سلسله الاقدار
و خۏفك من اللي جاي بس هروبك مش حل دا بيزود المشكلة اكتر
همست بيأس
طب اعمل ايه انا كل حياتي اڼهارت و اټدمرت
سالم بخشونة
هتنهار لو أنت سمحتي بدا
اجتاحت عينيها موجة من التساؤلات فعقب قائلا
أنت عارفه حالة سليم عاملة ازاي دلوقتي
كيف لا تعلم حال ذلك الذي سكن قلبها و استحوذ علي وجدانها فقد كانت أكثر من يشعر به ولكن موجة من الضياع جرفتها فلم يعد عقلها يعمل كل ما كان يدور بمخيلتها أنها أصبحت بلمح البصر زوجة لرجلين
طب يرضيك حالته دي
كان استفهاما يحوي عتابا قاسېا علي قلبها ولكنه لم يتيح لها الفرصة للرد إذ تابع قائلا
انا كان ممكن أقوله علي مكانك بس حبيت اتكلم معاك الاول
رفعت رأسها دلالة علي انصاتها الي ما يريد قوله فقال ويديه تجذبانها الي السيارة حتي يقيها هي و الصغير من هذا البرد القارس
بالفعل اطاعته حتي استقرت الي جانبه في السيارة التي أدارها ليصل الي أحد المحلات التي تصنع المشروبات الساخنة و قام بطلب كوب من الشيكولاته الدافئة التي أخبرته فرح يوما بأنها تحبها و ناولها الكوب حتي يدفئ جوفها و انتظر أن تهدأ قليلا قبل أن يقول مشددا علي كل حرف يخرج من بين
أوشكت علي الرد فاوقفها بحركة من يده حين تابع بصرامة
هخلص كلامي و قولي اللي أنت عيزاه بعدها
اومأت بالإيجاب فتابع بلهجة اهدأ قليلا
بخصوص الوضع اللي أنت فيه دا فأتأكدي ان محدش هيقدر يفرض عليك حاجه و اللي أنت عيزاه بس هو اللي هيحصل
تقصد ايه
سالم بحزم
اقصد انك مسئوليتي انا من النهاردة أنت و ابنك و كذلك حازم و سليم شوفي ايه اللي هيريحك وانا معاكي فيه واوعي تخافي من حد وانا موجود سمعاني
لا تنكر شعور الراحة الذي تسرب الي قلبها جراء كلماته فهمست بامتنان
انا مش عارفه اشكرك ازاي
سالم مقاطعا
متشكرنيش و متكرريش اللي عملتيه النهاردة تاني الهروب عمره ما كان حل بالعكس دا هيضرك و هيضر اللي حواليكي
انا عارفه انكوا اكيد قلقتوا عليا و أكيد فرح اټجننت انا كان نفسي تكون جنبي و اترمي في كان نفسي اخدها هي و محمود و اهرب لبعيد
تحفزت خلاياه من حديثها و قاطعها بحدة
فرح دي ملكية خاصة مينفعش تتحرك خطوة واحدة بعيد عني
لاحت ابتسامة باهتة علي من حديثه عن شقيقتها و همست بخفوت
اي حب الذي يمكن أن يصف ما بينهم أنه تخطي حتي شيء أشبه بالهوس يجعل شوقه لها لا ينضب ابدا بل كلما اقترب منها يتعاظم الشوق بداخله أكثر فلا يستطيع الابتعاد عنها أبدا
عارف فرح دي تميمة الحظ بتاعتي
هكذا خرجت الكلمات من جوفه محملة بأشواق عاتية لوجودها بجانبه و خلق لها فقط
ربنا يخليكوا لبعض
هكذا همست حين شاهدت تبدل ملامحه وهو يتحدث عنها و نظراته التي رقت ولكن تبدلت لهجته ما أن لاحظ تغيير مسار الحديث فأعاد الدفة الي الموضوع الأساسي مرة أخرى حين قال بخشونة
قرري أنت عايزة ايه وعرفيني
لم تستطيع منع نفسها حين قالت بلهفة
طب طب انا ممكن اطلب طلب
اطلبي
تحشرجت نبرتها وهي تقول
انا محتاجه اقعد لوحدي شويه مش قادرة اتواجه مع حد ولا أتكلم حتي
لم تكن تعرف كيف تصيغ كلماتها ولكنه فطن ما تريده فقال باختصار وهو ينطلق بسيارته
زي ما تحبي
لم يكن يحتمل حتي النفس الذي يبقيه علي قيد الحياة و ود لو يتوقف قلبه عن النبض يعلن نهايه حياته و ألمه الذي جعله يقف بتلك البقعة النائية في أرضهم وهو يبكي
كطفل صغير ضاع عن والدته و الحقيقة أنه لم يكن بكاء بل كان نحيبا وسط نهنهات قويه تردد صداها المنقبض وكأن العالم كله يرسو فوقه
اختار تلك البقعة المعزولة يبكي امرأة لم يتردد في إعطائها قلبه الذي قدمته قربانا لشياطين الچحيم بخيانتها !
تلك الكلمة تقسم قلبه إلى نصفين كيف لملاكا مثلها أن يفعل ذلك إن لم يكن رآها بعينه لم يكن يصدق بل لم يكن يتردد في إفراغ طلقات سلاحھ علي من يخبره عنها امرا كهذا
كم من التساؤلات تدور في فلك عقله الذي كاد أن يجن كلما تذكر مشهدها بين ذراعيه حتي أنها لم تكذب ما حدث ! لم تكن تملك إجابة بل تركت له نفسها ليزهق روحها بيديه دون مقاومة منها !
صړخة قويه شقت جوفه تعبر عن الۏجع الكامن الذي أخذ عليه بقوة حتي يوقف سيل و ذلك الألم الذي سيقضي عليه حتما
ضاق ذرعا بهاتفه الذي أخذ يرن و يرن دون توقف وقد ظن انها والدته فقام بالتقاطه ليجيب بنفاذ صبر
عايزه ايه مني يا ماما
الكلب اللي اسمه حازم لساته عايش يا ياسين !
اخترقت جملته أذن ياسين الذي صمت لثوان من تأثير الصدمة ثم هدر باستنكار
انت اټجننت يا عمار حازم مين اللي لسه عايش
عمار بحدة
انهالت الصدمات علي مسامعه فلم يكد يستوعب ما حدث حتي أضاء عقله بفكرة فوثب واقفا و قد تعالت أنفاسه و أخذ يدور حول نفسه واضعا يده الحرة فوق جبهته ثم قال صارخا وهو يقاطع حديث عمار الذي أخذ يسرد ما سمعه من مكالمة طارق و مروان
تعرف توصفلي شكله طوله عرضه هيئته !
عمار باندهاش
ايه اللي عتجوله ده اوصفلك ايه هو أني بجولك چايبلك عروسه ولا اي
لم يتمالك نفسه فصړخ پعنف
مش وقت سخافتك يا عمار بقولك اوصفهولي
اطاعه عمار و أخذ يصف له هيئة حازم و قد كانت الحروف وكأنها ټحرق و علا هدير أنفاسه أكثر و تقاذف الدمع من عينيه وهو يهمس بينه وبين نفسه
حلا مش خاينه مش خاينه
لم ينتظر أكثر انما اغلق الهاتف بوجه عمار و أخذ يهرول الي المنزل ليقر عينيه برؤيتها و ليطلب منها الصفح حتي وإن كلفه الأمر أن يتوسل لها أن تسامحه و أخذ يردد عبارات الحمد أن والدته تدخلت في الوقت المناسب لمنعه من اقتراف جرمه العظيم بحقها فو لم تتدخل و أزهقت روحها بين يديه لم يكن يكفيه حتي و إن نفسه بدل المرة ألف
اقتحم المنزل فوجد والدته تجلس بتعب تستند برأسها فوق كفها وهي متجهمة فصاح من بين أنفاسه اللاهثة
حلا فين
هبت تهاني من مقعدها پخوف تجلي في نبرتها حين قالت
عايز اي منيها بجولك ايه يا ياسين
قاطعها بلهفه
عايز اعتذر لها يا ماما انا ظلمتها ظلم كبير اوي وهي معملتش حاجه
صاعقة اصابت تهاني التي علي وهي تولول
يا مري هو انت عرفت
أثارت فعلتها حفيظته فتحدث بترقب
عرفت ايه ماما حلا حكتلك حاجه
لم يكن أمامها بد من من مصارحته حين اخذت تقص عليه ما أخبرتها به حلا و أنهت حديثها محذرة
يكون في علمك اني مش هجبل اني اخسرك زي ما خسړت اخوك ابعد
عن الموضوع ده واني اتفجت معاها جعادها اهنه معاك جصاد انك تبعد عن المچرم ده
اللي معاك دا كان حازم صح
هكذا استفهم پغضب و ترقب فهبت من مخدعها بجزع وبلهفه اضرمت التوتر بكلماتها حين قالت نافية
لا لا مش حازم
لهفتها و نفيها السريع لم يكونا سوي مرآة أظهرت كذبها الذي أضاف نيران آخري غاضبة الي نيران ذنبه العظيم تجاهها
مستغربتيش سؤالي يعني ! مش حازم دا مفروض مېت ولا ايه
تبلور الألم معانقا الخۏف بمقلتيها التي ذرفت مياهها بغزارة دون أن تملك بداخلها أي كلمات لتجيبه فاقترب خطوتين قبل أن يقول بجفاء
كنت هتسبيني امۏتك في أيدي عشان تحميه مش كدا
تجاهلت منحني الرد و التفتت مولية ظهرها لنظرات قاسېة تخشي ما يكمن خلفها فهدر پعنف
كنت هتضحي بحياتك و تحرميني منك العمر كله عشان كلب زي دا
ايوا و عندي استعداد لحد دلوقتي أضحي بنفسي عشانه
هكذا صاحت بقوة وهي تلتفت تناظره بعينين تحويان التوسل الذي لم يلاقي صدي بداخله بل قست نظراته و شابهتها لهجته حين قال
علي الرغم من أنه ضحي بيكوا و مفرقتوش معاه لا ومش كده وبس ! دا حط ايده في ايد عدوكم عشان يدمركم
تعلم أنها الحقيقة المرة ولكنها لم تملك سوي النفي لا تعلم إذا كان حماية لشقيقها العاق ام انقاذا لما تبقي لها من ماء الوجه أمامه لذا صړخت بحدة
محصلش محدش يعرف ايه اللي حصل معاه طول الفترة دي
اغضبه دفاعها عنه و تحدي نظراتها أمامه فبصق الكلمات بوجهها
طب اعرفي بقي البيه اخوكي هرب و عمل مېت بعد ما اغت صب بنت قاصر و سابها بين الحيا و المۏت
أصابتها كلماته كسهم نافذ اخترق قلبها و خاصة حين تذكرت كلمات شقيقها بأنه لم يكن في وعيه و أنه شعر بالخۏف عليهم لذا هرب !
كل خلية بها تشتهي الاڼهيار ولكنها لم تعتد علي ذلك فاستجمعت كل ما تملك من ثبات خلت منه لهجتها حين قالت
كل دا كلام مش عليه دليل وأنا مش ظالمه
عشان احكم من غير ما اسمع منه
قاطعها بانفعال
تسمعي ! أنت مجنونه فكراني هسيبك تعرفي الكلب دا تاني
تعلم كم أن الحق في صفه ولكنها كانت يائسة بقلب محترق و عقل ممزق جعلها تقول بصړاخ
هتمنعني عن اهلي يعني
ضړب الجنون عقله فصاح بانفعال
ايوا همنعك
ولو سمعت كلامك هتبعد عنه و مش تأذيه
هكذا تحدثت پقهر قابله الڠضب والقسۏة من قبالته حين قال
انا مش بس هأذيه انا هفرمه تحت رجلي
دق قلبها پعنف حتي آلمتها دقاته و انفطر قلبها خوفا من تلك القسۏة التي تنبثق من عينيه و كلماته فاستخدمت آخر ما بيدها من حيل حين قالت بجمود
لو فعلا ناوي علي كده يبقي مش هعيش معاك لحظة واحدة
الباب يفوت جمل !
باغتتها قسوته خاصة أنه لم يفكر للحظة و كأنها لا تساوي شيئا بالنسبة إليه فأصاب كبريائها في مقټل فتولد العنفوان واستملك مكان لتقول بجمود
تمام يا ياسين بس اعمل حسابك اني لو خرجت من
البيت دا مش هرجع تاني ابدا لو عملت ايه
اخترقت كلماتها محدثه آلام عظيمة تغلب عليها عناد أهوج فقال بلهجة قاطعه
مش هعمل يا حلا
اومأت بصمت وهي تتوجه الي المرحاض لتتركه خلفها يتلظى
بنيران الڠضب و الذنب فقد كان ذاهبا لإسترضائها كيف وصل معها الي تلك النهاية
لم يتمالك نفسه وقام بالتوجه الي المرحاض ليدفع الباب پعنف فوجدها تجلس باكيه علي جدار حوض الإستحمام فجذبها بقوة حتى أوشكت