الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 103 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه أجمل الذكريات أفضل العطاء حسن الأخذ سكن البعد مودة القرب فإن لم تجد فيه غير الشقاء فاعلم أنه ألم متنكر أنزع عنه قناع الحب واتركه وارحل بلا أسف 
أمضاء
الفارس الصغير
عانق كل منهما والدته فى لهفة وشوق كبيرين وقبلا رأسيهما وأيديهما بدموع العيون كانت كل منهما تنظر إلى ولدها غير مصدقة أن الله سبحانه وتعالى قد مد فى عمرها حتى رأت ولدها حى يرزق من جديد كان العناق بالقلب والعيون أكبر شوقا من عناق الأجساد جلسوا بجوار بعضهما البعض غير مصدقين هذه اللحظة التى جاءتهم منحة من الله عزوجل فى عز أزمتهم المظلمة بين جدران السجون صافح الدكتور حمدى بلال وهو ينظر إليه بإعجاب شديد بينما ربت على كتف فارس مشجعا وهو يقول بتاثر 
أنا عارف انك راجل يا فارس وهتتحمل الأزمة اللى بتمر بيها وهتخرج ان شاء الله انت وصاحبك قريب أوى
أومأ فارس برأسه ممتنا وهو يقول 
متشكر أوى يا دكتور على اللى عملته معانا
ربت حمدى على يديه وهو يشد عليها قائلا
هو انا لسه عملت حاجة يا راجل أجل الكلام ده لما تطلعوا ان شاء الله من هنا
مال بلال على والدته قائلا 
عبير والولاد عاملين أيه يا ماما كويسين 
عانقت يدها يده وهى تقول بإشفاق 
كويسين يابنى وزى الفل متقلقش عليهم أبدا وبيسلموا عليك أوى وعبير بتقولك رسالتك وصلتها وانت كمان وحشتها أوى ومستنياك على ڼار
شرد قليلا وهو ينظر أمامه بوجوم قائلا 
وحشونى أوى 
ثم أعاد النظر إليها قائلا 
كلكوا وحشتونى أوى يا أمى
لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول 
عبير كانت عاوزه تيجى معانا بس انا مرضتش أجيبها معايا علشان عارفة رأيك فى الحكاية دى كويس
قبل يدها وقال بحنان
كويس يا أمى انك عملتى كده أنا محبش مراتى وولادى يجوا مكان زى ده ولا حد من اللى هنا عينه تقع عليها
نظر الدكتور حمدى لفارس وقال باهتمام
فى حد حقق معاكوا يا فارس
هز فارس رأسه نفيا وهو يقول 
لا يا دكتور مشوفتش أى محقق خالص من ساعة ما روحت أمن الدولة لحد دلوقتى 
ثم مال عليه قليلا وقال 
مفيش غير واحد صاحبى ربنا بعته لينا هناك وهو اللى جابنا هنا
نقل الدكتور حمدى بصره بين فارس ووالدته وقال موجها حديثه لفارس 
هو انت فى عداوة بينك وبين حد معين يا فارس
أعتدل فارس وهو يفكر بتركيز شديد ثم قال 
أنت عارف شغلنا يا دكتور ممكن يبقالك أعداء مش راضين عن طريقة شغلك لكن حتى لو فى عداوة معتقدش حد يفكر يبهدلنا بالشكل ده
نظر الدكتور حمدى لوالدته نظرة ذات معنى ثم قال 
غريبة
حاولت أم فارس تغير مجرى الحديث قائلة 
على فكرة عمرو ومهرة بره وبيسلموا عليكوا أوى
نظر بلال إلى أم فارس قائلا 
أيه ده بجد وعمرو جاله قلب يرجع هنا تانى
نظر له فارس وابتسما سويا فى وقت واحد ولكن فارس تغيرت ملامحه وانتبه فجأة وهو يلتفت لوالدته متفاجأ وقال 
وأيه اللى جاب مهرة هنا يا ماما إزاى تجيبيها معاكى يا ماما بس
تابع بلال الحديث باهتمام عندما قالت أم فارس 
والله يابنى أنا وعمرو غلبنا فيها واتحايلنا عليها كتير تستنى فى البيت بس هى اللى كانت مصممة تيجى تشوفك وتطمن عليك حتى لما عرفت أنها مش هينفع تدخل علشان مش من قرايبك برضة صممت تيجى وقالت هستناكوا بره 
ثم نظرت إليه نظرة ذات معنى وهى تقول 
حتى علاء معرفش يمنعها
ألتفت بلال
إلى فارس الذى ظهر الضيق على وجهه وهو يقول 
مكنش ينفع تيجى يا ماما كان لازم انت اللى تمنعيها مش الواد اللى اسمه بتاع ده
أبتسمت والدته وهى تقول قاصدة 
اذا كانت مخافتش من تهديده بالطلاق وصممت تيجى معانا حتى لما طلقها ولا همها حاجة ونزلت وسابته واقف يرن
عقد فارس ما بين حاجبيه وهو ينظر فى عينيها التى كانت تحمل
معانى كثييرة وقال ببطء 
طلقها !!
نظرت إلى عينيه وهى تقول 
ايوا طلقها
ثم قالت مؤكدة 
كل ده علشان تجيلك
ألقى بلال نظرة سريعة على فارس ثم أعاد رأسه إلى والدته وأكمل حديثه الخاص معها تاركا فارس فى حيرته أمسكت والدته يده بشكل تلقائى حتى لا يلاحظ أحد ووضعت الصورة المطوية فى راحت يده ثم همست له وهو ينظر ليده بدهشة 
وباعتالك الصورة دى
قبض فارس على الصورة المطوية داخل قبضته ثم تابع حديثه مع الدكتور حمدى بشكل طبيعى ولكن عقله كان يعمل فى أتجاه آخر 
أنتهت الزيارة وتفرق الأحرار فمنهم من خرج لعالمه ومنهم من عاد لجدران سجنه الكئيبة جلس فارس على فراشه وأخرج الصورة من راحته وفتح طياتها بهدوء نظر إلى الصورة وابتسم كانت ملامحهما المشاكسة فى الصورة كفيلة بجلاء صدره من أى هم وحزن يعتمل به طفلة وصبى يتشاكسان بطريقتهما الخاصة أتسعت ابتسامته وهو يتأمل فى الصورة جلس بلال بجواره وهو ينظر لابتسامته الواسعة التى احتلت شفتيه ثم مال عليه وقال بخفوت 
مش
102  103  104 

انت في الصفحة 103 من 141 صفحات