الخميس 12 ديسمبر 2024

سلسله الاقدار

انت في الصفحة 165 من 171 صفحات

موقع أيام نيوز


الهرب من بين براثن الحيرة التي تجلت في نبرته حين قال
خرجوا موضوعي ده من حديتكوا اني محدش يجدر يوجف جدامي لو فكرت اتچوزها 
تدخلت حلا بانفعال
لا يقدروا و يقدروا اوي كمان و هتلاقي بدل الراجل ألف يقفلك 
غلت الډماء في عروقه من تدخلها في الأمر أمام جده و عمار و خاصة انفعالها بتلك الطريقة فالټفت يناظرها بعينين مستعرتين و لهجة تشبههما 

اطلعي على اوضتك  
أوشكت على أن تعارضه فنهرها صارخا
يالاا
کسى الحرج معالمها و تعاظم الڠضب بداخلها فتراجعت للخلف و هرولت إلى الأعلى باكية فحسم عبد الحميد الموقف قائلا بجفاء
مش هكرر كلامي تاني الموضوع ده خولوص و انتهي مالناش طار مع ولاد الوزان بينا نسب و اتفاج مش هنجضده الحديت ده تحطوه علجه في ودنك منك ليه 
أنهى حديثه و توجه إلى غرفة مكتبه تاركا بركانا مشتعل يوشك على الانفجار في أي لحظة فتدخلت تهاني قائلة برفق وهي تربت بحنو علي كتف عمار
فكر بعجلك يا عمار يا ولدي بتنا و عايشة و متهنية مع چوزها نروحوا احنا نخرب عليها ليه الموضوع دا بين چوزها و اخوه احنا ملناش صالح بين 
هدأت كلماتها من روعه قليلا ولكنه لازال غاضبا فتحدث ياسين باتزان
أنا حاسس بيك و جوايا ڼار من الكلب اللي اسمه حازم دا بس عشان جنة هسكت متنساش أنها بتتعالج و اي ضغط هيجيب نتيجة عكسية معاها بلاش نبقي احنا كمان عبئ عليها كفاية اللي هي فيه 
لم يجيب فقط إيماءة بسيطة من رأسه قبل أن يتوجه إلى غرفته و ما أن غاب عن الأعين حتى تحدثت تهاني بتقريع 
مكنش له لزوم تهب في مرتك أكده يا ياسين جدر موجفها يا ابني البنيه دموعها مبتنشفش من وجت الي حصل ده و
أعصابها تعبانه خليك حنين و هادي عشان نعدوا الأزمة دي 
من دون أي شئ كانت عقارب الذنب تقرضه من الداخل ولكنه تجاهل ما يشعر به و قال بجفاء
مينفعش يا أمي لازم تتعلم متدخلش في كلام الرجالة و مينفعش تصغر جوزها كدا 
بالهداوة و واحده واحده مش في الوجت ده يالا اطلع راضيها 
لم يتراجع عن ما ينتويه لذا قال بفظاظة
مش وقته لما ارجع أنا خارج عن إذنك 
لم تتأثر ملامح سالم عدا عينيه التي قست وهو يحضر لدحر ما تبقي من كبرياءه حين قال بتهكم 
اها سعيد لا متقلقش ماهو خد جزاءه وعلى فكرة هو مستنيك بره أصله هيبقي شاهد على جوازك من لبنى 
تبلور الجنون بعينيه وهو يصيح كالممسوس
لا أنت مش هتعمل فيا كدا يا سالم عاقبني بأي حاجه إلا كدا أنا مش بقرون عشان اقبل اتجوز واحدة زي دي 
تقدم سالم يفك وثاقه وهو يقول ببرود ثلجي 
مالها دي مش أنت اللي ضيعت مستقبلها و على ذكر موضوع القرون دا بيتهيألي انك سبت جنة اللي هي مفروض مراتك تتجوز سليم عادي و محاولتش حتي تمنع دا !
صړخ بملئ صوته 
مين قالك اني محاولتش كل حاجه جت فجأة و الكلب دا كان مهددني  
هدأ صوته و قال من بين نحيبه
أبوس رجلك يا سالم متعملش فيا كدا أبوس رجلك ارحمني عاقبني بأي حاجه غير كدا 
تمزق نياط قلبه حين رآه يتذلل بتلك الطريقة المهينة فقد كان وجعه لا يطاق لذا قال بجفاء
موافق يا حازم مش هجوزك لبنى  
لم يصدق أذنيه حين سمع حديث أخاه و هب من مكانه يقول بلهفه 
بجد يا سالم مش هتعمل فيا كدا 
سالم بهدوء
بجد بس للأسف مش هقدر أقف جنبك لما يتقبض عليك پتهمة التعدي على بنت قاصر و هتك عرضها و شروع في قټلها 
حازم پذعر
بت بتقول ايه لا ما ماهو عدي 
قاطعه سالم بجفاء
ماهو عدي خرج عشان معملش حاجه 
أخذ نفسا قويا قبل أن يتابع 
أنا اتفقت مع أبوها تتجوزها بدل ما يبلغ عنك و الموضوع في إيدك دلوقتي يا الجواز يا السچن أو الإعدام و للأسف مش هقدر اعملك حاجه 
أخذ يهز برأسه يمينا و يسارا وهو يصيح بانفعال
لا لا لااااا
لم يتأثر سالم خارجيا بانهياره بل أخذ يناظره بجمود يخفي الكثير من الخزي و الأسف وفجاة تبدلت نظراته إلى أخرى حانقة وهو يراه يهرول إلى السکين الموضوع بجانب طبق الفاكهة وهو يقول بصړاخ
لا يا سالم مش هقبل باللي أنت عايز تعمله فيا أنا كنت ضحېة عداواتكوا مع الكلب ناجي مش هكون ضحيه تاني 
بدا جامدا لا يتأثر على عكس ما يدور بداخله من وحوش ضارية فقد كان يريد أن ېحطم رأسه حتى يريه ما يستحقه ولكنه تحدث بجمود 
دا خيار تالت مكنتش أحب أطرحه عليك بس أنت وفرت عليا و بالنسبة لينا أنت كدا كدا مېت مش هنحزن عليك أكتر ما حزنا هسيبك نص ساعه تقرر 
الټفت إلى الخارج تاركا حازم الذي كان مصعوقا من جفاءه و عدم تأثره بهذا الټهديد الأرعن 
اختزلت العالم فيك فأرجوك ألا تخذلني 
استكانت في براح صدره واضعة رأسها فوق قلبه الذي كان يهمس باسمها بين الدقة و الأخرى فكانت أشبه بسجين أطلق سراحه بعد أعوام قضاها حبيسا بين جدران مخاوفه وهواجسه ليعانق حريته أخيرا و يتلمس براح إنعتاقه بين جنبات صدره الدافئ الذي احتوى أنينها يريد التنعم بحضورها بعد عناء الغياب الذي كان لعدة أيام قضاها في الچحيم 
مشيتي ليه يا جنة
خرجت كلماته حزينة محملة بعتاب كبير لاقى صداه في قلبها الذي كان يئن وهي تجيب بلوعة
كنت خاېفة اوي أشوف في عنيك أي نظرة لوم كنت مړعوپة أنك ترجع سليم القاسې بتاع زمان  
لامس خۏفها من انتفاضة جسدها بجانبه فتحدث بنبرة محرورة
حكمتي عليا من غير ما
تديني فرصة
قاطعه صوتها الشجي وهي تنتحب قائلة
مكنتش هقدر اتحمل كان عندي المۏت أهون أنا كنت بټعذب في كل مرة كنت بتبصلي فيها باحتقار 
امتزجت عبراتها مع حزنه فاقترب ناثرا اعتذاره على جبينها فأخلت سبيل مخاوفها التي جاءت بين نهنهاتها المتقطعة
كلامك كان ب كنت بتمني المۏت في الدقيقة انا منستش يا سليم لسه الۏجع جوايا كنت بحاول أنساه بيك كنت بترمي في عشان دا المكان الوحيد اللي كنت بهرب فيه من كل خۏفي و ألمي مكنتش هقدر اتحمل نظرة واحدة منك ترجعني للعذاب دا تاني 
خطت بأجاج كلماتها على جراحه الغائرة فاحتدمت و تأجحت ليزداد ألمه أضعافا مما جعله يشدد من احتوائها وهو يقول بأسى
في حاجات أنت متعرفيهاش يا جنة أنا كنت بټعذب أضعاف ما پتتعذبي أنا كنت ببعدك عني بالكلام دا كنت بقولهولك عشان اسمعه لنفسي و أحاول أهرب من مشاعري ناحيتك  
صمت لثوان يسترد أنفاسه الهاربه من براثن ألمه العظيم ثم أردف بنبرة موقدة
أنت اقټحمتي قلبي وحياتي ڠصب عني حاولت بكل الطرق ارفضك مكنتش عارف  
رفعت رأسها تناظره بأعين التمعت بهم نجوم الحب فتابع بعشق انبثق من عينيه و أنساب من بين شفتيه 
كنت نقطة ضعفي أنا للي عمري ما عرفت يعني ايه ضعف 
لامست كلماته قلبها الذي تأجج بداخلها يشكو له چرحا لازال نازفا
بس أنا كنت بتوجع يا سليم كنت بتوجع اوي 
امتدت يديه تحتوي وجهها وهو يقترب منها هامسا أمام عينيها بندم 
أنا عارف إني غلطت في حقك كتير بس كان ڠصب عني  
سقطت عبراتها على كفوفه المحتضنة وجهها و أجابته بخفوت
عارفة و خفت المرادي بردو يكون ڠصب عنك  
لم يعد يحتمل ندوب الماضي ولا آلام الحاضر فنفض عنه آثار الذنب وهو يقول بخشونة
انسي انسي كل اللي حصل و اوعي تفكري فيه أنا عمري ما هظلمك ولا هوجعك أبدا
سحب أنفاسها إلى داخله لتطيب بها ألامه قبل أن يتابع بلهجة محترقة 
أنت روحي لا ينفع أعيش من غيرك ولاينفع أعيش بعيد عنك 
لونت ثغرها التوتي بسمة هادئة سرعان ما انمحت واسدل القلق ستائره على صفحة وجهها و تجلى في نبرته حين قالت 
طب هنعمل ايه دلوقتي بعد رجوع 
قاطعها بقسۏة 
اللي حصل دا مش هيغير
حاجه في حياتنا رجوعه من عدمه واحد أنا دفنت أخويا مرة و انتهت 
تفاجئت من قسوته فهمست بخفوت 
طب ومحمود 
ميستاهلوش محمود ابني أنا و أنت  
كانت لهجته قاطعه ولكنها لم تستطيع إلا أن ان تطمئن فاستفهمت على استحياء 
طب و ممتك 
سليم بنفاذ صبر
هي حرة في موقفها منه لكن عمرها ما هتقدر تأثر عليا ولا حتى هتحاول و اقفلي عالموضوع دا 
عاندت بتوسل 
سليم 
قاطعها بصرامة 
جنة خلاص  
طيب 
غير دفة الحديث قبل أن يتشعب أكثر و قال بخشونة 
أنا كلمت الدكتور بتاعك و قالي لو حابين نكمل جلسات هنا في القاهرة هو هيتابع معانا لأن أصلا شغله الأساسي هنا ولو حابة نكمل هناك مفيش مشكلة 
تعلم طريقته في مراضاتها و أيضا راق لها أنه من بين كل ما يحدث لم يغفل عن أي شيء يخصها فهمست بخفوت 
أنت عايز ايه 
أنا عايزك تكوني مرتاحة اللي هيريحك هعمله 
كم هو رائع هذا الرجل دلاله و عشقه و حنانه كل شيء به كان له مذاقه الخاص فقد كان نموذجا مثاليا للجبر بعد طول الصبر 
طب و راحتك أنت
استفهمت بدلال فأجابها بلهجته الخشنة التي تترك بصماتها علي قلبها العاشق 
راحتي أنك تكوني جنبي و معايا على طول 
استرد أنفاسه من أنفاسها قبل أن
يأسرها بين جنبات صدره و كأنه يتأكد من أن وجودها لم يكن حلما بل واقع يعيشه و يتمتع به ثم أردف بلوعة 
متتصوريش غيابك اليومين اللي فاتوا عمل فيا ايه يا جنة 
مسدت خصلات شعره
وهي تجيبه بحنو 
حقك عليا 
أطلق العنان لضعفه في الظهور على السطح فهمس بنبرة مخټنقة 
أول مرة في حياتي أحس إني انكسرت  
جملته كانت كالسهم المشتعل بنيران الذنب التي اخترقت قلبها فهاج مټألما فتراجعت عنه بلهفة تنظر إلى داخل عينيه بأسى تضمن كلماتها المتلهفة 
بعد الشړ عنك حقك عليا يا سليم أنا آسفة والله 
بكت بقوة فتناثرت عبراتها على قلبه كالجمرات فأخذ يمحي دموعها بأنامله الحانية قبل أن يقول بوعيد 
مش قلنا بلاش دموع ولا فاكرة أنك كدا بتثبتيني 
راقت لها نظراته و سرعان ما حل الشغف محل الأسى فقالت بدلال
بحاول 
اقترب يداعب أرنبة أنفها وهو يقول بعبث 
لا معلش أنا ليا حق عندك وسليم الوزان مابيسبش حقه أبدا 
يعني ايه أن شاء الله
الأخرى أخذت تنحي خصلاتها الثائرة خلف أذنها وهو يقول هامسا 
اومال أنت فاكرة أنك هتضحكي عليا بالكلمتين دول 
طب اضحك عليك بكام كلمة 
دكنت نظراته المسلطة على حسنها و ازدادت نبضاته پجنون بها فهمس 
قربي وأنا هقولك 
تراجعت لإنشات قليلة قائلة بخجل 
سليم بطل بقى 
خجلها ضاعف من حسنها مرة و من عشرة فقال بنبرة  
أحبك وأنت مكسوف كدا 
غادرت يديها عنقه و خبئت بها
 

164  165  166 

انت في الصفحة 165 من 171 صفحات