الصامته روايه كامله
يحب جلسة الشيزلونج ...يحب أن يتحدث و اقفا ...ينظر باتجاه آخر سوى عين الطبيب المترصدة للكلمات والجمل... تقدم وجيه للنافذة ووقف مواليا ظهره في ثبات ....أخذ نفس عميق ...ثم قال وكأن صوته يأتي محمل بالذكريات _ آخر مرة جتلك كنت عارف أني هجيلك تاني...مكنتش نسيتها بس اتظاهرت بكده ... الفكرة كلها في أحساسي وقوة مشاعري دي لأنها باعتني وبعدت بسهولة..... افتكرت أني طالما حبيتها بسرعة وبالشكل ده هقدر أنساها بنفس السرعة ...! هز رأسه رافضا ظنه الخادع _ مقدرتش....! سنة كاملة بتعالج نفسيا من چرح كبير بعد ما سابتني ! في كل لحظة طول السنين اللي فاتت كنت بسأل نفسي أنا ليه مش عارف أنساها ! حتى لما اتجوزت واحدة تانية ....يمكن أحلى منها في الشكل ! برضو ما نسيتهاش ! صمت لدقيقتين وران صمت يضج بالذكريات المؤلمة بعينيه فتابع _ كنت أتمنى لو كانت مجرد عاصفة تعدي في حياتي وتنتهي ...حتى لو هفتكرها في بعض اللحظات ....بس تتحط في خانة الذكريات اللي مسموح ليها بالنسيان .... ليلى احساسي بيها كان أكبر من أني أنساه بسهولة.... كان أكبر أني أخد وقت عشان اكتشفه ..... لازم نعترف أني في
_ ما اعتقدتش.....وده مش بالضرورة أنك محبتهاش بالعكس .... حاجة كده عاملة زي البرفيوم ....ممكن جدا يكون أصلي وجودته عالية من الآخر يعني....بس لو اتحفظ سنين بتعلى جودته أضعاف أضعاف ورحقيه بيبقى أجمل وأبقى .... وأضاف بتوضيح _ سبب أنك ما نسيتهاش مش بس أنك حبيتها .... السبب ممكن يكون أنك مش عارف هي حبتك ولا لأ .... ثقة زيادة حطتيها مع حب عاصف وعدم وجود سبب مقنع للفراق وحط عليهم شخصية زي شخصيتك مش من النوع اللي بيحب بسهولة ...كل ده خلى الاسئلة تعيش جواك وتتوالد مع الزمن بمليون سؤال
الاحساس اللي حسيته معاها تاني...لا صادفته قبل ما أعرفها ولا بعد ما افترقنا .... احساس زي حياتنا..مابيتعاش مرتين ! تساءل الطبيب _ طالما رجعت هنا تاني...يبقى هي رجعت ...مش كده أجاب وجيه مختصر إجابته بهزة رأس بالإيجاب.....فقال الطبيب شاهر _ حسيت بإيه لما شوفتها بعد السنين دي كلها... ران الصمت للحظات....شعر فيها وجيه أن الاجابة ثقيلة ...بها شيء من اعلان ضعفه ... ولكنه اعترف بصدق _ أول لقاء بينا بعد فراق عشر سنين كان عبارة عن منتهى الاڼتقام ...ومنتهى الأشتياق..! حتى شعور الاڼتقام كان عبارة عن عتاب مستني مبررات ...تقولي أنها حبتني زي ما حبيتها ...عارف لما تبقى مستني عشر سنين جملة أنا بعدت ڠصب عني لكن أنا حبيتك تطلع به الطبيب متفحصا شروده وقال _ طب وهي كان رد فعلها إيه ! ابتسم وجيه بمرارة انتشرت بعينيه _ ما اتغيرش....كل اللي جوايا ده اترفض مرتين بمنتهى الجبروت...بكلمتين مكرهتش ادهم في حياتي أبعد عني تلاشت الابتسامة وتبقت المرارة التي تسربت لصوته واستطرد _ السنين بتعيد نفسها من تاني....زمان قررت انتقم منها واتجوز وحصل فعلا ....مقدرتش اكمل أكتر من ٦شهور....كان صعب ادي كل حياتي اللي رسمتها مع انسانة لأنسانة تانية ...! دلوقتي هرجع لطليقتي بعد نفس الكلمتين.... بس المرادي هحاول أنقذ عمري