الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 104 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

هتقرى الرسالة اللى ورا الصورة دى
قلب فارس الصورة على الجانب الأبيض منها ومرر عينيه بين سطور كلماتها وهو يتمتم هامسا بما خطت يدها الصغير قرأها مرة ثانية وثالثة فى صمت ما إن تصل عينيه إلى آخر كلمة فيها حتى تعود إلى أولها من جديد محاولا فهم ما بين سطورها بصعوبة شديدة
وضع بلال يده على ذراع فارس وهو يقول بخفوت 
ها يا فارس
رفع رأسه إليه وقال بعينين حائرتين 
نعم !
أقترب بلال منه أكثر وقال هامسا
أنت قولتلى من كام يوم انك هتنفصل عن مراتك بس مقولتش أيه السبب ساعتها
حاول فارس استجماع شتات نفسه الحائرة وهو يقول
مشاكل يا بلال مشاكل مالهاش دوا ومش هينفع يبقى ليها حل غير الانفصال وعموما أحنا متفقين على كده من زمان وهى موافقة ومرحبة كمان الموضوع منتهى خلاص
نظر بلال إلى عينيه بعمق وقال بجدية 
مهرة ليها علاقة بالمشاكل دى 
رفع فارس حاجبيه متعجبا من سؤاله وهو يقول 
وأيه علاقة مهرة بالموضوع ده
حرك بلال رأسه بلامبالاة وهو يقول 
يعنى ممكن تكون مراتك أصلا مضايقة من اهتمامك بمهرة واهتمام مهرة بيك
تبسم فارس ساخرا ثم قال 
لالا الموضوع مش كده خالص الحكاية أكبر من كده بكتير
ثم نفض رأسه وهو يقول بثقة 
وبعدين يعنى اهتمامى بمهرة شىء عادى ده انا اللى مربيها وهى بتعتبرنى مثلها الأعلى فى الحياة
نظر إلى التوقيع وأشار إليه بأصبعه وهو يقول له 
شايف موقعة أيه تحت الفارس الصغير
أبتسم بشرود وهو يقول بإعجاب 
طول عمرها بتحب تقلدنى من وهى عندها سنتين
وأردف ضاحكا وهو يكمل حديثه بشجن 
عارف يا بلال لما بقى عندها تلات سنين كانت بتشد التيشرت بتاعى من دولابى وتقعد تلبس فيه ساعة لحد ما تنجح تلبسه فى الآخر ويبقى طويل عليها وتقعد تتكعبل بيه وهى ماشية 
وتبسم ضاحكا وهو يقول 
أصلها طول عمرها أوزعة وبرضة مكنتش بتحرم أبدا ترجع تاني تلبس قمصانى وهدومى
أبتسم بلال رغما عنه بتأثر وهو يخفى ضحكاته الخاڤتة ويستمع إلى نبع ذكرياته المتدفق قائلا
مفيش يوم كنت برجع فيه من بره إلا والاقيها واقفالى على السلم مستنية العسلية والحلويات بتاعتى
ألتفت إلى بلال وهو يقول مؤكدا
ولعلمك هى رغم حبها للحلويات والعسلية لكن عمرها مااخدتها من حد غيرى أبدا
ثم شرد مرة أخرى ناظرا للفراغ وقال 
هى كده على طول فى كل حاجة مبتسمعش كلام حد غيرى مبتستناش هدايا غير مني عمرها ما فرحت بهدية قد ما تكون هدية انا اللى جايبهالها علشان كده لما كانت تعبانة بعد ما اتجوزت دنيا كل اللى فكرت فيه ساعتها انى أجيبلها هدية علشان افرحها بيها ساعتها مجاش فى بالى خالص انى مينفعش أجيبلها هدية دلوقتى كل اللى كان فى بالى انى أدخل السعادة على قلبها وبس 
ظهر الضيق على ملامحة فجأة ويتابع حانقا 
المرة الوحيدة اللى مخدتش رأيى فيها فحاجة تخصها هى المرة اللى وافقت فيها على الواد اللى اسمه علاء ده ومش عارف ليه عملت كده يمكن اتكسفت مش عارف
حرك بلال رأسه بتعجب شديد ومال للأمام وهو يضع يده على الصورة بين يدى فارس قائلا
أنا مش عارف ازاى راجل ناضج زيك عنده 28 سنة ومش قادر يحكم على مشاعره ويفهمها صح 
ونظر إلى عينيه بثقة وأردف قائلا 
شوف يا فارس انا واخد بالى من الحكاية دى من ساعة ما مهرة تعبت يوم جوازك وانت مكنتش عاوزنى أدخل اشوفها ومن ساعة ما كانت واقف قدام قاعة المناسبات وعروستك قاعدة فى العربية مستنياك وانت مش عاوز تسافر وتسيبها تعبانة لوحدها وحكاية ضړبك لعلاء على السلم مكنش علشان شوفته بيتعامل معاها وحش وبس لاء 
قال كلمته الأخيرة ونظر بعمق داخل عينيه وهو يقول 
أنت كنت غيران منه ومستنى أى فرصة علشان تعمل فيه كده وتفش غلك فيه 
أتسعت عينيى فارس وهو يستمع إلى بلال الذى تابع قائلا 
أنا من
وقت ده ما حصل وانا كنت بفكر اقولك بس كنت متردد انى افتح معاك الموضوع ده أولا لأنى مكنتش اعرف حكاية الطلاق اللى انت ومراتك كنتوا متفقين عليها دى وخصوصا كمان انها مجاتش النهاردة مع والدتك وانت مسألتش عليها ثانيا أنها كانت وقتها متجوزة هى كمان ومكنش ينفع بأى حال من الأحوال نجيب سيرة واحدة متجوزة فى كلام زى ده رغم أنى كنت متأكد من مشاعرها ناحيتك 
هتف فارس قائلا بحيرة ممزوجة بلهفة واضحة 
يعنى أيه عرفت مشاعرها ناحيتى
أبتسم بلال وهو يرفع حاجبيه قائلا 
هقولك يا سيدى يوم فرحك لما كانت تعبانة وسخنة وانا دخلت أشوفها هى حمى ولا سخونية عادية كانت بتهلوس باسمك وبتقول متسبنيش يا فارس بس صوتها مكنش باين وامها من كتر العياط اللى كانت بټعيطة مكنتش واخدة بالها لكن اللى انا متأكد منه أن والدتك خدت بالها هى كمان زيى بالظبط 
أخذ بلال نفسا عميقا يملأ به رأتيه وقد شعر أنه بلغ جهدا مضنيا
103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 141 صفحات