الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عش العراب بقلم سعاد محمد سلامة

انت في الصفحة 36 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


تانيه فى الدنيا حتى لو عشت من غير ولاد عمرى كله 
تبسمت زهرت بنصر وهى تحتضن رباح قائلهلأ الدكتوره قالتلى إنى كويسه والإچهاض مأثرش علي الرحم وممكن بسهوله أحبل تانىنفسى فى ولد يكون بحنيتك عليا 
شعر رباح بغشاوه تجتاح عيناه حاول مقاومتها هى وذالك الالم الذى يشتد مع الوقت تراخت رأسه على كتف زهرت التى شعرت بذالك وتبسمت قائله 

شكلك الصداع تاعبك خلينى أجيبلك حبايه من الدوا خدها ونام هتصحى كويس أكيد ده بسبب إرهاقك فى الشغل قماح إتصاب فى وقت ھجمة الشغل فى الشون والشغل مله بقى مرمى عليك بس إياكش بعد ده كله يقدروا تعبك شويه 
رغم آلم رأس رباح لكن إمتثل لقولها شعر بضعف حين تسحبت من بين يديهوكاد يسقط برأسه على الفراش لكن تماسك بوهن يغتاظ من ذالك الصداع 
عادت زهرت له بذالك الدواء وأعطت له حبتين قائلهخدلك قرصين أهم يساعدوك على الراحه بسرعه 
بالفعل أخذ منها الحبتين وإبتلعهما دون رشفة مياه وإرتمى بجسده يتمدد فوق الفراش مغمض العينين 
تبسمت زهرت بداخلهارباح الآن طوع يدها لو طلبت منه أى شئ سيفعلهوبالفعل قالت له رباح إنت نمت ولا أيه
رد رباحلأ بس حاسس بدوخه من الصداعدلوقتي يروح 
تبسمت زهرت وقالتكنت عاوزه أطلب منك طلب بس شكلك تعبان خليه
لبعدين أهم حاجه ربنا يشفيك من الصداع ده 
رد رباحأطلبى يا زهرتى 
تبسمت زهرت وقالتأنت عارف إن بابا عيان بصدره وكنت حاجزه له عند دكتور صدر شاطر وكنت هاخده ونروح لهبس الحجه هدايه منعتنى من الخروج من الدار بعد كده غير بإذنها وأنت عارفنى مش بحب المشاكلبس هى مش بتشطر غير عليا وأهو أنت شايف بعنيكعمك ومراته وبناتهإمبارح سابوا الدار والليله رجعوا تانى بمزاجه ملازم يكون لك كلمه قدامهاأنا مراتك إنت وإنت اللى تحكم عليا مش هى 
رد رباح تمام يا روحى بعد كده لما تحبى تخرجى وهى رفضت إتصلى عليا 
تبسمت زهرت بظفر قائلهوانا كنت هخرج أروح فينكنت هتفسح ولا هعمل شوبينجأنا كنت هاخد بابا المړيض للدكتور يمكن يجعل الشفا على إيدهوكمان فى حاجه كنت عاوزه أطلبها منك بس مكسوفه 
رد رباح بأستفسار مفيش بينا كسوف وقولى عاوزه أيه 
ردت زهرتكنت عاوزه مبلغ كده لزوم علاج بابا بفكر أدخله مستشفى خاصه يهتموا شويه بعلاجهانت عارف حالته الماديهوحماد مش مخلى عن يدهكل مرتبه ضايع على علاح بابا 
رد رباحوده سبب لكسوفكقد أيه المبلغ اللى عاوزاه عشان المستشفى دى 
ردت زهرتمعرفش لسهأنا قولت أقولك قبل ما أدخله للمستشفى 
رد رباحبسيطه هكتبلك شيك بمبلغ حطيه فى حسابات المستشفى وإن أحتاجتى أكتر متنكسفيش تطلبى منى حاجهفى النهايه باباكى جوز عمتي 
تبسمت زهرت وآتت بدفتر الشيكات الخاص ب رباح وأعطته له قائلهبلاش تفقط المبلغ سيبه مفتوح أمضى بس عالشيكوكمان الورقه دى إيصال ضمان أنا جيبته من المستشفى إن بابا يدخل المستشفى على حسابك الخاص 
بالفعل قام رباح بالأمضاء على الشيك كذالك الإيصال دون حتى قرأة محتواهوبعد ذالك شعر بنعاس إستسلم له قصرا
بينما تبسمت زهرت بظفر وقالت بفحيح
الشيك ده و
وصل الأمانه اللى مضيت عليهمبكده أبقى ضمنت أطلع من عيلة العراب بمبلغ محترم يقهرهم 
بعد مرور أسبوع 
بمنزل نظيم 
صباح
تبسمت والداته تقرأ الماعوذتين من ثم قالت 
النهارده أول يوم فى الدراسهكل سنه وأنت طيب 
تبسم نظيم يقول وأنتى طيبه يا ماما أمال فين لدوغه مش هتروح الجامعه ولا أيه 
ردت التى آتت من خلفه قائله ولا أيه طبعا النهارده أول يوم فى العوده للجامعه لازمن أروح أقابل أصحابى 
تبسم نظيم قائلا بتريقه أثحابى مش عارف ليه يارب يوم ما رزقتنى بأخت طلعت لدغهمعظم اللى بيبقوا عندهم لدغه بتبقى فى حرف الراء إنما إنتى لدغه فى حرف السين والصاد 
ردت سميحه بتفاخر عشان تعرف إنى متميزه حتى فى اللدغه بالك العظماء هما اللى عندهم اللدغه بتاعتى عندك محمد عبد الوهاب كان ألدغ زيي كده هما المبدعين كده لازم يكون عندهم شئ يتميزوا بيه 
ضحكت والداتها قائله المبدعين والمتميزين دول إنتى مش منهم أنتى فاشله بإمتياز ونصابه 
ضحك نظيم قائلا الست إستير جابت طقم الفخار اللى انتى بيعتيه لها كله مشرخ وبيشر ميه يا بنتى أنتى طالما هاويه صناعة فخار روحى أى مركز تعليمى 
ردت فتحتيه يا بنى هى مش هاويه ولا عندها حتى
موهبه هى عاوزه تنصب عالناس فى فلوس وخلاص وإستير الغلبانه الوحيده اللى كل مره توقع فى فخها وتشترى منها بالك اللى بيشتري منها مره مش بيشترى تاني مفيش غير استير معرفش زى ما يكون ساحره لها 
تبسم نظيم يقول لأ مش ساحره لها ياماما إستير پتخاف منها خاېفه تبلغ عنها أنها حفيدة إستير بولانسكى اليهوديه اللى كانت فى مسلسل رأفت الهجان 
ضحكت سميحه قائله فعلا هى إسمها إستير بولس ناقص لانسكى أنا مش عارفه أيه الناقص بصراحه بحاول أطور من نفسى هو العيب عندى فى الفينشج 
ضحكت فتحيه قائله العيب من البدايه مش فى الفنشينج زى ما بتقولى أنتى بسبب الفخار ده طفشتى برج الحمام اللى كان عندنا 
ردت سميحه كل همك الحمام ما هو اللى طفس وكان بينقر فى الفخاريات اللى بصنعها يعنى أقول للزباين أيه فازه بمنقار الحمام وبعدين إحمدى ربنا إن الحمام طفش أصلا ربنا رايد متاكليش شئ من حرام 
ضحك نظيم يقول وأيه هو الحړام ده بقى يا لدوغه 
ردت سميحه بثقه مش الحمام بياكل من الغيطان وكمان بياكل من عالاسطح بتاعة الناسده مش سرقه 
عقل نظيم حديث سميحه فى رأسه وقال تصدقى ياماما صح كلام لدوغه أنا لما كنت بشتغل فى الشونه كنت أوقات بصفر أطير الحمام والعصافير ربنا يعوض عليكى يا ماما 
ضحكت فتحيه قائله يارب يلا أقعدوا ا أفطروا قبل الأكل ما يبرد وبعدها توكلوا على الله 
تبسموا لها وجلسوا أرضا حول منضده صغيره يتناولون طعام الفطور بمشاغبه بين نظيم وسميحه وبسمة فتحيه عليهم 
بعد قليل نهض نظيم يقول الحمد لله شبعت ألحق بقى أروح الجامعه عندى المحاضره الأولى أدعيلى ياماما 
قال هذا وإنحنى يقبل رأس فتحيه 
نهضت سميحه هى الاخرى تتحدث والطعام بفمها وأنا كمان خدنى فى سكتك وصلنى لجامعتى حتى أتفشخر قدام صحابى إن أخويا عنده عربيه وكمان أذل الواد كيرلوس اللى مفكر الموتوسيكل بتاعه ده طياره نفاثه 
تبسمت فتحيه قائله طب إبلعى الاكل الاول وبعدها إبقى أتكلمى وماله
موتوسيكل كيرلوس مش كتر خيره أوقات لما كنتى بتتأخرى فى الجامعه بتتصلى عليه يجى ياخدك عمره أتأخر عنك 
ردت سميحه أنا ندله وقررت أتغر وأتكبر عليه بعربية نظيم وبعدين خليه هو فى مذاكرته السنه دى عنده شهاده وبعدين كفايه رافض يأسلم زى عمر الشريف عشان يتجوزنىوبيقول مش عاوز لدوغه 
ضحك نظيم قائلا يعنى العيب فى اللدغه بسيطه نقطع الحته الزايده فى لسانك يمكن يرضى 
ردت فتحيه والله لو قطعت لسانها كله هتفضل لدغه وكفايه رغى يا نظيم دى ما بتصدق حد يسحبها للرغى هتتأخر وأنتى خدى العيش بتاع إستير معاكى فوتيه على نسيم فى البقاله 
تبسم نظيم يقول العيش البنى بتاع إستير والله إستير دى هتدخل الجنه بسبب مقالبك فيها زمانها بتقول كان يوم أسود يوم ما ولدت ماما فيكى 
تبسمت فتحيه تقول لأ دى بتحبها جوى 
تبسمت سميحه بدلال قائله أنا لذيذه وأتحب أصلا 
تبسم نظيم يقول أحب أنا البنات الواثقه فى نفسها دى يلا يا لدوغتى الصغيره عشان الوقت بلاش
أتأخر كده أول يوم دراسه 
غادر الإثنان وتركا فتحيه تنظر فى أثرهما مبتسمه تنهدت براحه هذان الإثنان تعبا مثلها لاتنسى هذه الصغيره التى كانت تحبي وقت ۏفاة والدها هاهى الآن كبرت وأصبحت شابه مرحه حقا ليست متفوقه بالدراسه لكن لديها هدف بحياتها تريد بناء شخصيه خاصه بها 
أمام تلك البقاله 
مثل كل يوم منذ أسبوع يأتى صباح يتمنى أن يصادفه الحظ ويراها مره أخرى يفكر أن يذهب يسأل عليها ذالك البائع لكن كان يتراجع بآخر لحظه فماذا سيقول له إذا سأله لماذا تسأل عنها
لكن ربما يرأف لحاله القدر اليوم 
ها هى تنزل من تلك السياره تحمل بيدها شنطه منزليه متوسطه وتدخل الى محل البقاله مبتسمه لم تنتظر كثيرا بسبب زامور تلك السياره التى ترجلت منها قبل دقيقه يبدوا أنه يقوم بإستعجالها بالفعل عادت لكن 
كادت أن تصتدم بتلك الدراجه الناريه لكن تفادها سائق تلك الدراجه مبتسما
نظرت له سميحه قائله جرى أيه يا كيرلوس جواز ومش عاوز تحوزنى ورضينا بيها لكن كمان عاوز تخبطنى بالموتوسيكل بتاعك وأبقى مكسحه وتوقف حالى 
تبسم كيرلوس لها قائلا صباح الخير يا لدوغه كويس إنى قابلتك ماما باعته ليكى السندوتشات دى
وبتقولك فين العيش البنى مش خبزتوا إمبارح
ردت سميحه العيش مع عم نسيم وهات السندوتشات بس أيه إنت مش رايح المدرسه ولا أيه 
رد كيرلوس مدرسة ايه أنا فى ثانويه عامه بناخدها دلوقتي من منازلهم مش بنروح المدرسه الأ مرتينمره نكتب الأستماراتوأيام والامتحانات أدعيلى من قلبك نفسى أبقى زى نظيم وأدخل حاسبات ومعلومات وأبقى مبرمج وأخترق الشبكات العالميه 
تبسمت

سميحه ربنا يحققلك أملك هات السندوتشات وخلينى أروح ل نظيم قبل ما يسيبنى وامشى ووقتها نفيش غيرك توصلنى 
تبسم كيرلوس لأ بالسلامه يا لدوغه 
تبسمت له وعادت الى سيارة نظيم 
بينما محمد تعجب هذا كيرلوس التى تحدثت عنه أنه فتى صبى يبدوا بوضوح بالكاد أكمل السادسه عشر من عمره لكن هى قالت عنه أبو عيون إزاز عيناه عاديه لكن يرتدى نظارات نظر فهم قصدها العيون الزجاج هى تلك النظارات تبسم محمد فتلك اللدغه تبدوا عشريه وتحب المرح لكن من الذى ركبت معه السياره لم يفكر كثيرا وسار خلف السياره يرى الى أين تذهب 
توقفت السياره أمام إحدى الجامعات ترجلت سميحه من السياره وألقت قبله فى الهواء لمن كان معها بالسياره شعر محمد بإنزعاج من ذالك أيكون لديها حبيب او خطيب 
سأل محمد نفسه لماذا إنزعجت من ذالك أنت رأيتها مره واحده فقط وأثرت على عقلك أصبحت طوال الاسبوع المنصرم تأتى الى ذالك المكان يوميا تنتظر رؤيتها أليست هذه حماقه منك 
جاوب عقله بل هذا قمة الحماقه عليك الأنتباه لنفسك قبل أن تسير بطريق لا تعلم بدايته من نهايته 
بجامعة هدى 
بأحد المدرجات 
كانت هدى تجلس جوار صديقتها فوق أحد المدرجات ظهرها لمقدمة المدرج كانتا تتحدثان بمرح مع بعض زملائهم يتحاورون عن ما فعلوه بالأجازه الصيفيه وكيف قضوها بين مرح وعمل ولهو والبعض منهم فى أخذ بعض الدورات تساعده فى إتقان البرمجه تنبهوا حين دخل ذالك المدرس الجديد وأعتدلوا فى أماكنهم لكن هدى مازالت تعطى ظهرها له 
تحدثت زميلتها لها پصدمه هو بصى كده! 
إستدارت هدى واقفه تنظر أمامها إنصدمت هى الأخرى حين رأت نظيم 
الذى وقع بصره عليها تبسم بداخله لكن أخفى ذالك قائلا 
معاكم دكتور نظيم بهنسى هكون معاكم إنشاء الله السنه دى تقدروا تعتبرونى أخوكم
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 81 صفحات