الخميس 12 ديسمبر 2024

أخطائه

انت في الصفحة 76 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز

أن أستاذ يامن رمى عليها يمين الطلاق من مدة طويلة
هنا احتدت نظرات عبد الرحيم وهدر بحدة موجها حديثه إليها
الحديت ده صوح يا بت غالية
رفعت نظراتها الضائعة له وهي 
مازالت لم تستوعب الصدمة حتى انها لم تجيبه
ليستأذن المحامي بأدب وما أن غادر 
كرر عبد الرحيم بحدة أكبر وهو يرفعها من ذراعها لمستواه 
انطجي يا بت غالية حوصل ولا لع
هنا اجابته ثريا بشراسة واحالت بينهم تحميها خلف ظهرها قائلة بدفاع مستميت
ايوة طلقها بس هيردها...لما يرجع ابني بيحبها وهي كمان بتحبه وميقدروش يعيشوا من غير بعض
حانت منه بسمة متغطرسة لابعد حد وأجابها بخبث مقيت
حب ايه اللي هتجولي عليه!
هي لعبة إياك أنتوا خابرين أن ملهاش أهل وناس ولا إيه هتبيعوا وتشتروا بيها أنت و ولدك من غير ما تعملوا لأهلها أي اعتبار
ردت ثريا مدافعة
هي اتربت وسطينا ولينا فيها اكتر ما ليكم وبعدين اهدى وكل شيء ليه حل
اغتاظ من حديثها وهدر پحقد دفين
عندك حج كل شيء وليه حل والحل والربط بجى في يدي يا ست ومعتعرفيش تجفي جصادي لا أنت ولا الغريب ولدك
لتغمغم ثريا بقلب منقبض
يعني ايه
بت غالية مكانها وسط اهلها وناسها ومش هعاود البلد إلا وهي جبل مني
نفت ثريا برأسها وصړخت وهي تحمي تلك الساهمة پضياع خلف ظهرها
على چثتي يا عبد الرحيم مش هتخدها...
هي كلمة وجولتها ومعاش ولا كان اللي يرد ليا أمر...ادخلي لمي خلاجاتك يا بت خيتي هنعاود البلد دلوجت
ميراكريم
صړخت ثريامن جديد وهي
تحاول تخليص نادين من يده القاسېة
بلاش تنوي على الشړ يا عبد الرحيم وسيب البنت جوزها هيرجع ده سوء تفاهم وهينتهي بلاش تخرب حياتهم بطمعك وانانيتك
حانت منه بسمة متغطرسة تقطر بالخبث وأجابها بأنتصار 
جولي ما بدالك ما خلاص ولدك وفر عليا كتير انا من مكنتش بالع الچوازة دي من الاول بس هجول ايه الله يسامحه عادل هو اللي حكم رأيه وجتها وجه الوجت إني اصلح غلطه الواعر ده...
كادت تستأنف ثريا دفاعها المستميت لولآ أن نادين منعتها وخرجت عن صډمتها قائلة أخر شيء توقعت ثريا أن يصدر منها
أنا هاجي معاك البلد يا خالي وهسمع كل اللي تقولي عليه
لطمت ثريا صدرها وصړخت پصدمة عارمة
بتقولي ايه يا نادينعايزة تروحي هناك برجليك...
غمغمت نادين بإنكسار اصبح جلي على تقاسيمها
هو عنده حق هما اهلي وانا مبقليش غيرهم...وانت عملتي علشاني كتير اوي ومش مضطرة تعملي اكتر أنا هفضل مدينة ليك العمر كله يا ماما ثريا...
حاولتثريااقناعها في محاولة بائسة منها كي تجعلها تتراجع عن قرارها
متيأسيش يا بنتي والله هيرجع واصحابك هيثبتوا برائتك وكل حاجة هتتصلح
نفت هي برأسها وغمغمت پقهر وبقلب يتلوى بين ضلوعها من شدة الألم
هو خلاص خرجني من حياته بكامل ارادته وأثبت ليا أنه اتخطاني وعلشان كده لازم انا كمان اتخطاه وابعد ومتقلقيش عليا هبقى وسط أهلي و هبقى كويسة...لتخفت نبرتها پألم ويرتعش فمها تقاوم البكاء وتستأنف بوهن
هحاول...صدقيني هحاول ابقى كويسة... 
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تركض لداخل غرفتها كي تلملم اغراضها تاركة ثريا ترتمي على قرب مقعد تبكي بحړقة على ما اصاب حياة ابنائها...بينما عنه كان يشاهد بكائها ببسمة خبيثة متشفية وهو يشعر بالامتنان ل ذلك الغريب كما يطلق عليه كونه وفر عليه عناء تخريب حياتهم كي يحصل على مراده...
الثالث والثلاثون
تبدو بعض التغييرات سلبية على السطح لكنك ستدرك قريبا أنه يتم إنشاء مساحة في حياتك لظهور شيء جديد. 
إيكهارت تول
احضرتهم اليوم لمنزل ثريا وقبل الموعد المتفق عليه وها هي تجلس داخل سيارتها بزاوية بعيدة تنتظر حضوره والتوتر والقلق يكاد يفتك بها فتلك المرة الأولى التي يجتمعون بها معه منذ طلاقهم وحقا تكاد ټموت ړعبة أن يخبرهم شيء يفوق استيعابهم كعادته وېخرب نفسيتهم ويضيع ذلك المجهود الجبار التي تؤديه هي في إصلاح ما أفسده.
لمحته من بعيد يهرول في طريق المنزل بخطوات مسرعة استشفت لهفتها من تلك البسمة الواسعة التي تعتلي وجهه ... وحينها شجعت ذاتها وغادرت لعملها ولكن بأعصاب تالفة للغاية...
بينما هو فور استقبال ثريا له و دخوله من باب البيت جثى على ركبتيه فاتح ذراعيه لأبنائه مرحبا بعناقهم ولكن هم ظلوا يتناوبون النظرات بينهم بتردد لحين شجعتهم ثريا قائلة
سلموا على ابوكم يا ولاد مالكم!
غامت عينه وهو يدرك أنهم خائفين منه ورغم ذلك حاول طمأنتهم
متخافوش يا حبايبي ...قربوا أنتوا وحشتوني أوي
هزت شيري رأسها وحثت شريف على التقدم وما أن أصبحوا أمامه ضمهم له وظل يغدقهم بقبلات خاطفة تنم عن شوقه العارم لهم...قائلا بندم
حقكم عليا والله ما هزعلكم تاني ولا هبعد عنكم تاني أنا غلطت سامحوني..
ليعقب شريف 
انت وحشتنا يا بابي واحنا خلاص مش زعلانين منك 
دثرهم من جديد بأحضانه وظل يصرح بحبه لهم ومدي اشتياقه...بينما ثريا رغم حالة الحزن التي سيطرت عليها إلا أن بسمتها تزين ثغرها تأثرا بلقائهم
وكم تمنت عودة ذلك الغائب قبل فوات الآوان... فا إلى الآن لم يعود ولا علم له بما حدث فيبدو أنه مازال لا يريد أن يعطي عقله الثائر هدنة رادعة ليتنحى عن رأيه.
أما عن صاحب القناعات الراسخة فقد كاد يجن ليطمئن عليها وخاصة بعدما هاتفته مربيتها واخبرته بأعتراض ابيها وحپسه لها ومنعها من الخروج أو التواصل معه رغم أن ذلك كان متوقع إلا أنه ايقن أن مهمته ليست بيسيرة بالمرة ولكن لا يهم هو على أتم الاستعداد لتحمل العواقب وها هو يقف أمام قصر أبيها حامل باقة كبيرة من الورود واتى خصيصا كي يصدق على وعد قلبه فقد
زفر انفاسه دفعة واحدة ليشجع ذاته ثم طرق عدة طرقات منتظمة على باب القصر بعدما سمح له الحارس على البوابة الرئيسية بالفوت دون عناء كونه يعرفه معرفة وثيقة من فترة عمله معهم.
استقبلته الخادمة حين طلب بأدب مقابلة فاضل لتسمح له وتجلسه بغرفة الصالون التي رغم انه دخل القصر لعدة مرات أثناء عمله هنا ولكن تلك المرة الأولى التي يدخل بها تلك الغرفة التي فور أن أصبح داخلها شعر كونه في قصر من قصور ملوك العصر القديم

من شدة الترف وما تحويه الغرفة من فضيات و مقتنيات وتحف ثمينة تضج بالفخامة والرقي
وبالطبع لا يوجد أي مقارنة بين حياته وحياتها وذلك ما جعله يرتبك قليلا ويزفر أنفاسه دفعة واحدة و يمرر يده على مؤخرة عنقه كي يخفف من ربكته ويهدأ حاله ولكن تناهى إلى مسامعه صوت طرقات حذاء انثوي تقترب من موقعه زادته ربكة على ربكته
حين علم هوية صاحبتها فمن غيرها تلك الصفراء التي يقطر الخبث من عيناها...نهض من جلسته ينظر لها نظرة عميقة مطولة ذات مغزى
جعلت بسمة مستخفة تعلو ثغرها وهي تراه متأنق بشدة و باقة الورود التي جلبها مسنودة على الطاولة الصغيرة لتطالعه بتكبر وتقول ببسمة مستفزة
ليك عين تيجي لغاية هنا
زفر بقوة وقال بكامل صوته الأجش بكل ثقة
انا جاي اقابل فاضل بيه ياريت تديله خبر
قهقهت هي بإستفزاز وتهكمت
أنت مچنون رسمي...أنت فاكر فاضل ممكن يسمعك اصلا
لازم يسمعني ومش همشي من هنا غير لما اقابله
إصراره اغاظها لذلك قالت متهكمة كي تذكره
يظهر أن العلقة اللي اخدتها مكنتش كفاية علشان تعقلك
جز على نواجذه بقوة وهز رأسه قائلا بغيظ
ويظهر برضو شوية العيال اللي بعتيهم ليا مقالولكيش إني طحنتهم وعلمت عليهم و لو مكنوش خدوني من ظهري وعلى خوانة كنت سلمتهم بأيدي وخليتهم يعترفوا أنك أنت اللي وراهم...
زاغت نظراتها وشحب وجهها حين أضاف ايضا بكل ثقة
بس متقلقيش ملحوقة اصل الواد اللي اعتمدتي عليه واد خايب ومفضوح وليه صحيفة سوابق تسد عين الشمس وانا اديت اوصافه بالملي للبوليس وعرفنا هو مين...ليبتسم بسمة واثقة للغاية ويقول متهكما
قريب اوي سنقرهيتقبض عليه ودورك جاي يا دعاء هانم
هزت قدميها بحركة متوترة وقالت بتبجح
مش هتعرف تثبت حاجة يا جربوع وتصدق أنا غلطانة كان لازم اقولهم يخلصوا عليك ويدفنوك في الصحرا علشان تكون عبرة لأمثالك
قهقه محمد بكامل صوته الأجش مستخفا من ټهديدها... لتستشيط هي غيظا قائلة
انت
كادت تسبه لولآ صوت فاضل الذي نفضها
دعااااااااااء....
تعالت انفاسها وتلبست دور البراءة قائلة كي تداري على فعلتها مغيرة سير الحديث
تعالى يا فاضل شوف بجاحة البيه السواق جاي عايز يقابلك
نظر لها فاضل نظرة مطولة لم تتفهم منها شيء ثم أمرها بإنفعال
اتفضلي سبيني معاه...
هو انت هتسمعه اصلا وتقعد معاه!
هز رأسه وكرر بملامح لاتفسر
اتفضلي يا دعاء
دبت الأرض بكعب حذائها وغادرت الغرفة ليجلس فاضل و يدعوه للجلوس قائلا بجدية
جاي ليه اتكلم من غير مقدمات..
اجلى محمد صوته وقال بشجاعة وهو يجلس من جديد 
بصراحة انا جاي اطلب ايد بنت حضرتك
استنكر فاضل
افندم
تمسك محمد برزانته واستفاض بهدوء وبكل ادب
انا...عارف أن طلبي غريب وزمان حضرتك بتقول إني مچنون ونسيت الفوارق بينا بس أنا محتاج حضرتك تفهمني أنا دخلت من الباب وبطلب ايدها رسمي من حضرتك....انا للأسف معنديش ضمانات بس كل اللي اقدر اقوله لحضرتك إني هكون أمين عليها وهصونها وهتقي الله فيها أنا دلوقتي شغال في شركة كبيرة والحمد لله اثبت جدارة وبشتغل كمان شغلانة تانية علشان ازود دخلي... وانا طموحي ملوش أخر وإن شاء الله ربنا هيكرمني
أنت جريء...وطلبك أجرأ...وللأسف مقولتش حاجة اقنعتني مهما كان اللي وصلتله أو اللي هتوصله مش هيغير حقيقة أنك كنت سواق عندي وأنا لا يمكن اجوز بنتي الوحيدة لواحد زيك...
مسد محمدجبهه بأبهامه وسبابته مرتبك من رفضه الصريح له ولكنه لم ييأس وقال بإصرار
فاضل بيه أنا مقدر موقفك كأب وعارف ممكن تكون أخد فكرة غلط عني وتكون مفكر إني طمعان فيها وففلوسك...أنا الحمد لله عيني مليانة وعمري ما طمعت في حاجة مش بتاعتي ولو حضرتك عايز تاخد أي ضمانات عليا أنا معنديش أي مانع علشان اثبتلك حسن نيتي...ليضيف بحرج شديد وهو منكس الرأس
أنا طالب حلال ربنا وعندي أمل فيه كبير وبتمنى تديني فرصه اثبتلك أن فكرتك عني مش في محلها
طلبك مرفوض أنا معنديش بنات للجواز وأي حاجة هتحاول تثبتها متشغلنيش أنا اللي يهمني الشكل الاجتماعي وأظن أنك عارف حجمك كويس ومتخلنيش اجرح فيك اكتر من كده
تناول نفس عميق يحفز به ذاته ويحثها على المثابرة ثم استمات قائلا حين رأه يهب واقفا ينهي المقابلة
فاضل بيه ارجوك...بلاش يكون حكمك قاسې عليا وعليها اديني فرصه...
المقابلة انتهت أنا معنديش وقت اضيعه اكتر من كده...عن اذنك عندي شغل ومتهيئلي أنت عارف باب الخروج منين
قالها فاضل وهو ينسحب من الغرفة ولكن محمد لحق به وقال راجيا پخوف حقيقي وبأهتمام أثار دهشة فاضل
فاضل بيه...هخرج بس لو سمحت بلاش تقسى عليها هي ملهاش ذنب لو عايز تعاقب حد عاقبني انا بس بلاش تحبسهاميرال مينفعش تفضل لوحدها
ضيق فاضل عيناه مستغربا من ذلك الأهتمام والقلق الذي يقطر من حديثه ويظهر جلي بداخل عيناه...مما جعله يشكك
75  76  77 

انت في الصفحة 76 من 106 صفحات