الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 75 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

إليها قائلا بهدوء
يا بشمهندسة أحنا كلنا هنا بنحترمك وبنقدرك لكن غير كده مش هينفع صدقينى عن أذنك
وتركها وأنصرف وهى ترمقه وتراقب حركته العصبية وهو يفتح الباب ويخرج ويغلقه خلفه مسرعا فرت دمعة من عينيها فمسحتها بسرعة وهى تقول بتصميم 
غلطان يا عمرو  
توجه عمرو مباشرة إلى مكتبه وعانق زميله أحمد بحرارة والټفت إلى زميله نادر متناسيا المشاحنة التى كانت بينهما وقال
أزيك يا بشمهندس نادر
نظر له نادر نظرة متعالية وقال
كويس
ربت أحمد على كتفه وقال بمرح 
واحشنى والله يا عمرو ووحشانى خفة دمك ايه خلاص هترجعلنا تانى ولا ايه
قال عمرو وهو يجلس خلف مكتبه بخفة 
اه ان شاء الله هرجع أرخم عليكوا تانى
ضحك أحمد وهو يضع أمامه بعض الرسومات الهندسية وبدأ فى العمل بينما كان نادر يراقبه عن كثب ويتتبعه وهو يعمل بنظرات محتقنة حاقدة 
أنهى بلال جلسته العلاجية لاحد مرضاه الذى قال مرحا 
بجد يا دكتور بلال أنت أيدك مرهم ولا حسيت بحاجة
رفع بلال رأسه إليه وقال مداعبا
أنت محسسنى انك جاى تاخد حقنة فى الصيدلية وبعدين لو محستش بحاجة تبقى الجلسة فشلت يا كابتن
ضحك كابتن علاء وهو يقول 
لا نجحت ان شاء الله بس حلو أوى حكاية التسبيح والتكبير والاستغفار اللى انت بتعملها دى يا دكتور بجد أنت ليك سبق فى الحكايه دى ده انا ما سمعت عنك وعن اللى بتعمله من زميلى فى الفريق قلت لازم أجى أجرب بنفسى وسيبت دكتور الفريق
أبتسم بلال وهو ينهض من خلف مكتبه قائلا
الكلام كله عاجبنى إلا الحتة الأخيرة ناقصلك شوية وتقولى اعملى خصم
ضحك علاء بينما نهض بلال وهو يأخذ مفاتيحه من فوق المكتب وقال 
يالا يا كابتن يدوب نلحق العصر
ساعده بلال على النهوض وهو يقول له مشجعا
لا بقولك أيه بلاش دلع أنجز علشان عاوزين الكاس السنة دى
ابتسم علاء بإجهاد وهو يتحرك معتمدا على يديى بلال وقال 
أنا معتمد على الله وعليك يا دكتور
رد بلال مبتسما وقال معلما
يا ابو الكباتن قول على الله ثم عليك
نظر له علاء مستفهما وقال 
وايه الفرق 
شرع بلال فى الشرح له وهما يتوجهان خارج المركز وقال 
يعنى لما اقول خرجت من المركز انا وعلاء يعنى خرجنا احنا الاتنين سوا زى زيك يعنى
لكن لما اقول أنت ثم أنا يعنى أنت الاول وبعدين أجى انا فى المرتبة التانية كده أحنا مش متساويين مع بعض
هز علاء رأسه بدهشة وقال 
تصدق أول مرة أعرف ده احنا بنقولها كتير اوى
ما كاد ينتهى من كلمته حتى أصطدم بمهرة التى كانت تهبط الدرج بسرعة مداعبة الطفل على يديها نظرت له مهرة وقالت بإندفاع
مش تحاسب يا استاذ أنت ايه الناس دى
نظر بلال إلى عبير التى كانت تهبط السلم بهدوء وهى تساعد الأطفال على تعلم هبوط السلم بحذر ويبدو أن مهرة قد سبقتها كما تفعل دائما وسمع علاء يقول لها وهو يتأملها مليا
المفروض انت اللى تعتذريلى على فكرة أنا اللى تعبان وانت اللى خبطى فيها
نظرة له مهرة شذرا قائلة بحنق 
وانت مبتشوفش يعنى
بينما قال بلال بسرعة 
خلاص يا كابتن حصل خير خلاص يا مهرة
قالت عبير بتلقائية 
خلاص بقى يا مهرة محصلش حاجة
اقترب بلال من عبير وهمس فى اذنها 
مش قلت محبش راجل غريب يسمع صوتك ماشى لما نطلع بيتنا بس
أبتسمت عبير بصمت فهى مازالت وستظل تحب غيرته عليها حتى من أن يستمع رجل غريب لصوتها فقط نظر علاء إلى مهرة وقال بإعجاب 
وكمان اسمك مهرة لا بصراحة أسم على مسمى
نهره بلال على الفور وهو يأخذ بيديه للأسفل قائلا
بقولك ايه يا كابتن أنت هتعاكسها قدامى كمان طب احترمنى على الأقل يا أخى
همس علاء فى أذنه قائلا
هى تقربلك ولا ايه
قال بلال وهو يعبر به باب البناية قائلا
حاجة زى كده وبعدين وانت مالك
وفى أحد الليإلى افترش فارس الأرض بعيدا عن الفراش ووضع وسادته واستلقى بجسده المنهك وأغمض عينيه فى أنهاك شديد تحت عينيى دنيا المتابعة له وهى جالسة على الفراش ترقبه وقد عزمت على تنفيذ ما قررته وأن تستعيد مكانتها لديه ثانية نهضت من فراشها وتعطرت وارتدت ثيابا مكشوفة وجلست على الأرض بجواره واتكأت على طرف وسادته لينفذ عطرها لأنفه رغما عنه وقالت بدلال 
هتفضل تنام على الأرض لحد أمتى هو احنا
مش متجوزين ولا ايه
قال بجدية دون أن يفتح عينيه
أنا حذرتك قبل كده يا دنيا أرجعى على سريرك وابعدى عنى
غلفت صوتها بنبرة ناعمة وهى تتلمس خصلات شعره 
ولو مبعدتش هتعمل ايه
فتح عينيه وألتفت إليها بعصبية وقال پغضب 
هتشوفى فارس اللى عمرك ما شوفتيه قبل كده 
ثم قال محذرا
والكام شهر اللى هتقعدي على ذمتى فيهم تتجنبينى خالص وتبطلى محاولاتك دى علشان أنا بحس بقرف لما بتقربى مني
ألقى عليها نظرة احتقار
أخيرة وأغمض عينيه ثانية وولاها ظهره غير مباليا بها نظرت إليه پغضب وحقد شديد وهبت واقفة فى عصبية كبيرة وبدلت ملابسها ونامت وهى تعض على يديها من كثرة الغيظ والغل !
حاول أن تمحى من
74  75  76 

انت في الصفحة 75 من 141 صفحات