روايه لدعاء عبد الرحمن
البنوك دى مش ربا أصلا
ده بغض النظر عن انك مش بنك ولا حاجه أنت جار بيسلف جاره
طرق الباب فقال بلال
أتفضل
دخل عامر ومعه ولده مينا ومد يده يصافح ابو يحيى الذى صافحه ببرود وجلسا بجواره
فقال ابو مهرة متبرما وفوايد البنوك بقى مالها ما كل الناس بتاخدها دى تجارة البنك بيتاجر بيها وبيردهالنا بفوايدها
هو أنت يا عم ابو يحيى لما بتاجر بفلوس مش الفلوس دى بتبقى ممكن تكسب وممكن تخسر
قال على الفور
ايوا صح
تابع بلال حديثه
بالظبط كده هو ده الفرق بين القرض والتجاره القرض يعنى تشترط فايده ثابتة على اللى بتسلفه او اللى بتستلف منه يبقى ده قرض بربا لكن التجاره معناه مكسب وخساره يعنى ممكن يطلعلك مكسب وممكن فى شهر تكسب بسيط وشهر تانى تكسب مبلغ كبير واللى بعده اقل مثلا وهكذا هى دى بقى التجاره وعلشان كده ربنا سبحانه وتعالى لما الناس خلطت الربا بالتجاره قال وأحل الله البيع وحرم الربا
ده غير اننا منعرفش هما بيتاجروا فى ايه اصلا ياعم ابو يحيى والله اعلم بيبيعوا ايه وبيشتروا ايه
أطرق ابو يحيى براسه وقال بخفوت
انا مكنتش اعرف كده أنا فاكر أنها حاجه عادية وتجارة
ربت بلال على ساقه وقال بصدق
انا عارف انك مكنتش تعرف بس اديك عرفت الزعل ليه بقى
قال ابو يحيى متبرما
بتر كلمته فى الحال كان سيقول أنه نصرانى فهمها بلال ونظر له عامر ومينا بضيق فقال بلال على الفور
بس فارس معملش حاجه غريبة فارس عمل زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل بالظبط
عقد ابو يحيى جبينه بينما أنتبهت حواس عامر وولده مينا
وبلال يقول
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106 ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما إلى قوله تعالى ومن يكسب
إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما 111 ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا
لكن لاء الرسول عليه الصلاة والسلام أنتصر لليهودى وبرأه وأدان المسلم اللى سرق فعلا هو ده الإسلام وهو ده شرع ربنا اللى الناس خاېفه منه وبيقولوا مينفعش نحكم بيه
لم يصدق فارس نفسه وهو يدخل المدرج فى الكلية ليجد مهرة جالسة امامه فى اول بنش تنظر له وتبتسم ابتسامة واسعة
تعلق بصره بها فى دهشة وألقى محاضرته بسرعة وبمجرد ان انتهى اشار لها بعينيه ان تلحقة جمعت مهرة أشيائها وخرجت مسرعة فى فرحة غامرة أخذها للخارج وهو يقول بلهفة
أحكيلى الله حصل بقى وبالراحه كده
قالت بسعادة
بابا رجع امبارح من عند الدكتور بلال وقال لمراته تمشى وترجع بيتها وراح جاب ماما ويحيى رجع البيت وقعد اتكلم معايا وهو مكسوف من اللى عمله وكان عاوز يتأسفلك بس محرج
تنهد بقوة وهو يقول بفرحة
بركاتك يا دكتور بلال
ضحكت مهرة وشرعت فى التوجه إلى المدرج مرة اخرى وهى تقول
سبنى بقى كفايه عليك كده
جذبها من يدها قائلا بابتسامة سعيدة
لاء احنا هنتغدى مع بعض بالمناسبة الحلوة دى
رفعت حاجبيها وقالت معترضة لاء طبعا مش موافقه أنت مبذر اوى على فكره
قال بحنان وهو ينظر فى عينيها محاولا التأثير عليها قائلا
طب لو قلتلك علشان خاطرى نفسى اقعد معاكى شويه
نجحت خطته فقالت على الفور وقد أحمرت وجنتيها
موافقة بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا
دلوقتى بتتشرطى مش لسه كنتى بتقولى لاء من شويه
عقدت ذراعيها امام صدرها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى
خلاص مش عاوزه منك حاجه
ضحك وهو يجذبها من يدها ليخرج بها خارج الجامعة ليجلسا وحدهما مرة أخرى لتعود المهرة الأصيلة إلى حضڼ إلى فارسها المغوار
عادا من نزهتهما بعد صلاة العصر ليجدا حالة من الهرج والمرج داخل شارعهم ودخان كثيف يخرج من أحد المحلات الجانبية الصغيرة فى الشارع نظرت إليه مهرة وهى تقول بقلق
ياترى حصل ايه
أخذها إلى بنايتهم ودفع بها برفق داخلها