الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 57 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

محذرا بمزاح
عارفة لو لعبتى فى شغلى من ورايا هعمل فيكى ايه
قالت باندفاع 
لا والله ما لعبت فى حاجة
أبتسم فارس وهو يشير لدنيا موجها حديثه لمهرة قائلا
مش هتسلمى على دنيا
نظرت لها مهرة فوجدتها تنظر لها ببرود وتبتسم لها ابتسامة صفراء فبادلتها نفس الأبتسامة ونفس النظرة وهى تضغط كلمتها قائلة
أهلا
نظرت لها دنيا بحدة وقالت
يصح بنت كبيرة كده تدخل أوضة راجل غريب هى مامتك مبتعلمكيش الحاجات دى ولا ايه
نظر لها فارس بضيق ولمعت الدموع فى عينيى مهرة بينما قالت أم فارس وهى تنظر لها بجدية
هى مبتدخلش الأوضة وهو موجود
ثم تابعت بضيق
مهرة غالية عليا ومحبش حد يكلمها كده حتى لو كان فارس نفسه
عقدت دنيا ذراعيها أمام صدرها وقالت بتهكم
يا طنط انا اللى مرات ابنك مش هيه
جذبها فارس من ذراعها برفق وقال بحسم
دنيا هنتكلم فى الموضوع ده كام مرة مش خلصنا منه قبل كده ولا ايه
تحركت مهرة بانفعال وهى تحبس دموعها وأخذت الطفلين وتوجهت بهما إلى الخارج واغلقت الباب خلفها بقوة وصعدت لشقتها دخلت أم فارس المطبخ ودخل خلفها قبل رأسها وقال معتذرا
أنا آسف يا أمى بالنيابة عنها معلش متزعليش علشان خاطرى
نظرت له أمه بعتاب وقالت 
فهم مراتك ان مهرة بنتى واللى مبيحبهاش على الأقل يراعى انى بحبها وانها غالية عليا
أحاط كتفيها وقال بحنو
ما انت عارفه يا ماما ان مهرة غالية عندى انا كمان ونفسى والله دنيا تحبها بس مش عارف هى واخدة موقف عدائى منها كده ليه
لاحت ابتسامة واثقة على شفتيها وقالت
انا بقى عارفة
رفع حاجبيه متعجبا وقال
عارفة أيه يا أمى
ربطت على كتفيه قائلة
مش وقته دلوقتى روح يالا اقعد معاها على ما اخلص الأكل
قبل رأسها مرة أخرى وخرج من المطبخ متوجها إليها لم يجدها فى الصالة الخارجية بحث بعينيه سريعا فوجدها بداخل غرفته دلف خلفها فوجدها تنظر يمنة ويسرة وكأنها تبحث عن شىء ما لا تعرفه فقال
فى أيه بتدورى على حاجة 
كانت تظن أن مهرة ربما تكون قد تركت لفارس رسالة أو شيئا من هذا القبيل فى غرفته ولكنها قالت له 
أبدا مفيش هو انا يعنى اللى اوضتك متحرمة عليا ولا ايه
لفها إليه ورفع رأسها ينظر إليها وقال 
دنيا أنت اللى محرمة نفسك عليها هو فى حد يقعد كاتب كتابه 3 سنين !
أزاحت يديه وقالت حانقة
يوه بقى يا فارس أنت كل ما تشوفنى تكلمنى فى الحكاية دى وبعدين ماهو عندك صاحبك عمرو مش ده برضه كتب كتابه معانا تقريبا ولسه مدخلش لحد دلوقتى
حاول فارس أن يتحكم بأعصابه وكتم غضبه حتى لا تستمع والدته لما يحدث بينهم فأخفض صوته وقال بضيق
وأحنا مالنا ومال عمرو وبعدين هو لو عليه كان زمانه دخل من زمان لكن ده من ساعة ما كتب كتابه وزى ما يكونوا بينتقموا منه فى شغله ومبهدلينوا فى مشاريع بره القاهرة حتى مراته مبيشوفهاش غير مرتين تلاتة فى السنة 
و زفر بقوة ثم تابع قائلا
وبعدين هو عنده مشكلة فى الشقة لكن احنا الشقة اللى هنتجوز فيها موجودة أهى وانت وافقتى لما كتبنا الكتاب وقلتى معندكيش مانع نقعد هنا
شعرت دنيا بالتوتر يسود بينهما وشعرت أن فارس غضبه يتصاعد فحاولت من تخفيف حدة النقاش قليلا فغيرت نبرة صوتها وجعلتها أكثر نعومة وقالت
مش احنا كنا متفقين لما تخلص الدكتوراة علشان مفيش حاجة تعطلك عن الرسالة وتخلصها بسرعة
وقبل أن يجيب سمع والدته تناديه من الخارج خرج إليها مسرعا فقالت
الغدا خلص تعالى حط الأطباق معايا على السفرة وبعد كده اتكملوا بعيد عن البيت
أنا وحده عندى الضغط ومش ناقصة حړق ډم
أستيقظ بلال من نومه وهو يتململ فى فراشه نظر فى ساعته بعين مفتوحة وأخرى مغمضة هب واقفا فى سرعة ليلحق بصلاة العصر فى المسجد توضأ وبدل ملابسه وسريعا للخارج فوجد عبير تجلس بجوار والدته ويتسامران نظر لها بعتاب وقال
كده برضوا يا عبير أنا مش منبه عليكى تصحينى قبل الأذان بربع ساعة
نهضت وقالت معتذره
اسفه والله يا حبيبى كنت هدخل اصحيك من شوية والكلام خدنا انا وماما
نظر إلى والدته وهى تحمل طفله الصغير على قدمها وتلاعبه فقال وهو ينظر حوله
الله أومال فين باقى الولاد نايمين ولا ايه
ضحكت والدته وهى تقول
لا مش هنا أصلا واحد مع عزة واتنين مع مهرة
نظر لهم متعجبا واتجه إلى الباب وهو يتمتم
واحد مع عزة واتنين مع مهرة أنا مش عارف هما دول ولادى ولا علبة ألوان
ألقى السلام وخرج وأغلق الباب خلفه متوجها للمسجد جلست عبير وهى تحمل الطفل عن أم بلال وهى تقول
والله يا ماما أنا ما كنت عارفة هعمل أيه فى العيال دى لوحدى لولا ان ربنا من عليا بعزة ومهرة وانت كمان يا ماما بتتعبى معانا أوى ربنا يخاليكى لينا
ربتت ام بلال على كتفها برضا وأردفت تقول
انا مكنتش مستغربة من عزة لأنها كبيرة ماشاء الله وتقدر تخلى بالها من طفل صغير اللى
كنت
56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 141 صفحات