الخميس 12 ديسمبر 2024

أخطائه

انت في الصفحة 85 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

فكانت تطالعهم بنظرات حانية للغاية اثناء لعبهم حين قالت رهف بحرج شديد تنبه الأطفال
ياولاد عيب كده وطوا صوتكم لتوجه نظراتها ل كريمة وتستأنف
آسفة يا طنط على الدوشة بس حضرتك اللي اصريتي تشغليلهم Play Station
اجابتها كريمة مستنكرة قولها بود شديد
ابدا يا بنتي بتتأسفي ليه والله ده انا فرحتي بيكم متتوصفش
عملتوا للبيت حس
لتتنهد وتسترسل بعفوية
وبعدين سبيهم يلعبوا براحتهم عارفة لو كان نضال هنا...
فركت رهف يدها بتوتر لسيرته وقاطعتها
اكيد كان اضايق
لوت كريمة فمها ببسمة بشوشة تشابه خاصة ولدها ثم استطردت متهكمة
يضايق...ده كان قعد لعب معاهم وعمل دوشة اكتر منهم... ما هو المخروب ده بتاعه امال انت فاكرة ايه
كبت رهف بسمتها بأعجوبة وقالت بجهل
قولت يمكن بتاع حد من ولاده...
تنهدت كريمة بحزن واسترسلت بعفوية تستفيض معها
ابني ربنا ما كرمهوش بولاد
وقعد سنتين متجوز ولما مراته عرفت أن العيب منه والعلاج بتاعه هيطول زهقت و طلبت الطلاق.
مهلا الأن أدركت فداحة كلماتها وأثرها عليه لتغمض عيناها بقوة ټلعن غبائها وتسرعها فهي دون أن تقصد جرحته بحديثها يا الله بكم اعتذار أصبحت مدينة لذلك ال نضال...حاولت أن تظبط ردود افعالها و نظرت لها لا تعلم بما ترد أو تجيب غير
ربنا يعوضه خير يا طنط... 
ربتت كريمة على يدها قائلة ببسمة حانية مفعمة بالأمل
ربك كريم يا بنتي وقادر على كل شيء
أبتسمت رهف بسمة هادئة وهي تداري شعورها بالخزي واستفاضت بحرج
هو الدكتور قالك إني
قاطعتها كريمة بفطنة
قالي يا بنتي
بصراحة أنا كنت قليلة الذوق معاه اوي وحاولت اعتذرله بس هو...
قاطعتها كريمة ببسمة عطوف متفهمة
نضال قلبه ابيض وبينسى بسرعة وإذا كان على العيادة هو قالي انه هيشوف شركة تانية تنفذها
ترجتها هي بشيء من الارتباك
لأ ارجوك يا طنط تكلميه سارة من يوم اللي عملته معاه وهي مضايقة مني وبصراحة انا غبية مكنش لازم اقول اللي قولته ده هو كان كلامه صح وجهة نظره اقنعتني وخلتني عايزة اشارك و انفذها
تنهدت كريمة وهزت رأسها قائلة
يبقى تقوليله الكلام ده بنفسك وهو
اكيد مش هيكون عنده اعتراض
كانت تخفي خلف حديثها نية مسبقة تنم عن امنية بعيدة تعلم أن ولدها لطالما طمح بها ولكن بالطبع رهف كانت غافلة عنها تماما لذلك قالت وهي تتنهد بقوة تحاول استجماع شجاعتها لفعلها
هكلمه بس على ضمانتك مش هيحرجني
نفت كريمة برأسها بثقة لتبتسم رهف وتستأذن منها بأدب بعدما شكرتها كثيرا قبل أن يفاجئها الصغير قائلا
مامي هو ينفع ابقى اجي ألعب مع نضال Play Station
زجرته رهف بنظراتها وعاتبته
عيب كده من امتى بننده حد كبير بأسمه
دافع الصغير برأس منكسة
هو اللي قالي ان نضال مش شتيمة وينفع اندهله بيها
هنا قهقهت كريمة قائلة
يوه سبيه يا بنتي هو نضال كده ميحبش الشكليات والرسميات وبيتعامل بعشم وشايل التكليف مع الناس كلها
بس يا طنط...
من غير بس وابقى خلي الولد يطلع في أي وقت متقلقيش عليه ده هيبقى في عيوني وبعدين بلاش حساسية زايدة انا زي امك
هزت رهف رأسها بحركة بسيطة ورغم سيرته واعتقادها السابق أنه يتطفل على حياتها إلا أنها شعرت براحة غريبة لتلك السيدة العطوف التي بررت دون قصد أفعال ولدها وجعلتها تتفهم كونه لا يفعل معها ذلك عن قصد.
أما عن ذلك الجشع صاحب الأطماع المتوارية فمازال الشيطان يغشي على عينه وقد اقسم أنه لن يقف مكتوف الايدي ويدع ذلك الغريب كما يدعوه أن ينتصر عليه لذلك زعق بصوت جهوري على أحد الغفر
أنت يا حسان يا جالوس الطين
هرول حسان له قائلا بطاعة وبأنفاس متلاحقة 
انا چيت أها يا بيه اؤمرني
رشقه عبد الرحيم شذرا وأمره بغطرسة
حضر العربية هنطلع الچبل
تسمر الغفير من ذلك الأمر العجيب المحفوف بالمخاطر الذي أخبره به سيده ولم يحرك ساكنا لينهره عبد الرحيم جاعله ينتفض بوقفته
هم يا چالوس الطين جبل العتمة ما تحل
إنصاع له مضطر وهرول من امامه بينما هو جلس يرتكز بذقنه على عصاه الآبنوسي ثم هدر بنبرة تقطر پحقد دفين
أنت اللي چيت لجضاك يا غريب
السادس والثلاثون
لا تؤذ قلبا رق لك يوما
فلحظات الود لها عليك الف حق و حق !
جلال الدين الرومي
حل الليل بقتامته عليه وهو يجلس مع حامد وخالها الأخر سعيد بعد رفضها وذلك الحوار المحتد الذي دار بينهم فكان شارد بملامح بائسة وكل كلمة تفوهت بها مازال طنينها بأذنه يتردد ويتردد حتى شعر أن رأسه يعج بها ألف ثورة طاحنة.
روج يا ولدي وربك هيدبرها
قالها سعيد بطيبة وهو يناوله كوب من الشاي الساخن و يجاوره في جلسته على ذلك الحصير الخشن أمام داره المتواضع وامامهم حطب مشتعل تتأكله النيران مثل قلب صاحب الناعستين التي تفيض بالحزن...
تناول يامن نفس عميق من ذلك العبق المميز الذي يفوح من الأراضي الزراعية ثم أخذ من يده الكوب وشكره بأدب في حين عقب حامد وهو يربت على كتفه
صل على النبي يا چوز بت عمتي الحريم كلاتهم ميچوش غير باللين راضيها بكلمتين حلوين وهي هترضى
عليه افضل الصلاة والسلام
قالها بتنهيدة واستأنف بعدها
مش بنت عمتك اللي بترضى بكلمتين يا حامد... نادين زعلها صعب
ليتدخل سعيد ببسمة طيبة
كيف أمها الله يرحمها تمام كانت غالية إكده لو زعلت مفيش حاچة تراضيها واصل
رددوا سويا بنفس واحد
الله يرحمها
ليضيف سعيد
خابر يا ولدي كان معيچبهاش العچب وكل ما يتجدملها حد من رچالة البلد تطلع فيه الجطط الفاطسة لغاية ما بالصدفة عادل كان إهنه بيتفج مع واحد من المزارعين يشيعله خضار لمحل الوكل اللي كان حداكم في البندر...وشافها واتجدملها و وافجت طوالي وجتها كنت مستغرب و سألتها ليه ده بذات يا غالية اللي وفجتي عليه ردت علي بچملة لساتها في راسي للنهاردة 
جالتلي الحب مكتوب كيف الجدر تمام وكل روح بتنادي وليفها و روحي انجصمت وكانت ضايعة ولجتها وياه وعشان إكده بجولك يا ولدي مهتهملش روحك بعد ما لجتها
تنهد تنهيدة مثقلة ورد بنبرة تفيض بمكنون

قلبه الذي لم يغيره شيء
انا مقدرش اسيبها تاني يا عم سعيد دي هي الروح لروحي
اعتلى حاجب حامد وشاكسه بود ناصحا
واه ما انت زين أهه وهتعرف تجول حديت حلو وفره ليها يا حزين وجوم هم روحلها وراضيها أني معرفش انت عملت إكده ليه ومش هسألك بس طالما غلطان وندمان إكده يبجى عملتك عفشة ومش هينة عليها وڠصب عنيك لازما تراضيها حتى لو چابت من الطين وحطت فوج راسك و مش عشان جالتلك كلمتين من جهرتها تخليك تفجد الأمل 
حانت منه بسمة هادئة وقال مستغربا
هو أنت أزاي كده...انت متأكد أن عبد الرحيم ده ابوك
قهقه حامد واجابه بخفة
تصدج أنا ذات نفسي بجول اني زرع شيطاني مهشبهش حد
صحح سعيد بصدق
لع يا ولدي أنت البذرة الطيبة في أرض بور ربنا يكملك بعجلك ويرضى عليك زي ما أنت پتخاف ربنا وبتراعيه في اهلك...وربنا يهدي ابوك ويزيح شيطانه عن راسه
ربت حامد على كتف عمه وقال ببسمة بشوشة طيبة
محدش بيختار ناسه ياعمي وربنا يعلم أني بحاول جد إيه معاه...وبدعيله في كل صلاة وعندي أمل ربنا يستچيب
ربنا كريم يا ولدي وجادر
يهديه 
ويجبر بخاطرك 
يارب يا عمي ويباركلنا في صحتك...
تنهد يامن بأرتياح أكبر و نظر لهم وهو يتيقن أن رغم وجود اشخاص بسوء عبد الرحيم وغيره مازال يوجد اشخاص طيبون ينعمون بالرضا و لم يندثر بهم الخير ويخجل الشيطان من المساس بهم.
واه ما تهم يا حزين وعاود لمرتك
زفر هو حانقا وقال
ابوك مش حابب وجودي يا حامد وهي منشفة راسها
خليك إهنه يا ولدي اشيلك فوج راسي لغاية ميتصلح الحال
عقب حامد بإصرار وهو يشعر بالحرج من أفعال ابيه
لع يا عمي دارنا مفتوحة ومكانه مع مرته وهو لازمنا ياخد واچبه ودار ابوي دي مش داره لوحده ده داري انا كمان وهو واحد مننا ومرحب بيه في أي وجت ليوجه حديثه ل يامن معتذرا
وإذا كان على الحديت الماسخ اللي جاله ابوي فأنا محجوجلك يا چوز بت عمتي
ربت يامن على كتفه بمعني أن لا بأس بينما عقب سعيد بأسى احزنهم معا
الله يسامحه عبد الرحيم من يوم ما چابها البلد وهو مهيرضاش يسمحلها تچي تجعد في داري وحتى لو زورتها انا وهانم مرتي بيتنه واجف فوج روسنا مهيهملناش نشبع منيها ولا من ريحة غالية
اوعدك يا عم سعيد لو ربنا هداها وخرجت من بيته هبقى اجيبها زيارة تقعد معاك ...هي اصلا شكلها حبت الجو هنا
ابتسم سعيد ورحب بأقتراحه بسعادة عارمة بينما هو 
استأذن منه وعاد هو وحامد للمنزل وهو ينوي أن لا ييأس من محاولاته لأرضائها.
حاكت محبة واخبرتها بما حدث ليجن چنونها وتتوعد لتلك ال دعاء أشد الوعيد وها هي تقف على مقربة من قصر ابيها بعدما أصر أن يرافقها...
أوقف محرك سيارة الأجرة التي يعمل عليها عن العمل وقال
يلا يا حلو وصلنا انزلي هنتمشى الحتة الصغيرة علشان مش هيرضو يدخلوني بالتاكس جوه
نفخت هي أوداجها وهي تطالع القصر من جلستها وقالت متوجسة
حمود انا خاېفة بابي يفضل متمسك برفضه
طمئنها هو بثقة وعينه يفيض منها الإصرار
مش هيأس ولا هستسلم وهعمل المستحيل علشان اخليه يوافق اهم حاجة تثقي فيا
تنهدت هي وقالت بعيون تلمع بعشقه
أنا بثق فيك أكتر من نفسي يا حمود
ابتسم هو وشجعها
طب يلا يا حلو انزلي مش هطمن غير لما اسلمك لأبوك وافهمه انه ظلمك واتسرع في الحكم عليا
زفرت انفاسها بضيق وقالت بتشائم
وافرض مرضاش يسمعك
اتفائلي يا ميرال علشان خاطري وإن شاء الله خير أنا متعشم في كرم ربنا
ونعم بالله 
قالتها بتنهيدة ثم تدلت من السيارة معه وسارت برفقته للقصر وإن اصبحت على بعد خطوات من بوابته قالت بريبة
مش ملاحظ حاجة
وجه نظراته لمرمى بصرها وأجابها مستغربا
القصر مضلم مش بعادة
وكمان مفيش حد عند البوابة يظهر انها مشت بتوع الأمن كمان
جال المكان بعينه وهو يعقد حاجبيه متعجبا
ممكن!
ابتلعت هي ريقها وهمست
انا مش مطمنة يا حمودوقلبي مقبوض تفتكر عملت كده علشان تطرد دادة محبة بس ولا بتخطط لحاجة تانية
مش عارف بس مرات ابوك مش سهلة ابدا ومش قادر اتوقع حاجة
خليك جنبي انا خاېفة
طمئنها هو
انا جنبك يا حلو متقلقيش مفيش حاجة هتحصل ولازم باباك يعرف حقيقتها علشان يكسر سمها...
ليتقدم عنها مشجعا
ميرال يلا مفيش حاجة بلاش قلق
هزت رأسها وسايرت خطواته إلى الداخل وما وصلوا لباب القصر الداخلي زفرت هي حانقة واخبرته بنبرة ترتعش من القلق بعدما طرقت لعدة مرات ولم يفتح أحد
مش معايا مفتاح لما خرجت مكنتش مركزة في حاجة تعالى ندخل من باب الجنينة اكيد مفتوح
أومأ لها واتبعها وبالفعل وجدو الباب مفتوح على مصراعيه وإن دلفوا للداخل هرولت هي مسرعة تتفقد ابيها بغرفته أما هو فأخذ يجول بعينه في محيط المكان بريبة شديدة حتى أتاه صوت أنين مكتوم يأتي من احد الغرف تقدم بتؤدة في حين كانت تهرول هي وتصيح أنها لم تجده
84  85  86 

انت في الصفحة 85 من 106 صفحات