الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 44 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

الله يحب المحسنين 
وكمان قال 
وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم 
وكتير أووي يا ماما خلينا نغفر ونسامح زي ما نحب إن ربنا يغفر لنا ويسامحنا وعلشان مع مرور الوقت قلبنا مش يتملى حقد وغل 
نظر لها يعقوب بفخر بينما رددت والدتها بإدراك 
ونعم بالله يا بنتي ربنا يزيدك يا رفقة 
تنحنحت لبيبة ثم مدت يدها بظرف ليعقوب ورفقة قائلة 
دي هدية جوازكم 
ابتسمت رفقة بحماس وهي تفتح الظرف بينما تقول 
يا ترى أيه المفاجأة يا بيبا يا قمر إنت !!
هتفت لبيبة قبل أن ترتشف الماء 
بطلي بكش يا هانم وأسئلة إجابتها في إيدك 
وفور أن فتحت الظرف وشاهدت ما بداخله صاحت بحماس 
دا بجد 
ابتسم يعقوب وهو يرى رحلة إلى جزر المالديف بإحدى الشواطئ الخاصة 
قفزت رفقة من مقعدها ثم أخذت تحتضن لبيبة الجالسة على المقعد من الخلف وقبلتها من وجنتيها بسعادة وهي تقول بأعين فرحة 
إنت عارفة إن بعشق البحر ونفسي أشوفه بعد السنين دي كلها وبالذات الرملة البيضا 
إنت أحسن بيبا في الدنيا أصلا 
وانحنت تقبل يديها باحترام وحب لتزجرها لبيبة بلطف بينما داخلها يرفرف سعادة لرؤية السعادة بأعينها ورؤية الجميع يلتفون من حولها 
بطلي بكش بقاا يا بت إنت 
قالت رفقة بمرح 
أوب يلا بينا على المالديف 
استقام يعقوب واقترب من جدته التي خشت بداخلها أن يرفض هذه الرحلة لكنه انحنى يقبل كفها ثم رأسها وقال بشكر 
شكرا يا أمي ربنا يخليك ليا 
هذه الثلاث أحرف من يعقوب يمثلوا لها العالم أجمع أمي 
انتصبت وربتت على كتفه بحنان فاقترب هو يحتضنها بعرفان وحب فمهما حدث أحضانها له شيء أخر فتبقى هي الأم التي قامت بتربية يعقوب بدران 
احتوته تربت على ظهره بحنان وابتسمت إبتسامة راضية 
اقترب يامن يقول پغضب مصطنع وهو يقترب منها 
أنا عارف إنك حقك تحبي يعقوب باشا أكتر مني دا طبيعي دا تربية إيدك 
بس أنا ليا الحق إن أحضنك أنا كمان 
ابتمست له واحتوته داخل أحضانها هو الأخر ليقول 
مش كدا آن الأوان أتجوز البت غدغوده بقاا هتروحي معايا نحدد الفرح ونتجوز بعد ما يعقوب يجي من شهر العسل 
بصراحة أنا صبورت كتير أووي لبيبة هانم 
اختلطت الضحكات السعيدة المرحة التي خففت من أوجاع الماضي التي تملأ لبيبة 
بعد مرور ثلاث ساعات وبعدما انصرف الجميع اقتربت مساعدة لبيبة تخبرها بإحترام 
لبيبة هانم في شخص طالب يقابلك الشخص بتاع كل شهر 
رفعت رأسها وقالت پغضب 
مش أنا قولت محدش يدخله تاني 
يا هانم هو برا منتظر في الحديقة ولما رفضنا بيبكي 
انتصبت بوقفتها ثم سارت بشموخ ورفعة حتى وقفت أمام هذا الجالس على مقعد متحرك رمقته بقسۏة بينما طالعها هو برجاء مرتجي الغفران الذي يعجز عن التفوه به لعجزه عن الحديث بالإضافة إلى الحركة والسمع 
فقط أعينه من ينظر بها 
وماذا ظننت يا صاح فإن الجزاء من جنس العمل 
إنه بلال المرشدي صاحب لغة الإشارة 
وبجانبه ممرضة تساعده 
قالت الممرضة برجاء 
بقلنا سنين بنجيلك كل شهر يا لبيبة هانم وحالته بقت صعبة جدا وطالب منك العفو والسماح 
كان ينظر للبيبة برجاء ذكرها بنظراتها بالماضي البعيد رمقته بجمود بينما يمد يده لها بهذه الورقة بكل مرة المكتوب بها ما حدث لهم بعدما تركوها 
ففور أن أخذوا المال قاد السيارة يتلاعب بها على الطريق بسعادة وهو يضحكون بسعادة لتنقطع ضحكاتهم فور أن نزلت العدالة الربانية لتأتي شاحنة ضخمة وتصتدم بها السيارة بقسۏة ثم أخذت تدور على الطريق عدة مرات حتى سقطت من فوق منحدر مرتفع فارق الجميع الحياة وبقى هو يتذوق الويلات مع هذه الإعاقات المريرة طوال هذه السنوات كان المۏت حينها له رحمة لم يتذوقها وحرم منها 
استدارت ليهمهم لها بلهفة وجنون ونظرات يتدفق منها الندم
فتقول هي 
روح وأبعد عن هنا ومعتش تقرب مني كفاية عقاپ ربنا ليك
والعدل الرباني 
تذكرت كلمات رفقة فتكمل
عفيت عنك 
ورمقت الممرضة قائلة 
ترجمي ليه 
واستدارت تدلف للداخل بشموخ 
وقفت تتحسس أدوات زوجها وابن عمها
عمران بدران ابتسمت بشوق وحنين ثم قالت ليك واحشة يا عمران حاولت كتير تغير من لبيبة بروحك اللطيفة وحبك وحنانك وصبرك معايا ليك مكانتك الثابتة في قلب لبيبة مكانك لسه موجود حتى
لو إنت مش موجود 
تحسست مسبحة والدها وهتفت بشوق
وحشتني يا يعقوب باشا وحشني دلالك ربنا يرحمك رحمة واسعة إنت وعمران يارب هحكيلكم
الجديد في حياة أحفادكم 
بعد مرور أربع سنوات في الصباح الباكر بينما صوت خرير
الماء يغمر الأرجاء بفراش وثير غارقين في النوم بعمق رفقة بين أحضان زوجها يعقوب بينما فوقه يقبع صغيرتان ينامون بعمق
وخصلاتهم
الطويلة التي بلون الكراميل تتناثر فوق وجه والدهم وفجأة توسعت أعينهم مستيقظين وأخذوا يقفزون بسعادة
ومرح وهم ېصرخان أووووووووووووووووووب يلا قوووووم بقااا من
النوم هو إنت نايم كدا ليبيه كادت رفقة أن تبكى من رنين منبها وصباحها الذي يتمثل في هاتان الشقيتان كل يوم بينما اعتدل يعقوب للجهة الأخرى ليسقطوا فوق رفقة التي
صړخت پبكاء 
قوم يا يعقوب شوف المصيبتين دول هي دي الأجازة إللي جايين نقضيها الله يسامحك يا يعقوب ما أنا قولتلك أسيبهم
مع أمي استيقظ يعقوب بأعين ناعسة ليهجموا عليه وهم يقبلونه
بإغداق وتقول إحداهم
يلا قوم وصحصح كدا يا أوب عايزين ننزل البحر ونلعب
ألعاب كتيييير 
وأرنوبتك خلصت البرقوق كله قوم يلا جيبلنا 
قالتها وهي تشير نحو رفقة 
نظر يعقوب لرفقة ثم اقترب يقبل وجنتها وهو يهمس لها 
صباح البرقوق يا أرنوبي 
صرخوا پغضب قائلتان
واشمعنا إحنا لأ 
ضحك ليقترب يقبل كل واحدة على حدة قائلا 
صباح الروقان على الغزلان روح وريحان 
ابتسموا بسعادة بينما ينظرون لرفقة بغيظ لتصرخ پجنون
مستحيل يكونوا دول بناتي 
تعلق الإثنان برقبة والدهم وهو يقول 
هنروح إحنا بقال نجري ورا الفراشات ونجيب برقوق وإنت
فوقي براحتك يا حبيبي 
صړخ الأثنان معا پغضب 
أووووووووب أنت كدا بتضحك علينا مش إنت بتقولنا إن
إحنا بس حبايبك هي إزاي كمان حبيبتك !!
قال بشقاوة طب ما هي كمان حبيبتي وإنتوا كمان حبيباتي بابا بيحبكم
كلكم 
مش هي كمان ماما حبيبتكم نظروا لها قليلا ثم بعثوا لها قبلة هوائية قائلين على مضض
خلاص ماشي موافقين 
وخرجوا تاركين رفقة التي تكاد تجن من ابنتيها عند الغروب جلس يعقوب بجانبهم على الرمال البيضاء وأمامهم الماء الفاتنة كالزبرجد نقية مثل الكريستال بينما أشعة الشمس الذي ينتشر حولها الشفق الأحمر الذي ألقى بانعكاسه فوق الماء فكانت لوحة فنية من صنع الرحمن 
وقبل أن تشرع روح وريحان في اللعب قالتا في صوت
واحد
بسم الله الرحمن الرحيم 
ابتسم يعقوب وتسائل باختبار
ليه بتقولوا كدا 
قالت له روح بتلقائية
علشان نكسب عليك وكمان ماما قالت لنا إن كدا ربنا بيبارك
أي حاجة بنعملها وبتبقى سهلة 
وأكملت من خلفها ريحان
كمان ماما لما بتيجي تعمل أي حاجة لازم تقول بسم الله
الرحمن الرحيم 
تعمل كيك يطلع حلو تلعب معانا تكسب هي نحل الواجبات
تطلع صح 
علشان كدا لما بتعمل أي حاجة بتبقى حلوة سعد قلب يعقوب فالأطفال يسجلون جميع تصرفات والدتهم
ووالدهم ويقلدونها فهم أمامهم أعظم الأشخاص وقدوتهم 
حقا رفقة هي نعمة قد حباه الله بها الټفت ليراها تقف على الشاطئ عند أطراف الماء التي تداعب أقدامها وأسفل رداها الأبيض الذي تداعبه الرياح بينما أشعة
الغروب تنبسط فوق وجهها الفاتن اقترب منها حتى وقف بجانبها ولامس كفها ليحتنضنه داخل كفه بحنان مخللين أصابعهم سويا التفتت تنظر له بعشق
ليبادلها بالأكثر منه 
قال يعقوب بجدية وهو ينظر أمامه جبنا روح وريحان وباقي جنة ونعيم 
علشان كدا نتمم الآية
فروح وريحان وجنة نعيم 
رددت بتحذير
يعقوب هو أنا خالصة بالعفاريت دول 
قال مسرعا 
خلاص خلاص كمان رحيق ورحيم بس 
إنت عارفة إن عيالي كلهم لازم يكون بحرف الراء 
هرعت كلا من روح تمسك بيد يعقوب والدها وهرعت ريحان
تمسك بيد والدتها من الجهة الأخرى 
نظر يعقوب ورفقة لبعضهم البعض مبتسمين لتهمس له رفقة
وأعينها تومض بالحب والسعادة
نحن للأبد نحن قصة لا نهاية لها 
همس يعقوب بينما يشدد على يدها وهم يقفون أربعتهم فوق
الرمال البيضاء والمياة الزرقاء النقية تلامس أقدامهم
والغروب منعكس بأعينهم
طالت رحلتي ووجدت مرفأي بين يداك 
وهنا التقطت الصورة لتنغلق عندها حكاية خرجت من قلب
فتاة بسيطة عبر عنها ڼزيف قلمها المتواضع ترجوا من الله أن تكون وفقت ونال ما ألهمها الله إعجابكم وإن كان من توفيق فمن الله والتقصير فمني ومن الشيطان 
تمت بحمد الله

43  44 

انت في الصفحة 44 من 44 صفحات