الصامته روايه كامله
وجيه ابتسامة خفيفة... وأشار للشباب للخروج فتمتم جاسر بنظرة ماكرة لجده _ مستنيك على الفطار يا جدي... نظر له الجد بابتسامة منتصرة حتى خرج الشباب من الغرفة وأطمئن وجيه على والده.... ثم بادر الأب بالحديث وقال ببعض التردد _ أنا مش عاجبني حالك يا وجيه بتضيع عمرك سنة ورا سنه ومش عارف هتفضل كده لحد أمتى! شعر وجيه ببعض الملل في تكرار هذا الأمر بذات الموضوع كلما أنفرد بوالده للحديث...حتى بهذا الصباح! ابتعد وجيه للنافذة ونظر للطقس الشتائي من النافذة الزجاجية وقال _ مش مستعد أكرر التجربة تاني أنت عارفني كويس وعارف أن الفشل مش بعرف أتقبله بسهولة...ثم أني كبرت ومش بفكر أتجوز خلاص ...نسيت الموضوع ده.... أعترض والده بشدة وتحدث بعصبية _ سنك 42 سنة!! معجزتش زيي يعني عشان تيأس كده! قول أنك أنت اللي مش عايز تتجوز وأنا هقتنع أكتر! بس أنا عارف.. ضيق وجيه عينيه بحدة واستدار بذهول لوالده وقال _ عارف إيه! .... قال والده بنظرة متفحصة لانفعاله الواضح وكأن أحد كشف سره العظيم _ دايما كنت بحس أن في واحدة مستخبية ورا كل اعتراضك للجواز....حتى أنها ورا فشل جوازتك الأولى اللي مكملتش 6شهور!....مستخبية دايما في نظراتك لما بتسرح وتروح لبعيد... ما تخبيش عليا أنا عارفك وحافظك.. توترت نظرات وجيه....ونظر لوالده بصمت وبريق عينيه يفضح الكم الهائل من الحنين الذي أخفاه لسنوات من العڈاب مرت عليه... وأقسم أن لا يحب مرة أخرى...بعدما تلقى صفعه الهجر دون سبب أو مبرر... وتلقى وقتذاك خنجر الغدر في خشوع وكبرياء وكأن هذا الخڼجر الغاشم جعل أكنه على قلبه اتجاه...الحب حتى بعد تجربة زواج أعتقد أنها ستنسيه ما مر به.....ولكنها جعلته يتأكد أنه لن يستطيع تقديم قلبه لامرأة مرة أخرى.... قال في نظرة عاتبة لوالده _ جوازتي الأولى كانت اختيارك مش اختياري...وبسبب حزنك
العڈاب إذا ابتسم! وولادة
الظلام! وهجر الربيع إلى بكاء المطر! ربما أراد
قطار الذاكرة أن يقف عند تلك المحطة... محطة موحشة كانت كفن سعادته! سعادة أنتظرها عمرا ... ولم يربحها گ الفرس الرابح دائما وهزم