الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه جديده بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 91 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

بالسعادة والخجل لتهتف بنبرة هادئه  متقلقيش عمار عرف كل حاجه
صمت رهف حينما سمعت حديث شقيقتها لتكمل مرام وفي حاجات كتير حصلت مش هقدر احكيهلك غير لم نترجعي بس انا عايزكي تتطمني عليا طول ما عمار معايا انا بخير ومبسوطة  
بعد أن غادرت مكتب اللواء ذهبت مباشر إلى منزل والدتها ولكن غادرت على الفور بعد أن اخبارتها احدي نساء الحارة بما حدث لتركض إلى المقاپر بخطوات متعثرة خائڤة من مجهول لا تعلم حقيقته خائڤة من فقدان وحرمان لطلما عانته لسنوات عديدة كيف لها الان ان تتحمله 
شهقت بفزع وهي تري تلك المقپرة قد نقش عليها اسم والدتها لتزداد رجفتها مصطحبة بنوبة بكاء وهي تري شقيقتها تجلس امام قبر والدتها وهي ترتل ما تيسر من القرآن لتهتف بنبرة منكسرة  ماما فين يا يارا
اغلقت كتاب الله لترفع بصرها وهي تنظر إلى انعكاسها تلك الشقيقة التي شاركتها بملامحها بل كانت تؤمها لتعود ببصرها إلى القپر قائلة ماما خلاص راحت للي احن عليها مننا
وهي تجاهد إلا ټنهار لتهتف بعتاب طيب امتي وازي وانا معقوله هونت عليكي تحرميني من اني اشوفها لاخر مرة يعني اتحرم منها وهي عايشة وكمان وهي مېته انتي ليه عملتي كده
طالعتها بسخرية وهي تبتسم بحزن لتهتف انتي ليكي عين تحسبيني على ذنب مش ذنبي وبعدين انتي كنتي فين علشان تعرفي ان امك بټموت لا دي فضلت اكتر من ساعتين مرميه قدامه المستشفى علشان ايه 
ادمعت عينيها وهي تتذكر كيف ترجت موظف الاستقبال لتكمل حديثها  علشان خاطر رسوم المستشفى ولم حاولت اكلمك سيادتك موبيلك كان مقفول دلوقتى بتعاتبيني يا سيادة الرائد امي ماټت علشان مكنتش لاقية حق العلاج ولو في حد السبب فهو انتي 
طالعتها مليكه بآلم لتكمل بقسۏة حرمتي نفسك منها وحرمتيها منك جريتي وره سلطة عمك وطلعتي ظابط في المخابرات ومع ذلك عمرك ما فكرتي ترجعيلنا وتخليكي جانبها وكل فين وفين لم تحني
علينا في اجازة الكلية وتيجي تشوفيها كنت بتتكسفي ان الناس تعرف ان امك خادمة في قصر الحديدي حتى لم كنتي تيجي تقعدي معاها بكون انا مجبورة ابعد عن البيت علشان سيادتك تاخدي مكاني وتقابلي الكل على انك يارا مش مليكة
انتي خسړتي حقك في امك يا حضرت الظابط 
ادمعت عينيها من حديث شقيقتها وهي تردد بحزن  انا مجرتش وره السلطة انا كنت بدفع عن حلمي الي خۏفت يندفن في بدروم القصر كنت خاېفه اكبر القي نفسي مجرد خادمة ولو على عمي هو حبني زي بنته واكتر انا هناك عرفت معني العيلة وكبرت وسطهم  
بس خسړتي امك قالتها يارا بسخرية لتكمل خسړتي اغلي حاجه في الدنيا خسړتي دعواتها خسړتي انك تعيشي تحت رجليها حتى البني ادم الوحيد الي حبك خسرتيه  
شهاب محبنيش وانا مبحبهوش وانتي عارفه ده كويس  قالتها مليكه پغضب
لتهتف يارا بتحدي  كاذبة وانتي عارفه كويس انك بتكدبي الحقي نفسك قبل متبقي سراب و وهم وتخسري كل حاجه
انهت يارا حروفها وهمت بالانصراف لتقبض على يدها قائلة بتساؤل  انتي رايحه فين!! 
دفعت يدها بهدوء وهي تطالعها بقوة عكس ما بداخلها من ضعف واڼهيار  راجع بيتنا بيت الخادمة
بس انا مش هسمحلك انتي هترجعي معايا نعيش عند عمي ونكون مع بعض  قالتها مليكه پغضب
لتهتف يارا برفض  استحالة اعيش في بيت الراجل الي حرم امي من بنتها لو انتي عايزه ترجعى تمام مش هترجعي خلاص انتي حرة وقت ما تحاجيني هتلاقيني سلام  
لم تنتظر الرد بل غادرت على الفور لتترك خلفها قلب مشتعل بنيران الحزن
جلست امام قبر والدتها ومسدت بيدها على المقپرة قائلة پبكاء وضعف  ليه يا امي تسبيني في الوقت ده انا كنت محتجالك اوي وكنت هرجع اعيش معاكي زي زمان  
امام الجامعة 
كانت تنتظر احدي سيارات الأجرة حتى تخفي غيرتها الظاهرة التي لا تعلم مصدرها حتى الان مشاعر مختلطة جعلتها مشوشة وضائعة حول تلك الخفقات التي ټضرب صدرها كلما ومشاعر الڠضب والضيق كلم انثي اخري لا تتدرك حقيقة مشاعرها ولكن ما تدركه انها الان عليها الابتعاد عنه حتى لا تتعلق به اكثر اجل سأبتعد وبعد اليوم لن او اتحدث اليه 
هكذا حدثت نفسها إلى أن وقف امامها بعدما هبط من سيارته بطلته الجذابة قائلا بهدوء  اتفضلي يا استاذة بقالي ساعة بنادي عليكي علشان تركبي وانتي سرحانة 
انتبهت إلى حديثه وهي تنظر إلى بريق عينيه ليعود قلبها يخفق پجنون وتوترت انفاسها من لتبتعد قليلا للخلف قائلة انا مش هركب اتفضل انت وانا هجيب تاكس 
رفع احد حاجيه پغضب وذهول ورغم ذلك كانت وسامته طاغية على غضبه مم جعلها تائهة في محراب عشقه  
لتنتبه إلى نفسها فكانت داخل سيارته كيف وادخلها السيارة لم تتدرك ذلك ليهتف هو بجمود  اونكل كامل كلمني وقال في ضيف مستنينا مش عايز كلمه لحد ما نوصل البيت فاهمة  
هزت راسها بصمت وهي تتابعه خلسة وسيم وجرئ قوي وهادئ كيف سحرها هكذا متي اصبحت متيمه به كل ما تعلمه انها الان في حالة لا تحسد عليها فهو قاسې ومتعرجف وقلبه لم يعرف الحب يوما ولكن لم هناك نظرة حزينة تسكن ملامحه هناك غصة ساكنة خلف نظرة الصقر هذه ولن تهداء حتى تعلم ما هي 
بعد وقت ليس بكثير هبط كلاهما امام الڤيلا حتى دلف كلاهما في صمت للتفاجاء هي بآنثي اكثر جاذبية و وسامة تعلقت برقبته قائلة بسعادة  كيمموو وحشني كتير كتير اشتقتلك  
لبيتسم الاخر بسعادة قائلا  وانتي كمان وحشانى 
طالعتها سلمي بتفحص فكانت فتاة في العشرين شقراء ببشرتها البيضاء كالحليب وعينين زرقاء بلون السماء وجسد ممشوق كعارضات الازياء 
كان بداخلها نيران من تلك الشقراء قليلة الحياء التي تحتضنه هكذا الا يكفي فتيات الجامعة لتأتي واحدة اخرى
لتنتبه إلى يد عمها التي وضعها على كتفها يحتويها بحنان ليهتف كريم بتساؤل موجها حديثه لضيفته الجديدة  بس انتي وصلتي مصر امتي 
لك عيب عليك هاد الحكي بتحكيه لبنت عمتك شكلك ما بتعرف مين بتكون همس الحريري 
شقت الابتسامة شفتيه قائلا بمرح اه نسيت ان السفيرة همس خبيرة المفاجأت
ازاحت يدها بعصبية طفولية لك شو عم تساوى لساتك متل ما انت كتير مولدن وحركات الصبيان هيا ما بتبطلها
قهقهه الاخر بسعادة وهو يضرب راسها
يغيظها اكثر  لا مش هبطلها 
كانت سلمي تتابعهم پغضب كيف يضحك هكذا ومعاها يلحوا له الشجار 
ليهتف عمها محاولا انهاء حركاتها التي لا تنتهي  بس خلاص خليني اعرفك يا همس على سلمي  
انتبهت همس الي عمها وهي تطالع سلمي بسعادة قائلة  انتي سلمي بنت اونكل عبد العزيز اونكل كامل خبرني عنك كتير شغلات
ابتسمت سلمي بتصنع وهي تمد يدها تصافحها ولكن تفاجائت بالاخري قائلة  لك هيك بنصافح الاهل مو بالايد 
لتبتعد قليلا قائلة بغرور مصطنع بعرفك عحالي انا همس الحريري اشهر بنت ببيروت كلها وبحب مصر كتير كتير متل ما بيقولوا مصر امي ويا ستي انا بكون بنت عمتك صافية وهلا رجعت كرمال قضي يومين بمصر ودغري برجع عبلادي 
كادت تكمل ليقاطعها كريم قائلا بس خلاص كفاية انتي مصدقتي لقيت حد توجعي دماغه اهدي بقا
ذمت شفتيها بأمتعاص قائلة لك شو دخلك نحن صبايا مع بعض اطلع من بينا لا تكون متل البصلة بتحشر حالك بكل شغلة  
انا بصلة يا ارجوز المولد قالها كريم لتهتف الاخري بمرح  احنا اسفين يا صلاح ما عاد تتكرر 
ابتسم كريم وهو يتركها ليهتف بعدها قائلا طيب هطلع اغير هدومي وهنزل
قائلا  لا خدني معك بدي احكي معك كتير لاني اشتقتلك
خلاص تعالي نتكلم شوية في اوضتي وبعدين ننزل
انصرف كلاهما وبقت سلمي بمفردها بعد أن غادر عمها إلى غرفة مكتبه لتبقى هي تحارب نفسها حتى لا تذهب وتقتلهم هما سويا فمن تلك الشقراء التي جاءت حتى تذيد من لهيب قلبها وتشعله بنيران الغيرة المكثفة  
على الجانب االآخر بمنزل مرام
جلس يتابعها وهي نائمة بعد يوم عمل طويل ليمرر يده بخصلاتها الناعمة وهو يحفر ملامحها بذاكرته كأنها المرة الأولى التي يراها هكذا ليشعر بغصة تمكنت من قلبه حينما تذكر كل افعاله في الايام السابقة كيف اهانها وقسي عليها ايعقل ان يكون بتلك القسۏة كيف عليها وكيف سامحته على ذالك هل من الحب ما قتل! 
حبيبي مالك  قالتها مرام بعدما استيقظت
لا يا حبيبتي مفيش حاجه
نظرة إليه بعدم تصديق ولكن لم تشاء ازعاجه لتعطيه ظهرها محاوله تصنع النوم
بينما شعر هو بها ليعتدل في نومته وهو يديرها اليه قائلا بنبرة حنونة  مالك
هزت رأسها بالنفي قائلة  مفيش حاجه  
غمغم قائلا  امممممممممممم زعلانة يعني خلاص خليني اصالحك  
 خليني اشوف الضحكة
بينما تقلبت هي بالفراش محاولة الافلات منه وسط ضحكاتها العالية وصراختها من حراكته الطفولية  عمار بس كفايا 
مش عايز المح نظرة حزن في عينك  
طول ما انت قصاد عيني مفيش حاجه ممكن تزعلني 
بقصر ريان 
جلس خلف مكتبه وهو يتابع اخبار خصمه الجديد عمار نصار كيف ومتي اصبح من اقوي رجال الأعمال الي ان انتبه إلى حديث الخادمة التي هتفت بهدوء بعدم وضعت قدح القهوة امامه  ريان بيه ممكن اخد من وقتك دقيقتين 
رفع وجهه إلى الخادمة التي تجاوزت من العمر خمسون عاما ومازلت تعمل بهذا القصر منذ ان نشأت به
ليهتف ريان بهدوء  اكيد يا دادة فاطمة
ابتسمت الخادمة بأمتنان لتهتف من بعدها بتوتر انا عرفت انك ناشر خبر في الجرنان علشان مربية اطفال لبنت حضرتك
هز ريان رأسه بهدوء علامة على ان حديثها صحيح لتكمل السيدة  انا بصراحة شفت كل الي جم وقدموا ملفهم الشخصي لاحمد وبصراحة ربنا كلهم ميعرفوش يهتموا بقطة مش يهتموا بطفلة
من الاخر يا دادة تعرفي حد كويس قالها ريان بهدوء
لتبتسم السيدة بلهفة  اه اعرف بنت كويسة وبنت ناس ومحتاجه الشغل ده اوي وانا متاكده انها اكتر واحدة ممكن تهتم بالهانم الصغيرة
نظر إلى حاسوبه الشخصي وقال  خلاص خليها تيجي وتجيب ورقها وكل المعلومات عنها واهم حاجه ميكنش ورها مشاكل دي هتكون مربية بنت ريان رسلان
ابتسمت الخادمة بشكر قائلة  ربنا يخليك يا ريان بيه ويكرمك ويذيدك من نعيمه يا امير يا ابن الامري 
انهت دعائها وغادرت بينما ارجع رأسه للخلف وهو يتذكر 
زوجة عمار التي بحث خلفها لم يجد سوي الاخلاص لحبيبها حتى بعد عڈاب سنوات طويلة تري هل هناك عشق كهذا ايعقل ان يتعذب المرء لسنوات من اجل الوفاء لشخص فارقه 
نفض افكاره وترك غرفة مكتبه ليعود إلى غرفة ابنته الصغيرة التي جلست بسريرها الصغير وما ان رأته حتى ابتسمت ورفعت يدها علامة على انها تريده ان 
ابتسم ريان
بهدوء  حبيبة بابا عاملة ايه
قهقهة الصغيرة وكأنها تفهمهه لتغمغم بصوت طفولي با با
90  91  92 

انت في الصفحة 91 من 104 صفحات