الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 77 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا حاجة عند الهانم رايحة تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى
خرج من الحمام متوجها إلى المائدة وراح يركل المقاعد واحدا تلو الآخر فينقلب على عقبيه محدثا جلبة شديدة وهو يصيح 
كانت بتاخد رأيى فى لون الفيونكة اللى فى شعرها كانت بتاخد رأيى فى القلم اللى بتكتب بيه دلوقتى بتقرر تتجوز كده من نفسها خلاص كبرت وعاوزه تجوز خلاص مبقاليش قيمة عندها
حاولت والدته أن تهدىء من روعه وتتشبث به لتجلسه ولكنه كان كالعاصفة الهوجاء يطيح بكل ما يقابله أمامه يمينا ويسارا لم تعد تعرف كيف تعيده إلى رشده أخذت تمسح على ذراعيه تارة وعلى رأسه تارة وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ أخيرا وجلس وقد احتقن وجهه بشدة وډفن رأسه بين كفيه محاولا السيطرة على غضبه يلتقط أنفاسه بصعوبة كأنه كان يعدو بقوة 
وقفت والدته بجواره تمسح رأسه وتقرأ بعض آيات القرآن وبينما هم كذلك صدح رنين هاتف المنزل تركته والدته ورفعت سماعة الهاتف لتجيب المتصل أمتقع وجهها وهى تنظر إلى فارس الذى بدأ يهدأ
قليلا وأنفاسه تنتظم ثم قالت بشحوب
أمتى حصل ده يابنتى
رفع رأسه ونظر إلى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها
لاحول ولا قوة الا بالله البقاء لله يابنتى
أغلق فارس باب شقة والدة دنيا خلف المعزيين وعاد ليجلس بجوارها منهكا من شدة التعب
كفايه يا بنتى هتموتى نفسك من العياط أدعيلها بالرحمة
ثم نظرت ل فارس وأردفت 
قوم يابنى خد مراتك وادخلوا ارتاحوا شوية أنتوا منمتوش من امبارح
نهض فارس بتثاقل فكم كان محتاجا لقسط من الراحة لبعض الوقت بعد نهار طويل من اجراءات الډفن والوقوف لاستقبال المعزين أمسك يدها وساعدها على النهوض وهو يقول بإشفاق
تعالى جوه يا دنيا قومى يالا
نهضت وهى تجفف دموعها وقد أطرقت رأسها إلى الأرض وكادت أن تسقط من فرط أجهادها وحالتها النفسية السيئة لولا أن أسندها بيديه ومضى بها إلى غرفتها ساعدها فى الجلوس على طرف فراشها قائلا
نامى شوية علشان أعصابك تهدى
رفعت رأسها إليه ببطء ونظرت له من بين دموعها وقالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أقعد لو سمحت
جلس بجوارها على الفراش والټفت إليها مشفقا لحالها فارتمت على صدره وأخذت تبكى وتشهق بقوة وهى ترجوه قائلة
متسبنيش يا فارس أنا ماليش غيرك دلوقتى أرجوك متسبنيش لوحدى أنا بعتذرلك عن كل اللى عملته معاك وكل اللى غلطته فى حقك بس أنا عارفة انك شهم ونبيل ومش هتتخلى عنى 
وشهقت بقوة أكبر وهى تقول باڼهيار
آخر حاجة ماما قالتهالى أقولك تفضل جنبى علشان ماليش غيرك علشان خاطرها يا فارس مش علشان خاطرى انا أرجوك يا فارس أرجوك
رفع رأسه لأعلى وتنفس بقوة ثم ربت على كتفها مطمئنا وقال 
مټخافيش يا دنيا مټخافيش
ولمعت عينيه من التأثر وهو يردف قائلا
أنا جنبك متقلقيش من حاجة أبدا
أعتدلت ونظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا فارس يعنى مش هتطلقنى
ربت على يدها وقال بهدوء 
متفكريش فى الكلام ده دلوقتى أنا عاوزك تنامى وترتاحى أنت مش شايفة نفسك عامله ازاى
أستلقت فى فراشها مطمئنة وأغمضت عينيها ظل جالسا بجوارها حتى ذهبت فى سبات عميق ألقى عليها نظرة مشفقة ونهض بهدوء وخرج وأغلق الباب خلفه خرج فوجد والدته قد غفوت على الأريكة الخارجية حاول إيقاظها ولكنها لم تستجب له من شدة الإرهاق هوى بجسده على المقعد جانبها واستند إلى ظهر المقعد وأغمض عينيه وهو يحاول استيعاب الأمر من جديد 
لقد أصبحت وحيدة الآن وليس من الشهامة أن يتخلى عنها هكذا ويتركها بمفردها لقد استنجدت به وتوسلت إليه أن لا يتركها فكيف يفعل تأبى رجولته أن يفعل ذلك ولكن كيف يحتفظ بها وهى من هى لن يستطيع أن يتخذها زوجة حقيقية ولن يستطيع أن يطلقها فى مثل هذه الظروف وضع كفيه على وجهه ملتجأ إلى الله عزوجل هاتفا بقلبه 
ما العمل ياربى ما العمل
عادت أم فارس إلى بيتها وتركتهما هناك بعد أن ألحت على فارس أن يبقى مع زوجته فى شقة والدتها قليلا ثم يعود بها بعد أن تتحسن حالتها تفاجأت بأن زواج مهرة قد تم بالفعل فى غيابها فصعدت إليهم وجلست بصحبة أم يحيى وهى تقول بضيق
كده برضوا هو أنا مش من حقى افرح بيها زيك ولا أيه يا ام يحيى
قالت أم يحيى بحرج
والله سألت عليكى يا ست أم فارس ملقتكيش وبعدها عرفت من عمرو ان حماة الأستاذ فارس تعيشى انت أتلخمت فى كتب الكتاب ومعرفتش أوصلك
مهرة فين علشان أباركلها
اشارت لها أم يحيى إلى غرفتها قائلة
جوه 
ثوانى اندهالك
خرجت مهرة من غرفتها وتلاقت عينيها بعينين أم فارس كل عينين بها ما بها وتنطق بالكثير ولكن مهرة لم تستطع أن تنتظر أكثر جرت مسرعة وارتمت بين أحضان أم فارس وأخذت تبكى وتبكى وأمه تمسح على رأسها وقد لمعت عينيها بالدموع ولكنها تماسكت فقالت أم يحيى
أيه يا بت مالك بتعيطى ليه كده
رفعت أم فارس رأسها لأم يحيى
76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 141 صفحات