حمايا من الفصل السابع عشر الى التاسع عشر
وجد ذاته يضرب بقرارات عقله وبحدود منطقه عرض الحائط
وهمهم قائلا دون أن يحيد نظراته عن الطريق
بتحبي البامية
استغربت سؤاله ونظرت له بطرف عيناها دون ان تجيب ليباشر هو حديثه بنبرة مشاكسة
براحتك أصل البت شهد عليها طاجن بامية أنما أيه تاكلي صوابعك وراه وياسلام بقى لو بالليمون ... بس ياخسارة مفيش نصيب وطلعتي مش بتحبيها
بحبها واوي كمان بس يظهر أنك بخيل ومش عايز حد يشاركك في الطاجن
قهقه بقوة بتلك الضحكة الخشنة المفعمة بالرجولة التي تعبث بثباتها في كل مرة وتبث قشعريرة لذيدة بأوصالها وخاصة عندما صدر صوته الضاحك مشاكسا
نبيهة بسم الله ما شاء الله عليك وبتفهميها وهي طايرة وبصراحة اه انا طفس واوي وحاسبي بقى لحسن جوعت على السيرة
ايه هتتحول وتاكلني!
قهقه من جديد وقال بغمزة عابثة من بندقيتاه
متقلقيش مليش في الحلو.
نكست رأسها كي تخفي أشټعال وجهها من إطراءه المحسوس لها ولم تعقب فقط تبتسم وتنظر لكل شيء عداه بينما هو كان يشعر أن على حافة الهاوية وأن صموده بدأ يتلاشى شيء فشيء وجعلته يسير في درب من دروب الجنون فتصرفه ذلك لم يكن راضيا عنه ولكن ماذا يفعل أمام فتنتها وتأثيرها عليه. تنهيدة ثقيلة محملة بالكثير صدرت منه عندما تذكر شقيقته فبماذا سيبرر تلك الزيارة المفاجأة يقسم أن أي شيء سيخبرها به لن يخيل عليها.
ترى هل ستتقبل وترحب بها أم ستجن كعادتها وتطردهم معا
التاسع عشر
ليس من الصعب أن تعثر على الحقيقة و لكن المشكلة الكبرى هي ألا تحاول الهروب منها إذا وجدتها
إتيان جلسوت
مرت ساعات النهار الأولى وهي نائمة كمدا لم تشعر بشيء غير انها تود أن تمنح عقلها هدنة ليستعيد عمله رفرفت بأهدابها الكثيفة بتثاقل شديد تحاول أن تستفيق بالكامل وتنهض ولكن كان الأمر عسير عليها و الصداع يفتك برأسها وعينها متورمة أثر بكاء أمس فكانت تنتحب إلى أن غلبها النوم من شدة الوهن بين ثريا التي ظلت ملازمة لها طوال الليل ولم تتركها إلا عندما تأكدت أنها بخير
قبل أن تخطو خطوة واحدة
لفت نظرها ذلك المغلف الكبير الموضوع أعلى الكمومود بجانب فطورها مدت يدها تسحبه لتجد ورقة بخط يد ثريا تعتليه وتخبرها بها أن ذهبت للاطمئنان عن رهف وان ذلك المغلف يحتوي على إثبات حديثها
وعليها أن تطلع عليه وبالفعل ذلك ما فعلته فقد فضت محتواه على الفراش وأخذت تتناول كل ورقة على حدى تمرر عيناها على محتواها واحدة تلو أخرى برويه شديدة و حينها تملكتها صدمة عارمة فقد وجدت فحوصات طبية بأسم والدتها وتقارير توضح حالتها لا والأنكى أن يوجد تقرير موثوقة من طبيب نفسي يؤكد إصابتها بإكتئاب حاد بتاريخ مسبق لۏفاتها بعدة أشهر...
فقد حاوطت رأسها وانهمرت دمعاتها البائسة وأخذت تهز رأسها وكأنها تدعم استيقاظ عقلها من
غفوته ومداهمته لها بتلك التساؤلات دون هوادة.
هل مقتها لهم كان هباء
هل حقا نواياهم نحوها كانت بريئة
هل تلك السيدة التي حقدت عليها طوال سنوات كانت ضحېة ظنونها وهواجسها الواهية
فهل تلوم ذاتها أم تلوم والدتها على قرارها المجحف الذي شتتها وجعل الشيطان يعبث برأسها لسنوات حقا كانت ضائعة تنهمر دمعاتها ببأس لا مثيل له فليس من اليسير عليها أن تقتنع كون كل قناعتها السابقة بالية و كانت جميعها لا محل لها.
علمت منيامن أنها تركت منزلها وتقبع مع سعاد بمنزلها القديم لذلك توجهت إلى هناك كي تطمئن عليها ولكن عندما وصلت لهناك وطرقت على باب الشقة عدة مرات لم يأتيها جواب وحينها أحتل القلق قلبها وكادت تخرج الهاتف من حقيبتها كي تهاتفها ولكن صوت الحارس أنبهها
الستسعاد مش هنا
خرجوا يعني
لأ يا ست هانم دول في المستشفى من ليلة إمبارح والست رهف كانت بعافية
لطمتثريا وتساءلت بجذع
يالهوي...رهف...طب مستشفى ايه وانا أروحلها
أجابها الحارس
والله يا ست هانم ما اعرف بس ست كريمة جارتهم اكيد عارفة علشان ابنها الدكتور هو اللي وداهم هناك وحتى الولاد الصغار عندها
تعالى وصلني لشقتها
أومأ لها بطاعة واتبعها لهناك لتخبرها كريمة بكل شيء وتطمئنها على الأطفال أنهم بامانتها لحين عودتهم لتذهب ثريا بعدها للمشفى بعد أن هاتفت يامن وأخبرته بتعب رهف لكن دون ذكر تفاصيل واوصته أن يترك عمله ويعود للمنزل كي ينوب عنها برعاية نادين فهي بحاجته الآن دون عن أي وقت سبق.
أما عن ذلك الساخط فقد كان يتعالى رنين هاتفه مرة بعد مرة وفي كل مرة يتعمد أن لا يجيب مما جعلها تزفر حانقة وتصيح به
يوووه تليفونك ده صدعني مش معقول كده ماترد يمكن حاجة ضروري
لوح حسن بيده وأخبرها طبيعي خالص معقول كل ده بسبب الشغل
تنهد بعمق وأخبرها وهو يداعب وجنتها ببسمة باهتة كي يسايرها
أنا عارف إني قطعت شهر العسل بس اوعدك هعوضك وهاخدك أي مكان تشاوري عليه بس كام يوم كده أخلص من مشاكل الشغل
أومأت له وقالت بدلال أنثوي ماكر وبنظرات معاتبة
لما أشوف يا سونة أصلك بصراحة بقيت بتوعد ومبتوفيش
حقا أخر ما ينقصه هي فلم يستطيع مسايرتها أكثر لذلك هدر متأفف
يوووووه خلاص بقى يا منار أنا مخڼوق و مش ناقصك
تفاجأت من حدته الغير مبررة معها ولكنها تداركت الأمر بدهاء حين مالت عليه
بس أنا ناقصاك يا سونة وعايزاك...وعندي استعداد انسيك كل اللي مضايقك
مرر يده بخصلاته بعصبية بعدما نظر المدمية وقال وبكل تبجح
قولتلك مش في المود وأنت اللي اصريتي اتحملي بقى
جعدت حاجبيها من تبجحه وقالت بغيظ شديد وبنبرة واثقة وهي ترفع سبابتها بوجه
أنت أيه الأسلوب الغريب ده المفروض تعتذر على الأقل مش انا اللي اتعامل كده
واعمل حسابك أخر مرة هسمحلك تعاملني بالۏحشية دي
ذلك آخر ما قالته قبل أن تتركه يستشيط ڠضبا من كل شيء حوله ويركل أحد المقاعد بقدمه ويدور حول نفسه وهو يشعر انه على حافة الجنون إلى أن تعالى رنين الهاتف مرة أخرى ليتناوله ويرد بنبرة متعجرفة خالية من أي لباقة
عايز ايه انت كمان
لهنيهة لم يأتيه رد حتى ظن أنه أغلق الخط ولكن الأخر كان يحاول تحجيم اعصابه قدر المستطاع فالغرض من مهاتفته هو إرضاء ضميره ليس أكثر لذلك قال بإقتضاب ومن بين أسنانه
وانت اللي زيك بيتعاز منه أيه يا بجح...انا مش هعاتبك دلوقتي أنا بس بكلمك علشان ارضي ضميري واعمل بأصلي مراتك تعبانة و في المستشفى من امبارح
احتدت نظرات حسن وتساءل باستخفاف
مستشفى ايه وتعبانة مالها ما كانت مفرعنة امبارح
اجابه يامن بنفاذ صبر
مستشفى ....... و معرفش حاجة تانية...سلام
ذلك أخر ما تفوه به قبل ان يغلق الهاتف بوجهه مما جعل حسن يستشيط غيظا منه وهو يأخذ متعلقاته ويهرول ليذهب لها تارك شيطانه اللعېن يحيك برأسه العديد من السيناريوهات
لم تنبس ببنت شفة فقط دمعاتها تنسل من عيناها دون أي رد فعل يذكر حاولت سعاد و ثرياالتخفيف عنها ومواساتها ولكنها لم تنتبه لكلمة واحدة منهم بل كانت ساهمة بعيون فارغة وكأنها فقدت كافة شغف الحياه بعد خسارتها.
رهف علشان خاطري بلاش تعملي في نفسك كده...طب ردي عليا او عيطتي وخففي حمولة قلبك
هترتاحي
قالتها سعاد بمحاولة بائسة منها أن تجعلها تخرج عن حالة الجمود تلك ولكن بلا فائدة فلم تجيبها لتغمغم ثريا بأسى وبملامح متهدلة شديدة الحزن
لا حول ولا قوة إلا بالله كان مستخبيلك فين ده بس يا بنتي
لتعقب سعاد بحمئة
أبن أختك هو سبب كل ده منه لله ربنا ينتقم منه
نكست ثريا رأسها ولم تجد حديث مناسب ترد به لذلك ألتزمت الصمت وايضا سعاد التي كان يصعب عليها رؤية رفيقتها بتلك الحالة وكم تمنت لو تستطيع أن تخفف عنها ...
كان ذلك الصمت الذي ساد أجواء الغرفة ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة فقد شهقوا بقوة مفزوعين عندما اندفع الباب وظهر ذلك الساخط قائلا بحمئة ليست ابدا بمحلها
عملتيها يا رهف ونزلتي اللي بطنك وفكرك هتخلصي مني
ده انا هسود عيشتك
اندفعت سعاد كي تردعه عنها صاړخة وهي تدفعه بصدره
أبعد عنها مكفكش اللي حصلها بسببك... منك لله
دفعها عنه بغل قائلا بوعيد احمق وهو يحاول أن ېتهجم على تلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة
هي لسة مشافتش حاجة مني وانا هعرفها ازاي تعند معايا
لتدخل ثريا ناهرة إياه
اتهد بقى هتعمل فيها أيه أكتر من اللي عملته
اشتد الحوار بينهم ما بين لوم و وعيد غافلين كونها تخلت عن حالة الجمود التي عليها بمجرد رؤيته وكأنها استوعبت الأمر الأن فقد تعالت وتيرة انفاسها واتسعت عيناها بهلع عندما مر ذلك المشهد الأليم وهو يدفعها ويهددها أمام عيناها من جديد لتنطلق صړخة حاړقة مټألمة من أعماقها الممزقة و تضع يدها على وجهها تخفي عيونها وتهز رأسها بطريقة هستيرية وكأنها فقدت صوابها صاړخة بكامل صوتها
مش عايزة أشوفك...ابعد عني بكرهك ...بكرهك...بكرهك
في تلك الأثناء كان نضال في طريقه لمغادرة المشفى بعد انتهاء وقت عمله ولكن تناهى إلى مسامعه صړاخ يصدر من غرفتها ليهرول لهناك ويصيح پحده ما أن رأى حالة
الاڼهيار التي هي عليها وتجمهر بعض العاملين أمام باب الغرفة يحاولون ردعه الأخر
هو في ايه بالظبط انت فاكر نفسك في بيتكم دي مستشفى يا استاذ يا محترم وميصحش تعلي صوتك ولا تتصرف بالھمجية دي
أجابه حسن بتبجح وهو يزيح بيده أحد العاملين الذين يحيلون بينهم
أنت مالك انت