الخميس 12 ديسمبر 2024

في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 85 من 151 صفحات

موقع أيام نيوز


الصمت المطبق المحيط بهما و لكن حين جاء وقت الإنطلاق تعاظم الخۏف بداخلها فحاولت التحدث حتي تتناسي الأمر عل ذلك يهدئ من أدرينالينها الذي ارتفع عن معدله الطبيعي لذا قالت بنبرة متوترة قليلا 
هي الطيارة دي بتاعتك 
لا سالفها !
كانت إجابته مقتضبه مختصرة ساخرة بطريقه أثارت حنقها فأخذت جرعه كبيرة من الهواء تحبسه بداخلها عله يهدئ من نيران الڠضب الممزوج پخوف ظهرت ملامحه في عيناها و علي تقاسيمها و لكنها أبدا لن تفصح عنه و لم تكن بحاجه لذلك فقد إلتقمته عيناه الخبيرة فتحدث بخشونه 

أول مرة تركبي
طيارة 
اتبعت نفس منهجه في التعامل فأختارت أن تكون إجابتها مختصرة و بإقتضاب تماما كما فعل معها
أه .
كانت تنظر إلي جهة النافذة بينما تعتصر كفوفها ببعضهم البعض
لتتفاجئ بظل ثقيل يخيم فوقها فإلتفت لتصطدم بعيناه الصقريه التي كانت قريبة جدا منها تناظرها بطريقة جعلت الډماء تتجمد بعروقها و أنفاسه التي كانت ساخنة ملتهبة أشعلت حرارة جسدها و تجلي ذلك في خديها المحمران بشدة و ضربات قلبها التي كانت تدق پعنف تردد صداها بأذنيها التي إلتقطت صوت إغلاق و الذي لم يكن سوي لحزام الأمان الذي قام بغلقه لها ثم عاد إلي مقعده بكل هدوء و ثبات تجلي في نبرته حين قال
لازم تربطي حزام الأمان قبل الإقلاع !
مازال الإرتباك و الخجل يلونا تقاسيمها مما جعل نبرتها مهتزة حين قالت 
لو قولتلي كنت قفلته !
كانت عيناه تتابع شي ما علي حاسوبه بينما أجابها بلامباله 
لقيتك سرحانه في الشباك قولت أسيبك لاحلام اليقظه بتاعتك ! 
فرح پصدمة ممزوجه بإستنكار 
أحلام اليقظة !
سالم بفظاظة
هو مش بردو السرحان بالنهار بيسموه أحلام يقظة 
انقشعت الصدمة و حل محلها ڠضب حارق تجلي في نبرتها حين قالت 
مكنتش سرحانه علي فكرة و جو المراهقات و الأحلام دا مش بتاعي . و أفضل بعد كدا لو في حاجه مفروض اعملها حضرتك تنبهني و أنا أعملها . مش عايزة اتعبك 
هز رأسه و لم يجيبها مما جعل أسنانها تصطك من الڠضب الذي حاولت ابتلاعه و لم تفلح فأخذت تخرجه مع زفيرها علها تهدأ قليلا بينما كان هو منشغل بمتابعة أعماله و لم يعطيها أي إنتباه فقامت بإخراج حاسوبها و دفتر ملاحظاتها و نظرت إليه قائله بعملية
هنقعد هناك قد إيه 
معرفش 
أجابها بإختصار فقالت بحنق
يعني إيه . هو مش المفروض تكون عارف هتقعد هناك قد إيه 
و إيه إلي فرضوا 
يعني . كل أصحاب الشركات لما يروحوا مؤتمرات بيبقوا عارفين هيقعدوا قد إيه عشان وقتهم بيكون ضيق 
أنا غير كل أصحاب الشركات إلي تعرفيهم !
ذلك الرجل يستطيع أن ينافس علي لقب بطل العالم في الأستفزاز و التعجرف . كم تتمني لو أنها تستطيع أن تمسك بحاسوبها و تهوي به فوق رأسه اليابس هذا و تحطمه . فهذا هو الشئ الوحيد الذي سيجعلها تتنفس براحة 
هسهست پغضب 
اللهم طولك يا روح 
سالم بتهكم
شاطرة قولي الدعاء دا علي طول . عشان أنتي محتاجه فعلا !
حاولت ألا تندرج تحت طائله إستفزازه و قالت بنبرة هادئه بعض الشئ
في حاجه معينه هتبقي محتاجها مني 
رقع رأسه ناظرا إليها بعينان صقريه تخفي داخلها أكثر مما تفصح فسارعت بتفسير معني حديثها قائله بنبرة متزنه 
أقصد في الترتيبات و كدا . 
تحولت عيناه إلي الحاسوب أمامه و قال بإختصار
لا ..
أول ما نوصل هيكون في أي اجتماعات أو..
قاطعها قائلا بخشونه
لما نوصل هتعرفي !
أبتلعت حنقها من رده المستفز و قالت بنفاذ صبر
تمام برنامجنا هيكون إيه عشان أقدر أنظم وقت حضرتك هناك .
كرر جملته السابقه بنفاذ صبر 
لما نوصل هتعرفي !
جعلها رده تحترق كمدا من ذلك المتعجرف المغرور و الذي لسوء حظها مجبرة علي التعامل معه و التحلي بالصبر لكونه رب عملها بل أسوء رب عمل قد يقابله المرء في حياته و قد قررت بداخلها أن تتركه يذهب إلي الچحيم فقامت بغلق حاسوبها و إدخال دفتر ملاحظاتها إلي الحقيبه و هي تقول بنفاذ صبر 
أوك . لو في شئ أقدر أساعدك بيه ياريت تبقي تعرفني !
في !!
أجابها بإختصار بينما عيناه تناظرها بحنق لا تعرف كنهه فقامت بإمساك قلمها و دفتر ملاحظاتها و قالت بعمليه 
اتفضل أقدر أساعدك بأيه 
تسكتي !
برقت عيناها من صدمة كلمته و التي أتبعها پصدمه أخرى جعلت الډماء تفور في أوردتها ڠضبا 
ياريت تسكتي عشان أعرف أركز في إلي بعمله ! 
وغد. وقح متغطرس بارد مغرور. كان لسان حالها يردد تلك الكلمات التي تحاول بأعجوبة أن لا تقذفها بوجه ذلك الوغد الذي يستحق صڤعة قوية علي وجهه حتي تشفي غليلها و لو قليلا و لكن للأسف كانت
تلك أمنيه صعبة المنال كثيرا لذا حاولت تهدئه نفسها و إبتلاع ڠضبها قبل أن تتمتم بخفوت من بين أسنانها
تمام .. هسكت 
أطلقت جأشة مكبوته من
 

84  85  86 

انت في الصفحة 85 من 151 صفحات