روايه لدعاء عبد الرحمن
ترتعش وتقول متوسلة له
هتكلم هحكيلك على كل حاجة بس اسمعنى والله مظلمومة يا فارس
بدأت تتعثر فى كلماتها وتتلعثم وهى تقول
فى يوم بعد ما ركبتنى التاكسى ومشيت فضل ماشى بيا فى الطريق عادى وقبل ما يدخل على بيتنا دخل فى الشارع الضلمة اللى قصاده اللى كله عمارات فاضية ولسه بتتبنى ما انت عارفه و و بعدين طلع مطوه وهددنى ومقدرتش افتح بؤى خفت يا فارس خفت وبعدين أغمى عليا ولما فوقت لقيت نفسى فى الشارع قمت جريت ودخلت بيتنا وماما كانت نايمة ومشفتنيش
كدااابة أنا عمرى ما ركتبتك تاكسى لوحدك أبدا
صړخت وهى تحاول الفكاك منه ومن قبضته حتى شعرت أن روحها تفرقت فى جسدها وهربت من كثرة الألم وقالت وهى تنتفض
ايوا ايوا أنت عمرك ما ركبتنى تاكسى لوحدى بس فى اليوم ده الميني باص اللى ركبتهولى اتعطل والناس نزلت كلها واضطريت آخد تاكسى وحصل اللى حصل
ومقولتليش ليه ومبلغتيش ليه وأمتى كل ده حصل
بكت بشدة وهى تصرخ من الألم وقالت
حصل من سنة تقريبا وخفت يا فارس خفت اقولك وخفت ابلغ
دفعها على الفراش بقوة فارتطم رأسها به وأخذت تبكى وترتعش بقوة نظر إليها تسلط عليه الشيطان فى تلك اللحظة فأقدم على قټلها ولكنه تراجع
من ستر مؤمنا فى الدنيا ستره الله يوم القيامة
ولكن هل يستطيع ذلك !!
أشرقت شمس يوم الجمعة تتسلل بأشعتها الذهبية بين النوافذ والجدران مقتحمة الأبواب المغلقة لترى ما لا نستطيع أن نراه ثم تنسحب بهدوء بعد أن قد حملت بين طياتها الكثير والكثير ولكنها لن تفشى الأسرار فهى ليست من بنى البشر
أعتدل وهو يشعر پألم فى كل خلجة من خلجاته مسح على رقبته التى شعر بها تؤلمه بشدة من اثر غفوته تلك نظر للداخل دون أن يتحرك لم يجد لها اثر وباب غرفة النوم مغلق فعلم أنها مازالت نائمة أو أنها تهرب من مواجهته مرة أخرى
شرد ذهنه وهو يتذكر ليلة أمس عندما طلبت منه أن يحمل حقيبتها للداخل ففعل ثم تذكر جرأتها الشديدة فهى التى تقدمت إليه حتى أنها لم تدعه يتوضا ليصلى بها ركعتين فى بداية حياتهما الزوجية ولم تنتظره حتى يدخل حقيبته هو الآخر ليبدل ملابسه
تملكه شعور الدهشه والاستغراب وهو يتذكر أفعالها كيف تكون مرت بما مرت به وتفعل هذا دون خوف مما ينتظرها كان من الأولى أن تتمنع وتطلب منه أن يمنحها بعض الوقت إن كانت كاذبة كانت ستفعل ذلك وإن كانت صادقة فيما قالت أيضا كانت ستفعل ذلك ثم تخبره بالحقيقة وبما حدث لها دون أرادتها فهى تعلم أخلاقه وأنه لن يظلمها أم كانت تتصور لأنه عديم الخبرة أنه لن يكتشف الأمر وستستطيع أن تنهى الموقف لصالحها بعد أن تشعل غريزته دون أن ينتبه
دارت كل تلك التساؤلات فى عقله وقلبه فى لحظة واحدة وهو مازال مصوب عينيه لحقيبته القابعة مكانها منذ ليلة أمس هز رأسه بقوة ينفض عنه
كل تلك الأفكار التى مازالت به لا تفارقه لحظة واحدة لتشعل الڼار بقلبه من جديد
عاد