الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 109 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

حثتها أم فارس على المتابعة وهى تمسكها من ذراعها وتقول بجدية 
كملى يا مهرة سكتى ليه
تلعثمت مهرة وهى لا تعرف ماذا تفعل فقالت 
ماما الجواب ده مش لازم يوصل لفارس أبدا
شدت أم
فارس على ذراعها وقالت بتصميم 
هتكملى ولا أنده حد تانى يكملهولى
أعادت مهرة قراءة الخطاب فى تردد وبصوت مضطرب بينما أخذ وجه أم فارس يمتقع وهى تحدق فى الفراغ حتى أنهت مهرة قراءته فرفعت وجهها إلى أم فارس وربتت على كتفها قائلة 
ماما الله يخاليكى أهدى شوية أنت الضغط بيعلى عندك بسرعة
لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول 
يا حبيبى يابنى وكنت كاتم فى نفسك كل ده وساكت طب ليه يا فارس سكت ليه
نظرت لها مهرة بعدم فهم وقالت متسائلة 
يعنى أيه الكلام ده هو فارس كان عارف
عقدت حاجبيها وهى تقول غير مصدقة 
كل تصرفاته بعد ما رجعوا من اسكندرية كانت بتقول أنهم مش كويسين مع بعض مع أنهم مكانش لسه بقالهم أسبوع متجوزين جديد وهو شكله كان كأنه شايل هم كبير أوى ومش عارف يا حبيب امه يتكلم مع حد 
دمعت عينيها وهى تقول بتاثر 
أتاريه مكنش عاوز ېفضحها تقوم فى الآخر تعمل فيه كده ! بقى يسترها ويخبى سرها وفى الآخر تبهدله الپهدلة دى وكل ده علشان كانت طمعانة فى القضية وفلوسها 
وضعت مهرة الخطاب بجوارها ولفت ذراعيها حول ذراع أم فارس وأسندت رأسها على كتفها وقد انزلقت دمعتين من عينيها فى صمت ثم قالت 
مش لازم يشوف الجواب ده يا ماما أحنا لازم نقطعه ده ممكن يتهور ويعمل فيها حاجة
قالت كلمتها ومدت يدها للخطاب وقبضت عليه فى راحتها بقوة ونهضت لتلقى به فى القمامة ولكن أم فارس أوقفتها وجذبت الخطاب منها وقالت بتصميم 
مش هنسترها تانى لا انا ولا ابنى خلاص لازم يشوف الجواب ولازم تاخد جزائها علشان نارى تبرد شوية وانا عارفة انه مش هيأذى نفسه بس كفاية انه يبرد ناره شوية ويعرف اللى حواليه عملوا فيه كده ليه 
مسحت مهرة دموعها براحتيها عندما سمعت رنين هاتف المنزل وتوجهت لتجيب المتصل وهى تقول 
السلام عليكم
أتاها صوتا محملا بالفرحة واللهفة صوتا كان ولا يزال محملا بالحنان الجارف دائما سقطت السماعة من يدها المرتعشة على أثر المفاجأة الغير متوقعة عندما سمعته يقول بشوق 
مهرة 
ألتقطت السماعة سريعا ووضعتها على أذنها غير مصدقة وأم فارس تنظر إليها متعجبة منها ولكن دهشتها زالت وقفزت فرحا من مكانها عندما سمعتها تقول بأنفاس متقطعة 
فارس 
أخذت أم فارس سماعة الهاتف من يدها ووضعتها على أذنها تمسكها بيدها الاثنتين فى شوق ولهفة وهى تقول 
فارس أبنى أنت بتتكلم منين
وضعت مهرة يدها على صدرها وهى تشعر أن قلبها سيقفز من مكانه فرحا واحتقن وجهها بشدة وهى تستمع لأم فارس تقول من بين دموعها 
يعنى انت طلعت يا فارس بجد يابنى طلعت طب انت فين
ثم أخذت تقبل السماعة وهى تبكى قائلة 
أنهى فارس المكالمة وهو يمسح دموعه ويد الدكتور حمدى تربط على كتفه قائلا بمرح 
أيه ده هو انت لسه شوفت حاجة أومال لما تروح بقى هتعمل أيه
ثم مد يده بالهاتف إلى بلال قائلا 
يالا خد انت كمان التليفون وكلم والدتك وبلغها أنك خرجت
أبتسم بلال واستنشق الهواء النقى خارج جدران المعټقل حتى أمتلا صدره به ثم زفر بهدوء وقال 
لا يا دكتور معلش أنا عاوز اعملهم مفاجأة
ضحك الدكتور
حمدى وهو يقول 
حرام عليك يلاقوك قدامهم كده فجأة
ضحك فارس ثم قال 
طول عمره بتاع مقالب يا دكتور هو كده من زمان
ضحك ثلاثتهم وهم يستقلون سيارة الدكتور حمدى فى طريقهم إلى منازلهم كان الدكتور حمدى يقود السيارة وهو ينظر إلى فارس الجالس بجواره نظرات خاطفة ورأسه يدور لا يعلم ماذا يفعل لابد أن يخبره بأمر زوجته التى قدمت ضده بلاغ وزجت به فى معتقلات الأهوال تلك ظلما ولكن هل يخبره الآن أم ماذا قطع فارس عليه تفكيره وقال متسائلا 
معرفتش يا دكتور مين اللى عمل فينا كده 
ألتفت إليه الدكتور حمدى ثم أعاد النظر للطريق وقد حسم أمره ثم قال 
فارس لازم تعرف الدنيا دى كلها فيها الكويس وفيها الۏحش فيها اللى بيعمل خير لوجه الله من غير سبب وفيها برضة اللى بيأذى الناس من غير سبب ولو الأذيه جاتلك من اقرب الناس ليك أوعى تزعل نفسك واعرف ان ربنا بيكشفلك اللى حواليك علشان متفضلش عايش موهوم ومخدوع فيهم 
أستدار فارس بجسده إليه ونظر للخلف إلى حيث بلال التقت نظراتهما فى تساؤل صامت قطعه فارس وهو يلتفت إلى الدكتور حمدى قائلا 
الكلام ده معناه ان حضرتك عرفت مين
أومأ الدكتور حمدى برأسه وهو يقول 
أيوا عرفت بس كنت محتار اقولك دلوقتى ولا لما تروح بيتك وترتاح شويه من اللى شفته
أعتدل بلال فى جلسته وقد شعر أن الدكتور حمدى يقصد شخصا قريب جدا من فارس بينما قال فارس سريعا 
مين يا دكتور قولى مين
أضطرب
108  109  110 

انت في الصفحة 109 من 141 صفحات