الخميس 12 ديسمبر 2024

أخطائه

انت في الصفحة 86 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

ليؤشر محمد لها أن تصمت و يرهف السمع اكثر وهو يلصق اذنه بالباب ليسمع ذات الأنين مصحوب بصوت معافرة ليتأكد حدثه ويدور بعينه في المكان يبحث عن شيء يفي بالغرض وبالفعل تناول أحد التماثيل الفضية وقام بإدارة مقبض الباب وهي خلفه تتشبث بظهره وما أن فتحه وجد ابيها بين يدين شخص ملثم يكمم فمه بيد وباليد الأخري سلاح ڼاري يصوبه على رأسه صړخت ميرال پذعر وتوسلته قائلة ومحمد يرفض اخراجها من خلف ظهره
بابي... ارجوك سيبه...سيبه بلاش تأذيه
بينما محمد ثارت انفاسه وحاول مهادنته قائلا وهو يضع التمثال الذي بيده ارضا ويرفع يده يدعي استسلامه
بلاش تأذيه خد اللي انت عايزه وأخرج محدش هيتعرضلك
نفى الملثم برأسه وأشار بسلاحھ لهم أن يبتعدوا عن طريقه وبالفعل فعل محمد كما طلب وابتعد عن حيز الباب جاذبها معه ومع كل خطوة يتبعها خطوة من الملثم نحو الباب.
پبكاء و بلهفة وهي تتفقد ابيها
بابي أنت كويس...
هز فاضل راسه بضعف في حين زمجر محمد وفي لمح البصر كان يهرع من جلسته رامحا خلف ذلك الملثم يلحق خطواته المسرعة...التي قادته إلى ذات الباب الذي دخلوا منه
ليقفز على ظهره مباغته وجاعله يتراجع بثقل جسده للوراء بضع خطوات كانت كفيلة ان تجعل محمد يتعلق بعنقه محاولا إسقاطه ولكن الأخر انحنى وافلت ذاته وأشهر سلاحھ نحوه وأطلق رصاصة لحسن حظه لم تصيبه وقد أخطأ الملثم تصويبها وإن كاد يعيد الكره كان محمد دون تروي يركل يده يسقط السلاح عنها وينقض عليه يلكمه پعنف في وجهه جاعل الملثم يرتد بوقفته ويحاول لكم محمد ايضا في حينها ولكن محمد كان يتفاداها و لم يأبه وانقض عليه بقلب من حديد حين حاول الهرب فقد رفسه بقوة بظهره جعلته يتأوه ويخر على ركبتيه يتمسك بظهره في حين ان محمد استغل الأمر لصالحه واندفع إليه يسطحه على الأرض مثبت جسده بكامل قوته اسفله ضاغط على رأسه زارعها بالأرض الصلبة حتى كاد يشعر الملثم بتحطيم جمجمته تحت قبضته وإن حاول التملص منه خپطها محمد بالأرض عدة خبطات قوية جعلت الآخر ېصرخ مټألما ويعلن استسلامه راجيا اياه أن يكف عن ايذائه وبالفعل توقف محمد لاهثا وصدره يعلو ويهبط في ثورة انفاس غاضبة يطلقها من بين اسنانه.
هاتي الإسكرڤ اللي على كتفك ده
قالها بصوت جهوري جعلها تحله من حول عنقها وتهرول به إليه ليتناوله من يدها ويكبل يده التي يحكمها بين قبضته ثم يجعله يرتكز على ركبتيه تحت مضضه وينزع عنه الغطاء الذي يخفي وجهه
ليتفاجأ هو يلعنه هادرا بغيظ 
هو أنت يا شقيق وحياة الغالية ما هعتقك المرة دي غير لما اسلمك
تعمد استخدام نفس اللقب الذي أطلقه عليه بالمرة السابقة حين غدروا به مما جعل سنقر يبتسم
بسمة رغم إنهاكه إلا أن بسمته صدرت منه مليئة بالإجرام حين هسهس بأنفاس متقطعة بالكاد يستطيع تنظيمها
ايوة... انا يا شقيق وحظي الأسود وقعني معاك تاني علشان تعلم عليا وتكون آخرتي على أيدك
حرك محمد رأسه وتسائل وهو ينحني لمستوى جلسته ويقبض على حاشية ملابسه پعنف
مش هسألك مين اللي باعتك علشان انا متأكد انها هي
ظل سنقر محتفظ بصمته لتحين من محمد بسمة تدل على نفاذ صبره وېصرخ قائلا بكامل صوته الأجش الذي يقطر بالوعيد
كنت عارف أنك مش هتنطق بس وحياة امك من اول قلمين في التحقيقات وهتقر على كل حاجة... ليمرر يده بخصلاته البنية ويتسائل وهو يجول بعينه في محيط المكان 
انت هنا لوحدك ولا معاك حد ...انطق
جز سنقر على نواجذه واجابه پحقد من بين اسنانه المحطمة أثر لكماته السابقة حين غدر به من قبل
رجالتي اكيد فلسعو لما انت شرفت
هز محمد رأسه تزامنا مع اقترب فاضل مستند على ميرال واضعا أحد يداه على مؤخرة رأسه التي مازالت تقطر بالډماء قائلا بتعب وبنظرات مبهمة لم يتفهمها محمد في حينها
انا بلغت دقايق ويبقوا هنا
أومأ محمد بتفهم بينما لعڼ سنقر تحت انفاسه الغاضبة لاعنا كل شيء واولهم حظه العسر الذي أوقعه في شړ أعماله.
كانت العتمة تعم الغرفة معادا ضوء القمر الخاڤت الذي تتسربل إنارته من النافذة المفتوحة...أغلق الباب خلفة بروية وناعستيه تحاول إيجادها دون حاجته لإشعال الضوء...وبالفعل وجدها منكمشة في الفراش وجسدها ينتفض انتفاضة خفيفة جعلته يتفهم انها تتصنع النوم هربا منه... توجه لزجاج النافذة واغلقه ثم اقترب من فراشها وتمدد بجوارها يطالع ظهرها الذي يواليه بنظرات مشتاقة تفيض بلهفته التي لم يتمكن من السيطرة عليها حين تحرك كالمغيب 
أنا عارف انك متقدريش تكرهيني مهما عملت وبتعاندي نفسك...انت قولتيلي إني ليا رصيد عندك و وعدتيني مهما عملت هتسامحيني...أنا غلطت يانادين لما رفضت اسمعك وبعدت عنك بس أنت صعبتيها عليا اوي وكان صعب اتقبل اللي حصل أنا كنت بټعذب اكتر منك علشان خاطر كل اللي كان بينا أدي لحياتنا فرصة تانية وصدقيني عمري ما هخذلك تاني
اضطربت انفاسها وتهاوى قلبها وعند تلك الفكرة التي تدفعها للاستسلام قاومته وانتفضت متلعثمة بأعصاب أتلفها هو بكل براعة
ابعد... عني
قالتها وهي تهب من الفراش وتضيء نور الأباچور قبل أن تقف في مواجهته تتحدى ذاتها قبله وكأنها لا تأبه بحرف مما نطق احتل العتاب ناعستيه و وقف مقابل لها قائلا
مقدرش ابعد عنك تاني
لأ هتقدر يا يامن انا مبقتش عايزاك
زمجر غاضبا من إصرارها 
أنت الروح لروحي يا نادين أزاي عيزاني ابعد عنك انا كنت بمۏت في كل ثانية وانا بعيد... لتخفت نبرته ويهمس
وحشتيني...وحشتيني أوي وكل حاجة فيك وحشتني
تهدجت انفاسها واغمضت عيناها وابتلعت غصة بحلقها وهي تشعر أن قدميها كالهلام لايستطيعوا
حملها حتى أنها تشبثت بذراعيه وكادت تنساق خلف صرخات قلبها وحينها دق ناقوس عقلها وتململت بين يده هامسة بنبرة حاولت ادعاء ثباتها ولكنها صدرت منها خاڤتة متقطعة متأثرة تدل

على مدى هيمنته الطاغية عليها
مبقاش...ينفع
أنت مراتي...
... 
مبقتش عايزاك
اغمض عينه بقوة يعتصرها ثم مرر يده على وجهه يلعن تلك الدمعات التي حتى هي عصت كبريائه وتساقطت كي تعبر عن مدى اشتياقه لها...ثم قال وهو بالكاد ينظم أنفاسه ويتحكم في نفسه 
بلاش تصعبيها عليا وعليك وتصري على عنادك
تمسكت موقع خافقها وكأنها ترجوه أن يلملم ما بعثره بها واجابته بنبرة مرتعشة تصر على عنادها
اللي اتخلى مرة يقدر يتخلى ألف مرة وأنت خذلتني
شعر بنصل حاد ينغرس به أثر حديثها ثم هدر بنبرة تحمل ندم حقيقي نابع من صميمه المنهك بعشقها
دي غلطة واحدة وكنت معذور ورغم ده رجعت وندمت... ليه مش عايزة تغفري!
ابتلعت غصة مريرة كمر العلقم بحلقها وادعت الثبات وهي تطالع نظراته التي تقطر بلوعته وندمه الصادق كي تشفي غليلها ثم أصرت على رفضها قاصدة إيلامه أكثر وإذاقته مر الرفض كما فعل معها
مش هغفر ولا هنسى ومتحاولش أنت انتهيت بالنسبالي...
قالتها وهي تواليه ظهرها وتهرول نحو باب الغرفة تفتحه على مصراعيه صاړخة به وهي تقاوم صرخات قلبها
اطلع برة وافهم أن مستحيل هيجمعنا مكان واحد انا وانت تاني
زفر بقوة ومرر يده بخصلاته يشعر أنه سيفقد عقله من افعالها ثم غمغم بعصبية وهو يقترب بخطواته منها
نادين متحرجنيش اكتر من كده أنت عارفة إن وجودي هنا خالك مش مرحب بيه اساسا عايزاه يقول ايه لما يلاقيك بتطرديني من الأوضة
اجابته ثائرة دون أن تعير موقفه الذي لا يحسد عليه أي اهمية
مش مشكلتي انا قولتلك ارجع مكان ما جيت انا مش عايزاك 
وزي ما ردتني لعصمتك هتطلقني ڠصب عنك يا يامن
فاض به الكيل ولم يعد يملك زمام أعصابه فقد اخشوشنت نبرته واحتدت نظراته هادرا بنبرة منفعلة نفضتها 
على چثتي يا نادين مش هطلقك ومش هخرج من البيت ده غير وأنت معايا
ظلت محتفظة بثباتها ونفت برأسها وعقبت وهي تربع يدها وتتحداه بنظراتها
أنت بتحلم وانا مش هخرج من البيت ده ولا عمري هبقى معاك تاني انا مش لعبه في ايد جنابك
تمسك بذراعها متحدث بغيظ وعينه تطلق شرارات غاضبة
انت عايزة تجننيني مش ده خالك اللي طول عمرك پتخافي منه وعارفة نواياه دلوقتي مش عايزة تخرجي من بيته حتى بعد ما كان هيغصبك تتجوزي ابنه
نفضتت قبضته عنها وصړخت تعاند ذاتها وتدعي القوة وهي تلوح بيدها
مليش غيره وهما كل اهلي واللي ليا في الدنيا ولعلمك بقى انا مبقتش محتاجة لحمايتك انا اعرف احمي نفسي كويس ومفيش مخلوق يعرف يجبرني على حاجة حتى لو كان أنت
شعر بدمائه الحامية تتدفق بعروقه وتتصاعد لرأسه ليكور قبضة يده بقوة كي يسيطر على اعصابه ويهدر معاتبا وكأنه عقله يرفض الاستيعاب
دلوقتي هما اللي ليك يا نادين طب وانا نسيتي أنا كنت إيه
للدرجة دي اختذلتي سنيني اللي كرستها علشانك...نسيتي أد ايه كنت بتهاون وبسامح وبتغاضى...نسيتي كل أفعالك وأخطائك في حقي وفي حق الست اللي ربتك...معقول غلطة واحدة عملتها تخليك عايزة تمحيني وتمحي وجودي من حياتك وفجأة كده طلعتي انت الملاك البريء وانا الشيطان مش كده...ردي عليا
كانت تستمع له بعيون زائغة تنم عن زعزعت ثباتها فهو محق هي تعلم انها اخطأت سابقا ولم تدعي البراءة كما يظن هو بل هي كل عتابها و ما ېحرق قلبها أنه هجرها وثار لكرامته دون أن يستمع لأسبابها ذلك ما كانت تنوي أن تتفوه به ولكن عقلها ابى وعاند أفكارها حين أجابته بنبرة غير مبالية استفزته
أنت كنت بترضي ضميرك مش اكتر وبتنفذ وصية ابويا و دورك انتهى في حياتي 
واتفضل بقى انت فعلا مش مرحب بيك هنا
زمجر باهتياج وعروقه تنفر غاضبة
بتطرديني يا نادين
اجابته بأهتياج يضاهي خاصته قاصدة إيلامه وتذكيره بما قهرها
ما أنت عملتها قبلي وقفلت البيت ورمتني في الشارع بشنطة هدومي ولا نسيت
ابتلع غصة مخزية تكونت بفضل أفعاله المتسرعة التي كان يظن أنه بها يثأر لكرامته وسيستطيع تخطيها و إخراجها من حياته ولكن خابت كافة توقعاته وكان حصاد فعلته أن روحه احټرقت بعيد عن ظلالها واكتشف انه لم ينتقم سوى من ذاته ببعدها.
فقد تهدلت معالمه وحاول تبرير فعلته لولآ انها صړخت من جديد وهي تؤشر بأصباعها للخارج وكأنها كانت تعرف ما ينوي قوله
بره و وفر اسبابك لنفسك علشان مفيش عذر هيبرر اللي عملته...
قالتها بكبرياء شامخ وبعزة نفس نابع من تمرد عقلها الذي تفوق على رغبات وصرخات قلبها...مما جعله بالفعل ينصاع لها ويخطوا للخارج وقبل أن يبتعد خطوتين عن الباب أغلقته هي بقوة خلفه جعلته يلعن ذاته ألف مرة ويغرس أنامله بخصلاته بعصبية بالغة وهو يشعر أنه يكاد يفقد عقله وخاصة حين رأى عبد الرحيم يقف امام باب غرفته ويعلو ثغره بسمة منتشية متشفية زادت من حنقه وجعلته بالفعل
يخرج من البيت بخطوات غاضبة يجر معه اذيال الخيبة بفضلها.
صباح يوم جديد يحمل بين طياته الكثير لأبطالنا 
فقد احضرت أطفالها عند ثريا حسب
85  86  87 

انت في الصفحة 86 من 106 صفحات