الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 99 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

تتشبث بذراعها هاتفة 
أستنى يا ماما هتنزلى كده ازاى أنت بهدوم البيت
نظرت أم فارس لملابسها وهى تضع يدها على شعرها لاتعلم ماذا تفعل وكأنها مسلوبة الأرادة لم تنتظر مهرة كثيرا أندفعت للداخل وأحضرت لها عباءة الخروج وحجاب أرتدتهم بسرعة وهى واقفة على باب الشقة ولسانها يلهج بفزع
يا حبيبى يابنى ياترى انت فين يابنى
ألبستها مهرة حذائها سريعا والتقطت مفتاح الشقة ونزلا سويا يهرولا إلى حيث عمرو لم تستطع عزة أن تنتظر كثيرا وهى تراه من النافذة أندفعت تفتح باب الشقة لمقابلته لا تعلم كيف كانت تقفز درجات السلم كان قد سبقها وصعد السلم بقفزات أسرع وأوسع منها وأخيرا التقيا تعانقا تعانقا بقوة واندفاع كل منهما رمى بجسده باتجاه الآخر البكاء هو سيد الموقف كانت تشهق وهى بين ذراعيه وتضمه بقوة وهى تهتف باسمه بقلبها قبل شفتاها أما هو فقد ضمھا إلى صدره وأغمض عينيه وهو لا يصدق أنه رآها مرة أخرى أسرعت أم عزة تتصل بعبير وتخبرها بالأمر صعد بها للأعلى وهى مازالت متعلقة به دخلا شقتها بين والدها ووالدتها التى هتفت
حمد لله على سلامتك يابنى
جلس على الأريكة وهو يلف كتفها بذراعه وتنفس بقوة وهو ينظر إليهم بشوق قائلا
الله يسلمكم 
كان الباب مفتوحا ولم هناك مجالا لطرقه أندفع والده ووالدته وأخيه محمود نحوه يقبلانه ويعانقانه من بين دموعهما ثم تركوا المجال لأخيه ليعانقه بلهفة وشوق لصدر أخيه الأكبر الذى طالما استمع إليه وأرشده فى طريقه دخلت أم فارس بعدهم مباشرة وفى أعاقبها مهرة أطمئنت أم فارس عليه ونظرت له متسائلة وهى تخشى السؤال عن أبنها حتى لا يأتيها خبر مفجع ولكن مهرة لم تنتظر كثيرا فهى على يقين أنه بخير لو كان حدث له شىء كانت قد شعرت بذلك فقالت بلهفة 
فين دكتور فارس ودكتور بلال يا بشمهندس
أبتسم عمرو والجميع محيط به وهو يقول 
الحمد لله كويسين أوى وبيطمنوكوا عليهم
قالت أم فارس بلهفة بعد أن أطمئن قلبها 
مخرجوش معاك ليه
هز رأسه نفيا وهو يقول 
مش عارف مقدرتش اعرف حاجة خالص بس اطمنوا طالما انا خرجت يبقى هما كمان هيخرجوا قريب ان شاء الله بس هما كويسين والله وباعتين السلام ليكوا كلكوا وبيطمنوكوا
قالت أم فارس بجزع 
ازاى يابنى بس ده الظابط اللى جه خده قعد يقول بتعمل قنبله فى بيتك
طمئنها عمرو قائلا 
صدقينى يا طنط والله كويسين ومفيش تهمة متوجهه لحد خالص وكل اللى عرفناه ان فى حد هو اللى شكنا بلاغ ووصى علينا بس مين هو ده منعرفوش لحد دلوقتى بس متقلقوش أنا هفضل ورا الموضوع ده مش هسيبوا غير لما اعرف
قال كلمته والټفت إلى زوجته الجالسة بجواره ومستندة برأسها على ذراعه وقال 
أتصلى باختك وطمنيها على جوزها
خرجت أم فارس ومهرة من بيت والد عزة مطرقتان برأسيهما بحزن وأسى لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى المستقبل 
أستندت عبير إلى ظهر سريرها وعينيها تلمع بالدموع ألتفتت إلى الوسادة الخالية بجانبها وإلى الفراغ الذى طالما كان يحتله جسده بجوارها وارتسمت على جانبى شفتاها ابتسامة حزينة وهى تتذكر الرسالة الشفوية التى أرسلها مع عمرو وحشتينى أوى وبضمير تناولت وسادته وهى تستلقى على جانبها الأيمن واحتضنتها بقوة وهى ترويها بدموعها هامسة 
وانت كمان وحشتنى أوى يا بلال
طرقت والدته باب غرفتها فوضعت الوسادة مكانها ومسحت دموعها واتجهت للباب وفتحته وعيونها المعذبة تفضح حزنها أخذتها والدته من ذراعها وخرجت بها خارج غرفتها إلى الأريكة التى يعتادون الجلوس عليها أجلستها كالاطفال والتفتت إليها قائلة 
عارفة يا عبير أول مرة خدوا بلال فيها كنت ھموت من الړعب والخۏف عليه وكانت دماغى كل ثانية تودى وتجيب مش عارفة عايش
ولا لاء لما قعد هناك كام شهر وطلع بعدها حسيت أن بلال اتغير
أوى أتغير للأحسن وساعتها قالى كلمة عاجبتنى أوى قالى الدهب لازم يتعرض للڼار علشان يبقى نقى علشان كده مش عاوزاكى تخافى من المحڼ دى المحڼ دى اللى بتنقينا وتنضف قلوبنا وتشيل منها أى حاجة غير ربنا 
أومأت عبير برأسها وهى تنظر لها قائلة 
معاكى حق يا ماما
ثم قبلت كفها وقالت
ربنا يخاليكى لينا
ربتت أم بلال على رأسها بابتسامة حنونة فقالت عبير 
المركز مش هينفع يفضل مقفول كل ده أنا هتصل بالممرض اللى كان مسؤل عن المركز واخاليه يرجع تانى وكل الناس اللى جلساتها اتلغت من غير سبب يتصل بيهم يقولهم ان المواعيد كلها اتأجلت علشان بلال مايفقدش المرضى اللى كانوا بيتابعوا معاه واهو يفضل فى المركز يعمل اللى يقدر عليه أكيد بلال كان بيعلمه شغله يعنى ممكن يمشى المركز شوية لحد ما بلال يرجع بإذن الله المهم المركز مايتقفلش أبدا
وقف عمرو أمام حجرة مكتب إلهام وتنفس بقوة ثم طرق الباب أتسعت ابتسامتها وهى تنهض من خلف مكتبها مسرعة نحوه
98  99  100 

انت في الصفحة 99 من 141 صفحات