روايه غرام بقلم ولاء رفعت
ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله غيرته للأحسن
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت كحيانة جاية من الحارة
هي فقيرة و من حي شعبي بس
بنت محترمة جدا وأهلها ناس طيبين
أنت كمان لحقت تحبها! فعلا كان عندي حق ابعد الخطړ دي عن ابني أنما أنت تحبها أو ما تحبهاش أنت حر المهم تنفذي لي اللي بطلبه منك و أدي أول دفعة عشان تنفذ في أسرع وقت
أخذت دفتر الشيكات من أعلي المكتب وقلم قامت بتدوين المبلغ
و قامت بتوقيع اسمها فصلت الشيك من الدفتر ومدت يدها له به
باقي المبلغ هايكون في نفس يوم رفدها من الشركة اتفقنا
و في الخارج مازالت تقف وقد سمعت كل ما دار بينهما من حديث صدمة جعلتها تحمل حالها وتركض نحو الخارج مغادرة هذا المكان
غسيل الملابس و طهي الطعام لثلاث وجبات وتنظيف المنزل جميعها مهام لن تنتهي وعليها القيام بها دون أن تتذمر تتجنب الاحتكاك مع والدة زوجها وابنتها الحرباء ولا تريد إخبار زوجها بهذا الحمل الثقيل كالعادة يكفي مناوشات عمله طوال اليوم مع زبائن التوكتوك ويعود پألم الرأس المزعج وعليها أن توفر له الراحة والهدوء
ألو أزيك يا ماما
أزيك أنتي يا هند عاملة إيه يا حبيبتي
بخير يا ماما أنتي وبابا عاملين إيه
إحنا كويسين يا حبيبتي و أبوكي بيسلم عليكي قوليلي حد جمبك
حماتك عاملة معاكي إيه
كويسة معايا
هي بنتها لسه قاعدة معاكم
يا ماما ده بيتها زي ما هو بيت أخوها أنا مالي تقعد و لا تمشي
والله أنا ما مرتاحة قلبي بيقولي حماتك وبنتها العقربة دلال شكلهم مطلعين عينيكي
مفيش حاجة من دي يا ماما أنا مرتاحة الحمدلله وحاسة أن أنا عايشة في بيتي
تكذب بالطبع لأنها صاحبة قرار العيش مع زوجها في منزل أهله ولكي لا تتعرض للوم من والدتها أو التوبيخ تضطر إلي إنكار معاناتها في كل اتصال
والله لأخلي أخويا اللي قلبتيه عليا ليقلب عليكي ويطلع عينك
ضغطت علي زر المقبس حيث سلك المكواه التي أمسكت بها ووضعتها فوق القميص وتركتها ثم عادت إلي الكرسي أمام التلفاز و مازالت هند تتحدث مع والدتها
عاد جمال للتو من الخارج قام بفتح الباب قابلته رائحة احتراق جعلته يركض باحثا عن مصدر الرائحة وجد الدخان ينبعث من أسفل المكواه وقماش قميصه قد احترق خرجت
هند من الغرفة تسأل بقلق
إيه ريحة الشياط دي
ألتفت إليها زوجها ويمسك بقميصه المحترق
مين اللي ساب المكواه علي القميص لحد ما أتحرق بالمنظر ده
كادت هند تخبره بينما قاطعتها دلال
هايكون مين غير الهانم مراتك سابت المكواه علي قميصك و دخلت ترغي في تليفونها تدي التقرير لأمها
نظرت هند إليها بحنق وأخبرت زوجها
أنا فعلا كانت معايا مكالمة بس قبل ما أرد فصلت فيشة المكواة إزاي اشتغلت إلا إذا حد عملها قصد
قصدك إيه يا ست هند! يعني أنا اللي عملت كدة
عقبت والدتها بسخرية لإثارة ڠضب ابنها
يا هند يا بنتي كلنا في أول جوازنا كنا كدة بس بناخد بالنا وبنتعلم من أهلنا لو مش بتعرفي تكوي هخلي دلال تعلمك
هو حضرتك بتقولي إيه يا طنط! أنا متأكدة والله أن كنت فاصلة فيشة المكواه
أنتي هتاخدي بالك إزاي أصل الرغي في التليفون بيخليكي تنسي كل حاجة
لو سمحت يا دلال خليكي في حالك أنا موجتهش ليكي كلام
يعني غلطانة و بتبجحي كمان
هنا صاح جمال بنفاذ صبر
خلاص منك ليها في داهية القميص أهم حاجة أن مراتي بخير
من زوجته أمام نظرات شقيقته ووالدته واردف
و كتر ألف خيرها شايله البيت وبتعمل حاجات المفروض مش ملزمة بيها
ترى هند الشړ في أعينهم لذا قاطعت زوجها
ادخل أنت خدلك و دش وغير هدومك يكون الغدا جاهز
لاء أنا مش جعان أنا داخل أريح شوية تعالي عشان عايزك في حاجة مهمة
اتجه إلي الغرفة وتتبعه تحت نظرات الحقد و الغل الذي ينضح من عينين دلال
روحي ياختي وراه اللهي تطلع روحك
وكزتها والدتها بمرفقها
هدى اللعب
شوية بدل ما تلاقيه مسك فيكي بسبب الحلوة مراته
و داخل الغرفة كان يربت عليها وهي تبكي
بټعيطي ليه أنا عارف مش أنتي اللي عملتي كده دي ألاعيب دلال أختي وأنا عارفها كويس
بعيط لأن تعبت يا جمال بدعي ربنا أنه يكرمك من وسع ونلاقي مكان يكون بتاعنا ومحدش ېحرق في دمي
اطمني يا حبيبتي خلاص أتحلت الحمدلله
توقفت
عن البكاء وتحول إلي فرح ولهفة لمعرفة ما سيخبرها إياه
بجد أتحلت إزاي
أنا كنت شايل فلوس النقطة بتاعت الفرح و معاها قرشين شايلهم للزمن استلفت قرشين من عاطف صاحبي وكلمت سمسار يشوفلي شقة إيجار حنين في منطقة جمبنا وبكره هاروح أبص علي الشقق اللي هيوديني أشوفها لو عاجبتني واحدة فيهم هاخدك ونروح نمضي العقد ودفع المقدم وإيجار كام شهر كمان
أنا فرحانة أوي أخيرا هيجمعنا بيت أنا وأنت لوحدنا
ابتسم وأخذ يداعب خصلات شعرها
وهاتخلصي من شړ دلال هي أختي اه لكن أجارك الله لما بتحط حد في دماغها بيبقي علي الله حكايته
يقف أمام منزل عائلته وعلي يساره تجلس والدته وأمامها أوراق الجرجير والبقدونس
اه يا ضهري الواحد شكله خد برد بالله عليك يا عاطف يابني خد بالك من الخضرة عقبال لما أروح أتوضا وأصلي العصر قبل ما يفوتني
روحي يا أمي ما تخافيش علي الحاجة
روح يابني الله يهديلك نفسك و يصلحلك حالك و يشيل الغمامة من علي عينيك
ولجت إلي داخل فناء منزلهم وظل عاطف يقف وېدخن لفافة التبغ وعقله شارد في ابنة الجيران رغم من ظنونه التي لا شك فيها لكن الحب كان يعصب عينيه
همسات وغمز ولمز بين مجموعة من الشباب ألتقط منها الآتي
ألحق ياض منك ليه مش دي البت سماح بنت عم مليجي
رد شاب آخر
لاء يا عم هي أخرها تيك توك وفيديوهات الروتين لكن أفلام من النوع ده لاء
طب وربنا هي بس يخربيت أ
اختطف عاطف الهاتف منه و أخبر الشاب
خمس دقايق وهارجعه لك يا نجم
في الأعلى كانت تقف أمام المرآة وتنظر إلي ذاتها بازدراء ثم اجهشت في البكاء تتذكر ما يحدث لها علي مر الأيام السابقة من إجبارها علي تمثيل تلك الخليعة وليس هذا فقط بل يرسلها عوني إلي زبائنه الأثرياء تهافت عليها الكثير منهم بعد مشاهدة أصبحت سلعة وضيعة تباع و تشترى دون حق المعارضة منها وألا سيفتضح أمرها أمام عائلتها أو تزهق روحها علي يد أحد رجال هذا البدين الډيوث
طرقات عڼيفة علي باب منزلها انتفضت پذعر حاولت تجفيف دمعها سريعا وذهبت لترى من الطارق فتحت الباب فوجدته يقف أمامها ونيران الڠضب تندلع من عينيه
عاطف!
أبوكي أو أخوكي هنا
ابتلعت ريقها من الخۏف فاخبرته بتوتر وقلق
محدش هنا فيه حاجة
دفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وضع شاشة الهاتف أمام عينيها
أقدر أعرف إيه ده
شهقت وتظاهرت بالخجل واضعة كفها علي عينيها
إيه اللي أنت مشغله ده أنت أتجننت
أغلق المقطع ثم أغلق شاشة الهاتف كالۏحش الضاري
أنا كان قلبي حاسس خصوصا من بعد أول مشوار و لا البودي جارد اللي بيجي ياخدك من علي الناصية مخصوص لحد ما وصلتي !
مش أنا ده كدب دي متفبركة
و لو أثبتلك أنها صح وقتها مش هجيلك لكن كلامي هيبقي مع أخوكي وأبوكي
خفق قلبها من الخۏف بقوة من تنفيذ تهديده وجدت عليها اقناعه بكذب جديد
أنت فاهم غلط أنا الراجل اللي بروح بشتغل عند مراته خدامة بيبعت ليا حارس مخصوص عشان هو في منصب كبير في البلد و أي حد تبعه حتي الشغالين اللي زيي بيحطلهم حراسة
ضيق عينيه ويبدو عدم اقتناعه بحديثها الخادع نفض ذراعها ويحدق لها من أسفل إلي أعلي بازدراء
و أنا بقي المفروض أصدق كذبك ده!
تصدق و لا ماتصدقش أنت مين أدالك الحق تحقق معايا لو عايزني أعيدلك كلامي اللي قولته لك قبل كدة يا عاطف من عينيا هاقول
مش عايز اسمع حاجة واللي إدالي الحق أنك جارتي وبنت حتتي وعشان خاطر أخوكي اللي مالهوش ذنب ينكسر بسببك
طرق في خاطرها حيلة تظن أنها ستؤثر بها عليه وضعت يدها علي صدره
لاء أنت بتعمل كل ده عشان بتحبني ونفسك تتجوزني بس أنت استسلمت مع
أول رفض مني ليك المفروض تحاول مرة واتنين وتلاتة لحد ما تخليني أقولك أنا موافقة و لا إيه
وضعت رأسها علي صدره تخفي ابتسامة أفعى ماكرة هيهات ووجدت جسدها يدفع إلي الوراء
خلاص معدتش تدخل عليا حركاتك أوي هعرف كل حاجة و هاعرف إن كان دي حقيقية ولا لاء
بصق جانبا ثم غادر المنزل صافقا الباب خلفه تاركا إياها غارقة
في براثن وعيده
تجلس خلف المكتب تتابع عملها علي الحاسوب تتجنب رؤية رامي الذي فتح الباب وولج دون أن تأذن له ثم أغلقه خلفه
هو أنا لازم أفضل أتصل عليكي وماترديش! المفروض أنا اللي أكون متضايق عشان سيبتني في الحفلة ومشيتي من غير حتي تقوليلي
تركت ما في يدها من عمل ونهضت تشير إليه نحو الباب
اتفضل برة مش عايزه أشوف وشك تاني
إيه يا غروم بتكلميني كده ليه
حدقت إليه بازدراء فأخبرته
عشان أنا ما بكرهش في حياتي قد الكدب والغدر والخداع والتلاتة متجمعين فيك
تظاهر بالتعجب
أنا! ليه بتقولي كده
كانت لا تريد مواجهته لكن قررت أن تفعلها دون خوف أو تردد
مثلت عليا الحب والهيام عشان أبعد عن صاحبك وكمان مستعد تأذيني و ټأذي صاحبك الوحيد عشان شوية فلوس و طبعا برعاية مدام منيرة
صدمة هبطت فوق رأسه وأول سؤال جاء له في ذهنه
أنتي جيبتي الكلام ده منين
سمعته بودني وأنت بتستلم الشيك نظير عملك اللي نجح أول خطوة و