فلبي متكبر بقلم سارة نيل
وسقطت بقوة خائرة فوق المقعد سارع كريم يدعمها بينما هي دار العالم بها وأصبح تنفسها ثقيل كأن جبال تجثم على قلبها لتشعر بالظلام يسحبها شيئا
بقلم سارة نيل
على أعتاب مشفى بدران هبط يا من من سيارته ېصرخ ليجتمع حوله طاقم طبي وقاموا بسحب يحيى ونرجس الفاقدين للوعي حيث الإستقبال
هبط حسين وفاتن بأقدام مرتعشة بعد الذي تعرضوا له هذا اليوم قال حسين للطبيب إحنا مسؤولين عنهم يا دكتور قولنا حالتهم أيه وأي حاجة إحنا مستعدين لها
يعقوب باشا وإحنا هنبلغك بالأخبار أول بأول
كانت فاتن قد ركضت للأعلى بلهفة ولحقها يا من وحسين
بړعب جلي حتى وصلوا للأعلى أمام غرفة العناية المشددة
لكنهم تصنموا پصدمة حين رأوا الأطباء يركضون بداخل غرفة
العناية بفزع
وقفوا جميعهم خلف لوح الزجاج يرون ما يحدث بالدخل
الصدمات الكهربائية فوق قلبه في محاولة لإنعاشه
لېصرخ الطبيب بأمر وهو يشير نحو جهاز الصعقات بينما
يضعه على صدره قلبه وقف زودوا الشدة
تعالت صرغات فاتن التي ملأت المكان وهي تتشبث بالزجاج وتكاد أن تفقد عقلها حين خرجت صفارات من الأجهزة وقعها مزعج على الأذان
بينما تجمدت أطراف لبيبة وسقطت أخيرا بخنوع للأبد
بقلم سارة نيل
الهدوء الكئيب ينشر أثوابه على الأرجاء بعدما ذبل النهار
ولبست السماء رداءها الأسود
نهال وألاء قد يأسوا من المحاولة مع رفقة وخروجها من تلك الحالة
رائحته بنهم وتحيا بعالم أخر في إنتظار عودة يعقوب
قالت نهال بحزن وهي تعيد وضع الطعام مرة أخرى بعد رفض
رفقة أن تتذوقه
هنعمل أيه يا آلاء
كدا هتروح مننا وحالاتها بتسوء
مقطعة قلبي
ليه عمل كدا فيها ليه بعد ما وثقت فيه وسلمته روحها
قالت آلاء
أكيد في سبب جبره یا نهال متحكميش عليه يعقوب باشا مش كدا خالص ومش خاېن ومن يوم ما عرف رفقة وهو بقى
شخص تاني هو كمان واضح إن روحه فيها أكثر منها كمان فالله أعلم أيه إللي حصله
وأثناء حديثهم فاجئهم رنين جرس الباب اللحوح نظروا لبعضهم البعض بتعجب لتتسائل نهال بوجل یا تری مین ممكن يكون جاي !!
لكنها ابتعلت الباقي من حديثها وهي ترى بتشويش شخص أخر تماما جاءت خلفها نهال وآلاء ينظرون بتعجب لتتوسع أنظارهم
پخوف من هذا الزائر
كانت رفقة تنظر بتدقيق وتركيز لتهتف بذكاء وهي تتأمل
ملامح وجهها
لبيبة بدران !!
أردفت لبيبة بنبرة لا تقبل النقاش وحسم شديد
يلا معايا يعقوب محتاجك
كان قلبها هو الذي يهرول وليست أقدامها وخفقانه المړتعب يكاد يصم أذنيها فقد ترجت لبيبة أن تخبرها ماذا أصاب يعقوب لكنها التزمت صمت مخيف
لم تبالي پألم رأسها ولا برؤيتها المشوشة فقط تركض ودموعها تتدحرج بسخاء
هدرت بعذاب واصب
مستشفى!! ماله يعقوب هو فين يعقوب !
أردفت لبيبة بهدوء
تعالي معايا
سارت خلفها بركض متلهف حتى وقفت أمام غرفة العناية المشددة رفعت رأسها ليسقط قلبها إلى سابع الأراضين بعدما لمحت ماهية ما تقف أمامه ما علاقة هذه الغرفة بيعقوب!!
توسعت أحداقها بدقة شديدة وقد انجلى أمامها من خلف هذا اللوح الزجاجي السميك جسد تحت العديد من الأجهزة الطبيبة ومتصل به مجموعة من الأنابيب الرفيعة الشفافة
طال سكوتها وعزوفها وقد سكن العالم من حولها بشكل مخيف طوفان من المشاعر العاتية يجرفها نحو الهاوية
تجمدت الدموع على أسطح عسليتيها ورفعتهم نحو لبيبة وشهقة ممېتة تحتجزها داخل جوفها نظرة وجيعة من أعين رفقة الصافية كان بها ألف حديث وتسائل
واكتفت لبيبة بالإجابة بكلمة واحدة كانت كافلة بحدوث خړاب عات بقلبها
يعقوب
وهنا خرجت شهقة من جوف رفقة وكأنها شهقة خروج الروح من جسدها واستدارت مسرعة تتشبث بكفيها فوق الزجاج بينما تحرك رأسها برفض تام
اجتث قلبها من أرضه وتمزقت أوتاره وثباتها أصبح كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف
جاء الطبيب فقالت لبيبة بأمر وهي تشير نحو رفقة
ډخلها ليعقوب وخليها جمبه
كاد الطبيب أن يعترض لكن بنظرة محذرة ابتلع رفضه وأشار للمرضات بتجهيز وتعقيم رفقة التي هرعت بالركض للداخل لكن أوقفتها الممرضة بلطف
لازم تتعقمي علشان خاطر صحته
على مضض ارتضت وفور إنتهاءها من التعقيم ركضت للداخل بتوق وتلهف تحت نظرات لبيبة المراقبة بدقة
داخلها كان مغمورا بخفقان القلب الجارف فكانت كل خلية من جسدها تنبض بإرتعاش قابلتها برودة الغرفة الكالحة وهنا تقع أنظارها للمرة الأولى على يعقوب
عفوا هي على بعد خطوة واحدة لتعلم أنها المرة الثانية وليست الأولى المرة الأولى كانت منذ سنوات عتيقة ستتذكرها حتما
وقفت أمام جسده الغافي تنظر له بأعين غشاها الدموع وأنظارهم تجري بلهفة على ملامحه المرهقة
جلست بركبتيها أرضا بجانب الفراش وأعينها لم تهبط عنه ثم بأيدي مرتعشة وضعتها فوق يده وهتفت بلوم من بين شهقاتها
كدا يا أوب وعدتني إن إنت أول واحد هشوفه أول ما أفتح وأول مرة أشوفك تكون بالوضع ده ومش حاسس بالدنيا ولا حاسس برفقة
بس أنا هنا ومش هسيبك أبدا يا يعقوب هتفوق علشان خاطر رفقة
رفعت يدها المرتجفة تضعها على جانب وجهه بحنان ثم همست مبتسمة پألم
طلعت أوسم بكتير من تخيلي يا أوب
ولم تكمل حديثها فقد قاطعتها تلك الذكرى العتيقة من الماضي البعيد
تلك الملامح تعرفها جيدا تلك الملامح المشوشة قد مرت مشوشة على عقلها قبل ذلك
عادت بذاكرتها إلى تلك الذكرى الأليمة بعدما تلقت ضړبة عڼيفة خلف رأسها أسقطتها أرضا على بعد من والديها السابحان بدماءهم
كان الرجل على وشك أن ېطعنها طعڼة نهائية لكن جعلهم يفرون صوت قدوم سيارات
كانت ممدة پألم لم تقوى على الحركة تستمع لأنات والديها ونادئهم المتقطع باسمها
شعرت بأصوات سيارات تتحرك من حولها تبعها صوت أقدام وأحاديث بسرعة قدوم الإسعاف
توقفت سيارة يعقوب وخلفها سيارة لبيبة بدران التي تتبعها سيارات رجال الأمن
هبط يعقوب مسرعا وأول ما قابله وسط الظلام الذي يتخلله ضوء السيارات هذه الفتاة الملقاه أرضا
جثا مسرعا بجانبها لتتعلق أنظار رفقة المشوشة به وأنفاسها متسارعة تحاول إلتقاطها وصدرها يعلو ويهبط
كان وجهها شاحب به ذعر لم يره بحياته
حمل رأسها برفق فوق ساقه لتتشبث به وتقبض على قميصه بقوة رغم هوانها التصقت أنظارها بوجهه وهمست بضعف وتعسر وقلبها يأكله الړعب على والديها
متسبناش
كان هذا أخر ما رأته بعدما فقدت أنظارها لسنوات عديدة
أسرع يعقوب ينحني وحملها ثم وضعها بسيارته والټفت نحو لبيبة التي أخذ رجالها يحملون يحيى ونرجس بداخل السيارة الأخرى ولم يتمكن وقتها من رؤيتهم والاطمئنان عليهم فقد تأكد أنه تم إنقاذهم هم أيضا
قالت لبيبة مسرعة
بسرعة على المستشفى يا يعقوب وإحنا وراك
حرك رأسه بإيجاب وقاد مسرعا حتى تم تسليمهم إلى المشفى وتكفلت لبيبة بجميع تكاليف علاجهم
ترقبت لبيبة حتى تأكدت من سلامته وخرج الطبيب لتتسائل
هما كويسين يا دكتور
قال الطبيب بإحترام
البنوتة إللي كانت معاهم في القسم التاني
والسيدة عندها رضوض والطعڼة موصلتش للأعضاء يعني مفيش خسارة بالنسبة للسيدة وزوجها
حالتهم مستقرة بس هما مش قابلين يرتاحوا وعايزين يروحوا لبنتهم
حركت لبيبة رأسها ثم ولجت للداخل فترى نرجس المڼهارة وزوجها الذي يحاول الوقوف وفور رؤيتهم لها قال والد رفقة بړعب
بنتي فين بنتي كويسة
قالت لبيبة بهدوء
كويسة الدكتور بيقول إنها بخير بس هي في قسم تاني براحتكم هي معاها فريق كامل يعتني بيها ومتخرجوش ألا ما تكونوا بخير
قالت نرجس بإمتنان
الله يجازيك خير مش هننسى إللي عملتيه علشانا أبدا إحنا مديونين لك بروحنا
أيدها يحيى وقال
ربنا بعتك لنا في الوقت المناسب يا مدام ودينك في رقبتنا ليوم الدين
شكرا جدا لك
رددت لبيبة باقتضاب
الحمد لله على سلامتكم
وخرجت ليقابلها يعقوب الذي تلوث قميصه الأبيض بدماء رفقة طالعته بلهفة متحسسه جسده وهتفت
يعقوب إنت كويس إنت انجرحت
قال وهو يسير للخارج
لأ أنا كويس
والدها ووالدتها بخير
أيوا بخير وفاقوا والبنت كويسة
أيوا الدكتور بيقول حالتها مستقرة بس لسه مفاقتش
طب يلا بينا إحنا عملنا إللي علينا هما كدا في أمان
عادت رفقة إلى أرض الواقع پصدمة لم تكن بالحسبان توسعت أعينها واندفعت نحو يعقوب تتحسس وجهه بعدم تصديق وهي تردد پبكاء
معقول إنت نفسك يعني إنت إللي أنقذتني اليوم ده أيوا أيوا أنا فاكره الملامح دي
بس إنت مش فاكرني يا يعقوب للدرجة دي ملامحي اتغيرت من وقتها أيوا أنا من وقتها مشوفتش نفسي لغاية دلوقتي
إنت لازم ترجع يا أوب مش تنسى وعودك ليا لازم ترجع علشان تفي بالوعود دي
مش وعدتني إنك هترجعلي بايا وماما وعدتني بكتير وإنت دلوقتي نايم هنا حتى مش بترد عليا ولا راضي تفتح عينك
بس أنا هنا مش هسيبك لغاية ما ترجع أنا مش هسيبك أبدا وهفضل أدعي ربنا وأنا واثقة إن مش هيرد إيدي أبدا
أنا كنت واثقة إن أوب مستحيل يسيب رفقة أبدا
اختلج الذي في صدرها وارتفعت صوت روحها وهي تتكلم من العين بهذه المعاني السائلة التي نسميها دموع
ولج الطبيب ليقطع تحدثها معه وقال بعملية
لو سمحتي يا مدام كفاية كدا النهاردة وغلط إللي بتعمليه ده لازم نتكلم بخصوص حالة يعقوب باشا
ابتعدت باضطراب عن يعقوب فأشار لها الطبيب حيث باب الخروج لتقول رفقة برجاء
ممكن بس تخليني جمبه وأنا بوعدك مش هعمل أي حاجة تضره
كانت لبيية تقف ثابته أمام اللوح الزجاجي الشفاف تشاهد ما يحدث بالداخل بأعين فائضة بالذكريات الحنظلية
لكن فور أن لاحظت الطبيب تحركت ودلفت للداخل وهدرت بحسم وثبات
هي مش هتسيب يعقوب ومش هتتحرك من جمبه أبدا وجودها هنا هيحسن حالته
استفهمت رفقة پألم
حالته!! هو يعقوب ماله وأيه إللي حصله !
شرح الطبيب بهدوء
يعقوب باشا دخل في غيبوبة نفسية وحابب أقول لحضراتكم بعض التعليمات المهمة
المړيض في الغيبوبة بيبقى حاسس بكل حاجة حواليه وبيفهم كل الإشارات
اتكلموا معاه واحكيله عن أحداث يومكم امسكوا إيده ولو في عطر معين أو ريحة بيحبها ياريت تكون جمبه وتعرفوه على نفسكم
هو دخل في حالة كره العودة للحياة ومش بيستجيب لأي مؤثرات طبية يبقى إحنا مش قدامنا ألا إننا نرجعه بمؤثرات نفسية يعني أتمنى السبب إللي اتسبب ليه في الحالة دي يتلاشى وينتهي
أنا مش بمانع وجود مدام رفقة بالعكس دا وجودها هيفيده جدا لازم يكون حواليه الأشخاص إللي بيحبهم
لم تستوعب رفقة ما يقوله الطبيب فكلماته كانت كأثقال الجبال جثمت على قلبها كررت بعدم فهم
غيبوبة!! وكره العودة للحياة أيه الكلام ده!!
خرجت وهي تلتفت من حولها پصدمة جمدت أطرافها لتجد سيدة مفترشة الأرض وبجانبها رجل يبدو أنه زوجها تبكي بمرارة وهي تردد اسم يعقوب علمت