الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 126 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

عارف أنها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجره ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجأ بدخول مهرة عليه المكتب 
وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال 
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده 
يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطعة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل 
وهو واقف ينظر إليهم بدهشة جذبها من يدها إلى أحد الاركان وقال بجدية 
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح طفولى 
انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم 
قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وادتها العنوان وبس 
قال بحدة 
أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس ادفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين 
قالت ببراءة 
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت به دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه ويعانقها على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة 
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها وهى تقول بطفولة 
هى كانت غالية عندى علشان هى منك أنت بس أنت عارف انى اصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفه إنك هترفض
اكتسى صوته عذوبة ورقة وهو يقول بامتنان 
بس أنتى مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقالت بخفوت دون أن تنظر إليه 
انا معنديش غيرك أنت يا فارس 
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسمة  
دكتور فارس سيف الدين المحامى 
ولكن أين يذهب فارس من اقداره هو مهرة فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد 
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسم  
دكتور فارس سيف الدين المحامى بالقضاء العالي ومجلس الدولة 
ولكن أين يذهب فارس من أقداره هو ومهرة فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أيو يحيى والد مهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أعد أخيرا وذهبلى النيابة وأنهما لا بد أن يذهبا فى الغد للإطلاع عليه على الفور فقاطعه فارس وأنهى المكالمة سريعا ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيبا شديدا ولكن وجهيهما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران إلى بعضهما البعض شذرا  
فقال فارس على الفور 
خير يا جماعه
ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدأ فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع 
شوف يا فارس يابنى من مدة كدة مرات عامر كانت عاوزه تشترى مكنة خياطة ومعهاش المبلغ كله لجأت لمراتى التانيه وطلبتهم منها ومراتى اشترطت عليها أنها تردلها المبلغ بعد كام شهر بس بزيادة 500 جنيه دلوقتى بقى مراته جايه ترجع المبلغ من غير الزيادة والحريم اتخانقوا مع بعض حاولت افهمه أن احنا عندنا فى شرعنا أن العقد شريعة المتعاقدين وهما اتفقوا من قبل ما تاخد الفلوس برضه مش مصدق 
ويقولى ده حتى عندكوا فى دينكوا اسمه ربا حاولت افهمه واشرحله واقوله أن السلف ده زى قرض البنك كده بالفايدة بتاعته مش ربا ولا حاجه ولا حياة لمن تنادى برضه راكب راسه ومش راضين يدفعوا الزيادة اتفضل بقى انت فهمه يمكن يفهم منك اصله فهمه على قده شويه
هتف مينا ابن عامر پغضب 
لو سمحت حسن ملافظك شويه يا عم ابو يحيى ولا يعنى علشان هو جوز بنتك ومتأكد أنه هيحكملك أنا اصلا مكنتش مقتنع أننا نيجي هنا ما انا عارف أيه اللى هيحصل 
تنهد فارس ببطء وهو يشعر أنه مقدم على مشكلة كبيرة سوف تحدث وقال ل مينا 
وعرفت منين اللى هيحصل بقى يا مينا
لوح مينا بضيق وهو يقول 
طبعا هتحكمله هو مش انت جوز بنته وغير كده هتقول ده مسلم ودول مسيحين يبقى احكم للمسلم اللى زيى ثم نظر إليه نظرة ذات معنى وهو يقول 
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ذراع ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا احترم الدكتور وأنت بتتكلم قصاده
ثم الټفت إلى فارس
125  126  127 

انت في الصفحة 126 من 141 صفحات