الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز

فريده تحب عمر وانها ما ان فقدته حتى علمت انها خسړت حبا لن تعوضه مهما عاشت من عمر الامور تزداد تعقيدا وعودة عمر حركت الماء الراكد ففاحت كل الروائح من جديد انها ستظلم فريده في كل الاحوال سواء بموافقتها علي سفرها أو رفضها له فهى مجبرة علي الاختيار بين ارسال فريده الي المنفي وبين جعلها تعيش في البؤس والعڈاب وهى تشاهد عمر في حياته الجديدة ادركت جيدا انها ضعيفة ولن تشكل الدعم اللازم لها وبكائها بالامس مع والدتها شريفه جعلها ترتاح قليلا فهى قررت تسليم الحمل لشريفه ظلت تبكى علي كتف والدتها لساعات وحينها شاهدت بريق الحياه يدب فيها واخبرتها انها ستتولي ادارة الامور مجددا تنسحب من حياة ابنائها وتعجز عن
ادارتها وتلجأ لطلب المساعدة من الاخرين لكن هذا افضل من استمرارها في هدم حياة فريده لكنها لم تكن تتوقع أن تقسي شريفه علي فريده هكذا اجبارها علي قبول دعوة نوف كان اكبر من احتمالها فاڼهارت فريده بعدما ضغطت علي اعصابها بقوة لكنها للاسف لم تكن تستطيع الرفض بدون أن يعلم الجميع انها مازالت تحمل المشاعر لعمر بدأت تعيد كلام محمد الخاص باحتمالية مرض فريده في ذهنها يا الله هل القدر سيكون قاسې ويكرر محڼة سنوات عمرها مجددا هى بحاجه للتحدث مع محمد لكنه تعلل بالاجهاد ونام علي الفور ثم لماذا هذا القرار الغريب الدى قررته والدتها عندما طلبت من عماد أن يطلب يد فريده من عمر لولا انها مدركة من رجاحة عقل والدتها لكانت شكت انها لربما اصابها بعضا من امړاض كبر السن كالخرف مثلا لكن لا فعقل والدتها موزون تماما وهى تعلم انها واعية تماما لكل كلمة تقولها وتعي الغرض منها حينما انهكها التفكير توضئت وصلت بخشوع صلاة الاستخارة وفوضت امرها الي الله كما تفعل دائما 
الانثى ستظل انثى خاضعة مهما حصدت من شهادات علي الرغم من بداية استقلال فريده النفسي والمادى الا انها اجبرت علي الخضوع ومقابلة العريس الذى رفضته مرارا قاومت بشدة ورفضت لكن رفضها قوبل بالاستنكار والدتها كانت صارمة وهى تخبرها 
فريده انتى مطلقه يعنى رفضك الغير مبرر مش في مصلحتك انا مش هجبرك تتجوزيه لكن علي الاقل هستخدم سلطتى معاكى واجبرك تدى نفسك فرصه وتشوفيه يمكن ترتاحى له العمر بيجري يا فريده وانا مش هعيش للابد عاوزه اطمن عليكى قبل ما اموت اطمن انك محمية ومحبوبة وعايشة سعيدة مع راجل يحبك ويحميكى احنا وافقنا نقابل الراجل عاوزه تطلعينا عيال ادامه جهزى نفسك هتقابليه بكره لما يجى يتقدم وبعد كده خدى وقتك في التفكير براحتك 
حبست دموع القهر ربما لو فقط لم تشترط جدتها ذلك الشرط المستحيل لكانت اذعنت لرغبتهم ووافقت علي رؤيته ومن ثم تتعلل بأي شيء وترفضه لكن معرفتها انه سيطلبها من عمراربكتها للغاية وموافقة عمر علي طلب جدتها قټلتها في الصميم الموقف المستحيل يذهب عقلها ويجعلها علي وشك الفقدان الكامل لعقلها عماد سيطلب يدها من عمر وعمر سيطلب منه مهلة للتفكير ثم سيسألها بكل برود عن رأيها بل ولربما سيحاول اقناعها بالموافقة هل لو بكت حينها أمامه سيفهم عڈابها أم سيزيد في اذلالها 
انها مجبرة علي البقاء في المنزل طوال الوقت فهى الآن في فترة الاجازة التى تفصل بين النيابة والترقية هى تجلس في انتظار اعلان الوظيفة لاستلام عملها في الكلية أو قبول البعثة والسفر لانهاء دراستها في الخارج أي حجة لديها الآن للخروج
والهرب من موعد العريس الذى هل سريعا هل لو تأنقت بزيادة ستجعل عمر يلتفت إليها مجددا لا أبدا فنوف اجمل منها بمراحل لكنها مع ذلك ستهتم بماذا سترتديه فقط كى تثبت لعمر انها مطلوبة ومرغوبة هى كانت متحفظة دائما في ملابسها حتى في الالوان لم تكن تحب الالوان الصاړخة اما اليوم فاختارت فستان من الشيفون الاسود المنقوش بالاحمر الصارخ وارتدت فوقه جاكيت اسود رسمى قصير طعمت حجابها الاسود ببعض الاحمروضعت نفس كحلها الداكن وملمع الشفاه الشفاف ونظرت لنفسها في المرأه انها اليوم مختلفة جدا نتقت من ملابسها القديمة اشياء لم تجرؤ علي استخدامها يوما هل سيتذكر عمر انه هو من اهدى إليها ذلك الفستان اصبحت تحسب الدقائق فعمر علي وشك طرق الباب الآن علي حسب موعده مع والدتها رنين الجرس ارسل
الذبذبات في كل جسدها وجعل روحها تنسحب ها قد اتى وصدق وعده ألم يتردد أبدا في قبول طلب جدته لكنه كما عهدته دائما يعرف تماما ماذا يريد لم يتردد سابقا ولو مرةه كان يحدد اهدافه ويسعى لتحقيقها راقبته من خلف باب غرفتها وهو يدخل إلي الصالون بصحبة جدتها كان صلب وواثق الخطى ألم تنعته بالضعف سابقا وكانت تشعر بالقرف من ضعفه اين هذا الضعف الآن انه يكاد يناطح الجبال شموخا وصلابة 
كانت تعلم أن اسيل ستأتى مع زوجها فهى عندما حادثتها امس كانت تكلم نفسها من فعلة جدتهم لم
يستوعب احدا ابدا تصرف الجدة الغريب لكنهم جميعا التزموا الصمت وفقط تناوبوا علي الهمهات من وراء ظهرها اغلقت الباب وتمنت أن تترك العنان لدموعها لكانت تماسكت حتى اخر لحظة كانت تتوقع أن يرفض الحضور لكن حضوره قتل أي امل بداخلها وضعت رأسها بين كفيها پألم وجلست علي فراشها تتألم في صمت لم تشعر بالباب وهو يفتح ولا بأسيل وهى 
فريده اتماسكى شويه انا عارفه انك مصدومه من موافقة عمر علي الحضور لكن فكري تانى متوقعه منه ايه
بعد اللي انتى عملتيه انتى حتى بعد الطلاق بسنه باتنين محاولتيش تتصلي بيه او تعتذري هو كان مجروح اكتر منك بكتير وانتى فضلتى سلبيه اكيد اتعذب كتير عشان ينسي حبك ووصوله للمرحلة دى معناه انه شاف العڈاب الوان من يوم ما اتخطبتى لعمر وانتى بتتصرفي غلط وعاوزه الامور تتصلح طب ازاي وبخصوص عماد هو صحيح صاحب طارق وانسان كويس لكن اوعى يا فريده توافقى عليه لمجرد الهروب من واقع اليم هتكونى بتظلمى نفسك وبتظلميه 
رفعت عينيها الناطقتين بما يعتمل في صدرها من اسي وقالت 
مش ممكن اوافق ابدا انا خلاص اخدت نصيبي من الجواز 
فوجئت بسؤال صريح من اسيل سبب تصلب جميع عضلات جسدها فأسيل سألتها بجراءة 
فريده انتى بتحبي عمر 
صمتها التام اجاب اسيل عن سؤالها لم تكن تحتاج الي الكلمات لتجيب فيكفي اسيل أن تنظر الي بؤسها منذد يوم زفافها لتعلم الاجابة 
تمسكت بيد فريده بقوة اكبر وقالت 
افتكري دايما يا فريده ان كتفي موجود وتقدري تبكى عليه في أي وقت لكن انا عاوزكى تبطلي بكى بقي وتشوفي حياتك صدقينى انا مكنتش اعرف عن خطوبة عمر والا مكنتش الحيت عليكى تيجى فرحى انا مش قادره اعشمك في حاجه يا فريده لكن بطلب منك تحاولي مع عمر لاخر مره مش مصدقه ان حب كبير زى حب عمر ليكى ممكن ينتهى حاربي عشانه يا فريده ولو فشلتى مش هتخسري كتير اتنازلي عن كرامتك شويه في سبيل حبك وخصوصا ان كبريائك قتل كبريائه قبل كده طرقات علي باب غرفتها جعلتها تستدير في الم والدتها كانت تقف بجوار الباب وتدعوها للخروج لمقابلة العريس المنتظر في الصالون 
هى لن تكون تلك العروس التقليدية التى ستدخل حاملة لاكواب العصير وتقدمها إلي العريس الذى سوف يقيمها بنظراته واعلنت بصراحة رفضها لذلك الاقتراح حينما اقترحته والدتها والدتها اوصلتها الي الصالون لكن لم تتجرأ علي الدخول معها لاحظت ان محمد واحمد ورشا اختبؤا في مكان مجهول وكأن الامر اكبر من طاقتهم ولا قبل لهم بمواجهة مثل ذلك الموقف هل كانوا يتوقعون انفجارعمر مثلا 
ووالدتها انصرفت مسرعة ما ان نهض عماد ليحى فريده فقط في الصالون كان يوجد عمر وجدتها وطارق بالاضافة الي عماد الذى حضر وحيدا ولم يصطحب احدا من اهله حتى عمر لم ينهض لتحيتها عندما دخلت استمر يجلس وهو يضع احدى ساقيه فوق الاخري بتفاخر أما عماد فمد يده للسلام وعندما لم تعطيه فريده يدها سحبها الي جواره مباشرة 
بمجرد جلوسها نهض عمر وقال ببرود 
افضل انكم تتكلموا لوحدكم طلبك وصلنا يا باشمهندس وطارق بيشكر جدا في اخلاقك والباقي بقي يرجع لفريده عن اذنكم 
جدتها استندت علي يده في
طريقها للخروج ولم تفتح فمها ابدا بأي كلمه أما طارق فنهض هو الاخر ولكن تعابير وجهه كانت تفضحه فريده تسألت عن مدى معرفة عماد بعلاقتها بعمر ومدى تقبله لذلك الطلب الغريب ربما يعتقد انه دخل في مشفي للمجانين بدلا من منزل عروس يطلب يدها 
بدأ عماد بالكلام قال في بساطة 
اعرفك بنفسي مره تانية انا عماد رضوان بشتغل مهندس وعندى مكتب مقاولات شغال معقول الحمد لله عندى 34 سنه ومطلق من سنتين سبب الطلاق مش هتكلم فيه الا لما توافقى لان دى خصوصية ومش حابب انشرها الا للي هتبقي مراتى تنحنح باحراج ثم استطرد 
من يوم الفرح وانتى شاغله بالى مش هقولك حبيتك من اول نظره لكن في حاجه في نظرة عنيكى يومها خلتنى اشد طارق من الكوشه واسأله كل التفاصيل عنك نظرة الحزن يومها قتلتنى خلتنى احس انى عاوز احميكى معرفش ليه 
الكلام غادرها لم تتوقع مثل هذا الكلام
من عماد هى كانت
تنوي رفضه بوقاحه دون أن تهتم بمشاعره اما كلامه لها الان احضر الدموع التى كتمتها طوال النهار الي مقلتيها للاسف عماد بالمقاييس العادية عريس لا يرفض طويل ووسيم ومرتاح ماديا وسنه مناسب جدا بالاضافه الي انه

خاض من قبل تجربه وفشل فيها فسيكون حريص على نجاح تجربته الثانية فالفشل ليس سهلا 
ربما هى محظوظة لانها مطلقة وحظيت بمثل تلك الفرصة لكنها لا تستطيع ابدا حتى التفكير كما كانوا يطلبون منها اما عمر او ستبقي بلا زواج الي الابد لكن كيف سترفضه بدون ان تجرحه فيكفيها انها جرحت من احبها من قبل 
قالت وهى تتلعثم 
انا اسفه مش هقدر اوافق علي طلبك 
عماد كان وكأنه ينتظر رفضها سألها 
في سبب معين للرفض وعندما نظرت الي الارض ووجهها يشتعل من الاحراج قال 
طارق مخلص جدا ليكى رفض يعطينى أي معلومات غير ان عمر كان جوزك وانا شفت خطوبته يوم الفرح بنفسي واندهشت جامد من طلب جدتك الغريب انى اطلبك منه لكن انا مبحبش التسرع بطبعى بحب التفكير وباعطى كل حاجه حقها انا كمان مبحبش اليأس ابدا ومش هطلب منك رد فوري اوعدينى تفكري وانا هحاول معاكى مره تانية وتالتة ورابعة 
انها حتى لم لم تلاحظ متى غادر عماد الصالون وتركها انخرطت في افكارها وفي قشعريرة جسدها ولم تنتبه لعمر وهو يدخل الي الصالون ليجلس مكان عماد 
رأسها المحنى كان يمتلىء عن اخره بصور
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 36 صفحات