الخميس 12 ديسمبر 2024

فلبي متكبر بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

الرسول قلنا إن صفاء القلب سبب في مغفرة الله لما قال صل الله عليه وسلم في الحديث ثلاث من لم يكن فيه غفر له ما سواه لمن شاء من ماټ لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد
على أخيه وبس كدا دي أسبابي يا سي يعقوب فمفيش أي سبب يخليني شايله في قلبي وأنا كدا ارتاحت 
كان يعقوب ينظر لها بانبهار ويسأل نفسه أي نقاء هذا أي
طهارة قلب تلك !! لقد فاق النهاية في عشقه لها لم يعد هناك المزيد لقد
ضعضعت كل حصونه حقا 
تعجبت رفقة من صمته لتتسائل بتعجب أوب انت ساكت ليه 
جذبها يعقوب إليه وقبل مقدمة رأسها وباطن كفها وردد بصدق أنا مش عارف أنا عملت أيه حلو في حياتي علشان ربنا يرزقني بيك يا رفقة 
الحياة قلبك مكانتش حياة يعقوب قبلك مكانش عايش 
تخضبت وجنتيها بالشفق لتقول بخجل
خلاص بقاا يا أوب أنا عارفة إن حاجة محصلتش 
قهقه يعقوب وقرص وجنتيها وقال متسائلا بمكر 
بس أنا سمعت إنك كنت هتتجنني من خۏفك عليا 
أردفت بمزاح
اجمل الروايات الرومانسيه
بيني وبينك كنت خاېفة أوي ليحصل حاجة لعيونك وتبقى
زي ساعتها يا حسرة هنقعد نطقش في بعض زي البطيخ وكانت
هتبقى حكايتنا حكاية بس المشكلة كان مين هيعملي الأكل والوصفات اللي ناويين نجربها يا نهار دا أنا كان ممكن يحصلي حاجة أمال البانيه والحوواشي والمكرونة بالبشاميل وغيره وغيره دا كله هيروح فين لا لا مش قادرة أتصور 
عيني 
بقلم سارة نيل 
لبيبة هانم إحنا وصلنا للسبب إللي علشانه عايز يعقوب
باشا المبلغ ده كله 
همهمت لبيبة بصمت وهي مازالت على وضعها فأكمل الرجل
يقول 
عملية خاصة برفقة علشان ترجع تشوف 
وعرفنا ميعاد العملية بعد يومين ورغم إللي حصله هو
مأجلهاش 
قالت بثبات
تمام هتنفذ إللي هقولك عليه بالحرف 
وأخذت تملي عليه بعض التعليمات المهمة جدا والذي جعلت أعين الرجل تتسع پصدمة لكنه التزم الصمت ثم أشارت إليه بالانصراف 
رددت بأعين شادرة البنت دي بقت خطړ على يعقوب 
ران على قلبه الړعب عندما وقعت أعينه فوقها فور أن دلف الغرفة ووجد وجهها غارق بدموعها الصامته 
قطع الخطوات التي تفصله عنها بلهفة وجلس على أعقابه أمامها وهو يهتف بلهفة وأصابعه تعمل على محق دموعها البلورية بحنان 
رفقة حبيبتي مالك في حاجة ۏجعاك ليه الدموع مين زعلك 
كان شعرها متوسط الطول يكلل وجهها وينبسط فوق ظهرها رفعت أصابعها ترجع خصلاتها للخلف وابتسمت من بين دمعها تقول بشوق 
بابا وماما وحشوني أوي يا يعقوب وحشني وجود ماما ولمساتها على حياتي ويومي ودلال بابا ليا لما كان بيقعد ويسرحلي شعري ويعملي تسريحات مختلفة 
قلبي واجعني عليهم والۏجع مخفش بعد مرور السنين دي كلها 
حړقة قلبي لسه زي ما هي 
حزنها ودموعها شواظ من ڼار تسقط على قلبه لا يطيق حزن قلبها يود أن لو يستطيع إعادة عجلة الزمان ويمنع حدوث ما حدث أو لو أنه بقى بجانبها منذ هذا الحين ولم يتركها 
أستتذكره عندما يعود نور أعينها أستذكر ذاك الوجه الذي طل عليها من وسط الظلام بينما هي راقدة بحالة اللاوعي أستذكر تشبثها بقمصيه ونظرات الرجاء التي ملأت جفونها وكلمتها المتقطعة حينهامتسبناش 
وقتها كانت مازلت صغيرة وقد تبدلت وتغيرت ملامحها لذلك لم يتعرف عليها لكن ملامحه مازالت كما هي فقد كان في أخر سنوات جامعته لم يتغير سوى مسحة البرود التي نقشت فوقها وبعض الجفاء والبؤس الحزين أستذكر ملامحه من وسط الضباب في يوم الحاډث!!
انحنى يضع قبلة حنون بباطن كفها ثم اعتدل وانحنى يحملها برفق بين ذراعيه وخرج بها من الغرفة 
أجلسها أرضا وتحرك يجذب بعض الأشياء ثم جلس خلفها 
قبل رأسها من الخلف وقال بوعد 
هبدأ أدور على أهلك يا رفقة ووعد مني مش هسيبهم أبدا 
وأكمل بمرح وهو يتحسس خصلاتها العسلية برفق يخلل أصابعه بينهم بنهم 
أما نبدأ نعمل إللي عمي يحيى كان بيعمله أما نشوف رأيك فيا وهعرف ولا لأ 
ضحكت بسعادة وهي تستعد بحماس بينما ترفع رأسها وقالت پخوف 
بس إنت تعبان يا أوب متجهدش نفسك علشان مش تدوخ 
قال بلامبالاة وهو يضع الفرشاة ذات الأسنان الناعمة لتجري بشلال العسل المموج برأسها 
أنا مش متعود إن أنام عالطول كدا وبعدين أنا زهقت وإنت حاكمه عليا أفضل في السرير وأنا مش بحب كدا وأنا الحمد لله بخير جدا وفي أفضل الأحوال من ساعة ما رجعنا البيت وأنا نايم المهم قوليلي إنت عايزه تسريحة أيه أعملك ضفيرة 
حركت رأسها بنفي وقالت بسعادة 
لأ مش ضفيرة عادية اعملي ضفيرة السنبلة 
بتعرف تعملها !
توتر يعقوب وقال متنحنحا 
ااه ااه طبعا بعرف دا مفيش أسهل منها 
ابتسمت باتساع ورفعت رأسها بحماس مردفة 
يلا وريني إبداعك بقاا يا أوب 
مسح على وجهه باضطراب وظل يعيد ويكرر مرور أصابعه بشعرها وخفية أخرج هاتفه وفعل وضع الصامت وأخذ يبحث في صندوق البحث طريقة عمل ضفيرة السنبلة 
فتح أحد مقاطع الفيديو وأخذ يطبق ما يراه ببطء 
ابتسمت رفقة باتساع واستمتاع لما يفعله وبدأ النوم يتغلغل لجفونها 
تنهدت براحة وقد مرت ثلاثون دقيقية ويعقوب في عالم أخر مع هذا البلاء الذي يمسى السنبلة عاقد جبينه وبين عينيه بتركيز لم يفعله من قبل 
تنهد براحة أخيرا وقال بسعادة 
أخيرا الحمد لله عملتها 
رفع الصورة بالهاتف يضعها بجانب رأس رفقة ليشعر يالإحباط وهو يرى أنها بالكاد تحمل ملامح بسيطة لما قامت به السيدة لكنه تمتم برضا 
حلو بردوه الله عليا فنان يا يعقوب 
كتمت رفقة ضحكتها ورفعت أصابعها تتحسس رأسها بهدوء تحت ترقب يعقوب أردفت بإعجاب وتقدير توج حروفها 
تسلم إيدك يا أوب سنبلة غالية على قلبي 
حاوطها يعقوب بحنان وقال مقبلا رأسها 
وإنت أغلى أرنوب في حياة يعقوب يلا هتعلم فيك علشان أبقى أعملها لبناتنا 
قالت بامتنان وهي تشعر بتميمة الحب التي دارت بأفلاكها 
ربنا يديمك ليا يا أوب قولي إنت حطيت أكل لرين!
أيوا يا ست البنات حطيت 
تذكرت شيء ما ثم استقامت مسرعة وهي تتحسس طريقها وتتوجه باتجاه المطبخ 
سار يعقوب خلفها لتتسائل وهي تبحث في خزانة المطبخ 
مفيش هنا عيش ناشف أو أي حبوب يا يعقوب 
أخرج لها بعض الخبز الجاف ووضعه بين يديها لتقوم بتفتيته فقال باستفهام متعجب 
عايزاه ليه يا رفقة ما أنا قولتلك حطيت لرين أكل 
قالت بتوضيح وهي تتجه نحو الشرفة 
لأ يا أوب أنا مش عيزاه علشان رين أنا هحط الطبق ده في البلكونة دايما للعصافير 
أنا اتعودت أعمل كدا لأن ماما دايما كانت بتعمل كدا وفي بيت خالي كانت نهال بتساعدني وبنحطه على صدفة الشباك إللي كنت بنام تحته متتخيلش بقاا صوت العصافير الصبح بيبقى عامل إزاي حاجة أخر بهجة بجد يا أوب 
طالعها بفخر وحب وعشق عميقان وارتجف جسده بخفقان قلبه وهو يود أن يعلم ويتشرب أدق التفاصيل بحياة رفقة لديه نهم غير طبيعي في معرفة كل أمر يخصها حتى وإن كان من وجهة نظر الجميع شيء ليس بالضروري 
جلس على أحد مقاعد الشرفة وجلست هي بجانبه بعدما ساعدها بوضع الطبق في مكان مناسب وبعدما دلف للداخل وقام بصنع القهوة المثلجة لها وله وجلسوا يتسامران في جو مليء بالمرح والسعادة والعشق بينما أواني الزهور تحاوطهم وقد فاح عبقها 
تسائل يعقوب بفضول 
قوليلي يا رفقة إنت أيه حلمك يعني نفسك تبقي أيه أو لك مثلا هواية معينة 
رفرفرت بأعينها وتوسع فمها بإبستامة مشرقة وهتفت بحماس وهي تتحدث بينما تحرك يديها بطريقة عشوائية 
أنا خريجة لغات وترجمة قسم اللغة الفرنسية 
بس أنا تعرف نفسي في أيه وأيه موهبتي 
دبلجة الكرتون الأصوات الكرتونية يعني بعرف أقلد الأصوات بشكل كبير جدا 
اسمع كدا 
ثم أجلت حلقها وبدأت تقلد الأصوات بصوت مختلف تماما جعل أعين يعقوب تتسع پصدمة ومفاجأة 
أنا لست جين الأرنبة أنا آن شيرلي تنتهي بال وأنا لست مثلكن أنا مختلفة عنكن أيتها الحثالة القادمة من الشوارع كانت لي غرفتي الخاصة أبي وأمي كانا مدرسين محترمين إنني أحفظ أشعار براوننج وقرأت لشكسبير أيضا 
روميو قالها في روميو وجوليت ما لم يختبر الألم يسخر من جراح الأخرين 
كلكن جهلة وخاليات من الخيال ولا تعرفن من هو شكسبير لهذا من السهل
أن تسخرن من الأخرين إنني احتقر كل من في هذا المكان أنا احتقركن جميعا اتفهمن ما أقوله أنا أفضل منكن أيتها الفتيات اللاتي لا يشعرن بألآم الأخرين 
رفعت رأسها له بخجل وقابلها صمته المزين بإعجابه الذي يتنامى وعيناه تدوران عليها دون كلل قالت بخفوت 
دي آن في البراري الخضراء 
وواصلت بصوت مختلف 
أتعلمان!
هممم أود أن أكون ما خلقني الله لأجله 
آآه لا أفهم ما تقولين 
أما أنا فسأصير كاتبة 
كاتبة!!
أجل وأتمنى أن يقرأ الناس في كل مكان قصائدي وقصصي سأكتب قصصا تدفع قارئيها لإخبار من حولهم عنها هذا ما أطمح إليه 
تنهدت وقالت وهي تبتلع ريقها 
ودي إيميلي 
وواصلت تقول بصوت مختلف تماما 
وهل لديك وقت للقراءة يا آنسة!
يجب عليها أن تجد الوقت للقراءة فالقراءة تغني العقول وكما تعلم ميزان الشخص عقله لا مظهره 
ورددت وقد تنامت نظرات الفخر بأعين يعقوب 
ودي ريمي 
وقالت للمرة الأخير وقد تكاثر شغفها واتقد 
مهما كانت الظروف صعبة نحن لها 
أيوااا اديني أكتر 
قالت بإبتسامة 
ودي حاجة بسيطة لتيمون 
وبس كدا دي بعض الأصوات كانت نهال بتساعدني وسجلتلي كام مرة وجالي عرض شغل من قناة كرتون واشتغلت حاجة بسطة معاهم بس الموضوع كان عايز وقت ودعم وبصراحة مش لقيت فانسحبت بس لسه الشغف جوايا 
وكمان وأنا صغيرة كان عندي شغف بالفن الإسلامي لو تسمع عنه وكنت برسم كتير فيه 
وماما وبابا كانوا بيشجعوني جدا 
ترنحت أنامله بحنو على وجنتيها وقال بنبرة يغمرها الكثير والكثير 
حتي أحلامك وموهبتك مميزة تشبهلك يا رفقة أنا خلاص معاك وبوعدك إن كل الأحلام إللي على قيد الإنتظار هتتحقق كلها 
انتظرت كتير أووي العوض يا رفقة وما أجمل الإنتظار عندما تكون نهايته أنت 
همست له برقة مفعمة بالمشاعر 
لا أعلم كيف بدأت قصتي معك ولكنني أدرك جيدا أنك أصبحت أغلى من روحي 
وأنت أصبحتي أغلى من الروح يا حبة القلب ونور العين 
ابتسمت بخجل لينظر لها بأعين ضيقة وقال فجأة 
قوليلي بقاا أيه حكاية اسم أوب !!
بقلمسارة نيل
يا ترى مين رجع هنا يا عفوف !
كانت جالسة بصدر الردهة تبكي قهرا على ابنتيها فقد تم إخراجهم من المشفى بعدما حدد لهم الأطباء الكثير من العمليات التجميلة وأخرى بأعينهم وهم لا يملكون حتى القليل من الأموال 
لكنها وسط لجة حزنها وبكاءها اخترق أسماعها هذا الصوت المألوف اعتقدت أنها تتوهم فرفعت أصابعها تدلك رأسها بإرهاق 
لكنها أدركت أنها بأرض الواقع حين شعرت بيد دافئة على كتفها 
رفعت رأسها ببطئ لتقع أعينها على أخر شخص توقعته همست پصدمة وأعين متسعة بينما قلبها فأخذ يسبح في فضاء السعادة 
راجح !!!
وقفت بأقدام مرتعشة وأعينها تجري على ملامحه الغالية المحببة لها إنه ولدها الغالي الغائب 
ابتسم هو ببشاشة ثم اقترب يأخذها في عناق واسع وهو يردد بتنهيدة مرتاحة 
أمي عفاف 
طوقته بذراعيها تحتضنه بقوة وهي تبكي بكاءا شديدا وتقبل كل جزء بوجهه
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 44 صفحات