السبت 30 نوفمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 58 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

مستغربة منه بجد هى مهرة تعرفى يا عبير لما شفتها فى فرحك حسيت أن البنت دى هتبقى قريبة مننا أوى وحسيت انى اعرفها من زمان ولما ولدتى وجبتى الأربعة ماشاء الله صممت تيجى تقعد معاكى وأمها بصراحه مقالتش لاء وفى أسبوع واحد كانت اتعلمت تتعامل مع العيال ازاى والعيال كمان اتعلقت بيها أوى بس تعرفى يا عبير أمها كمان بتحبك أوى
ابتسمت عبير وهى تقول
أم يحيى دى غلبانة أوى يا ماما هى اللى شايلة بيتها على كتفها جوزها أصلا بيخرج الفجر مبيرجعش غير نص الليل ولا يعرف حاجة عن ولادوا ومكبر دماغوا لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجة ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبة عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
عندما عاد بلال من المسجد وجدهما فى مكانهما كما تركهما دخل وأغلق الباب خلفه ينظر إليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل أقبلت عبير عليه بابتسامة على جبينها واتجه إلى أمه وقبل كفها وحمل عنها الصغير فقالت عبير 
ثوانى هحضر الغدا 
أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائلة فاقترب منها قائلا
صليتى العصر
قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى
لاء لسه هحضر الغدا
واروح اصليه
جذبها من ساعدها برفق وقال
تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
أخذها ودخل بها غرفتهما وأغلقها خلفه أستدار لها ينظر إليها وابتسم وهو يقترب منها ويتحسس وجنتها بأنامله فى رقة وقال 
أنا زعلان منك أوى يا حبيبتى
قطبت جبينها وقالت بلهفة 
ليه يا بلال أنا عملت ايه
قال وهو مازال يداعب وجنتها برفق
مش ملاحظة انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالأولاد وانت بتأخرى الصلاة
خفضت نظرها فى خجل وقالت 
معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى ڠصب عنى بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى بأخرها ڠصب عنى
قبلها على وجنتها قائلا
روح قلبى أنت عارفة كويس أن مينفعش نقدم أى حاجة على الصلاة مهما كانت الحاجة دى أيه عارفة لو أول ما سمعتى الأذان سيبتى كل اللى فى أيدك وروحتى اتوضيتى وصليتى هترجعى تلاقى الحاجة بتتعمل بسهولة ويسر أكتر من لو أخرتى الصلاة علشانها لو بداتى تتهاونى فى مواعيد الصلاة يا عبير هتلاقى نفسك يوم ورا يوم بتصليها قبل الوقت اللى بعدها بخمس دقايق و واحدة واحدة هتلاقى نفسك بتجمعى الصلوات مع بعض وأنا عارف أن حبيبتى هتاخد بالها بعد كده ولو الولد بيعيط حتى صلى وانت شايلاه مفيهاش حاجة
أبتسمت عبير وهى تمسك بيده التى سكنت على وجنتها قالت بحب
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى أنا مبسوطة بيك أوى يا بلال وانت بتنبهنى وبتقولى الكلام ده وبالطريقة دى
أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب
لا اعملى حسابك مش كل مرة هتكلم بالطريقة دى المرة اللى جاية فى ضړب ومش أى ضړب ده هيبقى ضړب بضمير وطبعا انت عارفة ضميرى فاهمانى
ضحكت عبير وهى تحمل الطفل قائلة
إلا عارفة أنت هتقولى على ضميرك برضة انا هروح بقى اصلى وبعدين أحضر الغدا
لحق بها عند باب الغرفة وقال
لا بلاش تدخلى المطبخ
ألتفتت له بدهشة وقالت متعجبة 
ليه
قال بمزاح وهو يمسح على شعرها
بغير عليكى من عيون البوتاجاز
ضحكت عبير وأحمرت وجنتيها وخرجت مسرعة توضأت وصلت العصر وأعدت الطعام كأحسن ما يكون ولم لا فلقد بثها حنانا فأطعمته جمالا جعلها ملكة فوضعته على عرش قلبها وتوجته حاكما وملكته صكوك غفرانها
أخذت عزة الهاتف وسحبت السلك خلفها ودخلت غرفتها وأغلقتها خلفها وهى تضع سامعته على أذنها وتسندها بكتفها وابتسامتها واسعة ثم قالت بصوت خفيض
وحشتنى
قال مداعبا
أيه الجرأة دى كلها وحشتنى مرة واحدة الله يرحم
أحمر وجهها وقالت بعتاب
كده يا عمرو طب انا غلطانة مش هقولك حاجة تانى
قال على الفور
لالالا بهزر معاكى يا شيخة أنت ايه ما بتصدقى علشان تمنعى عنى الدعم السنوى
أتجهت إلى فراشها وهى تحمل الهاتف وكأنها تحمل قلبها بين يديها بعناية وجلست عليه وقالت بشوق
بجد يا عمرو هتيجى أمتى وحشتنى جدا
أستلقى على فراشه ووضع يده تحت رأسه وقال بهمس
وانت كمان وحشتينى أوى بس ڠصب عنى والله بس عموما هانت كلها أسبوعين وتلاقينى عندك وساعتها بقى يا جميل هبقى عاوز عشرة يكتفونى زى الراجل ابو عضلات ده اللى بيقعد فى المولد يقول عاوز عشرة يكتفونى وبعدين يعيط ويقول وعشرين يفوكونى
لم تضحك لدعابته بل قالت بعبوس
أسبوعين يا عمرو لسه أسبوعين كمان وياترى بقى زى كل مرة هتيجى يومين وتمشى تانى
أراد عمرو أن يغير مجرى الحديث فهو يعلم أنها ستبكى بعد قليل كعادتها وتطالبه بترك شركته التى أتعبتها شوقا له منذ عقد قرانه عليها فقال 
فاكرة يا وزة يوم كتب الكتاب عملتى فيا أيه بقى فى عروسة تسيب جوزها زعلان وتقعد تاكل !
ابتسمت وقد تذكرت ذلك اليوم وقالت 
كنت بهرب منك أنت مكنتش شايف شكلك ساعتها
ضحك ضحكات رنانة اختلج لها قلبها وقال
معاكى حق أنا كنت عامل زى القطر اللى من
غير
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 141 صفحات