تقف أمام رئيس المركز بعد أن سردت له أكاذيبها وهي تتصنع البكاء والإنهيار وبمجرد ذكرها لاسم يعقوب بدران ثار الضابط المسؤول وهو يطرق فوق سطح المكتب وصاح بانفعال 
إنت اټجننتي يا ست إنت إنت تعرفي بتتهمي مين دا وريث عائلات بدران يا كيداهم روحي دوري على غيرها وخدي بعضك واتكلي على الله من هنا بدل ما تروحي في شربة ميا 
حتى لو إللي بتقوليه حصل أحسنلك تنسي الموضوع ده وتروحي على بيتك أحسنلك 
ررد ضابط آخر يقول پحقد دفين تحت أسماع عفاف 
وتنسى الموضوع ده ليه يا باشا هما زيهم زي أي مواطنين ولازم فضايح آل بدران إللي عاملين نفسهم صفوة المجتمع تبقى على كل لسان علشان رفعة الراس الكدابة إللي هما فيها دي نخلص منها 
إحنا لازم نمشي في التحقيق والإجراءات وكل واحد ياخد حقه 
ودا رأيي بردوه يا سعادة الباشا كل واحد لازم ياخد حقه ولازم تشوفوا شغلكم وتبدأوا التحقيق والتحري فورا 
كان هذا صوت يعقوب الذي ولج للمكتب برأس شامخ وجسد مشدود كانت طلته كفيلة ببث الړعب بأوصال عفاف وما جعل هلعها يبلغ عنان السماء حين قال يعقوب 
أنا كمان عندي أدلة أكيد هتفيدكم عن عمليات سړقة وڼصب واحتيال وضيف لهم الشروع في الق ت ل 
يعقوب باشا اتفضل 
ولج يعقوب للداخل ثم جلس بهدوء فوق المقعد واضعا قدما فوق الأخرى بكبرياء بينما يرمي عفاف المرتجفة بنظرات مستحقرة من أعلى لأسفل 
قال أحد الضابط وهو يرمق يعقوب پغضب مكتوم 
أكيد يا يعقوب إنت متهم لغاية ما تثبت براءتك 
ابتسم يعقوب بخفة وردد عاقدا جبينه 
بس إنتوا بتقولها باين المتهم بريء حتى تثبت إدانته جات عندي واتغيرت ولا أيه !!
وأكمل يعقوب وهو ينظر للضابط المسؤول الأعلى رتبة 
ممكن أعرف مين إللي هيبقى مسؤول عن التحقيق علشان أتكلم معاه 
ردد المقدم براء بجزم وهو يشير للضابط الأخر 
اتفضل يا سيادة النقيب على شغلك أنا ويعقوب هنتكلم 
خرج الضابط على مضض بينما يكبت إعتراض يلوح فوق لسانه في حين يرشق يعقوب بنظرات ناقمة 
استرخى يعقوب بجسلته دون مبالاة ثم هتف بتسلية يتلاعب بأعصابها 
يلا نبدأ وكل واحد يقول إللي عنده يا براء باشا عندي تسجيلات من قلب البنك هتعجبكم أووي وأوراق وكالة عامة على أعلى مستوى 
وبالمقابل طبعا إنت عارف إن الطب متطور أوي وأكيد السيدة الوقورة عفاف مش هتعترض أبدا إن بناتها يتعرضوا على الكشف الطبي وأنا مچرم متعاون جدا 
ولا أيه يا عفاف الجرب 
شحب وجه عفاف أكثر وهي تسرع تقول بنفي 
لا لا يا باشا أنا غلطانة مش هو ده الشخص يمكن غلط في الأسماء 
أنا همشي يا باشا بعد إذنك أنا مش عايزه حاجة 
وقفت تفرك يديها ليغمز يعقوب لبراء فيقول 
غوري ودي أخر مرة تهوبي هنا 
أطلقت لقدميها العنان تفر خارجة وكأن وحوشا كاسرة تطاردها وهي تتيقن أن تلك الطريقة لن تجدي نفعا مع هذا المتكبر المتفاخر 
هي تعلم ما الذي سيجعله ينسحب من تلك الحړب !!
تعجب براء وهو يتسائل بغرابة 
ليه سبتها تمشي يا يعقوب الأدلة إللي معاك توديها في ستين داهية 
أسند يعقوب ظهره للخلف وقال بنبرة غامضة يتخللها المكر والخبث 
مش بالساهل كدا يا براء السچن ده أخر خطوة لازم أعيشها الړعب والمڈلة إللي عيشتها لرفقة لازم تدفع التمن غالي قبل ما تتعفن في السچن 
تنفس بعمق وهو يستقيم ثم قال وهو يمد يده يصافح براء 
شكرا جدا لك يا براء وأكيد هنبقى على تواصل 
أردف براء بصدق 
وأنا في الخدمة يا يعقوب والولية دي هتاخد جزاءها أكيد 
تسلم يا باشا 
خرج يعقوب وسار نحو سيارته ليتنهد براحة قبل أن ينطلق نحو مكان ما غاب بداخله أقل من ساعة ثم خرج يبتسم بينما يحمل بعض الأشياء بسعادة عرفت طريق عقد وجهه التي لم تسري السعادة فوقها من قبل 
بمجرد أن رحل يعقوب هاتفت نهال والديها وأخبرتهم أن ستظل مع رفقة لظرف ما وعلى مضض وافق والديها لمعرفتهم برفقة وحالها 
نظرت نهال بحزن على رفقة التي لم تتناول بالكاد سوى لقيمات قليلة بانطفاء أردفت تقول بضجر 
إحنا هنفضل قاعدين كدا يا بت يا رفقة تعال أعرفك على الشقة وأوصفهالك شبر شبر ما هي بردوه هتكون بيت صاحبتي وأختي 
وأكملت تقول بمكر 
وبعدين هو سي يعقوب قالك أيه كدا مخليك سرحانة أوي كدا !!
بس ما شاء الله عليك يا بت يا رقرق وقعتي واقفة جايبلك كل الأكل إللي بتحبيه حتى المشروبات ألا قوليلي هو عرف عنك دا كله إزاي !!
ابتسمت رفقة بشحوب فهذا يعقوب لم ينبثق إليها إلا في أشد الأوقات ظلمة فهكذا يكون الفجر الصادق لا ينبعث إلا من الظلمة الكاحلة 
همست تقول بحيرة 
مش عارفه والله بس يمكن علشان أنا مثلا كنت بزور مطعمه عالطول بس أصلا هو مش كان بيبقى موجود ألا يجي مرتين أو تلاته 
اقتربت منها نهال وهتفت بسعادة 
يلا بقاا أهي مصلحة كل يوم والتاني هروح مطعم البوب أكل لما أشبع ووقت الحساب أقول أنا تبع مدام يعقوب 
لكزتها رفقة وأردفت بوجه متخضب 
بطلي بقااا يا بت يا نهنه وبطلي تقوليلي رقرق دي 
أنا مش عارفه أيه الهباب إللي إحنا فيه ده حتى اسماء الدلع إللي مختارينها كلها مشتقه من النكد والعياط نهنه وترقرق حاجة أخر انشكاح ما شاء الله علينا 
كله منك يا نكديه 
جذبتها نهال برفق وأردفت 
تعالي يلا أعرفك على الشقة القمر دي 
سارت معها رفقة لتبدأ نهال تشرح لها كل شيء وتجعل يدها تتحسس مكان المقاعد والأثاث وتوصف لها كل شيء بدقة الألوان والتصاميم وكل شيء 
وقالت بانبهار وهي تفتح الشرفة 
ما شاء البلكونة مليانة زرع وورد زي ما بتحبي يا رفقة وفيها نجيلة صناعية شكلها مبهج أوي 
وكمان أغلب ألوان الشقة فاتحة زي ما بتحبي 
وأكيد يعقوب هيعدلها على حسب ذوقك كمان 
ابتسمت رفقة وهي تتحسس الأرضية بأقدامها وأصابعها تتلمس الورود والزرع بفرحة فيالعشقها للطبيعة والزهور 
قالت نهال وهي تتأملها 
بس واضح إنها معموله قريب مش من بعيد 
أبلج يشرق وجهها ثم قالت بهدوء 
ممكن بس يا نهال تساعديني أتوضى وتعرفيني مكان القبلة عايزه أصلي وأقعد شوية لواحدي 
سارت بصحبتها نهال وتمتمت 
حاضر
يا رفقة وأنا هشوفلك إتجاه القبلة في الموبايل 
وبعد مرور القليل كانت رفقة تجلس فوق سجادة الصلاة شاردة تتذكر الأحداث الماضية وما لاقته على يد زوجة خالها وبناتها وتلك الصدمة التي تلقتها منهم نعم كانت تعلم بأنهم لا يستحسنون مكوثها لديهم لكن ما فعلوه يبرهن كرهمم وحقدهم الدفين تجاهها 
اشتعلت النيران بقلبها ليسقط دمعها همست بإصرار وهي تجمع كفيها تمدهم لأعلى 
أنا رفقة يارب بوعدك إن دي أخر مرة هبكي فيها وبوعدك إن من هنا ورايح هبقى قوية ومش هسمح لحد يإذيني ولا يوجعني 
أقولك على حاجة أنا أصلا قوية بيك طول ما إنت معايا أنا مش هخاف من أي حاجة في الدنيا دي علشان عارفه إنك موجود وهتحميني 
أنا واثقة إن كل دا حصل لحكمة لا يعلمها إلا أنت ويكفي إن عرفت حقيقة ناس كنت مخدوعة فيهم وكانوا بيضحكوا عليا 
أنا هشكيلك من حاجة يارب دلوقتي أنا الحمد لله والله مش زعلانة فقدت البصر وأنا راضية ليه الناس بتستغلني وتمكر ليا ليه يعاقبوني على حاجة أنا مليش ذنب فيها 
وبما إنك تعلم ولا أعلم يارب فأنا بوكلك بكل شيء وأنت خير وكيل بوكلك يا عادل تاخد حقي وتحميني 
اللهم من أراد بي سوءا أو شړا فرد كيده في نحره وأشغله في نفسه واجعل تدبيره ټدميرا عليه يارب العالمين 
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين 
اللهم أهلك الظالم لظلمه اللهم إنه أبكى عيونا وقهر قلوبا فأرني فيه عجائب قدرتك 
اللهم يا منتقم انتقم من كل من أذاني اللهم إنك تعلم أنني لا أستطيع دفع هذا الأڈى عن نفسي اللهم اكفني مكرهم ورد كيدهم في نحورهم 
وهمست بإيمان وتلك الآيه حضرتها 
ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
كفكفت دموعها وهي تأخذ على نفسها عهدا أنها لن تبكي مرة أخرى إلا سعادة 
همست برضى 
الحمد لله يارب الحمد لله على ما أعطيت وعلى ما منعت أنا راضية واجعلني دايما كدا قلبي مليان بالرضى 
وأخذت تردد بامتنان ويقين 
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها 
تذكرت يعقوب لتستقيم وهي تؤدي ركعتي استخارة تطلب من رب العالمين أن يرشدها ويسددها لما فيه خير كانت دائما عند أي أمر تهرع إلى بابه تسأله وتستخيره وإلى الآن لم يردها الله خائبة فقد أحسنت التوكل عليه وقد كفاها ركعتي الإستخارة والدعاء طوق نجاتها من أمور كثيرة 
همست برجاء ويقين 
يارب ارشدني ودلني على الطريق الصحيح أنا محتاره ومش عارفه أعمل أيه وإنت علام الغيوب وجيت أخبط على بابك 
يارب لو هو خير ليا فسهل ليا كل الأمور وقربه مني ولو هو شړ فابعده عني يارب 
يارب أنت خير صاحب فكن ليا الصاحب في كل خطوة من حياتي 
وجلست تتنهد براحة وهي تشعر أن أثقال كالجبال انزاحت من فوق قلبها وتلك السکينة والطمأنينة لا تنالها إلا بجوار خالقها 
كلماته وعوده وصدقه رجولته 
وبالأخير تلك النبرة الحانية العاشقة التي كان يحدثها بها 
بزع فوق فمها إبتسامة حالمة مطمئنة وصدى صوته يتكرر داخل عقلها وجدران قلبها 
انبعثت التساؤلات والفضول حوله هو ليس الشخص فقط الذي حدثها عنه هناك من هو أعمق من هذا هناك كثير داخل جعبة يعقوب الذي تجهله!!
أفاقت من شرودها وهي تسمع رنين جرس الباب لبرهة انكمشت على نفسها لكنها تذكرت وجود
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 44 صفحات