الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة (ياسمين رجب)

انت في الصفحة 118 من 304 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بالطمأنينة والهدوء السکينه التي سكنت ضلوعها
خرجت من بوابة العمارة وهي تتنهد بحزن والدموع تملئ عينيها التي طغي عليهما اللون الاحمر من كثرة البكاء لتسيير بضع خطوات إلى أن استوقفها صوت حسن قائلا  استاذة مرام العربية جاهزة
نظرت إليه بضعف قائلا  روح انت يا حسن انا محتاجة اتمشي شويه 

كادت تغادر ولكن حديث حسن اوقفها يا استاذة ارجوكي متتسببيش في قطع عيشي
اغمضت عينيها واتجهت مباشر إلى السيارة ليعود حسن إلى مكانه متجه بها إلى الشركة
بينما كان عمار جالسا خلف مكتبه يفكر في عرضه هل ستقبل بعرضه فهي ليس امامها حلا اخر لانقاذ شقيقتها ظل ينتظرها على احر من الجمر إلى أن دلفت إلى مكتبه دون سابق انذار ليبتسم هو بسخرية فهل من الممكن أن تقبل 
وقفت امامه وبعينيها آلاف الاټهامات والاسئلة ولكن لم تتفوه بشئ سوي بكلمه واحدة  موافقة 
اغمض عينيه بضيق غير مصدقا انها وافقت لينظر لها بتساؤل  انتي بتقولي ايه 
اغمضت عينيها وقالت  انت سمعتني كويس انا مستعدة انفذ طلبك بس قبل ما انفذ عندي شرطين 
 اعتدل في جلسته و انصت لها لتتابع حديثها قائلة  الشرط الاول هو اني فعلا هقضي معااك ليلة بس مش هتلمس شعره مني غير على سنة الله ورسوله 
وقف من مجلسه ليهتف پغضب  اتجوزك انتي ليه اټجننت 
ضحكت بسخرية قائلة  لا بس مفيش حل غيروا 
وانتي متخيله اني ممكن اوافق على الكلام ده  قالها عمار پغضب
لتكمل هي  مفيش حل غيروا 
وضع يده بجيوب بنطال و وقف امامها قائلة  وشرطك التاني ايه
نظرت إليه بقوة تتنافي عما بداخها من وقالت  هنتجوز في نفس اليوم الي رهف هتعمل فيه العملية 
كان يستمع اليها جيدا وما ان انهت حديثها حتي دار حولها وقال  وايه يجبرني اوافق على كلامك ده
لانك متاكد اني عمري ما هبيع نفسي بالرخيص كده ثانيا لو انت موافقتش في غيرك
استحوذ الڠضب سائر جسده ليضغط بقوه على ذراعها وقال پغضب   تقصدي مين 
لم تجيبه على حديثه بل ابعدت يده عنها وقالت  كتير اوي يا عمار وانت عارف اتمني تفكر وترد عليا 
قالت جملتها وابتعدت عنه ولكن استوقفها صوته قائلا  تمام وانا موافق يا مرام 
 الټفت له وهي تأبي ان تظهر ضعفها امامه لتهتف  تمام ابدآ في تحضيرات العملية
انهت جملتها وغادرت المكتب تاركه خلفها لهيب مشتعل فقد انتصرت عليه كعادتها هو دائما الخاسر 
بينما جلست على مكتبها تاركه العنان لدموعها تهبط كشلال ماء 
في قسم المعادى  
دلف العسكري إلى مكتب شهاب وهتف  في واحدة بره حابه تقابل حضرتك 
رفع وجهه إلى العسكري قائلا  مقلتش هي مين
تبقي انا  قالتها ياسمينا التي دلفت مؤخرا خلف العسكري 
لينهض شهاب من مجلسه قائلا بقلق خير يا ي
ياسمينا انتي بتعملي ايه هنا 
نظرت إليه بتردد وقالت  هنتكلم كده واحنا واقفين
هز رأسه بحيره وقال
  طيب اتفضلي اقعدي 
جلست بهدوء ليتابع شهاب سؤاله قائلا خير في حاجة 
تنهدت بهدوء وهتفت  في موضوع لازم نتكلم فيه وانت الوحيد الي هتقدر تفيدني فيه 
 اتفضلي انا تحت امرك 
عايزاك تحكيلي كل حاجه عن عمار نصار  قالتها ياسمينا برجاء
ليهتف شهاب بتساؤل  اشمعنا عمار وبعدين ليه بتسألي 
اخرجت ملف وراقي من حقيبتها و اعطته له قائلة  شوف ده وقولي رأيك ايه 
تناول الملف من يدها ونظر إلى عنوان الورقة الاولي اسم المړيض  عمار امجد نصار
التاريخ  23112013
ثم تابع قراءة بياناته الصحية إلى أن هتف بتساؤل  ماله ده انا مش فاهم عايزة توصلي لايه
وقفت وهي تجوب المكتب ذهابا وايابا  انت عارف ان تاريخ حاډثة عمار هو نفسه تاريخ سفري 
هتف شهاب بعدم فهم قائلا  وده ډخله ايه بيكي 
اقتربت منه وعادت للجلوس امامه لتهتف بهدوء  عايزك تحكيلي عن ماضي عمار وازاى عمل الحاډثة دي 
كان بداخله الاف التساؤلات ولكن لم يشاء ان يتحدث بشأنها الان ليبدأ في سرد ماضي عمار منذ ان التقي بمرام إلى ذاك الحاډث الذي كان سببا في ترك حبيبته وتخليها عنه ليكمل حديثه  بس هي اتخلت عنه علشان مقدرش يمشي وكانت طمعانه في الفلوس 
لا لا كڈب كڈب هي متخلتش عنه  هكذا قالتها ياسمينا مقاطعه حديث شهاب ثم تابعت فاكر البنت اللي حكيت عنها هي نفسها حبيبة عمار انا متاكده من ده 
انتي بتقولي ايه بقولك هي رمت دبلتها في وشه وقالت انها مش بتحبه 
نهضت بفزع وقالت  لا يا شهاب والله انا متاكده انها هي والدليل هو امجد نصار 
صمت شهاب لتكمل ياسمينا  امجد بيه كان شريك بابا في المستشفى وقتها انا كنت هناك علشان مسافرة وشفت كل حاجه وقتها بابا قال ان عمار ممنوع يدخل المستشفى ودي اوامر من امجد بيه ولو هي نفذت الشرط هيسمح لهم يعالجوا صدقنى يا شهاب ده الي حصل وغير كده انا شفت امجد بيه بنفسي بيطلب يتكلم مع مرام بعد ما عرفت ان عمار مش هيقدر يمشى تاني انا متاكده ان فراق عمار ومرام السبب فيه امجد نصار 
مرر يده على وجهه ليهتف بعدها الكلام ده ممكن يقلب الدنيا عمار نفسه مش هيسمح انك تحطي امجد في دايرة شبهات
دي مش شبهات انا متاكده انه هو السبب انت مشفتش خۏفها عليه ولا لهفتها بقولك حطت المسډس في رأسي وهددت بابا يا شهاب صدقنى ارجوك 
مد شهاب يده واطبق على كفها قائلا انا مصدقك بس المتهم برئ حتى تثبت ادانته واحنا مش معانا دليل كافي 
يعني ايه قالتها پخوف 
ليكمل حديثه  محتاجين اثبتات اكتر علشان نكشفه واهم حاجه نخلي عنينا على مرام الفترة الجاية
هو انت تعرف هي فين  قالتها ياسمينا بتساؤل
ليهتف شهاب قائلا   مرام شغالة في شركة عمار وغير كده احنا مرقبين شركة عمار وحطين حراسة لمرام من غير ما تحس 
هتفت بعدم فهم  ليه كل ده 
وقف شهاب ينظر من نافذة مكتبه وقال واضح ان مرام عارفه سر كبير لدرجة انهم حاولوا ېقتلوها 
انت بتقول ايه! وحصل ازاى
وضع يده يمررها بشعره وقال  بعتوا واحد شركة عمار الجديدة و قدر يولع في المكان الي مرام فيه وقتها اتأكدنا انها هي المقصوده علشان كده بنحميها من بعيد
لمعت الدموع بعينيها حينما تذكرت الحفلة وقالت  دلوقتى عرفت ليه كانت پتبكي امبارح لانها شافت عمار بيخطب غيرها 
تقدم منها وقال  ياسمينا اهم حاجة تبعدي عن الموضوع ده وانا هتصرف انا كمان بعيد عن التحقيق بس بتابع من بعيد خلي بالك من نفسك امجد نصار طلع مش سهل 
نهضت من مجلسها وقالت  حاضر يا شهاب بس انا اتأخرت ولازم امشي يالا سلام
على الجانب الآخر 
جلس كريم خلف مكتب والده للمره الاولى بعد عودته من سفره لينظر إلى المكان بدون أي تعابير كأنه فاقد لذة الحياة لا يعرف سوي مرارتها إلا أنه ابتسم حينما طيب طرق عقله بعض من ذكريات الماضي لينهض من مجلسه ويتجه صوب النافذة وعينيه تتابع الجميع بالاسفل إلى أن رأى فتاة تحمل باقة وروده كبيرة وتعطي كل من وجدته وردة بيضاء 
رأي سعادتها وتلك الابتسامة الصافية التي لم تغادر وجهها 
وما ان غابت عن عينيه حتى ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه ليهتف قائلا  مچنونة رسمي 
بينما كانت سلمي بالخارج تبحث عن عمها إلى أن وجدته
 

 

117  118  119 

انت في الصفحة 118 من 304 صفحات