الام المسكينة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بمسافة صغيرة أغمى عليها في نص الشارع..
الناس بدأت تجري عليها ورفعوها مع بعض وأخدوها على بيتها..
في بيت أهل دنيا..
كان فريد قاعد وسط أهل مراته بيضحك ويهزر مع كل اللي حواليه..
أبو دنيا وأمها وأخواتها وصوتهم عالي جايب لآخر الشارع.
فريد بيبص على دنيا مراته بيكلمها.
_ أنا هروح أسلم على أمي واخواتي يا دنيا بالليل هسلم عليهم قبل ما أسافر.
_ نعم يا فريد .. أمك واخواتك مين دول اللي تسلم عليهم ..تروح لهم ازاي وهما عارفين إني ولدت وعارفين انك هنا ومفيش حد فيهم فكر ييجي يقول لك مبروك أول طفل ليك.
_ أكيد ميعرفوش يا دنيا.
دنيا بتوسع عينها وتبص له پغضب
_ لا عارفين يا فريد .. الست جارتهم كانت هنا الصبح و دي بتحكي لهم عن كل حاجة
دنيا بتزعق فيه پغضب
_ فرررريد .. اسمع الكلام دول ناس استغلاليين .. عايزين يستغلوا فلوسك عايزينك تصرف عليهم
_ متقوليش كده يا دنيا دول أهلي.
_ ما تسمع الكلام يا فريد بلا أهلي بلا زمالك .. ولا انت عايز ټعصبني والعصبية دي خطړ على ابنك.
_ لا لا لا .. ولا تتعصبي ولا حاجة .. أنا هقوم أجهز شنطتي أحسن
في بيت عايدة كان ولادها حواليها بيفوقوها هشام وخالد وسهيلة..
هشام كان في أواخرالعشرينات من عمرمه وكان متعصب خالص وحاسس إن أمه راحت هناك واتعرضت لكلام سخيف..
سهيلة في منتصف العشرينات وكل همها إن أمها تفوق.
وخالد طالب في ثانوية مش عايز غير شوية هدوء في البيت علشان يعرف يركز ومش فارق معاه حاجة.
_ يا حبيبتي يا ماما .. الحمد لله انك بخير
عايدة عيونها بتذرف دموع كتير وهي ساكتة وبتهرب من عين هشام
_ قومي يا ماما قومي
عايدة بتبص على هشام .. بتتمنى إنه ما يعاتبها ع اللي هي عملته ولا يسألها كنتي فين
_ انتي مش عايزة تبصي عليا ليه يا ماما هو انا زعلتك في حاجة
_ أومال مش عايزة تبصي لي ليه
عايدة مش بتتكلم
_ تمام يا ماما أنا كده فهمت .. علشان أنا أكتر حد حافظك في البيت كله وأكيد انتي روحتي عند زفتة الطين اللي اسمها دنيا دي علشان تشوفي الدلدول ابنك الكبير
عايدة بتصرخ فيه علشان يسكت
_ خلاااص .. مش قادرة استحمل كلام تاني.
ده ومن غير ما أعرف عملوا معاكي ايه.
هشام خارج برة مندفع وعينه مليانة شړ
عايدة بتنادي عليه مع البكاء.
_ يا هشااااااااااااام .. أرجوك يا ابني متتعبنيش أكتر من كده.
عايدة أغمى عليها تاني وسهيلة صړخت وهشام رجع جري .. وكان عارف إن أمه مش مغمى عليها بس هي عملت كده علشان تخليه يرجع
في بيت أهل دنيا..
فريد بيجهز شنطته ودنيا بتحكي لأمها ع اللي حصل وشايلة الطفل الصغير بين إيديها.
_ دي ولية مقرفة قال جاية تسلم على ابنها وتشوف حفيدها..
_ الحمد لله إن فريد مسمعش صوتها وإلا كان هيخرج لها ومش بعيد يروح يقعد عندها يومين.
_ مستحيل أخليه يقعد معاهم ده ممكن يسيب لهم فلوس كتير.. والفلوس دي من حقي أنا وابني.
_ كويس انه هيسافر خلاص علشان متقعدش تقرفنا كل شوية الست اللي اسمها عايدة دي.
_ دي مقرفة بشكل يا ماما .. تصوري ان الست دي كانت بتدعي عليا..
_ ان شالله تنشك في قلبها .. دعت عليكي بإيه الولية الفقرية دي
_ قالت لي ربنا يحرمك من كلمة ماما زي ما حرمتيني من ابني
الأم بتضحك
_ الست دي شكلها اټجننت هيحرمك من الأمومة ازاي واهو ابنك زي القمر المنور.
فريد طالع بشنطتها هدومه بيركنها على جنب في الصالة وبيبص على ابنه ... لاحظ إنه بيستفرغ حاجات لونها أبيض من بؤه
_ الولد ماله يا دنيا
_ ماله يا فريد ما اهو كويس
دنيا بتبص على ابنها لاحظت إنه بيستفرغ حاجات لونها أبيض كتير من بؤه ومبهدل الدنيا وهي مش حاسة بحاجة
دنيا بدأت تصرخ وقامت تعدل نفسها وتخلي أمها تشوفه
_ شوفي كده يا ماما .. ده بيرجع ليه كده..
جسم الطفل بدأ يسخن وصدره بيطلع وينزل ومش بيبطل ترجيع
دنيا بتصرخ والكل أخدوه ونزلوا بيه جري على أقرب دكتور أطفال والولد مش بيبطل ترجيع.
في عيادة الأطفال..
الدكتور شاف الطفل وراح بسرعة ضړب له حقنة لوقف الترجيع وبص على دنيا يسألها
_ آخر مرة الطفل رضع فيها امتى
_ من حوالي ساعة يا دكتور..
_ أنا شاكك إن لبن الرضاعة مسمم.
_ مسمم ازاي يا دكتور
_ هو بيرضع طبيعي ولا صناعي.
_ طبيعي يا دكتور
_ يبقى لازم تعملي تحاليل حالا وهكتب له على لبن يمشي عليه لحد ما نتأكد
دنيا هتتجنن .. الطفل له أسبوع مش بيشتكي وبيستجيب للرضاعة ومفيش أي مشاكل ايه اللي حصل له النهاردة
دنيا بتشيل ابنها وفريد بياخد الروشتة والورقة اللي فيها التحاليل المطلوبة ولسة بيخرجوا من باب الكشف .. كان الطفل ماټ في إيد دنيا.
دنيا بتصرخ
_ ابني يادكتور .. شوف ابني ماله.
الدكتور بيبص عليه وبيرفع راسه بكل أسى وبيبص لهم
_ ربنا يشفعه فيكم ان شاء الله ويعوضكم عنه.
_ ابني ماټ ... لاااا .. مستحيل يا دكتور .. ده كان كويس.. مستحيل يكون ماټ..