الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 11 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

أنا قعدت يوم في شقته ولا يوم ونص ودا حقه بغض النظر الشقة عامله إزاي 
خلينا نعدي على أي ماكينة لسحب الفلوس ونسحب فلوس ونبعتهاله وكمان علشان أشوف أي فندق وأقضي فيه يومين على ما ألاقي شقة
تسائلت آلاء 
مش مرات خالك سحبت فلوس للشقة على أساس إنها هتشتريها 
رمقتها نهال بنظرة ذات مغزى وهي تهمس بينما تتوقع ما سيحدث 
ربنا يستر 
وصلوا لأسفل فلكزت آلاء رفقة وهمست بمكر 
يعقوب باشا واقف قدام العمارة زي الحرس 
ارتجف قلب رفقة وتلونت وجنتيها بلون الشفق لتبتسم بصفاء وهي تقف أمام يعقوب الذي ابتسم بحنان وهمس برقة ورفق 
رفقة 
رددت دون أن تشعر بشرود بما زلزل قلب يعقوب وجعله يطرق پجنون شاعرا بنبض قلبه في عنقه 
أوب 
اتسعت أعينها پصدمة لتسرع تقول بتوتر متداركة هذا الخطأ 
آسفة جدا أنا كنت بس بفكر في حاجة يعني علشان كدا قولت إللي بفكر فيه مشهد في كرتون كنت بتفرج عليه وأنا صغيرة علشان كدا
تنهد يعقوب تنهيدة مطولة وقال وهو يفتح الباب بهدوء 
ماشي يا رفقة أما نشوف أخرتها معاك يلا اركبي على مهلك 
قالت بلطف 
شكرا جدا على كل إللي عملته ممكن بس توصلني لأي فندق كويس 
أردف يعقوب بحسم 
مفيش فنادق ويلا اركبي 
تسائلت باعتراض 
أمال هروح فين لو سمحت سيبني براحتي 
قولت اركبي وهنتكلم يا رفقة 
وبالفعل ركب الثلاث فتيات في الخلف وقاد يعقوب يخرج من هذا الحي المشپوه 
وبعد مدة قصيرة لكزت رفقة نهال التي قالت 
لو سمحت وقف عند ال Atm الجايه دي هنشوف حاجة في دقيقة 
أوقف يعقوب السيارة ليهبطوا ثلاثتهم قبل أن يلقي يعقوب الأسئلة 
وقفت نهال أمام الماكينة ووضعت البطاقة الائتمانية الخاصة برفقة والتي أملتها الرقم السري 
وبعد لحظات اتسعت أعين نهال پصدمة كانت تتوقعها ورمقت آلاء التي أغمضت أعينها بحزن لأجل رفقة 
تسائلت آلاء بحزن 
إنت كان معاك كام فيها يا رفقة 
ابتسمت رفقة وقالت بحنين 
تحويشة بابا وماما كانوا نص مليون كان بابا باع نصيبه في الأرض بتاعته وحط الفلوس دي باسمي تحسبا لأي حاجة وكأنهم كانوا حاسين إنهم مش هيرجعوا وفعلا علشان لسه مش لاقيه مكان شغل يقبلني فبصرف منهم 
توقفت نهال بحيرة لا تعلم كيف تخبر رفقة في الأساس هي كامن متوقعة هذا الشيء لكن رفقة جل ما عرفته عن زوجة خالها أنها أردات فقط أن تتخلص من عبئها 
لكن حسمت أمرها ففي النهاية يجب أن تعلم رفقة الحقيقة وإن كانت مريرة قالت نهال بثبات 
بصراحة يا رفقة الحساب فاضي الفيزا مفيهاش فلوس الڼصابة سرقتهم 
في تلك الأثناء بينما يقف يعقوب أمام السيارة ينظر إلى ما يفعله الفتيات بتعجب وما الذي تخبأه رفقة ارتفع صوت رنين هاتفه ليخرجه من جيبه وأجاب على الفور 
أيوا يا كريم 
قال كريم مسرعا وهو يلهث 
يعقوب إنت لازم تيجي قسم الشرطة بسرعة علشان تنهي المهزلة دي قبل ما توصل للبيبة هانم 
اعتدل يعقوب ليتسائل بقلق 
في أيه يا كريم أيه إللي حصل !!
الست إللي اسمها عفاف مقدمة بلا غ فيك إنك اتهج مت عليها في بيتها واعتد يت على بناتها تحت ټهديد السلا ح 
تربد وجه يعقوب بالڠضب ونطق بنبرة خطېرة چحيمية 
الولية دي شكل دماغها هبت منها على الأخر ومحتاجة تتربى وتتعلم الأدب 
بس هي معذورة يا كريم هي لسه متعرفش بتتعامل مع مين ومين يعقوب!!
نطق كريم يحذره 
يعقوب أتصرف بحكمة وبلاش تسرع علشان ميوصلش لبيبة بدران حاجة من الدوشة دي أنت ناسي إن الست دي ذكرت اسمك في قسم الشرطة ولو اتسربت معلومة من دي أكيد هتوصل للبيبة بدران 
صړخ يعقوب بتفلت أعصاب حتى وصل صوته للفتيات ليخرجهم من صدمتهم 
ولا تهمني لبيبة بدران ولا غيرها إللي عنده حاجة يعملها أنا خلاص شبعت من عميلها 
قال كريم يهدئه 
طب اهدى اهدى وخلينا نحلها سوا 
قولي إنت عايز حاجة أعملها دلوقتي 
أردف بوعيد من تحت أنفاسه اللاهبة 
الولية دي متطلعش من مركز الشرطة ألا ما أنا أجي أنا جاي حالا 
عند رفقة التي تسمرت تردد پصدمة 
مش فاهمة يعني أيه الحساب فاضي!!
قالت نهال بحزن 
للأسف يا رفقة الحساب مسحوب منه كل الفلوس احكي أيه إللي حصل معاك الفترة الأخيرة لأن المبلغ ده كبير مينفعش يتسحب من الماكينة مرة واحدة وفي يوم واحد أكيد عفاف عملت مکيدة تانية 
قالت رفقة بتيهة وأعين باهتة والحزن يمور بداخلها بينما تتذكر الأحداث الأخيرة التي حدثت معها 
أنا معرفش معرفش حصل أيه هي بعد ما كلمتني وقبل ما نروح الشقة روحنا البنك وهي قالتلي هنسحب الفلوس بتاعة الشقة إللي كانت ٢٥٠ ألف بس وبعدين صاحب الشقة قالي إن الشقة إيجار مش تمليك قولت يمكن هي مرضتيش تقولي إنها إيجار ووفرت الفلوس والمهم إنها خلصت مني وخلاص 
أنا وثقت فيها وعطيتها الرقم السري بتاع الفيزا ماشي تكرهني وأبقى عبء عليها لكن إنها تضحك عليا وتاخد الفلوس إللي أهلي سايبنها ليا وهما عارفين إن لا أملك غيرها وبصرف منها لأن لغاية دلوقتي مفيش شغلانه بتقبلني 
اشتد حزن كلا من آلاء ونهال بينما يعقوب الذي وقف على مقربة منهم يستمع لما يدور وقد صبت النيران في دمه ومزق الألم قلبه لما حدث لرفقة 
بينما طفقت نهال تتسائل 
طب مش فاكره هي خليتك تمضي على حاجة يعني أي أوراق 
أخذت رفقة تعود بذاكرتها للخلف وهي تشعر أن الأرض قد ضاقت عليها بما رحبت لتسرع تقول بينما تساقطت من أعينها دموع الأسى 
أيوا هي في وقت قبل كدا كانت جابت كام ورقة وقالتلي إنهم إجراءات يخصوا بابا وماما ولازم أمضي عليهم أنا عمري ما شكيت فيهم خالص أنا وثقت فيهم ليه عملوا معايا كدا 
احتضنتها نهال بحنان وأخذت آلاء تمسد على ذراعها 
قالت نهال بحړقة ټحرق جوفها 
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منها يارب 
رفقة 
التفتت رفقة بأعين دامعة عندما سمعت صوت يعقوب لتهمس بنبرة مرتعشة حزينة 
نعم 
نبرة كانت كألف سوط على قلب يعقوب العاشق العاكف في محراب هواها 
قال برفق وتحنان 
يلا علشان ترتاحي 
وقفت كالتائهة تلتفت من حولها تعشر بشعور قاټل شعور بالعجز والإنهزام والوحدة 
ذلك الشعور الذي تسببتم في أن أشعر به الآن سيحاسبكم به الله حتما فقد أخبرته بكل شيء 
همست رفقة بصوت متقطع ضعيف تائه 
أروح فين أنا أنا أعمل أيه 
قال يعقوب بحنان ولهفة 
أنا موجود معايا يا رفقة بكرا الصبح هنتجوز وهتكوني معايا في بيتك 
وأكمل بوعيد 
ورب العباد لأدفعهم تمن كل إللي عملوه بس ثقي فيا يا رفقة 
هوصلك دلوقتي لشقتنا ومن بكرا الصبح كل حاجة هتتغير 
يلا بينا 
سارت بصحبة آلاء ونهال بانهزام خائرة القوة ودموعها تتساقط شاعرة بالشفقة على نفسها شعور مؤذي لأبعد حد 
إنها مجرد زائد في هذا الكون لا أحد لها لا أهل 
لا سند لا أحد يحبها ولا أحد يريدها مجرد عبء يحاول الجميع التخلص من ثقله 
لكن ما ذنبها وماذا فعلت!
ليس ذنبها أنها فقدت البصر تلك مشيئة الله ولا يحق لها الإعتراض 
إن صار كل نافع ضار فليرحمنا الله فإن كان هم من تحمل دماءهم فكيف يكون الغريب !!
ظلت جالسة بين آلاء ونهال تهبط دموعها الكاسفة على وجنتيها بصمت على روحها المنهكة 
كان يعقوب ينظر لها بالمرآة الأمامية بقلب مكلوم يتقد بڼار الإنتقام يقسم أنهم سيدفعون ثمن كل دمعة تذرفها عينيها الجميلتان 
رفع هاتفه ثم أرسل رسالة ما وأغلقه وهو يكمل طريقه 
بعد مدة قصيرة كان يقف أمام إحدى البنايات الراقية هبط ليهبط الجميع 
قال عبد الرحمن وهو يشير ليعقوب 
أنا هنتظرك هنا يا يعقوب 
حرك يعقوب رأسه بإيجاب وصعد للأعلى لتصعد خلفه الفتيات حتى وقف أمام إحدى الشقق والصمت يزين الأرجاء 
فتح يعقوب الباب ليقول بهدوء 
اتفضلوا 
وقف قليلا ثم قال 
رفقة الشقة هنا آمنة جدا وفيها كل حاجة 
أنا نازل وهرجع عالطول وإنتوا لو سمحتوا تفضلوا مع رفقة لغاية ما أرجع 
أقترب من رفقة فابتعد كلا من آلاء ونهال ليتركوا لهم مساحة وأردف بهدوء 
الصبح مجرد ما تكوني على ذمتي كل حاجة هتتغير هيبقى عندي الحرية والحق أقولك على كل إللي جوايا واحتوي حزنك ووجعك 
وبوعدك يا رفقة إن هرجعلك حقك وادفعهم تمن كل إللي عملوه 
لا تعلم أتحزن أم تضحك!
هناك بروحها أصبح حاجزا يمنعها من الثقة المطلقة والأمان بعد ما رأته !
نعم هي فاقدة للبصر لكنها تستشعر صدق نبرته إلا إذا كان منافقا متلونا بالخداع مثلما فعلت عفاف وبناتها 
نعم كانت تعلم أنها تثقل كاهلهم لكنها لم تعلم خداعهم وكرههم لها 
أستاذ يعقوب 
كان صوت أحد شباب توصيل الطعام بمطعمه يقف أمام باب الشقة الذي تركه يعقوب مفتوحا 
أقترب منه يعقوب وأخذ الطعام ثم عاد للداخل وقال لرفقة بحنان 
دا كل الأكل إللي بتحبيه كلي واشبعي وامسحي دموعك أنا اتعلمت منك إن ربنا أبدا مش بيجيب حاجة وحشة مش إنت قولتيلي كدا وإننا لازم نرضى
بالأقدار إللي ربنا يكتبها لنا وإن أي حاجة تحصل لنا أكيد خير 
كمان إللي حصل ده خير لأن ربنا بين لك أشخاص كنت مخدوعة فيهم وإلا كنت فضلتي كدا العمر كله وناس زي دي ملهومش أمان يعني تتوقعي منهم الأسوء أنا المرة دي بقولك مع إن محدش علمني ولا رباني على كدا قولي الحمد لله واستعدي علشان أنا بوعدك إن بكرا هيبقى يوم سعيد دا وعد من يعقوب 
أنا هنزل أعمل شغله وأرجع وهبقى في الشقة إللي قصادك 
وخرج راحلا تحت إندهاش قلب رفقة التي ابتسمت بدموع بينما قلبها فيطرق بشدة ووجهها الذي يتغضن بالألم أصبح يومض بالحب للمرة الأولى والأهم أنها تشعر بالأمان يتسرب لقلبها رويدا رويدا 
بعد خروج يعقوب تاركهم في حالة من الصدمة التي لم يتخيلوها بأحلامهم يوما 
صاحت أمل بغل 
إنتوا شوفتوا إللي شوفتوا مين يعقوب ده ويعرف رفقة منين شوفتوا كان بيدافع عنها إزاي وملهوف عليها 
أردفت شيرين پحقد وكره 
دي عاميه إزاي قدرت توقع واحد زي ده 
تسائلت أمل بحيرة 
يكون عارف بالمبلغ إللي معاها وعايز يلهفه منها 
رددت شيرين برفض 
مبلغ أيه يا بنتي إنت هبله دا منظر واحد يبص على مبلغ زي ده بالنسبة ليه فكة 
العاميه إللي اسمها رفقة قدرت فعلا توقعه وتوهمه بقلبها الطيب يا عيني وبراءتها 
هنا نطقت عفاف أخيرا بأعين مليئة بالشړ 
بح الفلوس إللي كانت معاها مبقاش لها ولا مليم 
تسائلت أمل بعدم فهم 
قصدك أيه يا ماما !!
قصدي إن الفلوس بقت ملكنا دي حقنا إحنا بقلنا قد أيه مقعدنها ومستحملين قرفها وأكل وشرب ولبس ويدوب مكانتش بتسحب ألا ملاليم دا تعويض لنا على كل إللي عملناه وبعدين واحدة عاميه زي دي ملهاش مستقبل هتعمل بالفلوس دي أيه دي المفروض تقعد في أي دار رعاية ويبقى حلو أوي عليها وتستنى المۏت لما يجيلها 
فلوس جهاز أيه ولا جواز أيه إللي هتتجوزه 
رددت شيرين بحماس وفرحة 
بجد بجد يا ماما يعني إنت دلوقتي معاك نص مليون جنيه يعني المبلغ ده حقيقي بقى ملكنا 
إزاي عملتي كدا يا ماما حقيقي إنت دماغك سم 
أخرجت عفاف من حقيبتها ورقة بتوكيل عام لجميع ما
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 44 صفحات