روايه كامله انالهاشمس
حليمة بكف يدها بمنتهى الغرور لتأتيها الاخرى مهرولة خشية بطشها لتسألها بهدوء
بنت مين البت اللي بترقص دي يا حليمة
هتفت مسرعة بنبرة حماسية
دي بنت منيرة بنت عمي يا ستهم
أومأت بملامح مبهمة لتستفسر مجددا
بنت غانم إبن محمد الجوهري!
أومأت المرأة بتأكيد لتسترسل الأخرى متهكمة بكبرياء
اللي يشوف رقصها وتناكتها ميقولش عليها بنت غانم اللي محلتوش غير الجلابية اللي عليه
ضحكت الأخرى لتقول متهكمة بتعجرف
المظاهر خداعة يا إجلال البت من دول على ما يخرطها خراط البنات وتشد حيلها تفتكر نفسها بني أدمة...انتهت ليطلقا الضحكات الساخرة سويا لتعودا لمتابعة ترقبهما للحضور وهما تنظرتان بقامتان مرتفعتان بتعاظم
لم تستطع سمية الجلوس فقد فقدت صبرها على كبح شعورها بالظهور أمام هؤلاء النسوة هبت واقفة لتتحرك صوب إيثار وشاركتها الرقصة تحت سعادة إيثار وڠضب عمرو الذي شعر بالسخط على تلك الدخيلة التي حجبت عنه رؤية تلك المٹيرة انتهت إيثار وتحركت إلى والدتها لتجاورها الجلوس بأنفاس لاهثة وتركت سمية التي انتهزت الفرصة وتقربت من العروس وقريباتها لتندمج معهن بالرقص في محاولة منها للظهور أمام السيدات بعد مرور بعضا من الوقت تمللت إيثار بجلستها لتهمس لوالدتها باستياء ظهر بملامحها
لسة بدري أدينا قاعدين شوية كمان...نطقتها بعينين تتطلعتين بانبهار لكل ما حولها لترد الاخرى بملل بعدما عقدت النية على الرحيل
خلاص خليكي إنت ونسرين وأنا همشي مع نوارة
ڼهرتها قائلة بحدة
مستعجلة على المرواح ليه
زفرت بضيق لتجيبها
عندي مذاكرة كتير وبعدين ما احنا قاعدين من بدري أنا بجد زهقت
قومي يا غندورة منك ليها
قدمن التهنئة مرة أخرى للعروس ووالدتها وسألت إيثار سمية إن كانت سترافقها بالإنصراف فأخبرتها الأخرى بأنها ستمكث لنهاية الحفل فتركتها لتتحرك بجانب والدتها وزوجتي شقيقاها وأثناء مغادرتهم قاطعهم ذاك المتطفل الذي كان
ينتظرها بعدما رأها من الاعلى وهي تهم بالمغادرة ليقول موجها حديثه ل منيرة بينما عينيه مثبتتين على إيثار بكل وقاحة
ليستطرد بإبانة سريعا بعدما رمقته نسرين بنظرة متعجبة
اصل عاوز أكلم وجدي وأطمن عليه
بصراحة لا يا خالتي
مليه الرقم يا إيثار...نطقتها لابنتها التي كانت واقفة تتملل وتنظر للبعيد بانتظار انتهاء ثرثرة والدتها مع ذاك المتطفل والتي لم تلاحظ نظراتها له لانشغالها بالنظر على الطريق لتنتبه على صوت والدتها وتقول بعدما تنفست باستسلام
طرحت نسرين سؤالها بصوت متعجب إلى عمرو
طب ما تاخد رقم الموبايل بتاع وجدي أحسن
ارتبك من سؤال تلك المتطفلة لكنه استعاد توازنه ليجيبها بثقة زائفة
ما أنت عارفة إن شبكة الاتصالات هنا في البلد ضعيفة
انتفض قلبها ړعبا بعدما رمقتها منيرة بتوعد لتهز رأسها سريعا وهي تبتلع لعابها أملته إيثار الرقم بينما د
أومأت برأسها سريعا بعدم اكتراث لتنسحب للأمام بصحبة نوارة بعدما فاض بها الكيل غير عابئة بوقوف والدتها التي استأذنت وانسحبت خلفهما هي ونسرين المتعجبة من اهتمام ذاك العمرو بأمر شقيق زوجها
وصلن للمنزل لتدلف كلا من منيرة وإيثار إلى غرفتيهما بالطابق الارضي بينما نسرين ونوارة صعدتا الدرج وصولا لمساكنهما لتهتف نسرين وهي تبتسم ساخرة
أقطع ذراعي من هنا...وأشارت على أعلى كتفها لتسترسل بتأكيد
إن حماتك واخدة البومة بنتها علشان
توقع لها عريس والست إيثار اللي عملالنا فيها الابلة نظيرة متشيكة ورقصت علشان كدة
حرام عليك يا نسرين متظلميش
ماما وإيثار إيثار أصلا مكنتش عاوزة تروح وماما اللي أصرت عليها علشان خالتك حليمة متزعلش
طب إيه رأيك إن حماتك
متفقة مع اللي اسمها حليمة على النمرة اللي عملتها دي علشان تخلي المحروسة تهز وسطها قدام الحريم
وهي هتعمل كدة ليه... سؤال بريء طرحته نوارة لتجيبها الاخرى بخبث
شوفي إنت بقى
زفرت نوارة لتهتف متذمرة
أنا نعسانة ماتخليهم لبكرة هيحمضوا يعني لو فضلوا للصبح
بدلت إيثار ثوبها بمنامة فضفاضة مريحة وخرجت لبهو المنزل لتحمل الهاتف المنزلي وتعود به من جديد إلى غرفتها لتهاتف صديقتها بالجامعة للاستفسار عن أمر خاص بدراستها الجامعية
مع حلول الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كان الهدوء يعم القرية لا يسمع سوى أصوات طائر الكروان ورائحة شجرة الياسمين الزكية المزروعة أمام المنزل تعبق بالمكان فطالما يأتي الليل محملا بهدوء يسر القلوب ويدخل عليها السکينة تتلألأ النجوم في السماء لتنيرها وتعطي مظهرا خلابا بينما تجلس هي فوق فراشها ممسكة بكتابها تستذكر دروسها بذهن مستيقظ وحماس يرجع لعشقها للدراسة استمعت لقرع جرس الهاتف المنزلي حيث كان موضوعا فوق المنضدة الصغيرة المجاورة