الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 37 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

بمعنى اصح تقلب الامر فى راسها فهى معتاده على ذلك لا ترفض ولا توافق قبل أن تفكر ايهما يأتى بأقل الخسائر صمتت قليلا ثم قالت
طيب سيبنى بس لما اقبض علشان اعرف اشترى لبس جديد علشان انا معنديش لبس غير اللى مش عاجبك ده
ابتسم لموافقتها وقال
بسيطه كلها كام يوم ونقبض  
شعرت أنه يحاصرها وقالت فى نفسها بضيق كام يوم
قاطع حديثه الخاص وقال بابتسامه اكبر
وعلى ما الكام يوم دول يخلصوا مش هينفع طبعا أسيبك تمشى كده فى الشارع 
ثم أخرج بعض المال وقدمه لها قائلا
معلش ده مبلغ بسيط بس هيكفى ان شاء الله تجيبى طقم بسيط كده على ما نقبض
نظرت للمال ثم نظرت إليه بضيق وهى تقول
حتى الكام يوم مش عاوز تسيبنى براحتى فيهم وبعدين شكرا يا سيدى هاخد فلوس من بابا
أومال ليه بتقوليلى استنى لما اقبض
زفرت فى ڠضب هاتفة
يووووووه بقى يا فارس حاضر حاضر حاااااااضر
القارص على قلبها بلا رحمه أو شفقة
ولم تعد تدرى اهو يقصد صالحها كما قال أم يتهرب منها ومن مشاكلها التى غطت اذنيه منذ عملهما معا 
كانت تريد أن تختلى بنفسها قليلا بعيد عن أعين الناس 
نهضت وأخذت حقيبتها وبدون أن تستأذن للأنصراف خطت بسرعه خارج المكتب مسرعة 
لا تعبأ بالسؤال عنها حين ملاحظة غيابها بل لم تعبأ بالدنيا كلها كانت مرتبكة قلقه تتردد كلماته على قلبها قبل عقلها فتحث السير أكثر كأن شبحا يطاردها
تقوقعت نورا فى فراشها وهى تحتضن قدميها إلى صدرها وهى تفكر فيما قاله لها اليوم وتفكر فيه بعمق وتحادث نفسها قائله
مش عارفه معاه حق ولا لاء بس بس أنا فعلا فى الاول كنت بتكلم معاه على أنه زميلى وبس 
لكن مع كل مشكله كان بيحلهالى كنت بحس أنه هو ده اللى بدور عليه 
وكنت بندم على أنى مقابلتوش قبل خطيبى قبل ما نكتب الكتاب 
أستلقت على أحدى جنبيها وهى تقول
مقدرش أغلطه لانه للاسف معاه حق انا فعلا من كتر من اتعودت عليه وعلى طريقة كلامه اللى كانت بتفتحلى السكك المقفوله 
لقيت نفسى بحبه من غير ما اقصد وبقارن بينه وبين خطيبى من غير ما اقصد وقلبى بيبعد عنه برضه من غير ما اقصد وبيقرب من فارس ڠصب عنى ألقت راسها على الوسادة وهى تفكر فى حل لما وقعت فيه بدون ارادة منها وقالت بضيق 
ياريتنى كنت حكيت لبنت زيى على الاقل كنت هفضفض معاها من غير ما يحصل اللى حصل ده جوايا 
تململت فى الفراش كتململ العصفور المبلل بماء المطر حتى استسلمت للنوم
وقد قررت أن تقف مع نفسها بحسم وتصرف عن قلبها صورة فارس الهلاميه التى صنعتها له بيديها  
صورة الرجل المتكلم الذى لا يخطىء أبدا وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا
لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه 
طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات وقف أمامها وهو يقول
خير يا بشمهندسه حضرتك بعتيلى 
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول 
تشرب أيه الاول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤونه الخاصه بهذا الشكل السافر وقال على الفور
لا معاد غرامى ايه أنا مش بتاع الكلام ده ثم اردف سريعا
خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت
أومال رايح فين 
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال 
ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره
ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق 
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ايه قصة حب ولا ايه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول 
حاجه زى كده طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
نظرت إليه پحده وهى تقول بجديه
ساعات العمل الرسميه لسه مخلصتش يا بشمهندس ثم ابتسمت ابتسامه صفراء وهى تقول
لسه نص ساعه
أستند الى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو أنت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون ان ينظر اليها
انا مكنتش همشى قبل مواعيدى يا بشمهندسه أنا قلت لحضرتك فى الاول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما أمشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس أنا عندى أجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضه فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معها من الاساس
فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى أرتياح وهو يغادر إلى
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 141 صفحات