الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 34 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

على أنه يستمع لحديثها من الأساس فقط الجمود 
بقلمسارة نيل
بعد مرور بعض الوقت انتهت كلا من نهال وآلاء من تزيين غرفة رفقة اردفت نهال بسعادة 
ما شاء الله الأوضة بقت تحفة وأحسن حاجة إننا عملناها باللون الأصفر لونها المفضل والفراشات والورد 
قالت آلاء بحماس 
فعلا بقت رقيقة أووي تشبه رفقة يلا بينا بقاا نخرج ونستناها برا أوضة العمليات تلاقيها خلاص قربت تخرج 
أيدتها نهال وهم يخرجان 
يلا بينا 
وفور خروجهم دلف يعقوب للغرفة المليئة بالنور والبهجة لكن هو كان يمشي كمن سلبت منه الحياة 
سار حتى توقف بجانب وحدة الأدراج المجاورة للفراش ووضع على سطحها ورقة مطوية أعلاها مفتاح عريض وبجانبهم باقة كبيرة من الورود الحمراء وأخرى من زهور الأقحوان المفضلة لديها 
شمل الغرفة بنظرة شاملة وهو يتذكر المخططات التي كان ينتويها 
تحدث قلبه وهو صامت لم يعد يستطع الوقوف يشعر أن قوته ستخونه 
يارب أنا تايه أنا عارف إن كنت دايما بعيد عنك بس هي علمتني القرب منك وخدت بإيدي وعرفتني على قدرتك وقوتك ورحمتك 
اتعلمت منها اليقين والثقة 
هي مؤمنة بيك حد المعجزة متعاقبنيش على بعدي عنك ببعدي عنها يارب في حاجات كتير أوي لسه عايز أعلمها معاها متحرمنيش منها يارب 
أنا حاسس بضعف وتوهان عمري ما حسيت بيه في حياتي أنا حاسس بالعجز 
يارب أنا بطلب معجزة يارب تحصل معجزة 
كان صامت حتى الحديث لا يقوى عليه يتحدث وهو صامت 
وخرج ببطء وهو يضع قبعة على رأسه وتميل على وجهه بدرجة كبيرة وقناع طبي على فمه وأنفه فانطمست ملامح وجهه 
على مقربة من غرفة العمليات وقف بأحد الزوايا النائية ووقف يترقب بقلب نازف 
بالداخل 
وقف الطبيب أمام رفقة الغافية وتنهد براحة وشرد في أغرب موقف مر عليه منذ عمله كطبيب 
عاد بذاكرته إلى ما حدث عندما قابلته لبيبة بدران وبقية خطتها التي لا يعلم المغزى منها 
أنا مستحيل أعمل كدا وأخون مهنتي مستحيل أأذيها 
نطقت لبيبة بحدة وقوة عجيبة 
وأنا مش هسمحلك أصلا تإذيها أنا لسه مخلصتش كلامي 
وخد تحذير مني البنت دي لو حصلها خدش بس مش هتكفيني روحك 
في كل الحالات تخرج بخير وبعيونها بتشوف بيها إياك ثم إياك يحصلها حاجة 
كل إللي بطلبه منك حركة واحدة قدام يعقوب توهمه إنك تبعي وإن اشتريتك 
توسعت أعينه پصدمة وردد بذهول 
طب ليه ليه تعملي كدا!! دا شكله ھيموت عليها 
ڠرقت أعينها في شرود عميق وهمست دون وعي 
لازم يحصل كدا لازم 
أفاقت وقالت بصوت واضح وبحسم 
وبالنسبة لتكلفة العملية فأنا حولتها على حساب المستشفى وحسابك والشيك إللي دفعه يعقوب باشا ميتصرفش ويرجع على حسابه 
وبحذرك للمرة الأخيرة البنت دي تخرج بخير واتأكد إنها كويسة جدا 
خرج الطبيب من شروده ينظر لرفقة التي ستبدأ مرحلة الإفاق لديها وجاء الوقت المرتقب لمعرفة ناتج الجراحة 
في الخارج كان يقف كلا من نهال وألآء التي قالت بتوتر 
هما اتأخروا ليه كدا ربنا يستر 
التفتت نهال من حولها وتسائلت بتعجب 
خلاص هانت ورفقة تخرج ويعقوب مش موجود يا ترى اختفى فين في وقت زي ده 
ومن ساعة ما إحنا وصلنا هنا وهو مختفي 
وما كادت أن تنتهي من حديثها حتى وجدوا الباب يفتح وخرجت رفقة التي بين الوعي واللاوعي ومن حولها الطاقم الطبي يدفعون الفراش المتحرك نحو الغرفة المخصصة لها 
بينما بعيدا بأحد الزوايا فور أن وقعت أعينه فوقها جأر قلبه وشعر بأوردته تكاد أن ټنفجر من فرط نبض قلبه المچنون 
كاد أن يركض تجاهها دون أن يشعر ويأخذها في رحابه لكنه تصنم بأرضه وهو يتذكر أن أي تصرف خطأ هنا صادرا منه سيعرض حياتها للخطړ فهي هنا مازالت وسط الذئاب 
توقف بقلب مكلوم وقد بات يشعر بوجود ألم عات بجانبه الأيسر 
نقلت رفقة لغرفتها بصحبة الطاقم الطبي ونهال وألاء الذين ساروا بجانبها بلهفة واضحة 
بينما يعقوب فتحرك خلفهم بحذر فقد ظهرت لبيبة ووقفت تنظر له نظرات غريبة غامضة جدا 
لكنه تجاهل كل شيء وصعد حيث غرفة رفقة ووقف على مقربة منها بأحد الزوايا المخفية 
بداخل غرفة رفقة 
أخذت تأن بضعف وتهلوس بكلمات غير
مترابطة كان أوضحها هو اسم يعقوب 
تتلفظه من بين أنتها الضعيفة 
استدارت نهال تسأل الطبيب بينما تدور بأعينها تبحث عن يعقوب بقلق متفاقم 
هي هتفوق إمتى يا دكتور وهي كويسة يعني هتشوف عالطول ولا أيه 
قال الطبيب بهدوء 
هي هتفوق عالطول يعني هي حالا بتفوق وأول ما تسترد وعيها هنبدأ نشيل الشاش واحدة واحدة ونشوف نجاح العملية 
بالنسبة للعملية محتاج أشرح لحد حالتها وإللي لازم يحصل والتعليمات فين يعقوب باشا 
تفاقم توتر نهال ودارت أعينها بالغرفة وهي تقول 
مش عارفة شكله راح يجيب علاج أو أي حاجة أكيد هيجي دلوقتي 
أنا أختها تقدر تقولي 
تنهد الطبيب وقال بهدوء 
أولا هي هتبدأ تشوف بضبابية يعني مش هتشوف بشكل طبيعي والرؤية بتتحسن تتدريجي خلال من شهر لتلاته يعني خلال ثلاث شهور بعد ما تفوق هيبقى في تشوش في الرؤية ودا طبيعي 
ولازم تتبع التعليمات ويكون في مرافق معاها دايما 
هتتجنب الفرك في العين والضغط عليها وأي مجهود بدني عڼيف طبعا هكتبلها على قطره وعلاج هتستمر عليه 
وهيبقى فيه واقي للعين علشان يحميها من أي كدمة أو دخول حاجة غريبة 
طبعا ممنوع دخول المايه لعنيها يدوب قماشة أو قطن مبلول مايه وتمشي بيه على وشها 
ولو خرجت في النهار هتلبس نضارة شمس علشان تحمي العين من أشعة الشمس المباشرة 
هي هتحس بصداع ودا طبيعي بعد العملية 
على الرغم من إن عمليتها بسيطة لكنها دقيقة وأهم من العملية الحفاظ عليها بعد الخروج من العمليات 
طبعا تبعد عن الضوء المباشر زي التلفزيون والموبايل 
التعليمات دي هسلمهالك مكتوبة ولازم يتم الحفاظ عليها 
حركت نهال رأسها بإيجاب وهي تحفظ كل كلمة قالها الطبيب 
بينما رفقة فقد أخذت تستعيد وعيها بشكل كامل لتهمس بتعب وهي تشعر بصداع حاد ودوار يطوف برأسها 
يعقوب أوب 
ركضت نهال وآلاء باتجاهها لتقول نهال بلهفة 
رفقة إنت كويسة 
قالت رفقة بصوت متحشرج وهي تتعجب لعدم سماعها لصوت يعقوب من بينهم 
أنا كويسة الحمد لله يا نهال 
اقترب الطبيب وتسائل 
مدام رفقة إنت حاسه بأيه 
أردفت بانزعاج وهي تتململ لتعتدل 
أنا عايزه أتعدل 
اسندها آلاء ونهال برفق لتقول ألاء 
على مهلك علشان مش تدوخي يا رفقة 
رددت رفقة پألم وهي تمسك رأسها 
راسي بتوجعني أووي عندي صداع فظيع 
أشار الطبيب للمرضة لتضيف إبرة بالمحلول المعلق بذراعها وأردف 
متقلقيش دا طبيعي ودي حقنة مسكنة هتسكن الصداع واستحملي الصداع كام يوم معلش 
وأكمل وهو يضع يده على الضماد المطوق لعينيها ورأسها 
دلوقتي تدريجي هنشيل الشاش وتقوليلي حاسه بأيه والرؤية أخبارها أيه 
عادت رفقة للخلف مسرعة كمن لدغها عقرب وقالت برفض شديد وقلبها يطرق پجنون 
فين يعقوب أنا مش سامعه صوته وأنا مش هشيل الشاش ألا ما يعقوب يكون موجود 
وأخذت تصيح باسمه 
يعقوب يعقوب إنت فين إحنا متفقين إن هو أول حد هتشوفه عيني 
هو فين يا نهال آلاء هو بيجيب علاج أو حاجة 
إزدادت حدة التوتر في الغرفة وقد عجزوا عن الإجابة وانتشر الصمت بالغرفة 
وجمت ملامح رفقة وازداد توترها وقد شحب وجهها لتهتف پجنون وهي تتحرك للوقوف فيسرع الجميع بإمساكها 
محدش فيكم بيرد ليه يعقوب فين هو حصله حاجة 
وجعلت تنادي بصوت أصبح على مشارف البكاء 
يعقوب يعقوب إنت فين إنت موجود وبتعمل فيا مقلب ولا أيه 
قال الطبيب بتحذير 
مدام رفقة لو سمحتي اهدي إللي بتعمليه ده غلط عليك وبلاش دموع أرجوك 
لازم نشيل الشاش علشان أطمن على عينك 
ثارت بشدة وصړخت بقلب مضطرب 
أنا مش هشيله ألا في وجود يعقوب 
محدش فيكم راضي يقولي هو فين ليه 
تشجعت نهال وجلست بجانبها وهي تراها على مشارف الإنهيار 
بصراحة يا رفقة يعقوب اختفي مرة واحدة من بعد نص ساعة من دخولك العمليات ومحدش يعرف هو فين 
سقط قلب رفقة وشحب وجهها شحوب الأموات وتمزق قلبها ۏجعا من سماع هذه الكلمات جمعت كلماتها بصعوبة وأخذت تقول بتقطع وعدم فهم 
مش فاهمة قصدك أيه يعني حصله حاجة يعقوب 
لاحظت آلاء ما فوق وحدة الأدراج لتمد يدها متسائلة بفضول 
أيه ده !!
اتجهت أنظار نهال نحوها وأسماع رفقة التي قالت بلهفة 
في أيه يعقوب جه 
رددت آلاء وهي تفتح الورقة 
لأ دي ورقة كانت محطوطة جمبك وباقة كبيرة ورد أحمر وباقة من زهور الاقحوان ومفتاح 
أسرعت نهال تقول 
طب أيه مكتوب في الورقة !
أخذت آلاء تقرأ بصوت مرتفع ما جعل المۏت يجثم على قلب رفقة 
رفقة حبيبتي الأبدية يا من أعادت الحياة لقلب يعقوب البائس 
لغاية هنا وصلتك لبر الأمان تقدري تكملي من غير ما تحتاجي لحد بخروجك من أوضة العمليات هيكون كدا يعقوب إنتهى 
خدي بالك من نفسك وعايزك تفضلي سعيدة ومبهجة زي ما عرفتك 
المفتاح إللي جمب الورقة مفتاح بيتك هتلاقي عقد تمليك الشقة في مكتبي وكل حاجة هتحتاجيها كدا أنا أمنت عليك ومحدش هيقدر يقرب منك 
خليك بخير دايما وعيشي حياتك وكل إللي اتحرمتي منه بس أوعي تنسي أوب 
إنت ډخلتي الحياة لقلب يعقوب وعشقك ومن بعدك قلبه اتكسر وماټ 
يعقوب
وضعت نهال كفها فوق فمها پصدمة بينما انزلقت دموع ألاء وهي لا تصدق ما قرأت 
بينما رفقة الكلمات وجميع حروف العربية تقف عاجزة عن وصف ما تشعر به 
استقامت فجأة ليهاجمها دوار عڼيف لتمسك رأسها بكفيها وهي تترنح وصړخت پجنون بينما تضحك بهسترية وشهقاتها العالية تمزق القلوب 
يعقوب يعقوب لا لا مستحيل هو وعدني بحاجات كتيرر يعقوب قال مش هيسيب رفقة وإن هو أهل رفقة 
يعقوب رد عليا يلا قولي دا كلام كڈب هونت عليك يا أوب هانت عليك رفقة 
طب ليه ليه دا أنا مليش حد غيرك 
قال الطبيب وهو ينظر لحالتها پصدمة 
كدا غلط يا رفقة خطړ على عينك إللي بتعمليه ده 
نهال وألاء يحاولون جعلها تجلس واثنين من الممرضات لكنها أخذت تقاومهم بشراسة ليشير لهم الطبيب بتركها كي لا تبذل مجهود عڼيف ووقف الجميع حولها لتلقفها ومنعها السقوط إثر ترنحها 
أمسكت رأسها وحركته بنفي وهي تهتف دون تصديق 
لا لا يعقوب ميعملهاش يعقوب بيحب رفقة مستحيل يسيب رفقة أصلا هو وعدني بكدا 
بتقولي أكون سعيدة طب إزاي إزاي يا يعقوب 
دا بر الأمان إللي بتقول عليه 
عملتلي العملية علشان تسيبني ياريتني فضلت عميا يا يعقوب 
لا لا مستحيل رفقة تهون على يعقوب هما أجبروه أيوا أكيد أجبروه وهددوه بيا 
هو مستحيل يعمل كدا من غير سبب 
أنا واثقة في يعقوب واثقة فيه 
وفور أن تلفظت أخر كلمة لم يستطع الواقف أمام باب الغرفة الصمود وتحرك يبتعد عن الباب ليستند على أحد الجدران وأخذ يبكي بكاءا شديدا وقلبه ېحترق كمدا 
بكاءا لم يبكيه حتى حين سافرا والديه وعاش بدونها 
يستند بعجز على الحائط وهو يشعر بأن أقدامه لم تعد صامدة لحمله 
يشعر بروحه تفارقه نعم قد فارقته 
تحرك يخرج بجسد متهدل وبخطى بطيئة يخرج بدون روح نعم فلقد تركها خلفه 
كانت على بعد منه خلفه تقف لبيبة التي استمعت لكل ما حدث 
قبضت على يديها بشدة حتى جرحت أظافرها جلدها أعينها كانت تحمل الكثير من المجهول والآن قد أخذت إجابة ما تريد معرفته 
سارت خلف يعقوب الذي
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 44 صفحات