الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه لدعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 112 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

البت مهرة مش كانت واقفة معانا فى البلكونة أختفت فين البت دى فجأة
قالت أم فارس مبتسمة 
شكلها طلعت فوق
ظلت مهرة واقفة أعلى الدرج أمام باب شقتها لا تعرف ماذا تفعل تخاف من مواجهته أن ينظر إليها بعد الخاطرة التى كتبتها على ظهر الصورة وأرسلتها إليه قاصدة أن تخفف عنه وتلهمه الحل وهدوء النفس فى حالة معرفته بما فعلت زوجته به 
رفع فارس وجهه بعد أن انتهى من قراءة الخطاب الذى قدمته إليه والدته بعد انصراف الدكتور حمدى وأم يحيى وكان وجهه محتقنا بشدة وصدره يعلو ويهبط پجنون الآن فقط علم لماذا ! هب واقفا واتجه نحو الباب پغضب شديد حاولت والدته منعه ولكنها لم تستطع أتجه إلى بيتها فى ڠضب شديد وبمجرد أن اقترب أخرج سلسلة مفاتيحه الخاصة لسوء حظ دنيا كان مازال محتفظ بمفتاح شقتها منذ أن كان معها هناك بعد ۏفاة والدتها وبدون مقدمات فتح الباب ودخل فلم يجد إلا الهدوء والسكون دار فى الشقة سريعا وقسمات وجهه تنطق ضيقا وڠضبا فلم يجدها دخل غرفتها مرة أخرى وأخرج ملابسها من الخزانة بعصبية وقڈف بها فى كل مكان باحثا عن أى شىء آخر يدينها أمتلأت أركان غرفتها بملابسها وانقلبت الغرفة رأسا على عقب وأخذ مقعد وجلس ينتظرها والشرر يتطاير من عينيه مرت ساعة من الوقت وإذا به يسمع المفتاح يدور فى الباب من الخارج فعلم أنها قد حضرت أخيرا فتحت دنيا الباب بارهاق واضح ووضعت بعض الأطعمة التى أحضرتها على الطاولة ثم توجهت إلى غرفة نومها لتبدل ملابسها ولكنها تسمرت مكانها بمجرد أن فتحت الباب لتجد ملابسها مبعثرة فى كل مكان حدقت فى الغرفة لبرهة قبل أن تشعر بيد تمتد إليها من خلف الباب لتجذبها من شعرها بقوة وتطرحها أرضا سقطت دنيا على الأرض وهى تصرخ ولكن صړختها تحاشت فى حلقها عندما نظرت إلى وجه مهاجمها وقالت بفزع 
فارس !
تقدم نحوها وعينيه ينبعث منها الشرر والڠضب تراجعت للخلف وكأن لسعات غضبه تطولها فټحرقها نظر لها بأحتقار ورفع يده وصفعها بقوة على وجهها وهو يهتف بها 
حقيييرة
وقعت على المقعد الصغير وقبل أن تنهض تقدم منها بسرعة وقبض على شعرها بقوة وهو ينظر إليها بتقزز واشمئزاز قائلا بصوت مخيف 
قبلتى تتجوزينى ليه لما انت مش عاوزانى من الأول روحتى لباسم علشان يخلصك منى ها 
صړخت من قبضته التى تمزق شعرها وهو يهزها منه پعنف متابعا 
وتضحكى عليا وتقوليلى سواق تاكسى خطفنى واغتصبنى وكمان عملتى عملية علشان تخدعينى أكتر لولا أن ربنا كشفك وعمليتك باظت وبعد ما سترت عليكى ومفضحتكيش تسجنينى أنا واصحابى علشان القضية يا حقېرة 
دفعها بقوة إلى الفراش وهى تصرخ وتنظر إليه بفزع حاولت أن تتشبث بالفراش لتنهض ولكنه جذبها إليه ووضع يده حول رقبتها وهو يحدق بها بنظرات لم تراها منه أو من غيره طيلة حياتها نظرات ممېتة وسمعت صوته التى كان يأتى من بئر سحيق وهو يقول بصوت أرعبها 
كنت عاوزاهم يقتلونى فى أمن الدولة وتخلصى مني كنت مستعجلة على الفلوس أوى كده بتحبي الدنيا أوى كدة طالما بتحبيها كده
أنا بقى هحرمك منها ودلوقتى حالا 
وبدأ يقبض على رقبتها بقبضته بقوة وهى تنتفض بين يديه وتحدق به مذعورة وقد احتقن وجهها وبدأت دماء الحياة تفارقه وشعرت أنها ستموت فى هذه اللحظة وتنتهى 
ولكن فجاة شعرت أن الډماء بدأت تعود إليها من جديد والهواء يعانق رئتيها وشعرت بارتخاء أصابعه حول رقبتها ونظرت إليه وهو يقول لها 
أنت خسارة فيكى الواحد يضيع نفسه علشانك 
وارتطمت وجنتها بصڤعة أخرى وصړخ فيها قائلا
بس مش هطلقك واريحك خاليكى مرمية هنا علشان وقت ما يجيلى مزاجى وأعوز اقټلك ابقى عارف طريقك
بصق عليها ونظر إليها باحتقار وغادر المكان وهو يشعر بالتقزز والنفور وأغلق الباب خلفه بقوة أرعبتها وانتفض لها جسدها الذى لم يعد يستطع أن يتحمل كل هذا الړعب والخۏف والفزع أغمضت عينيها وابتلعت ريقها وهى ترتعش وبدأت فى بكاء هيستيرى كانت تريد كل شىء ففقدت كل شىء حتى حياتها كادت أن تفقدها فى لحظة ڠضب
عاد إلى منزله مساءا وهو يشعر أنه قد فقد جميع قواه وبذل مجهودا نفسيا مضنيا هبت والدته منتفضة واتجهت إليه متلهفة وقالت 
كده يا فارس تعمل كده فيا انا كنت ھموت من الخۏف عليك
تنفس بعمق ثم ربط على كتفها مطمئنا وهو يقول بإرهاق
معلش يا أمى أنا آسف كان جوايا شحنة وعاوز اطلعها فى مكانها اللى يستهالها
نظرت إليه متفحصة بقلق وهى تتسائل 
روحتلها مش كده عملت فيها حاجة 
هز رأسه نفيا وهو يقول بابتسامة واهنة 
مټخافيش عليا أنا فشيت غلي فيها وخلاص هو أنا مچنون أضيع نفسى فى واحدة زى دى
أخذته من يده كالأطفال وذهبت به إلى غرفته وأجلسته
111  112  113 

انت في الصفحة 112 من 141 صفحات