الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 120 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة 
كان فارس يستمع إليه مشدوها مما يقول كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الاخلاق وهى أخت الدكتور حمدى الرجل الذى لا يقبل قضية مشپوهة ابدا ومبادئه غير قابلة للمساومة أو التجزئة 
ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألا يكفى فى عائلتة شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الانحدار الاخلاقى الذميم انتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة 
سبحان الملك سيدنا نوح كان نبى وابنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول 
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعه أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده 
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
متفهمنيش غلط يا فارس أنا متجاوبتش معاها أبدا فى اى حاجه أنت عارف أنا بحب مراتى قد ايه ومش ممكن أخونها
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها وكمان مع نادر اللى أنت عارف كويس أنه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه 
دى غلطتى الوحيدة يا فارس واللى أنا معترف بيها بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقاله علشان أبعد عن أى مصدر للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمة مشجعا وقال 
احكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من امبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال 
أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من اسبوع تقريبا وبقينا اصحاب 
قابلنى يوم الخميس وقالى أنه مضطر يرجع القاهره علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعه على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعه بعد الظهر  
انا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشاء فقلت هلحق مفيش مشكله وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل  
جهزت أنا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحه بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع  
وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وأمشى على طول من بره بره وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وأخدت الشنطة وركبت السوبر جيت 
وأنا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عاديه بس حسيت أنهم بيدوروا عليا أنا بالذات لانهم اهتموا اوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى ازاى يا فارس ومن ساعتها وأنا هنا 
عاد فارس إلى بيته قبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق رأسة حزنا على صديق عمره ورفيق دربه كيف سيخرجه من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن
كلام عمرو وحديثه أشعره بأن نادر هو الفاعل هو من وضع قطعة الاثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين اثناء العمل فالقاعدة تقول أذا أردت أن تؤذى أحدا فإقترب منه وأكتسب ثقته وأصبح صديقه لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه استلقى فارس على فراشه بعد أن ابدل ملابسه 
نظر إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق 
طبعا زمانها نامت مش معقول تفضل صاحيه لحد دلوقتى
سمع طرقا خفيفا على باب غرفتة فالټفت تجاه الباب وقال 
أتفضلى يا أمى
فتحت أمه الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه اعتدل على فراشه فاقتربت منه وجلست بجواره قائلة 
عمرو عامل ايه يا بنى طمنى عليه 
قال وهو يومىء براسه مطمئنا 
متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده ان شاء الله يخلص على خير زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه 
قالت والدته بأسى 
دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت وكلنا روحنا معاها حتى مهرة 
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلا بإنفعال 
ومهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفيا وأردفت قائلة
مهرة برضه هتعمل كده يا فارس دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت ورجعنا كلنا من عندها من ساعه كده 
وفضلت واقفة جانبى لحد ما اتصلت بيك وأنت قلتلى أنك جاى فى السكه 
وجدت الابتسامة طريقها أخيرا الى شفتيه وهو يتسائل
تفتكرى زمانها نامت 
قالت
بحيرة 
مش عارفه يابنى ثم ربتت على
119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 141 صفحات