الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 64 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

أمامها وقد أعجبت بتصميمها العصرى الأنيق ومالت على عمرو وقالت بخفوت
بس العفش ده هيبقى غالى علينا ولا أيه يا عمرو
وضع أصبعه على فمه مشيرا لها بالسكوت وبدأ فى مفاوضاته هو وفارس مع صاحب معرض الأثاث حول الأسعار والقسط المناسب وجد فارس مبتغاه فى هذا المعرض وقرر أن ياتى بغرفة صالون أضافية لاستقبال الضيوف وعاد لمداولاته مع صاحب المعرض وهو يتمنى أن يرى السعادة فى عينيى دنيا كما رآها فى تصرفات عزة حينما شاهدت الأثاث لأول مرة وأبدت أعجابها الشديد به 
وبدأت رحلة تجهيز البيت وأعداده ونقل الأثاث إليه وقد بذل فارس مجهودا أضافيا ليستطيع توفير كماليات البيت ليبدوا جديدا فى عينيى زوجته وفى نفس الوقت يضع اللمسات الأخيرة فى رسالة الدكتوراة وقد اطمئن قلبه إليها وخصيصا عندما سمع أطراء الدكتور حمدى عليها وعلى المجهود المبذول فيها 
أنتهت جميع التريبات اللازمة فى شقة الزوجية الخاصة بعمرو وكذلك شقة فارس وأصبحت كل شقة منهما جاهزة لاستقبال عروسها الجديد 
لم تكن تفصل بينهما وبين حياتهما الجديدة إلا أيام قليلة أيام قليلة تفصلهما عن مستقبلهما الذى لم يكن أيا منهما يتصوره ولا يخطر بباله فالأنسان مهما فعل لا يستطيع أن يمنع الآخرين من الأساءة إليه إن أرادوا ! 
أنتشت روحه أبتهاجا وسعادة ما بعدها سعادة ودوت دقات قلبه بين جنباته فى أصرار لترسم خطوطها على قسمات وجهه البسام وعينيه المشعتان أملا وانتصارا وهو يعانق الزملاء والمحبين والمهنئين له وقد اقترن أسمه بلقب الدكتور وأصبح يدعى الدكتور فارس سيف الدين جائزته التى طالما أنتظرها طويلا بعد جهد وعناء ومشقة وسنوات دراسة وبذل وسهر وتعب وأرهاق مضاعف كم هى مذاقها طيب لذة الأنتصار وكم هو مرهق مشوار النجاح وتحقيق الأهداف بحث بعينيه كثيرا عنها بين المهنئين فلم يجدها كيف ذلك وقد وعدته بالحضور لتشاركه أحلامه وسعادته تلك اللحظة شعر بالقلق حيالها هل ربما قد تكون أصابها مكروه أخرج هاتفه الخلوى وهاتفها سمع صوتها فرد بلهفة
أنت كويسة
أنتفضت دنيا من فراشها هاتفة
أيه ده هى الساعة كام دلوقتى
أطاحت المرارة بابتسامة ثغره ووضعت مرارتها على شفتيه واحتلتها احتلالا وهو يقول
أنت كنت نايمة ! معلش صحيتك روحى كملى نوم سلام
أمسكت الهاتف بكلتا يديها وقالت بلوعة
والله يا حبيبى راحت عليا نومة مش عارفة ازاى أصلى نايمة بعد الفجر بس أنت غلطان مكلمتنيش ليه قبل ما تنزل الصبح
قال بضيق 
خلاص خلاص محصلش حاجة يلا سلام
أغلق الهاتف وهو يشعر أن مرارة ابتسامتة قد استعمرت قلبه ورفعت رايتها معلنة أحكامها وبعثرت غصتها فى حلقه تباعا لتجبره على الأنصياع لها بلا مقاومة ولم يكن ليفعل لم يكن ليقاوم ذاك الشعور المرير بأهمالها الدائم له وعدم حرصها عليه وتفكيرها الأبدى فى شخصها وفقط كيف يكون ذلك حبا 
عاد إلى بيته وهو يحاول التخلص من تلك المشاعر التى احتلته فلا يريد أن يزعج أحدا بما يعانيه كل ما كان يفكر به هو أسعاد تلك المرأة الطيبة التى بذلت عمرها لأجله ولم تبقى لنفسها عافية إلا وقدمتها بحب وارتياح وهى تراه يحقق الأنجازات يوما بعد يوم فكأنها هى التى تنجح وهى التى تتقدم وهى التى تخطو نحو المستقبل بخطا ثابتة 
أحضر لها معه بعض الأشياء التى تحبها ورسم ابتسامة سعيدة على محياه ليدخل البهجة على قلبها قابلته وجدها تقف فى الشرفة تنتظره على أحر من الجمر فابتسم لها وخطى خطوات واسعة نحو المنزل صعد درجات السلم فى سرعة كبيرة فوجدها قد سبقته ونزلت هى إليه عانقته وهى تضحك بين دموعها وتحسست وجهه بيديها الواهنتين وهى تقول پبكاء
مبروك يا حبيبى ألف مبروك يا ما انت كريم يارب الحمد لله يابنى
وكأن دموعها قد سمحت لدموعه بالإفلات أخيرا من محبسهم وبغزارة وهو يقول 
أيه يا ست الكل أنت تفرحى تعيطى تزعلى تعيطى
قبلت كتفه وأحاطها بذراعه وهى تقول
دى دموع الفرح يا دكتور
جاءهم صوت مهرة من خلفهم وهى تقول بصوت يشبه البكاء
كده خلتونى اعيط 
ألتفتا فوجداها تقف أعلى الدرج وعيناها تلمع بعبراتها السعيدة التى هطلت بغزارة على جنتيها وهى تنظر إليهما بابتسامة كبيرة فأعطت مظهرا يرسم له لوحة فنية بكل تلك المشاعر المتناقضة على وجهها الدموع المنهمرة بلا توقف والابتسامة الكبيرة السعيدة وتلك الملامح البريئة التى لا تخطئها عين 
هبطت درجتين من السلم حتى اقتربت ثم توقفت وأخرجت من جيب تنورتها ميدالية مرصعة بفصوص من الفضة مكتوب وسطها وبخط فضى صغير دفارس سيف الدين وقدمتها له وهى تقول ببراءة 
مبروك يا دكتور ممكن تقبل منى الهدية دى
أخذها فارس وهو ينظر لها ويقلبها بين يديه متأملا وقد تملكته الدهشة وقال
الله يبارك فيكى يا مهرة بس جبتيها أمتى دى وعملتيها ازاى
رفعت كتفيها وقالت بتلقائية
من سنة كده وانا عند أبله عبير شفت واحد جنبهم بيعمل حاجات فضة طلعت فى دماغى ووصيته عليها ولسه مستلماها
منه
63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 141 صفحات