الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 85 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

هقولك عرفت ازاى
نظر له هانى وهو يفرك كفيه فى اضطراب وتوتر كبيرين وقال متلعثما 
زى ما انت قلت مكنش فى أيدى حل تانى كانت عمالة تهددنى أنها تفضحنى فى كل حتة وتقول لابويا وانا خلاص كنت هتعين فى السلك الدبلوماسى وأى قلق كان هيحصل حواليا كان هيطير مني الشغلانة اللى كنت بحلم بيها طول عمرى 
ثم بدأ فى البكاء وهو يرتعش قائلا 
صدقنى أنا عمرى ما كنت احلم انى اعمل فيها كده بس هى اللى اضطرتنى 
ډفن وجهه بين كفيه وهو يرتعش بقوة ويقول
أنا مكنش قصدى اموتها أنا كنت عاوزها تسقط بس وخلاص مكنتش اعرف انها ھتموت
سايره فارس فى الحديث وهو يربط على ساقه مهدئا وقال 
أهدى بس يا هانى أهدى أنا فاهمك طبعا بس انت أيه اللى خلاك من الأول تعرف الاشكال دى يا أخى
جفف هانى دموعه ولكنه مازال يتلعثم وهو يتحدث من فرط الاضطراب فهذه أول مرة يعترف بها بما فعل وقال 
كانت زميلتى فى الكلية وأعجبنا ببعض لحد ما صارحنا بعض بالحب وكنا متفقين أن محدش يعرف بعلاقتنا دلوقتى وكانت علاقتنا علاقة حب بريئة وبعد شويه صرحتنى أنها حكت لاختها الكبيرة وأختها كانت متفاهمة معاها حتى ساعات ساعات كانت بتخرج معانا وكانت متصورة كده
أن علاقتنا بقت شبه رسمية وبقت مطمنة أكتر معايا 
فى الأول كانت بتحاسب أوى على كل لمسة بينى وبينها وبترفض لكن بعد ما اختها الكبيرة عرفت ورحبت وهى من ساعتها وهى معتبرة علاقتنا رسمية وابتدت التنازلات بينا لحد ما حصل اللى حصل وجات قالتلى أنها حامل وفضلت شهر بحاله أحاول أتهرب منها 
ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو يتابع قائلا 
لحد ما هددتنى وقالتلى انها هتفضحنى فى كل حته وتبلغ ابويا 
أجهش فى البكاء عندما وصل لهذه النقطة وهو يقول
مفكرتش معرفتش أفكر فى حاجة غير أنى اخلص من تهدديها بس مكنتش اقصد صدقنى
أغمض فارس عينيه پألم وقد تيقن من أدانته ها هو يتجسد أمامه مثالا لعقد الحړام عندما يقطع فتنفرط حباته حبة تلو الأخرى بسرعة كبيرة لا نستطيع اللحاق بها أو جمعها 
تركه فارس يبكى ويعضه الندم على ما فعل حتى بدأ يهدأ ويسكن جسده المنتفض ثم قال 
علشان كده أنكرت أنك تعرفها مش كده
رفع هانى كتفيه بحركة عصبية وهو يقول بأنفاس لاهثة 
اومال كنت هعمل ايه كان لازم أنكر وكدبت الشهود اللى شافوا الحاډثة وكدبت أختها لما قالت انها تعرفنى خفت اقول الحقيقة خفت يعدمونى
أخذ فارس كفه وقبض عليه بقوة وهو ينظر له بصرامة قائلا
ومخفتش من ربنا ! إنت ممكن تاخد براءة وبعدين ټموت عادى فى بيتك
ثم وضع أصبعه على صدره وضغطه وهو يقول 
هتروحله ازاى وانت هاتك عرض واحدة ومش هى عايشة وبس لاء وهى مېتة كمان
حدق فيه هانى فزعا وهو يقول منتفضا 
وهى مېتة يعنى أيه
يعنى أهلها وصحابها وجيرانها وكل اللى يعرفوها عرفوا دلوقتى انها ماټت وهى حامل وهى مش متجوزة يعنى عرضها اتلوث والناس بتنهش فيه حتى وهى مېتة و بسببك انت
بدأت دموع هانى تنهمر بشدة وهتف صائحا 
أنا تبت لربنا تبت وندمت وربنا هيقبل توبتى انا متأكد
وضع فارس يده على كتفه وهزه بقوة وهو يقول 
ممكن ربنا يقبل توبتك اه لما تغلط فى حق نفسك وبس لكن أنت غلط فى حق أنسانه متعلقه فى رقبتك عمرها اللى راح هى واللى كان فى بطنها وشرفها اللى أتنهش يعنى لازم تردلها حقها على الأقل خالص انك تعترف بغلطك وتتقبل العقۏبة بشجاعة مش تنكر وتقول توبت
دفع هانى يد فارس حانقا وقال 
أنت عايز منى أيه أنت جاى تدافع عنى ولا جاى تلف حبل المشنقة حوالين رقبتى
هز فارس رأسه أسفا وهو يقول 
يابنى أنا بنصحك لوجه الله علشان لما عمرك اللى متعرفش هيخلص أمتى ينتهى تروح لربك نضيف
قال عبارته الاخيرة وتركه وأتجه لباب الحجرة لينصرف فتح الباب وخرج وتركه وحيدا يشعر بظلام قلبه وروحه الآثمة الملوثة والمعذبة
بينما كانت أم فارس منشغلة فى المطبخ تعد طعام الغذاء سمعت طرقا خفيفا على باب الشقة فتركت ما فى يدها واتجهت لتفتح الباب أبتسمت وهى تنظر إلى مهرة التى وقفت على استحياء مطرقة برأسها وقالت 
أهلا يا مهرة يا حبيبتى اتفضلى
قالت مهرة بخفوت وقد بلغ الخجل منها مبلغة 
معلش يا طنط مش هقدر أدخل 
ثم ترددت قبل أن تقول 
أنا بس كنت عاوزه اسأل على حاجة وهمشى على طول
جذبتها أم فارس من يدها وهى تقول 
تعالى مفيش حد هنا غيرى
دخلت مهرة وأغلقت
أم فارس الباب خلفها فوقفت خلفه ولم تتحرك خطوة واحدة وقالت بخجل 
معلش يا طنط بجد مش هقدر أقعد 
قالت أم فارس وهى تمسكها من يدها وتتجه للمطبخ 
طب تعالى معايا فى المطبخ قوليلى اللى انت عايزاه أحسن الأكل هيتحرق
وضعت مهرة حقيبتها جانبا على المقعد المجاور للباب وتبعتها إلى المطبخ وقفت مهرة بجوارها تنظر إليها وهى تقلب الطعام فى الإنائين
84  85  86 

انت في الصفحة 85 من 141 صفحات