فلبي متكبر بقلم سارة نيل
جوازي من يعقوب معدش هو الحل الوحيد ولا مجرد
إنقاذ أنا كل خلية جوايا بتعشق يعقوب بحبه يا بابا بقلبي وعقلي وكياني وروحي ومقدرش أبعد عنه دقيقة وهو كان في
الغيبوبة أنا كنت بمۏت في اليوم مليون مرة بس كنت واثقة إن ربنا هينقذه علشان الخير إللي هو عمله في حياته وعلشان قلبه إللي مفيش منه
تبسم وجه والدها واطمئن قلبه قائلا بحنان متعرفيش ريحتي قلبي قد أيه يا صغنن وفرحتيني قد أيه
لك وخوفه عليك بس أنا أهم حاجة عندي سعادتك وإن
متكونيش مجبرة على حاجة يا حبيبتي
أما يعقوب فقد تنفس براحة وشعر بروحه تحلق في سماء
السعادة التي لا مثيل لها اقترب يدلف للشرفة وهو يتحمحم بخشونة لتهرع إليه رفقة
پخوف قائلة
أوب إنت كويس فيك حاجة !! رفع كفها يقبله بحنان وقال
يعقوب
كنت بدور على عمي يحيى عايز اتكلم معاه شوية
وأكمل يقول
طبعا الحمد لله على سلامتكم فرحتي برجوعكم كبيرة
وبما إنكم موجودين فمينفعش نتخطى الأصول
مقدرش أحرمكم من فرحتكم ببنتكم كأي أب وأم وأنا
مقدرش أحرم رفقة من حقها ده
معاكم وأنا هاجي أطلبها على سنة الله ورسوله وحقك يا
أبو العروسة تتشرط بقلب جامد علشان أنا هنفذ كل شروطك
من غير ولا نقص
ونحدد معاد للزفاف ونعمل حفلة زفاف زي ما رفقة بتتمناها
بالظبط
تمعنت رفقة في وجهه الجذاب وعينيه التي ملأها بريق الحياة تتمعنه بعشق خالص وامتنان وتقدير لم يخذلها
بينما والدها فكان ردة فعله أن جذب يعقوب في عناق ممتن
شاكرا سعيدا بهذا الرجل الحق
أردفت نرجس بسعادة
روح ربنا يجبر بخاطرك ويرضى عنك ويراضيك يا ابني
ابتسم لهم بوقار وقال بتقدير
إنتوا متعرفتوش على أهلي كويس اتفضلوا أعرفكم
عليهم
وسار بصحبتهم ليغمز لرفقة بعبث لتبستم هي بخجل وقفت تنظر للسماء متنفسة بعمق وهمست پسكينة
وتشاء أنت من البشائر قطرة ويشاء ربك أن يغيثك بالمطر
وهسمت تحدث نفسها
باقي دلوقتي أشوف تيتا لبيبة فين ليه اختفت كدا أكيد
زعلت من ردة فعل يعقوب
يارب الهمني وساعدني واجمعنا بيها
وجاءت تستدير للخروج والبحث عنها لكنها تفاجأت بوجود حقيبتها بأحد زوايا الشرفة تعجبت رفقة واقتربت منها وهي
يا ترى ليه شنطتها موجودة هنا بإهمال كدا!!
ورغما عنها قادها فضولها وامتدت يدها بتردد تسحبه
تحسست بدهشة ثم فتحته بفصول لتقرأ أولى السطور التي
ألهبت مشاعرها وفضولها
أوجاع بكماء صماء لا حد لشرورها ولا سبيل لتسكينها
وأخذت تقلب في الصفحات بوجه معقود ليعلو صدرها ويهبط
بفزع مع كل كلمة تقرأها واقتحم الحزن قلبها بضراوة
واحټرقت روحها كمدا وهذه الكلمات والأحداث تتجسد
أمامها على الأوراق وكأنها تراها رؤيا العين
اهتاجت الدموع بمقلتي رفقة وتساقطت على الأوراق وهي تنتحب پبكاء واضعة كفها فوق فمها ونبض قلبها يعلو بتوتر
مع وقع الأحداث لتهمس برجاء وكأنها تريد توقيف ما يحدث
وحمايتها
لا لا كفاية كدا حرام عليكم ليه كدا وهنا تعود كاميرا الأحداث للخلف وتتجاوز سنوات عديدة
حيث زمان ما تقرأه رفقة فتاة في العشرين من عمرها مفعمة بالنشاط رغم ما بها إلا أن الإبتسامة لا تتوارى عن وجهها الوضاح لا تسمع الأصوات ولا تتحدث لكنها ترى الألوان والجمال والطبيعة والفراشات
والطيور وهذا يكفيها
اقترب والدها صاحب الوجه البشوش الدافئ منها ثم انحنى يقبل رأسها بحنان وجلس بجانبها احتضنته بتعلق وحب شديد ليأخذ هو القلم والموضوع بجانب الدفتر اللذان دائما
أمامها وبحوزتها
وكتب يتسائل
بيبا حبيبة بابا إنت عاملة أيه وأخبارك في الجامعة أيه وبلال شخص كويس وبيعرف يتواصل معاك ومسهل عليك
التعامل في الكلية
كتبت هي والسعادة تنضح من ملامحها الرقيقة أنا كويسة جدا جدا يا يعقوب باشا الجامعة جميلة جدا
جدا لدرجة إن ندمت إن أخرتها سنتين وحبست نفسي
ومخرجتش للعالم ده
بلال شخص جميل جدا وطيب ومحترم أووي وكمان شاطر
جدا في لغة الإشارة وبفضله بقيت شخص إجتماعي ومش
بقى عندي أي مشكلة إن أتعامل مع أصحابي أو إن أفهم
الدكتور
من خلاله كأني بتكلم واسمع الأصوات وافهم إللي بيدور
حوليا ومرافقني في كل مكان زي ضلي زي ما إنت أمرت
كمان صاحبت بنات طيبة أووي شادية وإعتماد ودرية
ودايما بلال قاعد معايا وبيترجم ليا كل كلمة وكمان هو
صاحب شاب اسمه منير ويبقى خطيب درية
عايزه أقولك إنهم بيحبوني أووي يا بابا ومهربوش مني لما
عرفوا إن بنت يعقوب بدران رجل الأعمال إللي أشهر من الڼار
على العلم
كل البنات كانت مش بتحب تقربلي خايفين إن ممكن أبقى
متكبرة ومغروره والكلام ده وإن ممكن أبويا يبقى راجل شرير
بأنياب الغول
وضحكت بمرح ليشاركها والدها وهو يحمد لله بداخله أنها أخيرا خرجت من قوقعتها التي انحسرت فيها بعدما أصيبت بالصمم والبكم المفاجئ نتيجة صډمتها پوفاة والدتها وجدها في حاډث سير أليم وكانت لبيبة متعلقة بهم تعلق شديد لتدخل في إنهيارات عصبية وصدمة شديدة أفقدتها النطق وتبعه السمع فجأة والذي لم يتوصل أحد من الأطباء إلى
السبب العضوي إلى الآن لكنه مستعد لفعل المستحيل لأجل ابنته الوحيدة التي هي أحب إليه وأغلى من روحه
كتب لها
هنسافر برا علشان تتعالج وبوعدك يا بيبا إنك هترجعي أحسن من الأول كمان أبوك في ضهرك ومش هيسيبك أبدا
هعمل المستحيل علشان ترجعي تسمعيني تاني وأرجع أسمع صوتك إللي وحشني مستعد أعمل علشانك أي حاجة
والدها الحنون بطلها الخارق
يطمئنها أن والدها مستقيم النفس حسن الخلق متواضع ولا يقدس هذا المصطلح الذي يسمى الفوارق الإجتماعية رغم سمعته ونجاحه في أعماله وثروته الطائلة إلا أنه كان رجل كريم سخي النفس يجود بالكثير ولا يترك محتاجا ويغدق
الفقراء بالكثير
والدها رجل مميز اجتمعت فيه الكثير من الفضائل تفخر بأخلاقه ومبادئه وليس بثروته وأملاكه
كانت تخبره بكل شيء بحياتها صغيرة وكبيرة لم تخفي عنه
أي شيء فقد كان صديقها قبل كونه والدها وكانت هي لديه
مقدمة على جميع أولوياته حتى مقدمة عن نفسه ذاتها
إلا أن لبيبة لم تخبره بمشاعرها التي تكنها لبلال ولا بشاعر
بلال تجاهها
بلال الذي يغدقها بالحب والحنان الذي صدقه و آمن به قلب
لبيبة الطاهر
كتبت له تخبره بسعادة في رحلة الجامعة مطلعها وكل زمايلي وأصاحبي هيروحوا
بلال قالي هو وشادية عليها نفسي أووي أووي أروح يا بابا لم يستطع أمام السعادة المرتسمة على وجهها أن يقف حائلا
أمامها وفكر أنها أيضا فرصة جيدة للترويح عن نفسها لا يعلم ولا تعلم لبيبة أن هذه الرحلة هي التي ستنجب لبيبة أخرى لم تتعرف إلى نفسها حتى اليوم سيتجمد القلب
وستتلبد المشاعر وستنحت ندوب عجز الزمن على محوها ستنجب قلب متكبر أمام كل المشاعر الإنسانية وأمام الضعف
والأهم الحب
ومرت الأيام وأتى يوم الرحلة
استعدت وجهزت حقيبتها وأخذ والدها يضيف لها الشطائر والعصائر وودعته بوجه مشرق والإبتسامة تكاد أن تسقط من
فوق ثغرها
أتى بلال ومنير بصحبة شادية واعتماد ودرية بأحد السيارت
وعندما تعجبت وسألت بلال بطريقتها لماذا لا يذهبون بالحافلة الخاصة بالجامعة أخبرها أنها ستكون مزدحمة
وستجلب لهم الإختناق
كان هناك نزعة قلق وخوف بداخلها لكنها اسكنتها وهي تهمس لنفسها من الداخل أن بلال متواجد وهؤلاء أصدقاءها
الأوفياء
وأثناء الطريق بينما كانت تجلس في الخلف بجانب الفتيات قال منير بسعادة وخبث
الواحد مش مصدق يا عم بلال إن الخطة أخيرا نجحت أنا مش
مصدق إن يعقوب بدران ساب بنته الوحيدة كدا ووثق
فيك الثقة دي كلها
ولا هي الغبية ساذجة بشكل
ضحك بلال وهو يقول بانتصار
ما أنا قولتلك رغم إن هو يعقوب بدران بس راجل طيب
بشكل وعنده حسن نية فظيعة
ومستعد يعمل أي حاجة علشان بنته الوحيدة حتى لو هيدفع
الملايين وإحنا لعبناها صح
دا كفاية إن قعدت أتعلم لغة الإشارة قد أيه يا عم علشان
أظبط اللعبة وأنا قدرت أسيطر عليها وأوهمها إن بحبها بشوية حنية وأخلاق ومبادئ والشغل الحمضان ده والحمد لله إنها لا
بتسمع ولا بتتكلم
قال منير بينما الفتيات تبتسم بالخلف بسعادة لنجاح ما سعوا إليه بينما لبيبة فكانت تجلس في المنتصف تجهل ما يدور حولها تراهم يبتسمون فتبتسم ظنا منها أنهم يبتسمون
بوجهها لم يراودها ذرة شك واحدة فهؤلاء هم الأمان فكيف
يتوخى الشخص الحذر من مأمنه !!!
يا عم بلال البت دي عندها ملايين وبسببها هنطلع لفوق
أووي ونتسلى عليها شوية
طب احلف إنك ماستمتعتش بالتمثلية دي
كانت تنظر لهم وهم يتحدثون بشكل طبيعي لكن كان كل
شيء بالنسبة لها مبهم أخذ بلال في الضحك وهتف باستمتاع
وقلبه قد طمس عليه بسبب جشعه قلبه الذي محقت منه
الرحمة والإنسانية والخۏف من الله عز وجل
وأي متعة يا منير دا أنا كل ما أشوفها وهي مصدقنا وطالعة
بينا السما السابعة عند أبوها ببقى ماسك نفسي عن الضحك
بالعافية
بت دلوعة وعايشة عيشة مش من حقها هي فلوس أبوها دي
كلها هتعمل أيه بيها واحدة خارسة وطارشة زي دي خلينا
إحنا نستفيد
نظر منير نحو درية في المرآة وصاح بمرح
وهنتمرمخ في الفلوس يا دودي وهنعيش بقال ونقب على
وش الدنيا
مخسرناش ألا فلوس العربية إللي إحنا مأجرينها دي أخذت درية تضحك بسعادة لتبستم لها لبيبة لأجلها ولأجل
السعادة المرتسمة على وجوههم
وظل بهم الحال على هذا النحو حتى أخرجت إعتماد
زجاجات صغيرة من العصير وأخذت تعطي للجميع ومدت
يدها بزجاجة عصير لبيبة المفضل لها أخذته منها بإمتنان بكل
ثقة وهي تحرك رأسها تشكرها مبتسمة لها
بعد مرور عدة ساعات تملمت من نومتها الغير مريحة وظلت
تكرر فتح أعينها وإغلاقها حتى اتضحت الرؤية أمامها فزعت معتدلة لتجد أقدامها مقيدة وكذلك يديها
هلع قلبها وهي تدور بأعينها في هذا المكان الخالي المهجور والذي يحاوطه الظلام إلا من هذه الإضاءة المنبعثة من
كشفات السيارة الأمامية
ظلت تتململ ويخرج منها همهمات غير مفهومة في محاولة
منها لنداء بلال وأصدقاءها
وفور أن وقعت أعينها عليهم يجلسون فوق الحجارة المتفرقة
وحقيبتها موضوعة أمامهم يتناولون الطعام الذي صنعه لها والدها ووضعه لها اطمئن قلبها للوهلة الأولى وهي تشير
برأسها لهم أن يأتوا ويخلصونها من هذا اقترب منها الفتيات وهم يضحكون بسعادة لتتوسع أعينها
پصدمة وهم ينزعون حجابها پعنف ويدفعونها أرضا بقوة ألامتها بينما يقولون من بين ضحكاتهم والتي لم تفهم لبيبة
منها شيء
وأخيرا واقعة على الأرض تحت رجلينا
لا لبيبة بدران ولا قطران إللي الجامعة دوشانه بيها
يجوا يشوفها دلوقتي وهي زي الحشرة تحت رجلينا
جذبتها شادية من شعرها وهي تقول پشماتة إللي عامل لك اسم هي فلوس أبوك الكتير أووي إحنا
نستفيد منك بدل ما إنت ملكيش لازمة كدا أتت درية مقهقهة وهتفت
أي يا بنات هو إنتوا ناسيين إنها خارسة وطارشة اڼفجر الجميع بالضحك أما هي فكانت توزع أنظارها بينهم وقد تجمد الدمع بأعينها تشعر أنها بإحدى الكوابيس أو أنها
تقرأ رواية تتحدث عن الغدر استقام بلال ثم اقترب منها وأنظارها المستغيثة متعلقة به
هذا الذي أتت